مشروع الأبنية المدرسية النموذجية يشهد تلكؤاً في المرحلة الأولى.. ولجنة حميد الغزي تتسلم 350 مدرسة فقط من أصل 1000 دون توضح أسباب التأخير
قبيل انطلاق العام الدراسي
انفوبلس/..
بعدما وقع العراق 15 عقداً مع شركتي "باورتشاينا" و"سينوتك" الصينيتين، بهدف بناء (1000) مدرسة (مشروع الأبنية المدرسة النموذجية) كمرحلة أولى في عموم العراق للنهوض بالواقع التربوي، تعلقت الآمال على افتتاح تلك المدارس لسد النقص الحاصل في الابنية المدرسية ضمن القطاع التربوي الذي يعاني التردي في هذا المجال وسط بروز ظاهرتي الدوام الثلاثي والمزدوج، والمدارس الكرفانية والطينية.
وبحسب مراقبين، فإن العراق بحاجة إلى نحو 12 ألف مدرسة خلال الأعوام القليلة القادمة لسد الحاجة المحلية لقطاع التعليم، وتعويض النقص في الأبنية المدرسة بشكل عام.
ولغرض استلام تلك المدارس، ومتابعة مراحل الإنجاز فيها، تم تشكيل لجنة برئاسة الأمين العام لمجلس الوزراء حميد نعيم الغزي، وعضوية ووزارة الإعمار والإسكان ومديريات التربية المحافظات، وممثل عن الشركة الصينية المنفذة.
إنجاز 350 مدرسة فقط
وكانت التصريحات الرسمية للأمانة العامة لمجلس الوزراء، قد أشارت الى أن مجموع الـ(1000) مدرسة التي تمثل المرحلة الاولى من المشروع سوف تُسلم في تموز عام 2024، وأن فرق الامانة الهندسية مستمرة بالمتابعة الميدانية"، نافية وجود فساد وتلاعب بالمواد الإنشائية الداخلة في عملية البناء، ولم تؤشر عمليات فساد في أي موقع.
إلا أن فريق الإعلام الحكومي، أعلن اليوم الأحد، عن إنجاز 350 مدرسة نموذجية فقط من مجموع 1000 مدرسة جديدة في بغداد والمحافظات، ضمن الاتفاقية العراقية – الصينية.
وقال المتحدث باسم فريق الإعلام الحكومي، حيدر مجيد، إن "عدد المدارس النموذجية التي تم إنجازها ضمن الاتفاقية الصينية بلغ (350) مدرسة جديدة"، لافتاً الى أن "عدد المدارس التي لا تزال قيد الإنجاز بلغ (650) مدرسة".
وأشار إلى أن "هذه المدارس هي ضمن الـ 1000 مدرسة التي تمت المباشرة بها ضمن الاتفاقية العراقية - الصينية والتي سيتم إنشاؤها في مختلف المحافظات"، لافتاً الى أن "وزارة التربية وضمن جهود تأهيل الأبنية المدرسية والتي باشرت به العام الماضي قامت بتأهيل أربعة آلاف مدرسة حتى الآن وجهزتها بمختلف المستلزمات الضرورية".
وخلال زيارة لمشروع الأبنية المدرسية النموذجية في قضاء الحسينية، أشار الأمين العام لمجلس الوزراء حميد نعيم الغزي، السبت، الى أهمية المشروع، كونه سيُسهم في فك الاختناقات الحاصلة في الأبنية المدرسية، وتوفير بيئة تعليمية آمنة وحديثة، وتوسيع قدرة المدارس لاستيعاب الأعداد المتزايدة من الطلاب.
ودعا الغزي، الشركة الصينية المُنفذة الى أن تهتم بمضاعفة الجهد ورفع وتيرة العمل خلال المراحل النهائية من المشروع، وزيادة وجبات العمل اليومية.
331 مدرسة لغاية منتصف حزيران
وكان المتحدث باسم الأمانة العامة لمجلس الوزراء، حيدر مجيد، قد أكد في 14 حزيران 2024، أن "عدد المدارس المنجزة حتى الآن يبلغ 331 مدرسة في بغداد والمحافظات، بسعات تتراوح بين 12 و18 و24 صفًا".
وتوقع مجيد، أن "عدد المدارس المنجزة قد يصل إلى حوالي 450 مدرسة بنهاية شهر حزيران من أصل ألف"، مشيراً أن "رؤية وخطة الأمانة تتضمن بنهاية شهر تشرين الثاني المقبل تسلم ألف مدرسة".
وأضاف، أن "عملية الاستلام ستتم وفقًا للمواصفات الفنية التي وضعتها الأمانة العامة"، مشيرًا إلى أنه "تم افتتاح أول مدرسة من هذه الجهة في ذي قار".
وأشار إلى "تشكيل لجنة برئاسة الأمانة العامة لمجلس الوزراء، ووزارة الإعمار والإسكان ومديريات التربية المحافظات، وممثل عن الشركة الصينية المنفذة الغرض استلام المدارس المنجزة".
ولفت المتحدث باسم الأمانة العامة لمجلس الوزراء إلى أن "هذا الإنجاز سوف يقضي على ظاهرتي الدوام الثلاثي والمزدوج، وأيضاً المدارس الكرفانية والطينة ويعد إضافة جديدة إلى التربية كونه المشروع الأول من نوعه من ناحية المساحات الفنية والتصاميم".
وأوضح أن "المشروع الأبنية المدرسية النموذجية في محافظات العراق عدا إقليم كردستان".
تفاصيل العقد ومناطق المشاريع
وحصلت شركتا بور جاينا Power China وسينوتك Sinotec الصينيتين على عقود تنفيذ عدد من المدارس في عموم العراق.
المشاريع قُسمت على ثلاث مناطق، الاولى كانت من نصيب شركة "سينوتك" وتضم محافظة نينوى (92 مدرسة) وصلاح الدين (78 مدرسة) وكركوك (44 مدرسة) والانبار (51 مدرسة) وديالى (56 مدرسة) ليصبح مجموع مدارس المنطقة 321 مدرسة وبقيمة أكثر من 600 مليون دولار.
والمنطقة الثانية جاءت من نصيب شركة "بور جاينا" وتضم محافظة كربلاء (44 مدرسة) والنجف (40) وبابل (45 مدرسة) والديوانية (61 مدرسة) وواسط (48 مدرسة) وبغداد (144 مدرسة) ليصبح مجموع مدارس المنطقة 382 مدرسة وبقيمة 745 مليون دولار.
وفيما يتعلق بالمنطقة الثالثة، فقد ذهبت الى شركة بور جاينا ايضاً وتضم محافظة البصرة (106 مدارس) وذي قار (86 مدرسة) والمثنى (53 مدرسة) وميسان (52 مدرسة) ليصبح مجموع مدارس المنطقة 297 مدرسة وبقيمة 547 مليون دولار.
وتبلغ التكلفة الاجمالية للمشروع 1،8 مليار دولار، فيما قررت الحكومة العراقية منح الشركتين "سلفـة تشغيلية لا تزيد عن ۱۰% لقاء خطاب ضمان من مصرف معتمد.
وفي 24/9/2019، قرر مجلس الوزراء، تشكيل "اللجنة العليا لبناء المدارس" ويتولى رئاستها رئيس مجلس الوزراء وعضوية عدد من الجهات المعنية.
فساد العقود الفرعية
وكانت تحقيقات استقصائية، قد كشفت في وقت سابق، عن "عمليات استنزاف" في عقود الحكومة العراقية السابقة برئاسة مصطفى الكاظمي، مع شركتي بور تشاينا وسينوتك لبناء ما يزيد عن ثمانية الاف مدرسة في العراق، ضمن الاتفاقية الصينية لبناء المدارس.
وبينت التحقيقات، أن "العراق والذي يحتاج الى نحو 12 ألف مدرسة خلال الأعوام القليلة القادمة لسد الحاجة المحلية لقطاع التعليم، تعاقد مع الشركتين الصينتين على بناء ثمانية آلاف مدرسة، من بينها مرحلة أولى يتم تسليم ألف مدرسة خلالها".
التحقيق كشف، أن "العقود التي وُقّعت مع الشركات الصينية لتقديم النفط مقابل الاعمال بدلا عن التمويل المالي، تضمنت قيام تلك الشركات بتجزئة المشاريع وتوزيعها ضمن عقود فرعية على مجموعة من المستثمرين المحليين، الامر الذي أكدت أنه قاد الى "تقليل الأموال المخصصة للبناء الفعلي مع ارتفاع تكلفة التعاقد مع المستثمرين والوسطاء المحليين".