مشروع طريق الفاو يواصل التأرجح بين المتنفذين.. "سهل العراق" تستحوذ وخصومها يكشفون المستور.. إليك التفاصيل
انفوبلس/ تقارير
عادَ مشروع طريق الفاو مجدداً ليفجر صراعا محموما في محافظة البصرة، بعد إصرار شركة سهل العراق على الاستحواذ على العقد قابله رد أشبه بالحرب من قبل خصومها وكشف المستور خلف كواليس الكومشنات. فما هي تفاصيل هذا العقد؟ وما هي الأسماء المتورطة به؟ إليك رأي الشارع البصري بما حدث ولا زال يحدث.
*أصل الخلافات وبدايتها
يوم أمس، كشف مصدر مسؤول في ديوان محافظة البصرة، عن نشوب خلاف بين موظفين ومسؤول قسم العقود في ديوان المحافظة، بسبب محاولات مدير قسم العقود تمرير مشروع طريق الفاو رغم وجود مخالفات قانونية.
وقال المصدر، إن "موظفين في ديوان محافظة البصرة، اعترضوا على أكبر مخالفة قانونية وعملية هدر للمال العام في تاريخ ديوان محافظة البصرة".
وأضاف، إن "الموظفين أشاروا الى أن دعوة مباشرة وُجِّهت لثلاث شركات جميعها لم تستوفِ الشروط، واحدة منها شركة فشلت بتنفيذ طريق طوله 11 كم – في إشارة إلى شركة سهل العراق - ، في حين لم تتم دعوة شركات بصرية رصينة وشركات أخرى نفذت حديثاً أجزاء من الخط السريع، فضلاً عن طريق 150 في أربيل عاصمة كردستان".
*عملية الفساد الأكبر
وبين المصدر، أنهم "وصفوا ما يجري في ديوان المحافظة بعملية الفساد الأكبر التي تُحاك في غرف مظلمة برعاية هيئة اقتصادية لحزب نافذ، باتت تمارس دورها وتستخدم أسلوب التهديد والوعيد ولغة السلاح".
ووجه موظفو قسم العقود، وفقا للمصدر، "نداءً عاجلاً لهيئة النزاهة ورئيسها القاضي حيدر حنون لوقف عملية فساد تصل لـ 300 مليار دينار، فضلاً عن تعلقها بأرواح مئات الآلاف من المواطنين، الذين لقوا المئات منهم حتفهم على طريق الفاو ذو المسار الواحد".
*ثلاث شركات متنافسة على المشروع.. سهل العراق في الصدارة
وفي تطور جديد، تحدّث مسؤول قسم معني في ديوان محافظة البصرة، اليوم الأربعاء، عن القصة الكاملة لمحاولات إحالة مشروع طريق الفاو، جنوبي البصرة، لشركة متلكئة وتوصف بـ"الفاشلة" مؤكدا أن مسؤولاً كبيرًا استحصل موافقة رئيس الحكومة محمد شياع السوداني لإحالة المشروع وفق نظام الإحالة المباشرة لثلاث شركات هي، (النرجس، ماء السماء، وسهل العراق)".
وأوضح، أن "العملية كانت عبارة عن خدعة لرئيس الوزراء محمد شياع السوداني، حيث تمت دعوة اثنتين من كبريات الشركات هي (النرجس وماء السماء) لكن تمت إضافة شركة متلكئة وفاشلة وهي (سهل العراق).
وأكد، أن المسؤول الكبير في البصرة اتصل بمديرَي شركة (النرجس وماء السماء) وأبلغهم أن المشروع خاص به ويجب أن يُحال لشركة (سهل العراق) وحذرهم من تقديم عطاءات حقيقية بل طلب منهم تقديم عطاءات "شكلية" حتى يتسنى لشركة (سهل العراق) الظفر بالمشروع".
*تمثيلية لخداع السوداني
المصدر وصف، ما حصل بـ"الخدعة والتمثيلية" والتي أُحيكت لخداع رئيس الوزراء، وإيهامه أن الدعوات تمت وفق مبدأ الشفافية، لكن ذلك لم يحصل وكانت منافسة شكلية تخضع لضغط المسؤول الكبير الذي خدع السوداني".
*استبعاد الشركات الرصينة
ونوه مسؤول القسم، إلى أن "شركات رصينة ولها أعمال مماثلة استُبعدت من الإحالة المباشرة وهي التي نفذت طريق أم قصر- سفوان والذي يُعد من أفضل الطرق وأكثرها رصانة بعد عام 2003، مؤكدا، أن "شركات رصينة نفذت مقاطع من الخط السريع بين البصرة وبغداد فضلاً عن الشركة التي نفذت طريق 150 في أربيل، والشركة التي نفذت مرحلة من طريق الفاو".
ويضيف المصدر، أن" شركة خطيب وعلمي اللبنانية" والتي يبلغ راتب المهندس اللبناني فيها أكثر من (ثلاثين مليون دينار)، هي من صممت وسعّرت وهي من ستشرف على المشروع وتأخذ دور المهندس المقيم بعد أن رفعت التسعيرات التي وضعتها الدوائر المستفيدة ورفعت الأسعار بذريعة وضع فقرات، هي بالغالب فقرات سطحية أو تُرفع لاحقا، كما حصل في مشاريع البنى التحتية في مناطق الطوبة والنخيلة والزبير والقرنة".
*رأي البصريين
في 4 آب الجاري، وجه لفيف من موظفي قسم العقود بديوان محافظة البصرة، نداء الى هيئة النزاهة للتحقيق بإحالة مشروع طريق الفاو الى شركة "لم تستوفِ الشروط" على حد تعبيرهم.
وناشد المواطنون، رئيس هيئة النزاهة الاتحادية القاضي حيدر حنون لمتابعة إجراءات إحالة مشروع طريق الفاو لشركة "سهل العراق".
*إجراءات غير قانونية
من جانبه، أكد مصدر مسؤول، وجود "إجراءات غير قانونية يتبعها قسم العقود في ديوان محافظة البصرة لمخالفة شروط إحالة مشروع طريق الفاو لشركة (سهل العراق) التي لم تستوفِ الشروط".
وطالب المصدر الذي فضل عدم ذكر عن اسمه "القاضي حنون بمتابعة الأمر بنفسه وايقاف إجراءات منح مشروع طريق بطول 80 كم لشركة فشلت بتنفيذ طريق طوله 11 كم خلافاً للقانون ما يعني هدر 280 مليار دينار".
واكد المصدر، أن "الموظفين لم يتمكنوا من كشف هوياتهم خوفاً من عقوبات تعسفية يتعرضون لها مثل النقل لمناطق نائية وحجب المخصصات، فضلا عن التعرض للفضل من الوظيفة وهو الأسلوب المتبع لمن يعترض على القرارات الخاطئة".
*احتجاج شعبي
وفي وقت سابق من الشهر الماضي، كشف الحراك الشعبي في مدينة الفاو بمحافظة البصرة، عن عزمه تنظيم تظاهرات وقطع الطريق المؤدي إلى ميناء الفاو وعدد من المنشئات النفطية.
وقال مسؤول حراك الفاو الشعبي أبو عبد الله الفاوي، إن "إحالة طريق الفاو أو ما بات يعرف بـ"طريق الموت" إلى شركة فشلت بتنفيذ طريق حمدان بطول 11 كيلومترا هو خيبة أمل كبيرة، مبيناً أن طريق الفاو يبلغ طوله 80 كيلومترا وبكلفة 280 مليار دينار"، متسائلا: "كيف تتم إحالته دون مناقصة وإعلان لشركة فشلت بتنفيذ طريق طوله 11 كم؟".
وكشف، عن" عزم الحراك تنظيم تظاهرات واعتصام مفتوح على الطريق المؤدي لميناء الفاو "قيد الإنشاء" والمنشئات النفطية الموجودة في الفاو للمطالبة بإعلان المشروع عبر مناقصة وليس إحالته بالغرف المظلمة لشركة "فاشلة".
ووجه الفاوي تحذيرًا لمن وصفهم بسماسرة المشاريع من المجازفة بأرواح المواطنين من خلال بيع المشاريع لشركات فاشلة ولا تمتلك خبرة لكنها تدفع أعلى "الكومشنات" للمسؤولين الذين يعبِّئون أرصدتهم في مصارف خارج العراق".