مطار النجف الأشرف مجددا.. "لغز" الصراع ينكشف فهل تحولت "اقتصادية الحكمة" إلى لعنة؟

انفوبلس/ تقارير
بعد ضجة المقطع المسرَّب و"اقتصادية الحكمة"، كشف عضو لجنة النزاهة النيابية هادي السلامي يوم أمس عن أسباب استمرار الصراع القائم في مطار النجف الدولي وسبب الجدل المستمر، لتعود الأزمة إلى الواجهة، فماذا كشف؟ وما هي التسويات الاقتصادية التي تحدث عنها؟ انفوبلس تابعت المستجدات وأعدَّت تقريراً مفصلاً بشأنها.
تذكير بـ"اقتصادية الحكمة"
بدأت أزمة مطار النجف الأشرف بالظهور علناً بعدما أثار تسريب لمقطع فيديو، مؤخراً، يظهر فيه نواب وموظفون في المطار وهم يتحدثون عما يُعتقد أنها صفقة مالية مشبوهة تتعلق بمطار المدينة، أثار موجة جدل واسعة، حيث ظهر في مقطع الفيديو متحدث يقول إن “حل المشكلة في مطار النجف الدولي يتطلب التواصل مع (مكتب اقتصادية تيار الحكمة)، لينتهي الأمر”.
وكان النائب هادي السلامي أحد الذين ظهروا في مقطع الفيديو المسرَّب من جلسة أعضاء البرلمان وموظفي المطار، وكان يرفض طلب أحد الموظفين من النواب التحدث مع (اقتصادية تيار الحكمة) لحل مشكلات المطار، في إشارة إلى أن هذا التيار السياسي ضالع في إدارة المطار.
يشار إلى أن (مكتب الاقتصادية) هو مكتب حزبي يشرف على صفقات تجارية مع مؤسسات حكومية.
كما أعاد مقطع الفيديو، الحديث حول هيمنة الأحزاب والقوى النافذة داخل محافظة النجف وسيطرتها على معظم إيرادات المطار منذ افتتاحه رسمياً في تموز يوليو 2008.
السلامي يكشف أسباب الصراع
بعد ذلك، لم يهدأ الأمر وتوالت ردود الفعل والمعلومات بالظهور شيئاً فشياً، حتى كشف عضو لجنة النزاهة النيابية هادي السلامي، أمس السبت، عن أسباب استمرار الصراع القائم في مطار النجف الدولي، فيما أكد أن السبب الرئيسي وراء سوء الإدارة هو الصراع على السلطة والمال بين الأحزاب الحاكمة.
وقال السلامي، في تصريح تابعته “انفوبلس”، إن “السبب الرئيسي وراء سوء الإدارة في مطار النجف الدولي هو الصراع على السلطة والمال بين الأحزاب الحاكمة”. مضيفاً، إن "هذه الأحزاب تسعى للسيطرة على المطار لأغراض اقتصادية حزبية".
وأضاف السلامي قائلاً: “قبل فترة كانت هناك مشكلة كبيرة في مطار النجف بسبب غياب مدير للمطار، وهو ما يعود إلى المحاصصة الحزبية والصراع على السلطة والمال وقد قمنا بإحالة هذا الملف مجددًا إلى جهاز الادعاء العام وهيئة النزاهة، وهو الآن منظور أمام القضاء العادل".
وأشار الى أن” هناك جهودًا كبيرة تبذل من قبل القضاء وهيئة النزاهة والادعاء العام لمكافحة الفساد، وأن غالبية ملفات الفساد المتعلقة بالمطار باتت تحت المراجعة”.
تسويات اقتصادية
وتابع السلامي حديثه بالقول: “نحن حاليًا نركز على متابعة الملفات القديمة وليست الجديدة، حيث توجد مشاريع متلكئة في المطار وبعض المشاكل مع الشركات”.
وأردف، إن “اللجنة ومنذ أدائها اليمين الدستورية داخل البرلمان، تتابع بشكل دوري ومنتظم جميع ملفات الفساد في محافظة النجف الأشرف”، مشيرا الى أن ” القضاء وهيئة النزاهة وجهاز الادعاء العام يقومون بمتابعات جيدة في هذا الشأن”.
وأشار إلى أن “غالبية الأحزاب الحاكمة في النجف لديها تسويات اقتصادية وتعمل على الاستحواذ على عقود المطار لتعزيز مصالحها”.
عقود مطار النجف.. أين تذهب الإيرادات؟
في شباط فبراير 2023، قال رئيس سلطة الطيران المدني عماد الأسدي، إن الجهات الرسمية لا تعرف أين تذهب إيرادات مطار النجف الدولي.
وأشار الأسدي في حوار متلفز تابعته شبكة انفوبلس، إلى أن “إيرادات مطار النجف الدولي أثناء الزيارات الدينية توازي إيرادات مطار بغداد”.
وأضاف، أن “محاسباً قانونياً يتولّى تدقيق إيرادات المطار، لكن لا أحد يعرف أين تذهب تلك الإيرادات المالية”.
الأسدي أوضح أن “المطارات العراقية تنقسم إلى اتحادية كمطار بغداد والبصرة والموصل وذي قار، وأخرى استثمارية كمطاري كركوك والنجف، لكن الأخير يعمل الآن دون إجازة استثمارية بعد مغادرة الشركة الاستثمارية لأسباب مجهولة”.
وكان مجلس محافظة النجف، قد قرر في 16 نيسان أبريل 2024، إعفاء علي أحمد حسن التابع للتيار الصدري من مهام مدير مطار النجف الاشرف الدولي، وتكليف حسين عباس مهنا التابع لحزب الدعوة بمهام مدير مطار النجف الدولي لمدة ستة أشهر ويتمتع بكافة الصلاحيات الإدارية والمالية التي تمكنه من أداء مهامه، الأمر الذي سبب تشبث الطرفين بالمنصب والتواجد داخل المطار مما أثار انتقادات واسعة.
فيما قرر مجلس الوزراء، في 28 نيسان أبريل 2024، تكليف مدير عام شركة إدارة المطارات عباس صبار بتسيير أعمال مطار النجف، في خطوة لتقليل من حجم الصراعات المتأججة في المطار.
النزاهة تقرّ بوجود فساد
في 29 يناير، 2023 أقرت هيئة النزاهة بوجود عمليات فساد إداري ومالي في مطار ودائرة بلدية النجف بقيمة مليار و 370 مليون دينار.
وذكرت الهيئة في بيان ورد لشبكة انفوبلس، أن ملاكات مكتب تحقيق النجف التابعة لدائرة التحقيقات نفَّذت (5) عمليَّات ضبطٍ مُنفصلةٍ في المطار الدوليِّ في المُحافظة، مُشيرة إلى أن لجان المشتريات في المطار قامت بتنظيم معاملات شراءٍ صوريَّةٍ وصرف مبلغ (566,867) دولاراً أمريكياً بشكلٍ مُخالفٍ للقانون، مُبيِّناً أنَّه تمَّ خلال (4) عمليَّاتٍ مُنفصلةٍ ضبط أوليَّات الصرف الخاصَّة بتلك المُعاملات التي أدَّت إلى هدرٍ في المال العام.
وأضافت، إن ملاكات المكتب رصدت قيام مُوظَّفين في المطار بشراء مكانس كهربائيَّةٍ بمبلغٍ كبيرٍ جداً وبشكلٍ مبالغٍ فيه، لافتةً إلى أن كلفة عمليَّة الشراء التي تمَّت بصورةٍ مُخالفةٍ للقانون بلغت ( 196,900) دولارٍ أمريكيٍّ.
وقبل ذلك، اعلنت الهيئة العامة للكمارك، عن كشف تهريب أكثر من 32 مليون دينار في كمرك مطار النجف الأشرف.
وخلال تلك الفترة أيضا، رصدت الأجهزة الأمنية عصابة متهمة بالاتجار عند مطار النجف، أثناء محاولتها بيع طفل بمبلغ مالي مقداره 15 مليون دينار عراقي، وهي صفقة كانت تنتظر استكمالها عبر شبكات التهريب العاملة عبر المطار.