مقارنة بين زيارة عاشوراء وموسم الحج.. كيف تفوق تنظيم الـ6 ملايين على تنظيم الآلاف؟
انفوبلس/ تقارير
بعد انتهاء مراسم العاشر من محرم يوم أمس، برزت العديد من المقارنات بين موسم الحج وما شهده من خروقات ووفيات، وبين الملايين التي أَحيَت هذه المراسم في كربلاء المقدسة وأكملتها في سلام دون أي مشكلة، رغم أن أعدادها تفوق أعداد الحجاج بأكثر من ثلاثة أضعاف، فكيف فشلت السعودية باحتضان أقل من مليوني حاج ونجح العراق بتأمين زيارة أكثر من 6 ملايين زائر؟ وماذا لو كانت المقارنة رقمية وبالإحصاءات؟ تعرف على كل الإجابات في سياق التقرير الآتي.
عدد زوار يوم العاشر
قبل كل شيء، وكل مقارنة، تجب معرفة عدد الزوار خلال موسم الحج وخلال مراسم عاشوراء، إذ أكد مجلس محافظة كربلاء المقدسة، أن أكثر من 6 ملايين زائر شاركوا في إحياء تلك المراسم يوم أمس الأربعاء.وقال رئيس المجلس قاسم اليساري في تصريح للوكالة الرسمية تابعته شبكة انفوبلس، إن "عدد الزائرين الذي شاركوا بإحياء مناسبة العاشر من شهر محرم الحرام وعزاء (ركضة طويريج) منذ 1 محرم الحرام ولغاية ليلة العاشر بلغ أكثر من 6 ملايين زائر".
عدد الحجاج
بعد أن عرفنا عدد الزائرين في ليلة العاشر فقط والذي تجاوز الـ6 ملايين، تنبغي معرفة عدد الحجاج الذين استقبلتهم السعودية هذا الموسم، إذ وفي منتصف حزيران الماضي، كشفت الهيئة العامة للإحصاء في السعودية، عن إجمالي أعداد الحجاج لعام 1445هجرية، وكم يبلغ عددهم من الخارج ومن الداخل، بحسب ما أوردت وكالة الأنباء السعودية "واس".
وقالت الهيئة العامة للإحصاء في بيان، إن "عدد الحجاج للعام الحالي بلغ 1,833,164 حاجا، منهم 1,611,310 حجاج قدموا من خارج المملكة عبر المنافذ المختلفة، فيما بلغ عدد حجاج الداخل 221,854 حاجا من المواطنين والمقيمين".
ويعني بيان هيئة الإحصاء السعودية، أن إجمالي عدد الحجاج بلغ أقل المليونين، وبهذا فإن عدد من أدَّوا مراسم عاشوراء يفوقهم بأكثر من ثلاثة أضعاف.
عدد المتوفين خلال موسم الحج
بعد معرفة أعداد الزائرين في كل بلد، لنبدأ هنا المقارنة، ولننطلق من أعداد الوفيات في كل مناسبة، إذ أعلنت السعودية، بعد انتهاء موسم الحج للعام الحالي أن أكثر من 1300 حاج توفوا خلال المناسك.
ونقلت وكالة الأنباء السعودية (واس) عن وزير الصحة فهد الجلاجل قوله خلال مداخلة تلفزيونية: "بلغ عدد الوفيات 1301، 83% منهم من غير المصرح لهم بالحج، الذين ساروا مسافات طويلة تحت أشعة الشمس، بلا مأوى ولا راحة".
لقد اعترفت السعودية، بأنها لم توفر سبل الراحة للحجاج وأن 83% منهم توفوا لهذا السبب، لنستعرض أدناه تفاصيل ليلة العاشر وهل تكررت هذه المأساة بها أم لا.
لا وفيات ولا خروقات في ليلة العاشر
تجيب خلية الإعلام الأمني عن التساؤل "هل تكررت مأساة الحجاج في السعودية خلال مراسم عاشوراء؟" بالقول إن كربلاء المقدسة لم تسجل أي خروقات امنية خلال زيارة عاشوراء.
وأكد رئيس الخلية اللواء تحسين الخفاجي، في تصريح صحفي تابعته شبكة انفوبلس، إن “قيادة العمليات المشتركة بدأت منذ فترة بالتهيؤ لخطة زيارة عاشوراء بالتعاون مع اللجنة الأمنية العليا".
وبين، إن “الخطة شملت تهيئة وفرز القطعات والعمل على تأمين أجواء آمنة للزائرين".
وأضاف، إنه “تم إدخال التكنلوجيا إلى الخطة الأمنية مما يميزها عن الأعوام السابقة، كالطائرات المسيرة وكاميرات المراقبة والأمن السبراني”، مؤكداً أن “الخطة الأمنية سارت بانسيابية عالية، ولم نسجل أي خروقات أمنية حتى الآن".
ماذا يتبين من حديث الخفاجي، يتبين أن زيارة عاشوراء لم تسجل أي حالة وفاة بل لم تسجل خرقا واحدا رغم أن الأعداد فيها تفوق بأضعاف أعداد الحجاج في موسم الحج.
نجاح الخطة الأمنية وانسيابية كبيرة في ليلة العاشر
وبالحديث عن الجانب الأمني، أعلنت وزارة الداخلية، أمس الأربعاء، نجاح الخطة الأمنية الخاصة بزيارة العاشر من شهر محرم الحرام ذكرى استشهاد الإمام الحسين (عليه السلام).
وقال وزير الداخلية رئيس اللجنة الأمنية العليا لتأمين زيارة العاشر من محرم الحرام عبد الأمير الشمري في بيان تلقته شبكة انفوبلس، إنه "بعد التوكل على الله وعلى مدار أيام متواصلة سخرت الأجهزة الأمنية والجهات الساندة الأخرى جهودها وإمكاناتها لتأمين زيارة العاشر من شهر محرم الحرام ذكرى استشهاد الإمام الحسين (عليه السلام)، وقد سارت الخطة المرسومة لهذه المناسبة الخالدة وفق ما مخطط لها وتميزت بدور كبير للأجهزة الأمنية تخللها جهد استخباري عالي المستوى، مع مراقبة القواطع بالكاميرات وعلى مدار الساعة".
وأضاف الشمري، إنه "بفضل الجهود الجبارة التي بُذلت من قبل كل القطعات الأمنية المكلفة بهذا الواجب نعلن نجاح الخطة المعدة لتأمين الحماية للهيئات والمواكب الحسينية الثابتة منها والمتحركة المعزية بذكرى استشهاد سبط النبوة".
فوضى ومأساة في موسم الحج
بالمقابل، قال مرصد انتهاكات الحج والعمرة أنه بدلاً من أن تكون رحلة الحج المقدسة محطة أمان وراحة، تتحول إلى مأساة تضاف إلى سجل الإهمال المتكرر للسلطات السعودية.
وشهد موسم حج هذا العام كارثة إنسانية مروعة أودت بحياة العديد من الحجاج بسب إهمال وتقصير السلطات السعودية بحسب المرصد.
وأكد المرصد، أن هذه المأساة تأتي كجزء من سلسلة حوادث تدل على عجز مستمر في إدارة وتنظيم الحج، مما يثير تساؤلات حول قدرة السلطات السعودية على ضمان سلامة الحجاج.
وقال “رغم أننا في عام 2024، لا تزال الأرواح تُفقد سنويًا في موسم الحج بسبب سوء إدارة الحكومة السعودية التي ترفض الاعتراف بتقصيرها، كان من المفترض أن تصبح إدارة الحج أكثر كفاءة عبر السنوات، لكن الإهمال والفوضى التنظيمية ما زالا يهددان حياة الحجاج".
وتابع “أن الإدارة السعودية للحج تتسم بالفشل الذريع، في غياب أبسط الخدمات الضرورية التي يحتاجها الحاج، إضافة إلى انعدام التعامل الإنساني مع ضيوف الرحمن".
وبينما تلقي السلطات السعودية باللوم على الحجاج لتجاهلهم التحذيرات المناخية، هي نفسها من تجاهلت هذه التحذيرات وعرضت الحجاج بإهمالها وتقصيرها لظروف قاسية وخطيرة، مما تسبب في وقوع كارثة كبيرة كان يمكن تفاديها، وفق المرصد.
وقد انتقدت أوساط حقوقية استجابة الحكومة السعودية البطيئة والمحدودة والدفاعية على حصيلة الوفيات المروعة خلال موسم الحج للعام 2024، معتبرة ذلك سببًا خطيرًا للقلق.
وأكدت المنظمة الأوروبية السعودية لحقوق الإنسان ومنظمة القسط في بيان مشترك على أهمية أن تكون السعودية صريحة وشفافة بشأن مشاركة جميع المعلومات المتاحة.
وطالبت المنظمتان السلطات السعودية بمنح المحققين الدوليين المستقلين حق الوصول إلى البلاد لتحديد ما حدث بالضبط، من أجل منع حدوث مآسٍ مماثلة في المستقبل.