ملف الاستثمار في الانبار.. هيمنة أحزاب سنية وتساؤلات "مثيرة" تخص الشخصيات كردية
انفوبلس/..
يخضع ملف الاستثمار في محافظة الانبار، الى هيمنة الأحزاب السنية، التي منحت تلك الاستثمارات لمتنفذين أكراد، بعد ان أصبح الإقليم بيئة طاردة للاستثمار نتيجة سياسات حكومة بارزاني، وارتفاع معدلات الأزمات المفتعلة من قبل كردستان، والاحتجاجات المستمرة لمواطنيها ضد سياسات عائلة بارزاني.
ارتفاع معدلات الفقر والبطالة، والهجرة في مدن الإقليم، أثرا بشكل سلبي على الواقع المعيشي، ويعود ذلك لجملة من الأسباب، أهمها تأخير توزيع الرواتب، والاستقطاعات العالية التي تفرضها حكومة الإقليم، فضلا عن ارتفاع سعر الدولار، يقابله غلاء الأسعار بشكل كبير، علاوة على غياب فرص العمل التي قلت بنسبة عالية، نتيجة توقف أغلب المشاريع الاستثمارية.
هذه الأسباب دفعت الأكراد الى البحث عن بيئة آمنة، فكانت الانبار هي الهدف للمستثمرين الأكراد، وعمل ساسة الانبار في الحكومة المركزية طيلة الأعوام الماضية بشكل طائفي من خلال توجيه الاعمار الى الانبار، دون المحافظات الجنوبية والوسطى، التي بقيت تعاني من التخلف والفساد وسرقة مخصصاتها المالية، من قبل الحكومات المحلية ونوابها المسيطرين عليها.
عضو برلمان إقليم كردستان كاوة عبد القادر، أكد أن معدلات الفقر ارتفعت بشكل كبير في كردستان، وأثرت على الاستثمار .وقال عبد القادر، إنه خلال العامين الأخيرين، زادت معدلات الفقر بشكل كبير في جميع مدن إقليم كردستان، وذلك بسبب فساد أحزاب السلطة.
وأضاف: زيادة معدلات الفقر تعود لجملة أسباب أهمها، عدم توزيع رواتب الموظفين في موعدها المحدد، فضلا عن عدم وجود التعيينات في المؤسسات الحكومية، وكذلك انعدام فرص الاستثمار الحقيقي، بالإضافة إلى الغلاء الكبير في أسعار المواد الغذائية والوقود والضرائب العالية.
وأردف: “إذا ذهبت الحكومة لتقييد الحريات في عالم مفتوح لمواقع التواصل الاجتماعي، فإذا جرى اعتقال شخص أو أستدعي للأجهزة الأمنية بسبب تعليق واحد، يصبح مجرماً بنظر تلك الأجهزة، الأمر الذي يضطره للهروب”.
من جانبه، يرى الخبير الاقتصادي أياد المالكي ان ارتفاع وتيرة الاستثمار في الانبار، وتوقفها في معظم محافظات الوسط والجنوب، أمر يثير الريبة، ويعبّر عن شعور طائفي لدى السياسيين السنة المتنفذين في حكومة بغداد، وعلى رأسهم رئيس البرلمان محمد الحلبوسي الذي استغل منصبه لاعمار الانبار دون المحافظات الأخرى.
وتابع: ان إصرار مستثمري كردستان على الاستثمار في الانبار، نتيجة اتفاقات ما بين الأكراد وحكومة الانبار المحلية، فنجد ان المستثمرين العرب لا يسمح لهم بالعمل في المحافظات الغربية، بينما يسمح لغيرهم، ما يؤكد وجود نفس طائفي في التعامل الاستثماري لدى سياسيي الأحزاب السُنية.
من جانبه، أفاد رئيس هيأة استثمار محافظة الانبار، مؤيد الدليمي، بأن ملف الاستثمار في محافظة الانبار، يجري بصورة سريعة جداً، وذلك نتيجة الاستقرار الأمني الذي تشهده المحافظة، والذي يعد أهم عامل لجذب المستثمرين.
وبيّن الدليمي، أن الهيأة عازمة على المضي قدماً بعجلة الاستثمار، من خلال توفير البيئة الآمنة، وكذلك تسهيل الأمور كافة للمستثمرين سواءً من أبناء المحافظة أو المستثمرين الأجانب، وستكون هناك قفزة نوعية في ملف الاستثمار في عموم الانبار. ولفت إلى أن هناك تعاوناً كبيراً في ملف الاستثمار بالذات بين الحكومة المحلية في محافظة الانبار وحكومة إقليم كردستان، إذ أن غالبية المستثمرين في المحافظة هم من أبناء الإقليم.