edition
إنفوبلاس
  • الرئيسي
  • كل الأخبار
    • سياسة
    • أمن
    • اقتصاد
    • رياضة
    • صحة
    • محليات
    • دوليات
    • منوعات
  • اقرأ
  • شاهد
  • انظر
  • انفوغراف
  • كاريكاتور
  • بودكاست
  • بلغتنا
  • من نحن
  1. الرئيسية
  2. الأخبار
  3. محليات
  4. من أربعينيات الاعتدال إلى خمسينيات اللهيب.. العراق يحترق تحت وطأة التغير المناخي

من أربعينيات الاعتدال إلى خمسينيات اللهيب.. العراق يحترق تحت وطأة التغير المناخي

  • 27 تموز
من أربعينيات الاعتدال إلى خمسينيات اللهيب.. العراق يحترق تحت وطأة التغير المناخي

انفوبلس/ تقارير

في استعراض معمّق أجرته شبكة "انفوبلس" لسجلات درجات الحرارة في العاصمة بغداد، تظهر تحوّلات مقلقة في المناخ المحلي على مدى أكثر من ثمانية عقود، بدءاً من عام 1940 حين كانت درجات الحرارة العظمى في تموز لا تتجاوز 42.5 مئوية، مروراً بعقود شهدت استقراراً نسبياً، وصولاً إلى السنوات الأخيرة التي باتت تشهد قفزات حرارية غير مسبوقة تخطت في بعض الأيام حاجز الـ50 مئوية.

ويستند هذا الاستعراض إلى بيانات علمية دقيقة من الهيئة العامة للأنواء الجوية، ووثّقها الباحث الدكتور قصي فاضل من جامعة المثنى، كاشفاً عن منحنى تصاعدي في معدلات الحرارة منذ منتصف تسعينيات القرن الماضي، تزامناً مع ازدياد الضغط السكاني والتوسع العمراني وتراجع المساحات الخضراء.

هذا التحول الجوي ليس مجرد مؤشر مناخي، بل هو إنذار حاد بواقع بيئي خطير تعيشه بغداد وسائر المدن العراقية، في ظل غياب الإجراءات الفاعلة للتكيف مع تغير المناخ واحتواء آثاره المتسارعة.

العراق يسجل أعلى معدلات الحرارة في العالم

خلال الأسبوع الأخير من تموز، تجاوزت درجات الحرارة الخمسين مئوية في مناطق واسعة من وسط وجنوب العراق، بما في ذلك بغداد، البصرة، الناصرية، العمارة، والديوانية، لتسجل أعلى المعدلات على مستوى العالم بحسب بيانات المنظمة العالمية للأرصاد الجوية.

ووفقًا لبيانات الأرصاد الجوية، فإن عشر محافظات عراقية، خصوصًا الواقعة في وسط وجنوب البلاد، سجلت درجات حرارة تراوحت بين 50 و52 درجة مئوية، بينما تراوحت درجات الحرارة في المحافظات الشمالية ما بين 44 و49 درجة.

موعد الذروة والانتهاء

من جانبها، أوضحت هيئة الأنواء الجوية أن هذه الموجة الحارقة ستستمر حتى يوم الثلاثاء، قبل أن تبدأ درجات الحرارة بالتراجع تدريجيًا. 

وقال المتحدث باسم الهيئة، عامر الجابري، في تصريح صحفي تابعته شبكة انفوبلس، إن البلاد تمر حاليًا بذروة الكتلة الحارة التي تضرب المنطقة، محذرًا من التعرض المباشر لأشعة الشمس، خاصة في ساعات الذروة التي تشهد ارتفاعًا كبيرًا في معدلات الأشعة فوق البنفسجية.

ضربات شمس وحالات إغماء واختناق

في ظل ارتفاع درجات الحرارة، امتلأت المستشفيات بحالات الإصابة بضربات الشمس والإجهاد الحراري، لاسيما بين الأطفال وكبار السن وعمّال البناء. وسجلت دوائر الصحة في بغداد وذي قار والبصرة المئات من حالات الإعياء الناتج عن التعرض المباشر لأشعة الشمس، فيما حذّرت وزارة الصحة من مغبة استمرار الأعمال الميدانية تحت أشعة الشمس دون وسائل حماية.

وأوضح الدكتور مناف كريم، المختص في طب الطوارئ، أن "الأيام التي تتجاوز فيها الحرارة حاجز الـ50 مئوية تعتبر خطرة جداً على الجهاز العصبي والدوراني، خصوصاً في ظل الانقطاعات المتكررة للتيار الكهربائي".

خدمات عاجزة: الكهرباء لا تكفي والماء شحيح

الانقطاعات المستمرة للكهرباء فاقمت من معاناة المواطنين، حيث لا تستطيع منظومات التبريد تحمل الضغط، بينما لا تتوفر بدائل كافية في الأحياء الفقيرة. وتضاعفت الشكاوى من ضعف تجهيز المياه الصالحة للشرب، إذ تؤدي الحرارة المرتفعة إلى تبخّر المياه السطحية وتفاقم ملوحتها، خاصة في مناطق الجنوب.

في البصرة، التي تُعد من أكثر المحافظات سخونة، خرج العشرات في احتجاجات متفرقة مطالبين بتوفير الكهرباء والماء، بينما سجلت عدة مناطق مظاهر الغليان الاجتماعي بسبب سوء الخدمات في هذا الظرف المناخي القاسي.

بيئة مهددة: الغبار يلف المدن والتربة تتشقق

لم تقتصر تأثيرات الموجة الحارة على البشر فحسب، بل انعكست أيضاً على البيئة، إذ تسجل أغلب مناطق العراق جفافاً غير مسبوق، وتشققاً في التربة الزراعية، وتكراراً للعواصف الغبارية. 

وتؤدي الحرارة العالية إلى تسريع فقدان الرطوبة من التربة، ما يؤثر على المحاصيل الزراعية ويُهدد الأمن الغذائي الوطني.

سجلات بغداد الحرارية: من اعتدال الأربعينيات إلى لهيب الخمسينيات

تشير السجلات المناخية إلى تحولات جذرية في نمط درجات الحرارة في العاصمة بغداد خلال العقود الماضية. ففي شهر تموز من عام 1940، لم تتجاوز درجة الحرارة العظمى المسجلة سقف 42.5 مئوية، وهو الرقم ذاته الذي تكرر في صيف عام 1969، ما يعكس استقراراً نسبياً في المناخ آنذاك.


لكن ابتداءً من منتصف تسعينيات القرن الماضي، بدأت المؤشرات بالتصاعد تدريجياً، حيث باتت درجات الحرارة العظمى تتخطى حاجز الـ50 مئوية في بعض أيام تموز، لتتحول العاصمة إلى واحدة من أكثر مدن العالم سخونة في فصل الصيف.

وتستند هذه البيانات إلى بحث علمي متخصص أجراه الدكتور قصي فاضل من جامعة المثنى، استناداً إلى أرشيف الهيئة العامة للأنواء الجوية والرصد الزلزالي، مما يمنحها مصداقية علمية رصينة ويعكس عمق التحولات المناخية التي يشهدها العراق منذ ثلاثة عقود.

وبحسب البحث، فإن الارتفاع بدرجات الحرارة بالقرن الحالي هو ارتفاع بكل أنحاء العالم وليس في العراق فقط لكن الأكثر تأثرا هو الشرق الأوسط.

وتعقيبا على هذا التحول، يؤكد عباس فالح وهو دكتور فلسفة في الهيدروجيولوجي، أن الارتفاع المتسارع في درجات الحرارة الذي يشهده العالم، يرتبط ارتباطاً وثيقاً بعدة عوامل بشرية، في مقدّمتها النمو السكاني السريع والتوسع العمراني على حساب المساحات الخضراء.

وقال الدكتور فالح: أن ازدياد أعداد المصانع والمركبات، فضلاً عن تراكم النفايات الناتجة عن النشاط السكاني المتزايد، أسهم بشكل مباشر في ارتفاع معدلات انبعاث غاز ثاني أوكسيد الكربون (CO2)، وهو ما أدى إلى تفاقم ظاهرة الاحتباس الحراري وظهور ما يُعرف بالقبب الحرارية فوق المدن، لاسيما الصناعية منها".

وأشار إلى أن "هذه التحوّلات المناخية الخطيرة تتزامن مع تراجع واضح في الرقعة الخضراء، الأمر الذي يزيد من هشاشة النظام البيئي ويؤثر سلباً في جودة الحياة داخل المدن، مؤكدين ضرورة التحرك العاجل نحو سياسات خضراء تحد من آثار التغير المناخي وتعيد التوازن البيئي المفقود".

ما الذي يجب فعله؟ توصيات عاجلة للحكومة والمواطنين

أولاً: إجراءات حكومية عاجلة

ـ إعلان حالة الطوارئ المناخية في المحافظات الأكثر تأثراً.

ـ تقليص ساعات الدوام الرسمي وإلزام الوزارات بإجراءات حماية العاملين ميدانياً.

ـ زيادة تجهيز الكهرباء عبر مصادر بديلة كالطاقة الشمسية والمولدات الحكومية.

ـ توفير صهاريج ماء متنقلة للأحياء المحرومة من الشبكات المستقرة.

ـ إطلاق حملات توعية عبر وسائل الإعلام حول الوقاية من ضربات الشمس.

ثانياً: إرشادات للمواطنين

ـ تجنّب الخروج في أوقات الذروة (12 ظهراً حتى 4 عصراً).

ـ شرب كميات كافية من الماء والسوائل الباردة غير الغازية.

ـ ارتداء ملابس قطنية خفيفة وفاتحة اللون.

ـ استخدام المراوح اليدوية والتهوية الطبيعية قدر الإمكان.

ـ مراقبة الأطفال وكبار السن باستمرار لتجنّب المضاعفات الصحية.

في النهاية، ما يشهده العراق اليوم من ارتفاع حاد في درجات الحرارة ليس مجرد ظاهرة موسمية، بل إنذارا شديد الوضوح لتغير مناخي شامل يحتاج إلى تعامل استراتيجي طويل الأمد. وإذا استمرت الدولة في سياسة رد الفعل دون التخطيط الوقائي، فإن حرارة الجو ستبقى تحرق أجساد العراقيين كل صيف، وتكشف هشاشة النظام الخدمي عاماً بعد عام.

أخبار مشابهة

جميع
العام الدراسي ينطلق مع تحديات جديدة..  من دفاتر اليد إلى نظام EMIS: هل يكسر التحول الإلكتروني حلقات الفوضى ويضمن حق 12 مليون طالب؟

العام الدراسي ينطلق مع تحديات جديدة.. من دفاتر اليد إلى نظام EMIS: هل يكسر التحول...

  • 21 أيلول
اكتشاف "ثاني أجمل الثيران المجنحة" وأكبرها في تاريخ الدولة الآشورية.. ماذا يعني ذلك للموصل والعراق؟

اكتشاف "ثاني أجمل الثيران المجنحة" وأكبرها في تاريخ الدولة الآشورية.. ماذا يعني ذلك...

  • 20 أيلول
إدراج قصة العراقية "نجلة عماد" في المناهج الدراسية.. ما دلالات وأبعاد وآثار القرار التربوي؟

إدراج قصة العراقية "نجلة عماد" في المناهج الدراسية.. ما دلالات وأبعاد وآثار القرار...

  • 20 أيلول

شبكة عراقية اعلامية

  • الرئيسية
  • مقالات
  • فيديو
  • كاريكاتور
  • إنفوغراف
  • سياسة الخصوصية

جميع الحقوق محفوطة