من الرَّحم إلى الرصيف.. شوارع نينوى تَعجُّ بالأطفالِ الرُضَّع.. إليكَ أسرار التبرّؤ بعد المعاشرة!
انفوبلس/ تقارير
قد لا يكون العثور على طفلين حديثي الولادة اليوم في الجانب الأيسر للموصل، ولا حتى العثور على طفل رضيع يوم أمس في حُفرة بذات المدينة، بالأمر الغريب، في ظل تكرار إلقاء الأطفال الرضّع في شوارع نينوى، وهذا ما أكده قائممقام المحافظة بعد إعلانه رصد من سبع إلى عشر حالات من هذه الظاهرة في منتصف العام الماضي فقط. فما أسباب هذه الظاهرة؟ وما علاقة احتلال المدينة بالموضوع؟ إليك إحصاءات مقلقة بشأنها.
*طفلين رُضّع على قارعة الطريق
في الآونة الأخيرة، تكررت بشكل يومي حالات العثور على أطفال حديثي الولادة مرميّين بالقرب من مساجد أو في الأماكن العامة في مناطق متفرقة من نينوى، وكان آخر هذه الحالات هي العثور على طفلين حديثي الولادة في الجانب الأيسر من مدينة الموصل.
وقال مصدر أمني، إنه "تم العثور على طفلين (ذكر وأنثى) بحادثين منفصلين في حي الميثاق بالجانب الأيسر من الموصل خلال الأيام الماضية".
وأضاف، إن "الشرطة في قسم حماية الأُسرة والطفل فتحت تحقيقًا بالحادثين".
*طفل آخر مرمي في حفرة
ويوم أمس الإثنين (7 آب 2023)، تم العثور على طفل حديث الولادة مرمي داخل حفرة في مدينة الموصل.
مشاهد من هذا النوع تتكرر في نينوى، لأطفال أحياء أو فارقتهم الحياة جرى التخلي عنهم لأسباب كثيرة. ظاهرة وإن كان يصعب تحديد حجمها لغياب الإحصاءات الرسمية، إلا أن المطلعين يقدرون أنها استفحلت خلال سنوات الحرب.
*أسباب وإحصاءات
وبهذا الصدد، أكد قائممقام قضاء الموصل زهير محسن الأعرجي بتشكيل لجنة من قبل القائممقامية وبإشراف مختصين وبالتنسيق مع الشرطة المجتمعية، لمتابعة حالات إلقاء الأطفال الرضع في أحياء وشوارع مدينة الموصل ومعرفة أسبابها.
وقال الأعرجي، إن "هذه الحالات لم تكن الأولى ولا الأخيرة في المحافظة"، حيث تمكنت القوات الأمنية من رصد مثل هذه الحالات عبر الكاميرات المنصوبة في الأحياء وإلقاء القبض على امرأتين حاولتا رمي طفل في أحد الأفرع المجاورة لأحياء مدينة الموصل.
وأشار إلى أن "الكثير مثل هذه الحالات تحدث دون موافقة الأهالي، وتُعد تصرفات شخصية للنساء، وتحدث عادة خوفاً من العُرف الاجتماعي"، متعهداً بمتابعة مثل هذه الحالات.
"هذه الظاهرة غير مقبولة في المجتمع العراقي بشكل عام ومنهم المجتمع الموصلي بشكل خاص"، ووفقاً لقائممقام الموصل الذي أوضح أن "القائممقامية رصدت بين 7 إلى 10 حالات من هذه الظاهرة، منتصف العام الماضي".
أما بشأن الإجراءات الكفيلة بمعالجة هذه الظاهرة، قال الأعرجي إنه "تم تشكيل لجنة من قبل قائممقامية قضاء الموصل بإشراف مختصين وبالتنسيق مع الشرطة المجتمعية لمتابعة مثل هذه الحالات ومعرفة أسبابها"، مردفاً أن "هنالك ورشاً قامت بها بعض المنظمات الإنسانية وكذلك المنظمات التابعة للأمم المتحدة، لإحياء نشر روح التوعية للحد من هذه الحالات".
وحمّل الأعرجي "المجتمع والأُسرة" في معالجة هذه الأمور، داعياً الأُسر إلى متابعة ذويهم ومراقبة تصرفاتهم في المنزل أو خارجه، للحد من هذه الظاهرة التي تُعد دخيلة على المجتمع الموصلي.
*4 أطفال خلال شهر واحد
يؤكد أحد ناشطي نينوى، أنه تم العثور على أربعة أطفال في المحافظة خلال شهر واحدا فقط، مؤكدا أن هذه الظاهرة بدأت تستفحل بكثرة في الموصل وباقي المدن ولعل احتلال المدينة واغتصاب العديد من النساء علاقة بهذا الموضوع.
*احتلال الموصل وعلاقته بالموضوع
يؤكد مراقبون، أن سقوط نينوى بيد عصابات داعش كان لها الأثر الكبير في استفحال هذه الظاهرة، حيث تعرضن الكثير من النساء إلى الاغتصاب، فضلا عن تنامي العلاقات غير الشرعية بسبب انفلات الوضع الأمني والمجتمعي.
ويرى هؤلاء، أن أحد أسباب هذه الظاهرة هو العلاقات المحرمة في نينوى فضلا عن انتشار جهاد النكاح إبّان سيطرة تنظيم داعش على المدينة.
*أسرار التبرؤ بعد المعاشرة
يرى ناشطون وناشطات في رأي لا يتفق الكثير معه، أنه مع الضغوط الاجتماعية وظروف الفتيات الاقتصادية والتعليمية وغيرها، تجد الأم نفسها مُجبَرة على التخلّص من الطفل بأسرع وقت، فتعمَد بعضهن إلى تركه في مكان مهجور أو في الشارع، لأنّ افتضاح أمرها يعني موتها، سواء على يد أهلها الذين يقتلونها لغسل عارهم، أو من مجتمعها الذي ينبذها محمّلاً إياها وحدها مسؤولية حملها.
أما الرأي الآخر والمتفق عليه من قبل أغلب المراقبين، فجاء على لسان ممرضة في إحدى المستشفيات، والتي عزت أسباب ظاهرة الأطفال مجهولي النسب، أو اللقطاء، إلى حالات الطلاق والتفكك الأُسري والخلافات العائلية وغياب التفاهم بين الأزواج، إضافة إلى حوادث الاغتصاب، والحمل خارج إطار الزواج، مبينة أنه لا يوجد معلومات أو أرقام تحدد أعداد الأطفال اللقطاء في نينوى.
وتؤكد أن بعض العوائل تتبنى هؤلاء الأطفال وفق إجراءات متبعة، وموافقات رسمية، مشيرة إلى أن الأولوية للعوائل التي تتحقق فيها الشروط، لكنه لا يوجد نظام رسمي مُعلن لتلك الحالات.
*ظاهرة
مدينة الموصل شهدت مؤخراً حالات إلقاء الاطفال على قارعة الطريق، حيث تم العثور في وقت سابق، على رضيعة في منطقة مرآب "كراج" الشمال، مُلقاة فوق إحدى السيارات في مدينة الموصل، تبلغ من العمر أسبوعاً واحداً.
وكان قد تم تداول مقطع فيديو، قبل مدة قليلة، لامرأتين تقومان بإلقاء رضيع، في أحد الأزقة، قرب منطقة مرآب "كراج" الشمال.
كما عُثِر مؤخراً على طفل رضيع مُلقى في سوق للخضار في مدينة الموصل، مركز محافظة نينوى.