من الظهور الإعلامي الى الحادث المفبرك.. نور زهير فشل بالهروب وهذه إجابة حول السؤالين الأهم
إين هو الآن؟ وهل سيحاكم؟
من الظهور الإعلامي الى الحادث المفبرك.. نور زهير فشل بالهروب وهذه إجابة حول السؤالين الأهم
انفوبلس/..
أسبوع حافل بالعواصف على الساحة العراقية، لكن لم تكن هذه العواصف نابعة من تغييرات الطقس، بل من أحداث أثارها نور زهير، المتهم الأول والمباشر والرئيسي بقضية سرقة الأمانات الضريبية المعروفة إعلامياً بـ"سرقة القرن"، بدءاً من ظهوره في لقاء متلفز وحتى حادث السير الذي أثار الكثير من الجدل والأخذ والرد، وفي خضم هذه التطورات كلها يبرز تساؤلان أكثر أهمية من غيرهما، الأول: أين نور زهير؟ والثاني: هل ستمضي محاكمته؟
ولم يحضر نور زهير جلسة محاكمته التي كانت مقررة في الـ 14 من الشهر الجاري، وبسبب عدم حضوره، تأجلت إلى 28 من الشهر، ما أثار صدمة لدى الشارع العراقي، خاصة وأن عدم حضور المحاكمة يُعد مخالفة قانونية واضحة.
*الظهور الإعلامي.. ماذا قال؟
وجاء ظهوره الإعلامي الأول في وقت حسّاس، باعتباره تزامن مع إجراءات محاكمته والغضب الشعبي مما يحصل، حيث فتح هذا الظهور باب التساؤلات عن معايير العدالة في العراق، وهل يمكن أن تُتاح لجميع المتهمين فرصة الترافع بحيادية أو الظهور الإعلامي للدفاع عن نفسه إعلامياً، قبل الولوج إلى "معمعة" المحاكم وإجراءاتها المطولة.
وخلال اللقاء قال نور زهير: “أنا شخص ميسور الحال ونحن معروفون في البصرة، وأنا تاجر عملت مع والدي، ثم عملت مع وزارة التجارة والحكومة العراقية، وكنت آخذ عقود تجهيز بعض المواد التموينية، في 2006 و2007 و2008 و2009، لديّ أملاك وأراض وبناية وكل ذلك معروف لدى الناس”.
وأضاف، “جاءنا شخص إلى شركة الصيرفة الخاصة بنا في الكرادة، وأراد بيع صك أجنبي وبدأنا التفاوض معه، ولم يكن الصك مزورا، بل صادراً من الدولة، بقيمة 33 – 34 مليارا وعمولتنا 13 مليارا من قيمة 34 مليارا، أخذنا الصك إلى البنك وجاء به رفض، وقال لنا البنك تعالوا معنا إلى الدائرة الضريبية، حدث إشكال في صرف الصك، حيث ذهب ممثل الشركة الأجنبية إلى المدير العام، الذي أكد أن هذا الصك صحيح لكن هذه الشركة الأجنبية عليها أن تفتح حسابا مصرفيا، لكي ينزل المبلغ في حسابها ثم تسحبونه أنتم منها، ونحن كنا قد دفعنا دفعة “لصاحب الصك” بـ5 مليارات دينار”.
وتابع زهير، “قالوا لي بعد الضغط، أن القانون يجيز أن تتنازل الشركة لأجل شركتك، وهذا كان أفضل، ذهبنا إلى الضريبة وتم التنازل ومشت الإجراءات وحصلنا على الصك باسمنا، وقدمناه إلى المصرف، وصرفوه لنا، وسألنا مدير المصرف عن الصك قبل صرفه قال إن هذا الصك والمعاملات مدققة من هيئة النزاهة ولها كتاب من الهيئة، وليست فيها مشكلة”.
ويمضي زهير في حديثه قائلاً: “نفس الشخص مرة ثانية، وبصك بمبلغ أكبر، هذه المبالغ ليس فيها دينار واحد للدولة، الدولة تفرض 3% ضريبة على الشركات الأجنبية النفطية وغيرها، لكن الحكومة تأخذ 5% تبقى في خزينة الدولة، احتياط في حال وجود غرامات وغيرها، وعند انتهاء المشروع تعود لتتحاسب، والأموال تكون منتهية من العقود لتتحاسب، والمدقق القانوني يتولى الموضوع ويأتي بصك في ذلك”.
وبشأن عدد الصكوك، قال إن “هنالك أكثر من 100 صك لدينا فلكل 10 مليارات صك”، مشيراً إلى أن “المدعو “كمبيز” هو وكيل شركة ومثبتة وكالته في القضية، وهو الممثل القانوني”.
ونفى، بأن تلك الأموال “ليست سرقة للأمانات الضريبية، بل هي كذبة الأمانات الضريبية، أنا مجرد صراف لا أكثر، بعد أن يكملها المدقق القانوني من الشركة وأنا الأخير، لكنني اليوم دفعت النقود مرتين، فعند إحضار الصكوك أنا دفعتها واليوم الدولة تريد مني أيضاً”.
ولفت إلى أن “هناك 6 – 7 أسماء كوكلاء موجودين في القضاء بالإضافة إلى “كمبيز”، ابتعدت عن الإعلام بسبب قضية أن أحد أصحاب القنوات دخل بيتي وأخذ 3 ملايين دولار، وزادوا على الكلام”.
وعند سؤاله عن تعرضه إلى الابتزاز، قال زهير، إن “القضية كلها عبارة عن ابتزاز من النواب.. فمنهم من طلب منزلا وغيرها وحدث ولا حرج، حيث حصل معي ابتزاز قذر، من فبركة صوت إلى فيديوهات وكلام غير صحيح، وأخرجونا سراقا”.
وأضاف، إنه “كدليل على أن هذه ليست أموال دولة، فرئيس هيئة النزاهة قال فلْتأتي الشركات لتشتكي، وتأخذ حقها، ليس هنالك مشتكي من الشركات”.
هذا الظهور، انقلب شراً ليس على نور زهير فقط، وإنما على قناة الشرقية التي أظهرت زهير بطلاً مدافعاً عن نفسه، وليس قائداً لأكبر عملية سرقة في تاريخ العراق.
*الحادث الجدلي
أعقب ذلك الظهور المثير للجدل، أمر أكثر جدلاً تمثل بإعلان وسائل إعلام لبنانية، عن تعرض نور زهير لحادث سير على طريق بيروت وإصابته في العمود الفقري وغيره.
وذكرت وسائل الإعلام اللبنانية، أن "رجل الأعمال العراقي والمتهم الرئيسي في سرقة القرن نور زهير، تعرض لحادث سير خطير جداً في العاصمة اللبنانية بيروت كاد أن يودي بحياته".
وأضافت، أنه "على إثر الحادث نُقل إلى المستشفى حيث تلقى الإسعافات الأولية، وأظهرت الفحوصات تعرّضه إلى إصابة بالغة في العمود الفقري والعنق والقفص الصدري إضافة إلى رضوض عدة في الجسم والرأس والرجلين".
*الكثير من الشكوك
وأُثيرت العديد من الشكوك في الأوساط العراقية حول حقيقة تعرض نور زهير لحادث سير في لبنان، فيما كشف هذا الخبر عن مسألة أخرى هو كيفية تواجد زهير في لبنان في الوقت الذي لا يزال القضاء العراقي ينتظر مجيئه لموعد محاكمته.
ونقلت وسائل إعلام لبنانية صورا وخبرا عن تعرض رجل الاعمال العراقي نور زهير لحادث سير في بيروت أدى لكسور في العمود الفقري والعنق والقفص الصدري إضافة الى عدة رضوض في الجسم.
غير أن العديد من العراقيين شككوا بحقيقة الحادثة وأنها قد تكون “حادثة مصطنعة” تهدف للهرب من المحاكمة المتعلقة بقضية سرقة القرن.
*اتفاق مع مستشفى أهلي
وفي ذات السياق انتشر مقطع فيديو لاتصال هاتفي لأحد الصحفيين العراقيين في لبنان وهو يتحدث عن أن الحادث مفتعل وأن زهير اتفق مع إحدى المستشفيات الاهلية في لبنان على هذه القصة، مشيرا الى أن قصة الحادثة هي من يوم الجمعة إلا أن الخبر انتشر في اليوم التالي، حيث إن زهير أقدم على السفر أساسا في اليوم التالي دون معرفة إلى أين ذهب.
وأُعيد النقاش بشكل كبير حول سرقة القرن ومدى تورط نور زهير وشخصيات أخرى معه في السرقة، بعد عدم حضوره لموعد محاكمته التي حددها القضاء العراقي ما أدى لتأجيل المحاكمة.
أما السيارة التي جرى تداولها وقيل إنها تعود لنور زهير، فقد تبينت أنها تعود لحادث قديم وليس لشخص نور زهير، وغابت المواقف والبيانات الرسمية سواء من العراق او حتى لبنان.
لكن بعدها، أكد الدفاع المدني والصليب الأحمر اللبناني، بالقول “لم ننقل أي جريح عراقي يحمل اسم نور زهير الى مستشفيات بيروت”.
في المقابل، قالت مصادر في مستشفى "سانت تيريز" الواقعة في منطقة الحدث، وهي إحدى ضواحي بيروت، إنه لا يمكنها لأسباب طبية مهنية، تأكيد أو نفي وجود نور زهير في المستشفى، او ما إذا كان دخل المستشفى من الأساس بعد التقارير التي تحدثت عن تعرضه لإصابات خطيرة في حادث سير.
وبينما قالت هذه المصادر من داخل المستشفى، إنه لا يمكنها تقديم تفاصيل إضافية، قالت مصادر أخرى في الصليب الاحمر اللبناني وهيئة الدفاع المدني اللبناني إنه ليس لديها ملف يحمل اسم نور زهير او تعرضه لحادث ونقله إلى أيٍّ من المستشفيات في العاصمة اللبنانية.
وأوضحت المصادر، في الهيئتين الطبيتين أنه لا تقارير لديها حول حالة كهذه لهذا الشخص، كما أنها لم تنقل جريحا في الحادث المشار إليه في منطقة الحدث.
*أين نور زهير الآن؟
كشفت مصادر عراقية متطابقة عن أن المتهم الرئيسي بسرقة القرن نور زهير، قد غادر لبنان متجهاً إلى تركيا وليس إلى الإمارات التي لديه فيها إقامة رسمية.
وبحسب هذه المصادر فإنه وبعد أن حصل على تقرير طبي من مستشفى STMC المعروف سابقاً باسم سانت تريز في منطقة الحدت بيروت، غادر لبنان على متن طائرته الخاصة متوجهاً إلى تركيا بجواز سفر غير عراقي (أردني).
وبحسب معلومات متداولة، فإنه دخل لبنان بتاريخ 21 آب الجاري وغادرها بتاريخ 23 آب.
*هل يحاكم غيابياً؟
وفي هذا الشأن أوضح القيادي في تحالف النصر عقيل الرديني أنه طالما المتهم نور زهير لديه علم بالتبليغ وبشكل رسمي فمن المفترض أن تقوم المحكمة بالمضي بإجراءاتها وإن كانت بشكل “غيابي” في حال تعذر وصوله الى العاصمة بغداد .
وقال الرديني، إن “السلطات المختصة ستقوم بإصدار أمر بالقبض على المتهم زهير حيث سبق وأن صدر بحقه أمر قبض كما وهناك حديث من قبل الانتربول الدولي بالسعي لوصوله الى المحكمة المختصة في بغداد”.
وأضاف، إنه “يفترض أن المحكمة لديها الكثير من حيثيات حالة السرقة التي حدثت في قضية سرقة الامانات الضريبية “سرقة القرن” ، لافتا الى أنه “وبحسب ما أدلى به المتهم عبر لقاء متلفز بأن لديه معلومات جديدة ولكن ما حدث ليلة أمس بوقوع حادث للمتهم في وقت لم نستطع التأكد فيما إذا كان الحادث عرضيا او مفتعلا وستتم معرفة المزيد من التفاصيل خلال الساعات القادمة”.
وأعرب الرديني عن اعتقاده بأن الأجهزة الأمنية العراقية بالتعاون مع الانتربول الدولي ستسعى لمعرفة حقيقة مصير المتهم وإعلامه للرأي العام”.