edition
إنفوبلاس
  • الرئيسي
  • كل الأخبار
    • سياسة
    • أمن
    • اقتصاد
    • رياضة
    • صحة
    • محليات
    • دوليات
    • منوعات
  • اقرأ
  • شاهد
  • انظر
  • انفوغراف
  • كاريكاتور
  • بودكاست
  • بلغتنا
  • من نحن
  1. الرئيسية
  2. الأخبار
  3. محليات
  4. من المقهى إلى المنصة.. كيف أشعل مهرجان الناصرية 1969 أول ثورة شعرية شعبية قبل أن تخنقها قبضة...

من المقهى إلى المنصة.. كيف أشعل مهرجان الناصرية 1969 أول ثورة شعرية شعبية قبل أن تخنقها قبضة السلطة؟

  • 13 تموز
من المقهى إلى المنصة.. كيف أشعل مهرجان الناصرية 1969 أول ثورة شعرية شعبية قبل أن تخنقها قبضة السلطة؟

انفوبلس/..

في صيف 1969، وتحديداً يوم 7 تموز، لم تكن مدينة الناصرية على موعد مع فعالية ثقافية اعتيادية، بل كانت أمام حدث فريد من نوعه، سيظل محفوراً في الذاكرة الثقافية العراقية كأول محاولة جريئة لتحويل الشعر الشعبي، من مجرد هامش تعبيري إلى منصة صاخبة للصوت الجماهيري. مهرجان الشعر الشعبي الأول في الناصرية لم يكن مجرد احتفال بالكلمات، بل ثورة أدبية وسياسية بامتياز، تفجّرت من المقاهي إلى المسارح، قبل أن تُخنق لاحقاً تحت وطأة السلطة.

*البداية: من مقهى إلى قرار محافظ

أواخر ستينيات القرن الماضي، وبينما كانت لغة الشعر الشعبي تتجدد على يد شعراء مثل مظفر النواب، كانت الناصرية تضج بنقاشات ثقافية في مقاهيها الشعبية، حيث التقى ثلاثة من الشعراء الشباب: كاظم الركابي، عادل العضاض، وجبار الغزي. دار الحديث بينهم حول الحاجة إلى مهرجان شعري علني للشعر الشعبي، أسوةً بمهرجانات الشعر الفصيح التي تحظى بالدعم والاهتمام.

في واحدة من تلك الجلسات، اقترح الركابي إقامة مهرجان في الناصرية، ووجّه رفاقه إلى التواصل مع مدير البلدية آنذاك، جاسم الركابي، المعروف بعلاقاته الحزبية الواسعة. وافق الأخير سريعاً، لكن بشرط اختيار شعار للمهرجان، فجاء رد الغزي حاسماً: “كل شيء من أجل المعركة”، في إشارة إلى هزيمة العرب في حرب حزيران 1967. أثار هذا الشعار الحماسي حماسة المدير الذي نقل الفكرة إلى المحافظ، لتأتي الموافقة سريعاً مع دعم مالي قيمته خمسون ديناراً من المحافظة، ومبلغ مماثل من مديرية التربية.

*حماسة شعراء العراق… وتوافدهم بالحافلات

بذلك الدعم البسيط والمبادرة الطموحة، بدأت الاستعدادات. تولّى الركابي دعوة شعراء العاصمة، فيما ذهب الغزي إلى البصرة والعمارة، وتفرغ العضاض للجوانب الإدارية. وكان الشاعر عبد الواحد الهلالي هو المسؤول عن استقبال الوفود. أما الباص الذي نقل الشعراء، فقد تحوّل إلى مشهد أيقوني، يضم أسماء صارت لاحقاً من أعمدة الشعر الشعبي العراقي، منهم كاظم الركابي، طارق ياسين، شاكر السماوي، علي الشباني، وآخرون من البصرة وبغداد والديوانية.

احتُضنت فعاليات المهرجان في “نادي الموظفين” وسط الناصرية، بينما أُقيمت أماكن مبيت الشعراء في فندق “بغداد” القريب من شارع الجمهورية. وعلى مدى ثلاثة أيام، تحوّلت المدينة إلى عرس ثقافي، امتزجت فيه القصيدة بجولات ميدانية إلى أهوار الجبايش ومدينة أور التاريخية، في محاولة لإبراز الوجه الحضاري والثقافي للجنوب العراقي.

*منصة تحوّلت إلى مظاهرة شعرية

ما ميّز مهرجان الناصرية لم يكن فقط الحضور الواسع، بل جرأة القصائد والنبرة السياسية الصاعدة. شعراء مثل علي الشباني وكاظم الركابي، قدّموا نصوصاً كانت بمثابة بيانات احتجاجية مموّهة. قصيدة “مناجل” للركابي، وقصيدة “خسارة” للشباني -الذي خرج حديثاً من السجن- عبّرتا عن الحزن، والمقاومة، والغضب الطبقي.

تقول إحدى المقاطع من “مناجل”:

الليل موش يحصد ليله… يحصد صبحه / والحصو موش يحصد روحه… يحصد جدحه

وتصف “خسارة” واقع الحزن العراقي المغلّف ببلاغة الوجدان الشعبي:

يموت شاعر، يشعل السلطان شمعة / يموت جاهل، تعتلك بالكوخ دمعة

القصائد قُرئت أمام جمهور متحمّس غصّت به قاعة نادي الموظفين. هذا الحماس الجماهيري، وتزايد التصفيق للنصوص، جعل من المهرجان مظاهرة أدبية ذات أبعاد سياسية، وهو ما بدأ يثير قلق بعض الجهات الرسمية رغم أن المهرجان أُقيم بموافقة حكومية محلية.

“يا نجمة”: حين غنّى الشعر الشعبي غضبه

من أهم اللحظات التي شكّلت ذروة المزاج الثقافي الجديد في ذلك المهرجان، كانت قصيدة “يا نجمة” التي كتبها كاظم الركابي ولحّنها كوكب حمزة، لتُغنّى بصوت الشاب حسين نعمة. الأغنية تحوّلت لاحقاً إلى نشيد وجداني شهير، ومثّلت بداية الربط بين الشعر الشعبي والغناء السياسي الوجداني، على غرار ما فعله مظفر النواب في قصائده المغنّاة.

ومع أن الشاعر ذياب كزار (أبو سرحان) لم يشارك في النسخة الأولى، إلا أن حضوره لاحقاً كان مؤثراً جداً، لا سيما بقصيدته الشهيرة “يحاديني” التي افتتحها بعبارة أيقونية: “هاي قصيدة لا تحتمل التصفيق”، ليحوّل النص الشعري إلى محكمة عاطفية يجلد فيها الخذلان والخذلان الجماعي.

*لماذا أُجهض الحلم؟

استمرت المهرجانات في السنوات التالية: البصرة (1970)، العمارة (1971)، السماوة والديوانية (1972)، ثم العودة إلى الناصرية (1973). لكن هذه السلسلة الطموحة سرعان ما توقفت فجأة. في عام 1975، صدر قرار من مجلس قيادة الثورة بمنع الشعر الشعبي من النشر والبث، بذريعة الحفاظ على “سلامة اللغة العربية”. لكن السبب الحقيقي -بحسب روايات الشعراء والمنظمين- كان سياسياً.

ففي مهرجان عام 1973، تصاعد التوتر بين شعراء اليسار وممثلي السلطة البعثية، وانحاز الجمهور بوضوح إلى الطرف الأول.

كانت القصائد الساخطة أكثر تأثيراً، وبدت المنصة غير قابلة للضبط، وهو ما اعتبرته السلطة الناشئة تهديداً محتملاً، خصوصاً بعد تصاعد شعبية الحزب الشيوعي وعودة إعلامه إلى العلن.

كاظم غيلان، أحد أبرز شعراء تلك المرحلة، يروي أن المنع لم يكن لغوياً بل أمنياً، وأن النظام اتخذ القرار خشية من تأثير الشعر الشعبي على الشارع، خصوصاً أنه لا يُمكن السيطرة عليه بسهولة كالشعر الفصيح المحصور ضمن قوالب أكاديمية. المفارقة أن النظام نفسه عاد لاحقاً، إبان الحرب مع إيران، لاستدعاء الشعر الشعبي بوصفه أداة تعبئة، لكن عبر أصوات “مروّضة”، حولت الشعر إلى وسيلة دعاية لا أكثر.

*النهاية المؤجلة… وبداية الارتزاق

بانتهاء مهرجانات الشعر الشعبي، خسر العراق واحدة من أكثر لحظاته الثقافية نضجاً وصدقاً. بدأت تلك اللحظة في مقهى صغير بالناصرية، وصعدت إلى منصة مفتوحة، لكنها ما لبثت أن اختنقت تحت قبضة الخوف السياسي. تحول الشعر الشعبي، بعد أن كان احتجاجاً راقياً، إلى مجرد وسيلة للارتزاق لدى بعض من قبلوا بلعب دور الأبواق. أما أولئك الذين صنعوا لحظة تموز 1969، فقد واصل بعضهم طريقه بصمت، فيما تعرض آخرون للتهميش أو الملاحقة.

لكن السؤال يبقى: هل يمكن إحياء هذه اللحظة اليوم؟ وهل يمكن للشعر الشعبي أن يعود منصة صادقة تعبّر عن وجدان العراقيين، لا أداة دعائية في يد السلطة؟ الجواب معلّق في الهواء، لكنه حتماً لا يبدأ من فوق، بل من تحت… من المقاهي، كما بدأ أول مرة.

أخبار مشابهة

جميع
ضجيج بغدادي وعبق تاريخي.. ساحة الخلاني: قلب مدينة بغداد النابض.. وأسرار تاريخية تحت رمال الساحة الشهيرة

ضجيج بغدادي وعبق تاريخي.. ساحة الخلاني: قلب مدينة بغداد النابض.. وأسرار تاريخية تحت...

  • اليوم
التخطيط: معدلات التضخم الشهري والسنوي تشهد انخفاضاً في العراق

التخطيط: معدلات التضخم الشهري والسنوي تشهد انخفاضاً في العراق

  • اليوم
بسبب شروط السلامة.. أمانة بغداد تُغلق عشرات الأبنية في العاصمة

بسبب شروط السلامة.. أمانة بغداد تُغلق عشرات الأبنية في العاصمة

  • اليوم

شبكة عراقية اعلامية

  • الرئيسية
  • مقالات
  • فيديو
  • كاريكاتور
  • إنفوغراف
  • سياسة الخصوصية

جميع الحقوق محفوطة