edition
إنفوبلاس
  • الرئيسي
  • كل الأخبار
    • سياسة
    • أمن
    • اقتصاد
    • رياضة
    • صحة
    • محليات
    • دوليات
    • منوعات
  • اقرأ
  • شاهد
  • انظر
  • انفوغراف
  • كاريكاتور
  • بودكاست
  • بلغتنا
  • من نحن
  1. الرئيسية
  2. الأخبار
  3. محليات
  4. من المندائية إلى الزنجبارية: لهجات عراقية فريدة تُصارع البقاء.. هل يصحو العراق لإنقاذ إرثه اللغوي؟

من المندائية إلى الزنجبارية: لهجات عراقية فريدة تُصارع البقاء.. هل يصحو العراق لإنقاذ إرثه اللغوي؟

  • 4 اب
من المندائية إلى الزنجبارية: لهجات عراقية فريدة تُصارع البقاء.. هل يصحو العراق لإنقاذ إرثه اللغوي؟

انفوبلس/ تقرير 

 

تزخر بلاد الرافدين بتنوع فريد من الأطياف والقوميات والأقليات الاجتماعية التي تعيش على أرضها منذ آلاف السنين، وقد أثمر هذا التنوع ثراءً لغويًا وثقافيًا لا مثيل له. فإلى جانب اللغة العربية، يتحدث العراقيون الكردية والتركمانية والسريانية وغيرها، وتُشكل لهجاتهم المتعددة نسيجًا اجتماعيًا ووطنيًا متلاحمًا. إلا أن هذا الكنز اللغوي يواجه اليوم تهديدًا حقيقيًا بالاندثار، مع اقتراب العديد من اللهجات الأصيلة من حافة الزوال، مما يُهدد جزءًا أساسيًا من الهوية الثقافية والتاريخية للعراق.

 

ولادة اللهجة: عوامل البيئة، المناخ، والهجرات

يُعرّف الباحث في التراث واللغة صلاح السعيد اللهجة بأنها "فرع من اللغة الأم"، مشيرًا إلى أن كل لغة تحتوي على لهجة عامية واحدة أو أكثر. تتوالد اللهجات وتنمو "حسب المناطق، وتحددها عوامل البيئة والمناخ والعرق وطبيعة السكان ودينهم". ويضيف السعيد أن "ولادة أي لهجة تتطلب فترات زمنية طويلة تصل إلى مئات السنين"، متأثرة بـ"الغزو والاحتلال واختلاط السكان الغرباء نتيجة للهجرات، إضافة إلى البعد المناطقي بين مكان وآخر".

 

ويُشدد السعيد على تأثير البيئة، ضاربًا مثلاً بالتباين بين لهجات سكان جنوب العراق (المرتبطة بالمسطحات المائية) وسكان المناطق الصحراوية الغربية، أو شمال العراق والموصل. ويؤكد أن تعدد اللهجات هو "تعبير صادق عن هذا النسيج السكاني المتنوع والمتلاحم، مثل سجادة تحتوي على نقوش وألوان متعددة، وهذا لا يعني انفصالاً وتباعداً، بل بالعكس، إنه يمثل تنوعًا ثقافيًا واجتماعيًا".

 

ويؤكد في ختام حديثه "سهولة التعرف على هوية أي شخص عراقي من خلال لهجته. وهذا الأمر موجود في كل شعوب العالم، المتقدمة منها والمتخلفة، ولا يشكل أي حساسية أو نفور، بل العكس هو الصحيح".

 

تنوع لغوي وثراء ثقافي: ستة أقاليم لهجية في العراق العربي

من جانبه، يرى الشاعر والناقد والكاتب د. فراس عبد الرزاق السوداني أن اللهجة هي "اللسان أو طرفه، وجرس الكلام". ويُرجع العامل الأبرز في ولادة اللهجات إلى العوامل الجغرافية الإقليمية بامتياز، مؤكدًا أن "أثر البيئة في تكوين اللهجة موضوع شديد التعقيد والتداخل".

 

ويُشير السوداني إلى أن العراق منقسم إلى إقليمين لغويَّين رئيسيين: العربي (الأكبر) والكردي، مع وجود "جيوب لغوية أخرى" مثل التركمانية واللغات القديمة كالآشورية. وفي الإقليم العربي، تتوزع ستة أقاليم لهجية متميزة:

-الإقليم الجنوبي: يضم البصرة، العمارة، ذي قار، واسط.

-إقليم الفرات الأوسط: يشمل النجف، كربلاء، الديوانية، المثنى.

-الإقليم الأوسط: يضم بغداد، بابل، ديالى، وبعض مناطق صلاح الدين القريبة من العاصمة كسامراء.

-الإقليم الغربي: يتركز في الرمادي، الفلوجة.

-إقليم الجزيرة: يشمل تكريت، الدور، حديثة، عنه، راوة.

-الإقليم الشمالي: وأبرز لهجاته لهجة أهل الموصل.

 

ويُوضح السوداني أسباب تعدد اللهجات حتى داخل المحافظة الواحدة، ففي بغداد ومدن مثل النجف وكربلاء، تبرز لهجات متعددة. وفي الموصل، هناك لهجة المدينة القديمة ولهجة الضواحي القروية (الجرياوية). أما في الجنوب، فقد أثر انفتاح البصرة على العالم عبر مينائها في اختلاف لهجتها عن لهجة العمارة ذات الطابع القروي، ولهجة الناصرية المتأثرة بالبادية، بالإضافة إلى لهجة خاصة لأهل الأهوار بسبب طبيعة تمركزهم الجغرافي.

 

ويؤكد عبد الرزاق أن تعدد اللهجات يجسّد الثراء اللغوي في العراق، خصوصًا أن كل لهجة من لهجات العراق حفظت شطرًا من متن اللغة العربية أو اللغات المحكية الأخرى، فضلًا عن المفردات العتيقة التي اختزنتها الذاكرة العراقية من اللغات القديمة كالسومرية والأكدية والآشورية والآرامية وغيرها، في جهات البلد المختلفة.

 

500 لهجة مهددة بالزوال: دعوات لإنقاذ التراث اللغوي

ففي الثامن من يونيو/حزيران الجاري، أطلق المركز الإستراتيجي لحقوق الإنسان دعوة عاجلة لحماية نحو 500 لهجة محلية -رئيسية وفرعية- مهددة بالزوال، مشددا على أهمية الحفاظ على اللهجات المحلية باعتبارها جزءا لا يتجزأ من الموروث الشعبي والهوية الثقافية للمجتمع العراقي، التي تعكس تنوعه الحضاري واللغوي "العميق".

 

وتشير التحديات الحالية إلى تراجع ملحوظ في استخدام هذه اللهجات وتوارثها بين الأجيال كما تواجه اليوم خطر الاندثار الفعلي، بسبب مجموعة من العوامل الاجتماعية، والسياسية، والديمغرافية، حسب ما يقوله الخبير التراثي جنيد عامر من الهيئة العامة للآثار والتراث العراقية.

 

من أبرز اللهجات المهددة، حسب عامر:

وأشار عامر إلى عدة لهجات مهددة، تختلف درجة تعرضها للخطر، ومن أبرزها:

-اللهجة المندائية: يتحدث بها أبناء الطائفة الصابئية المنتشرة في ميسان وذي قار وبغداد. تأثرت هذه اللهجة بالآرامية، وهي مهددة بشدة بسبب قلة عدد المتحدثين، وهجرة الكثيرين، وعدم توارثها بين الأجيال الجديدة.

-اللهجة السريانية الحديثة: يستخدمها الآشوريون والسريان والكلدان في مناطق مثل سهل نينوى ودهوك. رغم أنها لا تزال حية نسبيا، فإنها مهددة بسبب النزوح والحروب، خاصة بعد اجتياح داعش، الذي أدى إلى تهجير جماعي للمتحدثين بها.

-اللهجة الشبكية: خاصة بجماعة الشبك في سهل نينوى، وتتأثر بلغات تركمانية وكردية. وتواجه ضغطا لغويا من العربية والكردية، مما يهدد خصوصيتها، خاصة مع اختلاط السكان بعد النزوح.

-اللهجة الفيلية (الكرد الفيلية): لهجة كردية مميزة مهددة جزئيا، نظرا لتهجير كثير من الكرد الفيلية قسريا، واعتماد نسبة كبيرة منهم على اللغة العربية في حياتهم اليومية.

-اللهجة الزنجبارية: لهجة نادرة جدا ومهددة للغاية، يتحدث بها بعض العوائل من أصول أفريقية في جنوب العراق، خاصة البصرة والزبير. اندمج معظم المتحدثين بها في المجتمع العربي المحيط، مما أدى إلى اختفائها تدريجيا.

-اللهجات البدوية الأصلية: في الأنبار والمثنى والنجف وجنوب بغداد (مثل لهجات شمر والدليم وعنزة) تواجه تهديدا تدريجيا بسبب التحضر وانتقال السكان للمدن، مما يؤدي إلى التخلي عنها لصالح اللهجات المدنية السائدة.

إجمالا، يقدر عامر أن ما بين 6 إلى 8 لهجات في العراق مهددة بالزوال نهائيا ومئات أخرى بدأت تضعف تدريجيا، وتتراوح درجة التهديد من شبه الاندثار إلى الخطر المحتمل إذا لم تتخذ خطوات وثيقة للحفاظ عليها.

 

التعليم ودور الحكومة

ولمواجهة هذا التحدي، أكد عامر أهمية إدراج هذه اللهجات المهددة في المناهج التعليمية، في خطوة إستراتيجية للحفاظ على الهوية الثقافية واللغوية المتنوعة للعراق، مقترحا أن يتم ذلك ضمن مناهج الدراسات الثقافية والاجتماعية، وليس ضمن مقررات لغوية إلزامية، لتعزيز الفخر بالتعدد اللغوي بدلا من الشعور بالتفوق أو النقص.

 

شدد عامر على أهمية الأساليب التعليمية التفاعلية، مثل القصص المصورة، والمسرح المدرسي، وإنتاج المحتوى السمعي والبصري (الأغاني الشعبية، الحكايات الفلكلورية، والرسوم المتحركة) باللهجات المحلية. كما أكد ضرورة تدريب المعلمين على عرض هذه اللهجات باحترام وتوازن.

 

ودعا عامر الحكومة العراقية للعب دور محوري، معتبرًا اللهجات جزءًا من التراث اللامادي، وطالب بـ:

-الاعتراف الرسمي بهذه اللهجات باعتبارها جزءا من ثروة العراق اللغوية ومكونا من مكونات التنوع الثقافي، من خلال تشريعات دستورية أو قوانين خاصة.

-إنشاء مراكز متخصصة لأرشفة وتسجيل هذه اللهجات علميا بالصوت والصورة، بالتعاون مع الجامعات.

-تخصيص موازنات مالية لدعم الأنشطة المتعلقة بحماية اللهجات.

-دعم الإعلام الرسمي لبث برامج باللهجات المحلية وتعزيز مكانتها في الوعي العام.

-حماية المتحدثين من خلال سن قوانين تحظر التمييز أو السخرية من أي لهجة محلية.

 

غياب الدراسات الرسمية والعولمة الرقمية تُفاقم التحدي

وكشف عامر عن غياب دراسة حكومية رسمية أو مسح وطني شامل في العراق يصنف اللهجات وفق معايير خطر الانقراض، مشيرا إلى أن معظم المعلومات المتوفرة تأتي من أبحاث أكاديمية فردية، ومساهمات منظمات ثقافية ودينية، وتقارير محدودة من اليونسكو، إضافة إلى مبادرات شخصية.

 

وأشار إلى الحاجة الماسة لمشروع وطني مؤسسي شامل يتضمن مسحا لغويا شاملا، وتصنيفا علميا للهجات، وإنشاء قاعدة بيانات رقمية، وتحديد مستويات الخطر لربطها ببرامج توعية وتعليم وحماية.

 

من جانبه، حذر الأكاديمي والباحث في التراث العراقي قاسم بلشان من التأثير الكبير والفعلي لوسائل التواصل الاجتماعي والتكنولوجيا الحديثة على دور وأصالة اللهجات العراقية. وقال بلشان إن غياب ثقافة حقيقية للحفاظ على هذه اللهجات يهدد جزءا أصيلا من الهوية العراقية، موضحا أن العراق، بتاريخه العريق وتنوعه الثقافي، يزخر بمئات اللهجات، لا سيما مع وجود أكثر من 18 محافظة، وكل مدينة -بل وحتى داخل المدينة الواحدة- تضم عشرات اللهجات الفرعية؟

 

وأضاف أن هذه اللهجات، سواء كانت رئيسية أو فرعية، لم تلق الاهتمام الكافي الذي يتناسب مع أهميتها كمرآة عاكسة لتاريخ الأجداد على مدى آلاف السنين، بل إن بعضها قد تكون "لهجات ميتة" تتغلغل في عمق التاريخ. وأكد الدور المحوري الذي يجب أن تضطلع به المراكز الثقافية ومؤسسات الدولة المختلفة، في حماية هذا التراث اللغوي، مشددا على ضرورة تنظيم المهرجانات وعقد ورش العمل للتعريف بهذه اللهجات المتنوعة.

 

كما نبه إلى ظهور ما سماها "اللهجات الهجينة"، وهي لهجات تتأثر بمفردات من دول عربية وغير عربية، مما قد يؤدي إلى ضعف السيطرة على اللهجة العراقية الأصيلة والعريقة في ظل الانفتاح العالمي عبر وسائل التواصل الاجتماعي، داعيا إلى إيلاء اهتمام جاد للدراسات المتعمقة في هذا المجال للحفاظ على نقاء هذه اللهجات.

 

وأكد بلشان أن حماية اللهجات العراقية في صميم تعزيز الهوية الوطنية العراقية والتنوع الثقافي للفرد العراقي، واصفا اللهجة العراقية بأنها "سهل ممتنع"، تتميز بخفتها وبلاغتها، مما أسهم في انتشارها الواسع مؤخرا في عديد من الدول، خاصة العربية، سواء في الفكاهة أو الأغاني، وهو ما يجعلها لهجة محببة ومقبولة لدى مختلف المجتمعات.

 

دعوة لتوثيق اللهجات المهددة بالاندثار

من جانبه، دعا الباحث في الأدب والتراث الشعبي، عادل حسوني العرداوي، إلى إنشاء مراكز بحثية متخصصة. تقوم بجولات استطلاعية في مختلف مناطق العراق، لتوثيق اللهجات التي كادت أن تنقرض من أفواه الناس، وذلك قبل فوات الأوان.

 

وأكد العرداوي أهمية هذه الخطوات. ومع قناعته بالحاجة لمثل هذه المبادرات، فإنه أعرب عن اعتقاده بأنه "لا توجد حاليا أرضية متوفرة لذلك"، مشيرا إلى "عدم فهم لأهمية تلك اللهجات الشعبية سواء في المناطق الحضرية أو القرى والأرياف".

 

والخلاصة فإن الحفاظ على اللهجات العراقية ليس مجرد قضية لغوية، بل هو حماية لهوية وطنية غنية بتاريخها وتنوعها الثقافي الفريد.

 

أخبار مشابهة

جميع
حالة طوارئ غذائية في العراق: أطعمة ملوثة تصيب العشرات يومياً.. فمن يتحمل المسؤولية؟

حالة طوارئ غذائية في العراق: أطعمة ملوثة تصيب العشرات يومياً.. فمن يتحمل المسؤولية؟

  • اليوم
الخبز الأسمر: وصفة العراقيين للرشاقة وضبط السكري تتحول إلى ساحة صراع مع الغش التجاري والرقابة الحكومية المهزوزة

الخبز الأسمر: وصفة العراقيين للرشاقة وضبط السكري تتحول إلى ساحة صراع مع الغش التجاري...

  • اليوم
من شركتين استغلتا فرق الدولار.. القضاء يسترد ملياري دينار عن جريمة احتيال مالي

من شركتين استغلتا فرق الدولار.. القضاء يسترد ملياري دينار عن جريمة احتيال مالي

  • اليوم

شبكة عراقية اعلامية

  • الرئيسية
  • مقالات
  • فيديو
  • كاريكاتور
  • إنفوغراف
  • سياسة الخصوصية

جميع الحقوق محفوطة