من مروة القيسي إلى طارق عماش.. القرية اللبنانية وقصص الوفيات الغامضة.. مَن يملكها؟ وهل انتهت حياة مديرها بنوبة أم رصاصة؟
انفوبلس/ تقارير
وفيّات غامضة بأسرار لا يعرفها الكثير، أهي حالات انتحار أم تصفيات حسابات بين شبكات الدعارة التي تشتهر بها؟ فقصص الوفيات المبهمة في القرية اللبنانية بأربيل وصلت إلى مديات بعيدة لاسيما بعد العثور على جثة مديرها طارق عماش داخل شقته يوم أمس. فمَن يملك هذا المجمع؟ وما أسرار تزايد الوفيات الغامضة داخل تلك القرية؟
*مروة القيسي
في الخامس من أيلول من العام الماضي، أعلنت السلطات في أربيل انتحار فتاة قاصر تُدعى مروة القيسي (17 عاماً)، تقطن في القرية اللبنانية في أربيل، بعد عودتها من الملهى الذي تعمل فيه عند الساعة الـ7 صباحاً، إذ قامت برمي نفسها من الطابق الـ11 من بناية مكوّنة من 17 طابقاً.
تقول الشرطة، إنها تواصلت مع شقيقة الضحية، وتُدعى ملاك القيسي وتعمل راقصةً، لمعرفة ما هي أسباب الانتحار. الخبر نفسه أحدث ضجةً بين رواد مواقع التواصل الاجتماعي الذين بغالبيتهم أكدوا أن القرية اللبنانية مكان لتجارة الجنس مطالبين السلطات بتفكيك عصابات الاتجار بالبشر.
وبحسب شقيقتها، فإن مروة انتحرت لكن تساؤلات عديدة طُرحت حول ذلك خاصة بعد التأكيد بأنها لا تعاني من أي اضطرابات او مشاكل الأمر الذي قاد العديد من المتابعين إلى التكهن بأن حالة الوفاة ليست انتحارا وقد تكون "تصفية حسابات" داخل القرية.
*طارق عماش
ويوم أمس، أفاد مصدر محلي في أربيل، بالعثور على المدير التنفيذي لمشروع القرية اللبنانية بالمحافظة "جثةً هامدة" داخل فندق في القرية .
وقال المصدر، إن (طارق عماش) المدير التنفيذي لمشروع القرية اللبنانية في أربيل، عُثر على جثته داخل فندق في القرية اللبنانية.
ورجح المصدر، إن "عماش (لبناني الجنسية) توفي بسبب نوبة قلبية"، مشيراً إلى أن "التحقيقات جارية لمعرفة ملابسات الوفاة".
*نوبة أم قتل؟
وفيما وجه نشطاء أكراد وعراقيون اتهامات للمستثمر اللبناني الراحل، وتحدثوا عن وجود جريمة أدت الى مقتله، فإن مصادر الشرطة في شمال العراق أكدت أن عماش يعاني من مشاكل في القلب وكان قد تعرض لعدة أزمات في السابق، فيما نفى مصدر في المؤسسات التي يديرها "مزاعم وجود جريمة قتل مؤكداً أن هذه المزاعم غير صحيحة، كما نفى متحدث باسم الشركة تعرض طارق عماش لأي هجوم".
*الانتحار في القرية اللبنانية
تشهد أربيل الكثير من حالات الانتحار تحديدًا في القرية اللبنانية التي تعتبر مركز تجارة الجنس والدعارة والمخدرات، بحسب الشارع الأربيلي والعربي.
ويبرهن ذلك أحد الصحافيين من هولير طلب عدم الكشف عن هويته، بأن "مدينة هولير تشهد ارتفاعا كبيراً في حالات الانتحار لكن السلطات الحكومية لا تقوم بالإعلان عن ذلك بل يتم العلم بها عبر مواقع التواصل الاجتماعي".
وأضاف الصحافي، "تنشط حالات الانتحار وتحديدًا عند الفتيات اللاتي يبلغنَ من العمر (18-25) عامًا نتيجة تعاطيهن المخدرات أو الابتزاز الجنسي من قبل من يقوم إيوائهن داخل القرية اللبنانية".
*أسباب الانتحار داخل القرية اللبنانية
وهناك أسباب أخرى للانتحار المتزايد داخل القرية اللبنانية بحسب الصحافي يعود إلى الضغوط الاجتماعية على الفتيات وتهديدهن بالقتل من قبل آبائهن أو إخوانهن كونهن هاجرنَ من أهاليهن بسبب الضغوط والعنف الأسري.
*ما علاقة عائلة "باجلان" بالقرية وما يحدث داخلها؟
في آواخر العام الماضي، تم الكشف عن أكبر شبكة تجسس ودعارة وابتزاز وتجارة أعضاء بشرية وسط العاصمة بغداد يقودها العقيد في لواء رئاسة الجمهورية محمد باجلان شقيق السياسي الكردي والمقرب من حزب بارزاني عماد باجلان.
ووفق ما تم كشفه، داهمت القوات الأمنية فندق ريم البوادي الواقع بمنطقة السعدون في بغداد واعتُقل صاحب الفندق محمد باجلان.
وعن علاقة عائلة باجلان بالقرية اللبنانية، فتؤكد المصادر أن محمد باجلان كان يستخدم الفندق لتهريب الفتيات القاصرات الى القرية اللبنانية في أربيل واستدراج كبار الشخصيات ومرافقيهم وحمايتهم للفندق وتصويرهم وابتزازهم لاحقاً.
مَن يملك مشروع القرية اللبنانية؟
يُقال إن مشروع القرية اللبنانية في أربيل يعود لرجل الأعمال اللبناني ورئيس مجلس إدارة شركة الحريري للبناء والمقاولات مصطفى محمد الحريري حيث يُشاع أنه مقرب من عائلة بارزاني ويملك علاقات وثيقة معهم.
وتتألف القرية اللبنانية من الفلل التي تتراوح مساحاتها من 400 إلى 600 متر مربع، وصالاتها وجدرانها الداخلية مبلّطة بحجر المرمر، مع مواصفات عزل الصوت، أما الواجهات الخارجية فهي مصممة بديكورات وأعمدة وقرميد أحمر ومرمر خارجي. كما يتضمن المشروع عدة قصور بدرجة أولى وفريدة من نوعها في أربيل.
أما بالنسبة للشقق، فيتضمن المشروع شققاً ذات مساحات مختلفة منها 200 متر و160 مترا و107 أمتار، وشققا ذات نوع الاستوديو الذي يعتبر المشروع الأول الذي يتضمن هذا النوع منه في أربيل.