منظمات دولية تهاجم بغداد بعد الدفاع عن قيمها.. دعت لإيقاف حظر "الجندر" و"المثلية الجنسية"
انفوبلس/ تقرير
بعد الضجّة الكبيرة داخل الأوساط الشعبية والسياسية في الآونة الأخيرة حول مفهوم "الجندر" و"مجتمع الميم" باعتبارهن مفاهيم تخالف قيم المجتمع العراقي والأديان المتّبعة فيه، اتخذت الحكومة العراقية عدة قرارات بشأن ذلك، لكن سرعان ما هاجمت المنظمات الغربية وعلى رأسها العفو الدولية هذه القرارات ووصفتها بـ"الخطيرة".
العفو الدولية تدعو العراق لإلغاء قرار منع وسائل الإعلام من استخدام مصطلحي "المثلية الجنسية" و"الجندر"
وحثّت منظمة العفو الدولية العراق على "الإلغاء الفوري" لحظر استخدام وسائل الإعلام مصطلحي "المثلية الجنسية" و"الجندر" في بيان استجابةً لتوجيه صادر عن الهيئة المنظمة الرسمية لوسائل الإعلام العراقية.
وتقول منظمة العفو إن هذه الخطوة "خطيرة" وإنها قد تغذّي التمييز والهجمات العنيفة ضد أفراد مجتمع المثليين.
وتزعم آية مجذوب، نائب مديرة المكتب الإقليمي للشرق الأوسط وشمال أفريقيا في منظمة العفو الدولية: "هذا هو الاعتداء الأحدث في سلسلة من الاعتداءات على حرية التعبير تحت ستار "الآداب العامة". وأشارت مجذوب إلى أن شيطنة استخدام مصطلح "الجندر" يُجسد "تجاهلا قاسيا لمكافحة العنف القائم على النوع الاجتماعي في الوقت الذي يبلغ فيه المجتمع المدني عن زيادة في الجرائم ضد النساء والفتيات، في ظل الإفلات من العقاب على نطاق واسع".
وتذكر المسؤولة في "أمنيستي" قائلة: "يجب على السلطات العراقية أن تلغي هذا القرار فورًا وأن تضمن احترامها للحق في حرية التعبير وعدم التمييز لجميع الأفراد في البلاد، بصرف النظر عن جنسهم أو ميولهم الجنسية". وأفادت المنظمة أن هناك زيادة في الانتقادات الموجهة لحقوق مجتمع الميم في العراق، بما في ذلك الحرق المتكرر لأعلام "قوس قزح".
يُشار إلى أن هيئة الاتصالات والإعلام العراقية (CMC)قد أعلنت أنها وجهت جميع وسائل الإعلام ومنصات التواصل الاجتماعي العاملة في البلاد بعدم استخدام مصطلح "المثلية الجنسية"، واستبداله بـ"الشذوذ الجنسي".
وتضيف الهيئة في بيان لها، أنها تدعو للامتناع عن استخدام "مفردة المثلية الجنسية واستخدام المفردة الحقيقية، الشذوذ الجنسي". وأوضحت أنها تهدف إلى "حماية المجتمع وقيمه الأصيلة من المصطلحات الدخيلة التي أصبحت لها مدلولات مخالفة للنظام العام والآداب العامة".
وتتابع الهيئة، أنها قررت "منع استخدام مفردة النوع الاجتماعي والجندر والمثلية في كافة المخاطبات الخاصة بالهيئة لما لهذه المصطلحات من مدلولات سلبية في المجتمع العراقي". وتابعت، أنه "تقرر منع جميع الشركات الحاصلة على ترخيص من الهيئة لخدمات الهاتف المحمول والإنترنت وغيرها من الترويج لهذه المفردات من خلال استخدامها في تطبيقاتها وبرامجها.
ويقول متحدث باسم الحكومة، إن عقوبة انتهاك هذا القرار لم تتحدد بعد لكنها قد تنطوي على غرامة.
ولا يجرّم العراق "المثلية الجنسية" بنصوص محددة، لكنه يعتمد في قانون العقوبات على مواد تتعلق بحماية الأخلاق العامة.
وكثف المجتمع العراقي انتقاده للمثلية خلال الشهرين الماضيين، حيث نُظمت مظاهرات غاضبة للاحتجاج على إحراق نسخ من المصحف الشريف في السويد والدانمارك، وتخلل الاحتجاجات حرق رايات المثليين التي تحمل ألوان قوس قزح.
كما وجهت الأمانة العامة لمجلس الوزراء مؤخراً، الوزارات بإلغاء استخدام مصطلح "الجندر" واعتماد النوع الاجتماعي بدلا منه. فيما وجه وزير الداخلية عبد الأمير الشمري بإقامة ندوات وورش تثقيفية ومؤتمرات تعزز البيئة الأخلاقية لرفض "الجندر".
*ما الفرق بين الجنس و"الجندر" Gender؟
الجندر Gender هو مجموعة الصفات المتعلقة والمميزة بين "الذكورة والأنوثة"، وليس بين الذكر والأنثى.
واعتماداً على هذا التعريف المستل من موقع ويكيبيديا فقد تتميز المرأة بصفات ذكورية وقد يتميز الرجل بصفات أنثوية لأن التصنيف غير مرتبط بالطبيعة البيولوجية للبشر بأن هذا الذكر تشريحياً وهذه الأنثى تشريحياً وإنما هي قضية "ميل" جنسي، والعياذ بالله.
وفي قاموس أكسفورد الانجليزي فإن الجندر Gender هو: كناية عن جنس الإنسان في استخدامه الحديث (ولاسيما من المنظور النسوي)، وغالباً ما يُقصد من استخدامه التشديد على الفوارق الاجتماعية والثقافية بدلاً من الفوارق البيولوجية بين الجنسين!
يعني: لا يُقصد منه أن هذا ذكر بيولوجي أو أنثى بيولوجية وإنما من جهة "الميل"، والعياذ بالله.
ظهر هذا المصطلح في ثمانينيات القرن الماضي وتركز ذلك في العام (١٩٨٨) ليعني المساواة بين الرجل والمرأة وتركزت هذه المساواة على الجانب الاقتصادي في فرص العمل وأجور العمل ثم تطور ليشمل قضايا أُخرى متعلقة بالتعليم وامتدّ بعد ذلك إلى ما هو أوسع من ذلك بكثير ليُلغي نوع الإنسان البيولوجي ويُبدله بالنوع الاجتماعي الذي يسمح للرجل والمرأة بالزواج المثلي، والعياذ بالله.
ما الفرق إذاً بين الجنس والجندر Gender؟
الجنس: تصنيف بيولوجي، تشريح الجهاز التناسلي.
الجندر Gender: الجنس الشخصي، الميول الداخلية التي لا علاقة لها بالتشريح البيولوجي.
ويقول الكاتب العراقي أحمد ال عبد الواحد، "يعتبر مفهوم التنوع الاجتماعي من المفاهيم الجديدة التي برزت بصورة واضحة في الثمانينيات من القرن الماضي، وقدم هذا المفهوم بواسطة العلوم الاجتماعية من خلال دراسة الواقع الاجتماعي والسياسي، كمحاولة لتحليل العلاقات والأدوار والمعوقات لكل من الرجل والمرأة".
ويضيف، "لقد أعلنت "هيئة كير" بالولايات المتحدة الأمريكية عن فكرة المساواة في النوع الاجتماعي والتنوع للمرة الأولى في عام 1998م، وذلك بالإعلان عن مبادرة تحمل نفس الاسم وقد نالت الكثير من التشجيع والحماس من قبل القيادة التنفيذية، ولذا فقد تحمست خلال الأعوام التي تلت الإعلان في العمل على تطبيق مبدأ المساواة في النوع الاجتماعي والتنوع من خلال إطلاق حزمة من البرامج، مما جعلها تحرز تقدما ملحوظا في المجالات التي تؤثر على المشروعات والجهات المشاركة معها".
ويتابع، "يعتبر مصطلح الجندر أو التنوع الاجتماعي فخّاً وقع فيه المجتمع العربي، كون من قام بترجمة مصطلحات الأمم المتحدة، وصف التنوع الاجتماعي بـ(الذكر/ الأنثى) وهذا غير موجود في وثيقة الأمم المتحدة، يشير هذا المصطلح إلى إلغاء الفارق الجنسي بين الذكر والأنثى".
ويشير إلى أن "المترجمين لمصطلح "الجندر" من اللغة الإنجليزية إلى اللغة العربية حاولوا أن يجعلوه في صورة أقرب للمفهوم الاجتماعي العربي لتمريره وقبوله، ولقد عرّفته منظمة الصحة العالمية باعتباره مصطلحا يفيد استعماله تناول الصفات التي يحملها الرجل والمرأة كصفات مركبة اجتماعية، ولا علاقة بها بالاختلافات العضوية، وهو ما يعني أن التكوين البيولوجي للذكر أو للأنثى ليس له علاقة باختيار النشاط الجنسي الذي يمارسه كل منهما، لأن النوع في ذاته كمصطلح يحمل سمات أساسية يتصف بها، هي التي ستجعل ليس من العسير فهمه فقط بل وتقبّله أيضا".
ويوضح، "في عام 2020 عقدت الشمطاء بلاسخارت أكثر من مؤتمر، الغرض منه تقنين التنوع الاجتماعي في العراق، كبوابة للمثلية فيما بعد، حيث شددت الممثلة الخاصة للأمين العام السيدة هينيس- بلاسخارت على أن "الدول تتحمل مسؤولية حماية وتعزيز هويات الأقليات فيها، ولا يجوز لها التمييز ضدهم".
ويختتم الكاتب العراقي، فيقول، "أوجه ندائي لكل غيور على بلده ومذهبه من توضيح هذا المصطلح بحقيقته كما هو، وفضح جميع المحاولات التي تهدف إلى تقنينه، في بلد كتب الله له أن يكون عاصمة الحضارة الإسلامية بقيادة الحجة بن الحسن عج".
كما يقول الباحث ماجد الشويلي، "نطمح لمواقف حكومية وبرلمانية وقضائية أكثر صرامة وجرأة ووضوحاً إزاء ما يُطرح هنا وهناك من محاولات لجرّ العراق إلى مهاوي التشريعات التي تنشر الرذيلة، فمادام هذا الشعب قد عبّر عن هويته الدينية وارتباطه العميق بالإسلام، فقد أصبح بمقدور الحكومة والبرلمان والسلطة القضائية، ونحن نعوّل عليهم كثيرا، أن يقفوا بحزم مستندين إلى الله وإلى شعبهم برفض (جندرة) المجتمع وتطهير المؤسسات والدوائر الرسمية كافة من براثين هذه الثقافة الوافدة، ومحاسبة المروّجين لها على أنهم يشيعون ثقافة الشذوذ خلافا لأعراف وقيم الشعب العراقي الأصيلة".
بينما يكتب الباحث عبد الحافظ البغدادي، "الفرق بين الجنس والجندر فيه اختلاف، لأن الشخص الذي يقتنع بالجندر ينزلق الى مستوى أعمق من ممارسة الشذوذ، لأنه يتخلى تماما عن خصائص الجنس الثانوية يصبح منتميا فكريا وجسديا للجندر، إذ يشير الجندر إلى الأدوار الاجتماعية على جنس الشخص (دوره الجندري).. حين يشرع نظام الجندر فإن الراغبين للممارسة الشاذة يصبحون في حالة قانونية اعتيادية كقوم لوط فيعيش بوعيه الداخلي، ويكون شاذا بقانون وضعي، يمتلك خصائص جنسية بيولوجية من شأنها أن تعقّد عملية تحديد الجنس عنده فيكون ثنائي الجنس".
ويردف، "لتوضيح المسألة: يشير الجنس إلى المعنى البيولوجي وفسيولوجية في جسم الإنسان أما ذكر أو أنثى وهي خلق الله تعالى: (الذي خلق الذكر والأنثى) أما الجندر فإنه ظاهرة يفقد فيها الإنسان انتماءه الفسيولوجي، ويعطي انتماءه للأعراف الاجتماعية المستوردة ذات الألوان المتعددة كما في أعلامهم (المثلية) المتعددة الألوان.. ينتج من هذه القناعة عمليات ممارسة شاذة وسقوط أخلاقي. تخالف الزواج كما هو في مقاربة الذكر مع الأنثى حال الزواج".
مؤامرة عالمية كبرى على الإنسانية، للتخلي عن قيام الذكر والأنثى بتأسيس عائلة لها كيانها واحترامها
ويكمل البغدادي، "والجنس أو الجندر ليس شيئا غريبا يتطلب معرفته من خلال الاختبار بل إنه قناعة وانتماء أن يتخلى الذكر عن ذكوريته فيقوم بدور المرأة، والمرأة تتخلى عن أنوثتها وتقوم بدور الذكر، رغم قناعتهم بعدم إتيان نتائج استمرار البشرية. ومن خلال الجندرية يتضح أنها مؤامرة عالمية كبرى على الإنسانية، للتخلي عن قيام الذكر والأنثى بتأسيس عائلة لها كيانها واحترامها. وفي حال ممارسة الجندرية التي ترعاها منظمات مشبوهة متغلغلة في أروقة دولية تحمل عنوانا أمميا يدعم بقوة هذا التوجه الشاذ.
ويوجه البغدادي دعوة فيقول، "ختاما أقول إن الخطر لا يخص بلدا معينا دون آخر ولا طبقة دون طبقة. المطلوب من خطباء المنبر الحسيني وأساتذة الجامعات، والإعلاميين والفنانين والكُتّاب إعطاء الموضوع أهمية للوقوف أمام هذا المدّ الأصفر".
والأستاذ في الحوزة العلمية السيد علاء الموسوي انتقد - بشدّة - محاولات فرض مفهوم النوع الاجتماعي (الجندر) في العراق وطالب الحكومة ومجلس النواب باتخاذ ما يلزم لإلغاء أي معاهدة أو التزام بهذا الصدد لما تضمنه هذا المفهوم من مخالفات للفطرة الإنسانية والدين الحنيف، ولما فيه من مخاطر على المجتمع.
وبحسب مراقبين فإن هناك استياء شعبيا على مواقع التواصل الاجتماعي بعد ظهور وثائق وزارية ترسخ لمصطلح الجندر (النوع الاجتماعي) ينبئ عن توجه خطير لتلك الوزارات وهو التغير الثقافي والمجتمعي لمفهوم الذكورة والأنوثة وقبول الشذوذ.