منع دخول مواكب "الشور" لحرم الإمامين الحسين والعباس (ع) خلال الأربعينية.. انفوبلس تفصل حيثيات القرار؟
انفوبلس/ تقرير
خلال مؤتمر الشعائر والمواكب الحسينية السنوي الثاني الخاص بزيارة الأربعين الذي أُقيم في الصحن الحسيني الشريف، قررت العتبة الحسينية المقدسة منع دخول مواكب "الشور" لحرم الإمامين الحسين والعباس (ع)، ويسلط تقرير شبكة "انفوبلس"، الضوء على تفاصيل القرار وكذلك توصيات المرجعية الدينية العليا كذلك.
مواكب الشور هي مواكب عزاء شيعية يقوم المنشدون فيها بترديد الأناشيد (اللطميات) الدينية بإيقاع سريع ويتابعه الحاضرون (المعزون) بلطم الوجوه والصدور بعنف.
*قرار العتبة الحسينية
دعا الأمين العام للعتبة الحسينية المقدسة، حسن رشيد العبايجي، اليوم الأحد 28 تموز/ يوليو 2024، أصحاب المواكب والهيئات الحسينية المشاركة في زيارة الأربعين إلى الالتزام بتوجيهات المرجعية العليا والابتعاد عن الاجتهادات الشخصية والممارسات الخاطئة، فيما أعلن منع دخول مواكب "الشور" لحرم الإمامين الحسين والعباس (ع).
وقال العبايجي، في كلمة له، خلال مؤتمر الشعائر والمواكب الحسينية السنوي الثاني الخاص بزيارة الأربعين الذي أُقيم في الصحن الحسيني الشريف تابعتها شبكة "انفوبلس"، إن "الأهداف الرئيسية من النهضة الحسينية هي الحفاظ على رسالتها وحمايتها ولاسيما الشعائر الحسينية التي ينبغي على الجميع التعاون والتضامن والتكافل للحفاظ على ديمومتها واستمرارها وحمايتها من التشويه والانحراف".
وأضاف، إن "العالم الإسلامي والإنساني يترقب هذه المسيرة والتظاهرة المليونية وعلينا تجسيد القيم والمبادئ العظيمة التي ضحّى من أجلها إمامنا الحسين عليه السلام".
وشدد بالقول: على "جميع المؤمنين الالتزام بوصايا المرجعية الدينية العليا الموجهة إلى المواكب والهيئات الحسينية والخطباء والرواديد والشعراء، وكذلك التشابيه والابتعاد عن الاجتهادات الشخصية والممارسات الخاطئة"، مؤكداً على "أهمية الحفاظ على قدسية هذه الشعائر عبر اختيار القصائد المرتبطة بالواقعة وتجنب استخدام الألحان الدخيلة التي تفتح باباً واسعاً للمرجفين والمشككين، ممن يحاولون الطعن بهذه الشعائر المقدسة".
وبحسب القرار، فإن مواكب الشور ستُمنع كلياً من دخول كربلاء المقدسة خلال زيارة الأربعين هذا العام، حيث سيكون حدها الى الآتي : محور بغداد الى سيطرة الوند - محور بابل الى سيطرة أم الهوى - محور النجف الأشرف الى سيطرة الإبراهيمية. كما اشترط دخول المواكب الى الحضرة المقدسة مرهون بالقراءة بالموروث العراقي الأصيل.
*توصيات من السيد السيستاني (دام ظله)
أكد المرجع الديني الأعلى السيد علي الحسيني السيستاني (دام ظله)، على أهمية الحفاظ على النظافة والتنظيم خلال زيارة الأربعين.
جاء ذلك في ردّ للسيد السيستاني على أسئلة المؤمنين التي وردت إليه في الثالث من صفر سنة 1438 للهجرة، حول كيفيّة التعامل مع النفايات، وتنظيم المواكب الحسينية، وأفضل السبل لخدمة زوّار أبي عبد الله الإمام الحسين (عليه السلام).
من هو الشور والجماعات المرتبطة به؟
يزعم الباحث الاجتماعي، رشيد السراي، إن "جماعة القربان تعود جذورها بحسب تحليلي الشخصي إلى ممارسات (الشور) التي برزت بشكل أكبر في قضاء سوق الشيوخ جنوبي ذي قار، قبل سنوات".
ووفقاً للسراي فإن جماعة "الشور" ينظمون القصائد الحسينية بأسلوب "محل جدل كبير نظراً للتجاوزات العقائدية الكبيرة فيما تتضمنه، وما تنسبه للأئمة وأبنائهم من معتقدات لا يقول بها المذهب الشيعي ولا يقبل بها، وتُصنف كنوع من أنواع الغلوّ المحرم شرعاً".
ويشير السراي إلى أنه "رغم إعلان أشهر مُنشديهم توبته حينها إلا أن التأثير على الشباب بقي موجوداً وتُغذّيه جهات معينة داخل البلاد وخارجه، في حينها حذرنا من ذلك وطالبنا بمحاسبة هؤلاء لوقف تنامي الحالة".
أما الكاتب حامد الزيادي فيقول، ورد في قاموس المعاني أن معنى الشور لغة هو: الإحساس والعاطفة والضجيج والحماسة والحرقة والمعنى المالح، وكما يقال: إن الزاد الذي لا يوجد فيه ملح يكون فاترًا (ماصخ)، وأشار لهذا المعنى الدكتور محمد التونجي صاحب كتاب (قاموس فرهمند قلائي) وهو قاموس عربي فارسي واصطلاحًا هي: إحدى التعزيات القديمة أو اللطم السريع الذي يدل على عظم المصاب ويتخلل العزاء تسبيح بأحد أسماء أهل البيت.
وأضاف الكاتب، يذكر بعض الباحثين ومنهم محمد جميل: إن أوَّل مجلس شور عُقد لسيد جواد ذاكر (رحمه الله) وهو إيراني وهذا ليس بصحيح: فالسيد جواد ذاكر في إيران يقول على لسانه ((تحسسنا معاناة الحسين وأجواء الطف من اللطم العراقي، ولطمة الشور أخذته من النساء العراقيات اللاتي يلطمن فالنساء العراقيات في اللطم تقرأ الرادودة (الملاية) وفي نفس الوقت نساء يرددن ويكررن كلمة أو كلمات بصورة سريعة مع لطم سريع ونساء أُخريات يرددن بالشجى والحزن، وهذا العمل مأخوذ من جيل الى جيل منذ مئات السنين فهو تراث عراقي قديم، فبعد تسفير العراقيين عن موطنهم في ذلك الزمن وابتعادهم عن كربلاء كان العراقيون بطبيعتهم لا يسكنون، فالرادود عادةً يقرأ قصيدة واحدة فتبدأ عند الناس العراقيين الحرقة والضرب على الصدور ويصيحون: حسين حسين حسين، أكثر من مرة وكان الرادود حسين الكربلائي في ذلك الوقت يردد بأول شور عراقي فاستحسن سيد جواد ذاكر هذه الطريقة وأُخذت عن العراقيين، أما التسمية فلأنَّ العراقيين كانوا في ذلك المكان في إيران فسُمّوا بهذه التسمية، وكما ذكرنا معانيه وإن الشور بهذا المعنى (الردة السريعة والحزن العميق والترديد) مستخدم في كثير من دول العالم كطور إنشادي وهو من تراث أكثر الشعوب مثل الهند وباكستان وأفريقيا والصومال وموريتانيا والسودان وغينيا وغيرها)).
ويُعد الشور عزاءً حسينياً حاله حال باقي العزاءات بأطوارها المختلفة فهو ليس بجديد لا في العراق ولا في غيره، وهنا نقول الشور ليس ضد أحد ولا يستهدف جهة معينة ولا ضد أي طور آخر من العزاءات الحسينية، وعلى هذا الأساس انتخب أنصار الأُستاذ المحقق الشور وسيلة وسلاحاً ضد الإلحاد الذي فتك بشبابنا واجتاح مجتمعنا، بحسب الزيادي.
وفي السياق ذاته، يقول الكاتب سليم العكيلي، إنه قد ظهر في الآونة الأخيرة عدد من الأطوار التي جذبت ميول الشباب وأصبحت هي الأقرب الى نفوسهم ومشاعرهم ومنها طور (الشور والبندرية) الذي يتميز بسرعة الأداء واللطم.
ويبين، إنه من أجل الوقوف مع شبابنا المؤمن وتلبية رغباتهم والوصول الى نتائج طيبة نحافظ من خلالها على عقائد شبابنا الأعزاء وإبعادهم عن الدعاوى الضالة والمنحرفة وعن مُصدِّري الكفر والإلحاد، لابد من الاهتمام بتلك الأطوار وتزيينها ووضع القواعد والضوابط الشرعية لها من خلال تثقيف الشعراء والرواديد بإقامة الدورات التثقيفية لهم وتعريفهم من خلالها بأهمية تلك الشعائر، وكيفية إيصالها الى الآخرين، بشكل لائق ورصين من أجل الحفاظ على حرمتها ومكانتها وقدسيتها.
لكن في تصريح سابق، اعتبر قسم الشعائر والمواكب الحسينية في العتبتين المقدستين الحسينية والعباسية، أن مواكب (الشور) توهين للشعائر الحسينية وأدى انتشارها الى إضعاف الدين وإخراج المجالس الحسينية من طابعها الحزين الى طابع آخر لا يمت بصلة لها.
وادناه توضيح من السيد رشيد الحسيني حول "الشور":