منى سامي "تصفع" عماد محمد مرة أخرى وتهينه بتدوينة.. انفوبلس تستعرض تفاصيل الحكم القضائي الجديد
انفوبلس/ تقرير
وجهت الإعلامية منى سامي، صفعة هي الثانية من نوعها لعماد محمد، بعد صدور قرار من محكمة بداءة الرصافة في العاصمة بغداد، بإدانة المدرب العراقي وتغريمه مليون دينار عراقي مع إمكانية التمييز، عقب إيقافه لمدة 6 أشهر من قبل الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا)، وذلك على إثر إهانات لفظية.
*قرار جديد ضد عماد محمد
قررت محكمة بداءة الرصافة في العاصمة بغداد، تغريم المدرب عماد محمد مبلغ مليون دينار فقط في قضية الإعلامية منى سامي مع إمكانية تمييز القرار، وذلك بحسب مصادر قضائية تحدثت لـ"انفوبلٍس".
وحصلت "انفوبلس" أيضاً، على وثيقة صادرة من مجلس القضاء الأعلى، تؤكد أن القاضي أعطى المشتكية في قضية منى سامي – عماد محمد، الحق بالتمييز والمطالبة بالتعويض أمام المحاكم المدنية.
وعقب صدور القرار، قال محمد عماد في تصريح تابعته "انفوبلس"، "لقد اكتفت المحكمة بغرامة مالية بعد تقديم الدفوعات لقاضي التحقيق"، مضيفاً، "إننا سعداء بوجود قضاء عادل في العراق ونتمنى لجميع من ساندنا التوفيق".
لكن الإعلامية منى سامي، كتبت عبر صفحتها في الفيسبوك، تدوينة بعنوان (استهانة بالشرف ومسؤولية القدوة: قضية مدرب كرة القدم) قالت فيها، في مجتمعنا، تُعدّ القيم الأخلاقية والشرف من أهم الدعائم التي يقوم عليها تماسكنا الاجتماعي. ومن هنا تأتي خطورة استهانة شخص بشرف امرأة، خاصة عندما يكون هذا الشخص مدرب كرة قدم لفئات عمرية يفترض أن يكون قدوة للشباب. دور المدرب يتجاوز تحسين المهارات البدنية والرياضية، ليشمل التربية الأخلاقية وتعزيز القيم الإنسانية لدى اللاعبين.
وأضافت، في هذه القضية، لم يكن موقف القضاء مجرد إثبات للذنب، بل كان رسالة واضحة بأن الشرف لا يمكن المساس به دون عقاب. إن الحكم الذي صدر ضد المدرب لم يكن فقط لإدانته، بل كان ردعًا لكل من يتطاول على النساء وشرفهن. هذا الموقف الحازم يعزز من مكانة القضاء كحامٍ للعدالة ومدافع عن القيم المجتمعية.
وتابعت، في مجتمعاتنا الشرقية، لم نعتَد على أن يُعادي رجل امرأة بهذا الشكل السافر، أن ينطلق مئات الرجال بسب وشتم امرأة، سواء كانت معروفة أو غير معروفة، يعكس سوء الأخلاق التكويني في بيئة هؤلاء الأشخاص. هذا السلوك لا يعني الرجولة أبداً، فالرجولة ليست كلمة تُكتب في الجنسية أو كلمة تطلق جزافاً. الرجولة هي مواقف وأفعال تعكس الأخلاق العالية واحترام الآخرين، وخاصة النساء.
"للأسف، يعتقد البعض أن المرأة كائن ضعيف يمكن التحكم به والتعدي عليه كما يشاؤون. أتمنى أن يتوقف ما يقوم به هؤلاء الرجال من تعديات لفظية وجسدية. يجب أن يتم مواجهة كل من يشغل مكانة في المجتمع ويقوم بقذف النساء، سواء كن زميلات صحفيات، حقوقيات، ناشطات، أو سياسيات. إن الشتائم والإساءات ليست بطولة ولا شهامة، بل هي علامة على ضعف الشخصية وسوء الأخلاق"، وفقا لسامي.
وذكرت، الرجل الحقيقي هو من يكون شهماً، قادراً على ضبط انفعالاته وكلماته. ربما يعتقد البعض أن قيمة الحكم تُقاس بالمبلغ التعويضي، ولكن هذا غير صحيح. الأهم هو أن القضاء انتصف لامرأة واحدة، وهذا يبعث برسالة قوية لكل النساء بعدم السكوت عن أي إساءة مهما كان مصدرها. يجب أن يدرك الجميع أن الإساءة يُواجهها حساب، والحساب يبدأ من المجتمع والأسرة قبل أن يصل إلى القضاء.
وتساءلت الإعلامية منى سامي، كيف لشخص أن يشتم امرأة علناً ويعتقد أن كلماته لن تُقرأ من قِبَل أبنائه، أقاربه، أو زوجته؟ كيف يمكن لشخص يقود الشباب أن يشتم امرأة ومن ثم يلقي محاضرة في الأخلاق في المباريات؟ هذه التناقضات يجب أن تنتهي.
وكشفت، ولكل ما سبق، ولأنني ابنة الدولة وأؤمن بعراقيتي أولا وأخيراً، صممتُ أن تكون (سمعة المرأة العراقية) درساً قاسياً لكل مسيء، ولذلك تقدمت بالدعوى على شقين دولي (الفيفا) ومحلي (القضاء العراقي).
وإذ سبق قرار الفيفا حكم المحكمة العراقية، وكثير ممن حولي نصحوني بالاكتفاء به كونه انتصاراً وكسباً حقاً وسابقة في تاريخ الوطن العربي، ولكني وبكل الإصرار، صمّمتُ على أن يكون الحكم (عراقياً) لأنه الأهم معنوياً بالنسبة لي.. وهذا ما حدث، كما روت سامي.
وصرحت بالقول، أخذتُ حقي قضائياً وبالقانون وأثبت لكل مواطن أنه يستطيع أن يلجأ للدولة دائماً مهما كانت مكانة الخصم ونفوذه، وأن هذا الحكم هو حق المحكمة فقط ويحق لي من اليوم إقامة دعوى جديدة ضد عماد محمد أطالبه فيها بالتعويض لما أصابني من ضرر معنوي ومادي (بعد أن يكتسب القرار الدرجة القطعية) إن شاء الله.
وبينت، إن قضيتي انتهت ولكن يبقى الأهم أن كلمة "مدان" كُتبت أمام اسم خصمي. وهذا هو الانتصار الحقيقي، وآمل أن يكون هذا الحكم رادعاً لكل من يعتقد أن بإمكانه التعدي على شرف الآخرين دون محاسبة. شكراً للقضاء العراقي الموقّر الذي أنصفني اليوم وأنصف كل امرأة عراقية، وأراني خصمي لأسابيع في "قفص". ما ضاعَ حق وراؤه مُطالب، كنتُ أتمنى أنه قد رآني إعلاميةً موضوعية كان يهمها أن يكون منتخب بلادها على قدر مسؤولية مهمته، لكنه بدلاً عن أن يردّني طعن بشرفي في مجتمع تسيل لأجله الدماء لشرف النسوة.
يشار الى أن الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) أوقف المدير الفني لمنتخب شباب العراق لكرة القدم عماد محمد لمدة 6 أشهر، بناءً على شكوى ضده من قِبل الإعلامية العراقية منى سامي في شهر آذار الماضي، بينما أعلن الاتحاد العراقي الاستئناف ضد القرار.
وجاء قرار الفيفا على خلفية تدوينات تخص الإعلامية منى سامي عبر مواقع التواصل الاجتماعي، اعتبرها الاتحاد الدولي مسيئة، حيث كانت الإعلامية سامي قد كتبت في منشور عبر صفحتها على منصة "X" (تويتر سابقا)، عقب خسارة المنتخب العراقي أمام منتخب أوروغواي، جاء فيها "الو عماد.. عوف الطوبة وأركض ورة هدف سامي"، ليرد عماد محمد في ستوري على صفحته في إنستغرام "عندما لا تمتلك شرف الخصومة فبالتأكيد لا تمتلك شرف المواجهة.. الو شرف".
وجاء تعليقها سخرية من الخروج المبكر للفريق العراقي من تصفيات كأس العالم للشباب التي أقيمت في الأرجنتين عقب خسارتين ثقيلتين الأولى أمام الأورغواي برباعية نظيفة في مايو الماضي.
وتساءل النشطاء وقتها عن كيفية وصول الشكوى إلى الاتحاد الدولي لكرة القدم (الفيفا) وإصدار القرار فوراً، مشيرين إلى وجود جهات متنفذة قد ساعدت في وصول الشكوى وإصدار القرار بحق المدرب العراقي عماد محمد.
فيما يخص منى سامي، فقد بدأت من مجال التعليم كمدرسة في المدارس الأهلية، ووصولا إلى دخولها لمجال الإعلام قبل 4 سنوات، وهي اليوم من أهم الإعلاميات في العراق.
وُلدت سامي قبل 3 عقود في العاصمة بغداد. لعائلة تربوية معروفة في العراق. والدتها "الكيميائية البارزة" أزهار فيصل، ووالدها المستشار والخبير البيئي سامي رجب.
كانت سامي تشارك في جل الفعاليات والمسرحيات التي تقيمها مديريات التربية في البلاد، وفي مرحلة الثانوية نالت المركز الأول في فن الخطابة على جميع مدارس العراق.
مثل أمها، درست سامي الكيمياء في جامعة بغداد، وتخرجت منها ومارست المهنة، تدريسية في المدارس الأهلية لمدة 4 أعوام، قبل أن يتحقق حلم الصبا بدخولها لمعترك الإعلام والعمل في العديد من القنوات آخرها قناة الرابعة.