مواطنون يهددون بثورة عارمة.. "مزاجية" وزارة الكهرباء تخلق أزمة في البصرة
انفوبلس/..
من جديد، تشهد محافظة البصرة الواقعة جنوبي العراق، أزمة في تجهيز الطاقة الكهربائية، بعد أن قلّت ساعات التجهيز وارتفعت ساعات الانقطاع، خلال اليوم الواحد الى أكثر من 10 ساعات، حسب كلام نواب عن المحافظة، حيث وجهوا اصابع الاتهام الى وزارة الكهرباء ووزيرها على وجه الخصوص بقولهم، أن “مزاجية” الوزير تتحكّم بالملف وبشكل مباشر.
ولعل ما أثار هذه الأزمة، هو الارتفاع الخطير بدرجات الحرارة والذي تسجله المحافظة سنويا، والذي يصل في أغلب الأيام الى نصف درجة الغليان، ما يزيد الطلب على المنظومة الكهربائية في المدينة بالشكل الذي يفوق الطاقة المحددة، خصوصا وان وزارة الكهرباء لم تطوّر المنظومة الكهربائية بشكل سنوي، وإنما اعتمدت على خطط قد أعدت مسبقاً لإدارة هذا الملف.
مواطنون وناشطون من المحافظة الفيحاء، حذروا الحكومة من ثورة عارمة في ارجاء المدينة ومشابهة لما شهدته السنوات السابقة خصوصا 2016 و2018 بعد أن تفجّرت في أغلب مناطق وأحياء البصرة، تظاهرات واعتصامات جابت الشوارع للمطالبة بتحسين واقع الكهرباء.
هذه الأزمة جاءت بعد قرابة الأسبوعين على تصريحات رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي خلال قمة “جدة” التي أكد فيها ترحيبه بالربط الخليجي للطاقة الكهربائية، إلا أن بوادر ذلك لم تكن خيراً على أهل المحافظة، التي تغذي العراق من شماله الى جنوبه، كونها تزخر بالنفط والموانئ والصناعة وحتى الزراعة.
وبدوره، اتهم النائب عن محافظة البصرة علاء الحيدري، وزارة الكهرباء بإحداث نقص في ساعات التجهيز للطاقة الكهربائية، حسب مزاج الوزير، مهدداً بأنه ستكون لنواب البصرة وقفة قريبة بهذا الصدد.
وقال الحيدري، في تصريح صحفي إن محافظة البصرة تشهد نقصاً في تجهيز الطاقة الكهربائية وفقاً لمزاج وزير الكهرباء، على الرغم من ارتفاع درجات الحرارة. وأضاف، ان البصرة تصدّر يوميا أربعة ملايين برميل نفط، وتعاني من أزمة الكهرباء والمياه المالحة ونقص في التعيينات والخدمات.
وأشار الحيدري الى ان المحافظة تسجل أعلى درجات الحرارة في الصيف، اذ لابد أن تكون لها خصوصية، ونتأمل من الحكومة المقبلة انصاف البصرة والبصريين.
جدير بالذكر، أن البصرة شهدت انقطاعاً تاماً للكهرباء في تموز الذي أقبل على الانتهاء، والذي رافقته تحذيرات بأنه البداية لأزمة مرتقبة في الطاقة، إلا أن هذه التحذيرات لم تلقَ اهتماماً من قبل المسؤولين الحكوميين والمحليين.
وأوضح مدير عام الشركة العامة لنقل الطاقة الكهربائية في المنطقة الجنوبية زياد علي فاضل، ان أسباب انقطاع الطاقة تكمن بخروج خط “ميسان – واسط” عن الخدمة بسبب ارتفاع درجات الحرارة، ما ولّد خروجاً تاماً لمحطات الكهرباء في البصرة.
وأضاف فاضل، ان دوائر الكهرباء في البصرة عملت على اعادة محطات الإنتاج التدريجي، لكي تتولد الأحمال تمهيداً لإعادة الطاقة لمنازل المواطنين.
ولم تعد مشكلة الكهرباء هي الوحيدة في البصرة، حيث تواجه المدينة أيضا أزمة المياه الصالحة للشرب، أذ حمّل عضو مجلس النواب عن المحافظة، علي المشكور، وزارة الموارد المائية وحكومة البصرة المحلية، مسؤولية أزمة مياه الإسالة في المحافظة، مطالباً باتخاذ إجراءات صارمة تُجاه الشركات المتلكئة في تنفيذ مشاريع تحلية المياه بالمحافظة.