مواقف جريئة عن الدول السُنية ومشرّفة عن شهيد الأمة.. هل حقق السوداني طلبه؟

انفوبلس/ تقرير
تصدّرت المواقف "الجريئة" التي صدرت من الطبيب العراقي محمد طاهر أبو رغيف أو كما يُعرف بـ"الطبيب المعجزة"، عن الدول السُنية والسيد الشهيد حسن نصر الله والمقاومة في المنطقة، تصدرت المشهد في العراق والوطن العربي، ويسلط تقرير شبكة "انفوبلس"، الضوء على تفاصيل زيارته الى العاصمة بغداد، وكذلك مواقفه في البرامج المتلفزة التي أعقبت اللقاءات الحكومية.
محمد طاهر طبيب بريطاني من أصل عراقي، برز اسمه بعد مشاركته في حملات إنسانية إغاثية في قطاع غزة، تطوع ضمن وفد طبي تابع لمؤسسة "فجر سينتيفيك"، أظهر تفانيه ومهارته في تقديم الرعاية الصحية، وأجرى أكثر من 300 عملية جراحية معقدة، إضافة إلى معالجته أكثر من 1200 مصاب في القطاع.
*لقاءات حكومية
استقبل رئيس مجلس الوزراء محمد شياع السوداني، يوم الأحد 23 شباط/ فبراير 2025، الطبيب العراقي محمد طاهر أبو رغيف (سفير الإنسانية)، حيث أكد السوداني، أهمية العمل الإنساني والأخلاقي الذي أدّاه الطبيب أبو رغيف، تجاه مأساة غزّة، وما شكله من موقف مشرف يفتخر به جميع العراقيين، ويمثل المنطلقات التي يحملها شعبنا تجاه الشعب الفلسطيني الشقيق وقضيته العادلة.
ووجّه السوداني بمنح الطبيب وحدة سكنية وسط بغداد، وجوازاً دبلوماسياً، تثميناً لما قدّمه من عطاء إنساني شجاع، كما وجه بإنشاء المستشفى العراقي في غزّة خدمةً لأبناء شعبنا الفلسطيني الصامد، وتأكيداً على موقف العراق المبدئي والإنساني، بحسب بيان للمكتب الإعلامي لرئيس مجلس الوزراء ورد لشبكة "انفوبلس".
من جانبه، أعرب الطبيب أبو رغيف عن تقديره لاهتمام رئيس مجلس الوزراء، وكل الجهود الرسمية والشعبية الداعمة لغزة، والمواقف والخطوات السابقة، وفقاً للبيان للحكومي.
كما استقبل وكيل وزارة الخارجية للعلاقات الثنائية، السفير محمد حسين بحر العلوم، يوم الأحد ايضاً، الطبيب العراقي محمد طاهر كامل أبو رغيف، المتخصص في جراحة الأعصاب الطرفية والعظام والصدمات، وأحد الكفاءات العراقية البارزة المقيمة في المملكة المتحدة، وذلك بعد انتهاء مهمته التطوعية في غزة.
أشاد السفير بحر العلوم بالدور الإنساني المتميز الذي قام به الطبيب أبو رغيف، حيث تطوع منذ أكثر من سبعة أشهر في قطاع غزة ضمن الطواقم الطبية الدولية، مؤكدًا أن جهوده تمثل نموذجاً مشرفاً للعراقيين في الميادين الإنسانية. كما أثنى على اللقب الذي منحه له رئيس مجلس الوزراء، "سفير الإنسانية"، مشيراً إلى قرار إنشاء مستشفى عراقي في غزة بعد لقائه الطبيب أبو رغيف.
من جهته، عبّر الطبيب أبو رغيف عن فخره بانتمائه للعراق واعتزازه بتقديم خدماته الطبية في ظل الظروف الإنسانية الصعبة التي يمر بها قطاع غزة.
واستقبل ايضاً رئيس تحالف العزم النائب مثنى السامرائي، أمس الاثنين، الطبيب العراقي محمد طاهر كامل أبو رغيف، حيث أشاد السامرائي، بحسب بيان صادر عن مكتبه الاعلامي، وتلقته "انفوبلس"، بـ"الجهود الإنسانية الكبيرة التي بذلها الدكتور أبو رغيف خلال الأشهر السبعة الماضية ضمن الطواقم الطبية الدولية في غزة"، معتبرًا "عمله نموذجًا مشرفًا للعراقيين في ميادين العطاء والتضحية".
كما أكد السامرائي، على "أهمية التكريم الذي ناله الدكتور أبو رغيف من قبل رئيس مجلس الوزراء بلقب سفير الإنسانية"، معتبرًا أن "هذه الجهود تعكس القيم النبيلة التي يتحلى بها أبناء العراق في دعم القضايا الإنسانية العادلة".
*لقاءات متلفزة
وبعد اللقاءات الحكومية، كشف الطبيب العراقي محمد طاهر أبو رغيف، عن تفاصيل المآسي الذي شاهدها خلال علاجه للمصابين في قطاع غزة، وفيما أشار إلى ان المستشفى العراقي سيقام في غزة، أكد أنه تم إجراء أكثر من ألف عملية جراحية.
وقال أبو رغيف في لقاء متلفز، إنه "دخل إلى قطاع غزة في شهر نيسان من العام الماضي، وقضى داخل القطاع بحدود 7 أشهر"، مبينا: " انتابني شعور لا يوصف عندما دخلت الاراضي الفلسطينية". وأضاف، "امتدت مهمتي لأربعة أشهر وكنت شاهدا على المجازر والمآسي"، مؤكدا: "كنا نمارس الطبابة والعمليات في ظروف غير طبيعية وأجواء قاسية".
وتابع: "كنا نقاتل من اجل الحصول على مستلزماتنا الطبية لإغاثة ومعالجة المصابين، وفقدنا الكثير من الارواح ولاسيما الاطفال لفقدان أبسط المعدات الطبية"، منوها بأنه "عمل مع فريقه 1100 عملية جراحية ومعالجة 200600 ألف شخص ". وبشأن المستشفى العراقي أشار ابو رغيف إلى ان "المستشفى العراقي سيُقام في غزة وسنقوم بالواجب في العراق أيضا".
وفي لقاء أخر، ذكر أن "الدول السُنية خانعة لا تجرؤ على إدخال بطل ماء دون إذن "إسرائيل" وشهادة السيد نصر الله خسارة كبرى للمقاومة وأهل غزة شعروا برحيل أحد أركان الصمود وأحرار الجنوب والحوثيون هم السند".
وبعد حصوله على جواز دبلوماسي ووحدة سكنية في العراق، قال الدكتور البريطاني - العراقي الأصل - محمد طاهر: "لا نريد منكم جزاءً ولا شكوراً.. سألت رئيس الوزراء أمرين". وأضاف، "كنتُ في غزة أرى مستشفيات اندونيسية وتركية وإماراتية وكويتية وسعودية.. لكن لم أرَ مستشفىً عراقياً! سألتُ رئيس الوزراء فقال لي إنه سيبذل جهوداً من أجل تحقيق ذلك".
وتابع، "طلبتُ أيضاً أن يكون هناك مقر في العراق يأتي إليه الأطباء من أنحاء العالم لتقديم خدمات جراحية معقدة لأهالي العراق مجاناً، لأنني سمعتُ أن الناس في العراق يشتكون ويقولون إن الإنسانية انفصلت من المهنة الطبية".
من هو الطبيب محمد طاهر؟
وُلد محمد طاهر كامل طاهر أبو رغيف الموسوي في ثمانينيات القرن العشرين بمدينة ويلز، وهو ابن عائلة عراقية من مدينة النجف، كما انتقل مع عائلته إلى مدينة لندن بالمملكة المتحدة، وهناك عمل في إحدى المؤسسات الصحية.
وتخرج طاهر من كلية الطب في إحدى جامعات بريطانيا، وتخصص في جراحة الصدمات والأطراف العلوية والأعصاب الطرفية، وعمل استشاريا في هذا المجال، لكن برز اسم الطبيب محمد طاهر بعد مشاركته في حملات إنسانية إغاثية في قطاع غزة. تطوع ضمن وفد طبي تابع لمؤسسة "فجر سينتيفيك"، أظهر فيه تفانيه ومهارته في تقديم الرعاية الصحية.
وصل الطبيب طاهر إلى قطاع غزة في الربع الأول من عام 2024، وبدأ على الفور إغاثة المصابين وتقديم الخدمات الصحية. كان له دور محوري في إجراء العمليات الجراحية الدقيقة داخل المستشفى الأوروبي الواقع جنوب القطاع، وعالج حالات حرجة في أثناء الحرب الإسرائيلية على القطاع.
ورغم تلقيه تحذيرات متعددة قبل توغل جيش الاحتلال الإسرائيلي جنوب القطاع، فإنه أعلن قراره بالبقاء في غزة على مسؤوليته الشخصية. جاء هذا القرار رغم انتهاء مهمته الطبية الرسمية التي كانت مقررا لها مدة 3 أشهر؛ الأمر الذي عكس التزامه العميق بالعمل الإنساني.
تنقل بين المستشفى الأوروبي في جنوب قطاع غزة ومستشفى شهداء الأقصى في وسطه، وتمكن من إجراء أكثر من 300 عملية جراحية معقدة، إضافة إلى معالجته أكثر من 1200 مصاب في أثناء فترة وجوده في القطاع، وهي الفترة التي استمرت أكثر من 6 أشهر.
وكان محمد طاهر عضوا في هيئة الخدمات الصحية البريطانية، وعضوا في منظمة "مهنيون صحيون من أجل فلسطين"، مما أكسبه خبرة واسعة في العمل الطبي المحلي والدولي. حيث رغم شح الإمكانات استطاع الطبيب محمد طاهر إعادة زرع ذراع طفلة في التاسعة من عمرها، كانت قد بترت نتيجة قصف الاحتلال على دير البلح وسط قطاع غزة.
فقد طلب إحضار الجزء المبتور من الذراع، الذي ظل تحت الركام 3 أيام، وبعد التأكد من إمكانية إعادته، أجرى جراحة معقدة ونوعية في ظروف صحية وطبية صعبة، ونجح في وصل الجزء المبتور بالذراع. وقد احتفى به سكان غزة بعد وقف إطلاق النار وأبدوا إعجابهم به وامتنانهم لما قام به من أجلهم في فترة الحرب التي دامت نحو 470 يوما.