موت تحت طائلة البيروقراطية.. وفاة زائر إيراني في مستشفى واسط بسبب إجراءات "مالية سخيفة"

انفوبلس/..
توفي زائر إيراني في إحدى مستشفيات محافظة واسط العراقية، في حادثة مأساوية أثارت موجة غضب واستياء واسعة داخل الأوساط المحلية. جاءت الوفاة نتيجة تأخر تقديم الإسعافات الطبية الضرورية، بسبب إجراءات روتينية بيروقراطية تتطلب دفع مبلغ مالي صغير قبل بدء العلاج. الحادثة ليست فقط مأساوية بسبب فقدان حياة إنسان، بل هي مؤشر صادم على واقع الصحة العامة في المحافظة، التي تعاني من أزمات متكررة في الخدمات الطبية.
*تفاصيل الحادثة: روتين إداري يقتل حياة
وفقاً لما رواه شهود عيان، وعلى رأسهم المواطن علي هاشم الذي كان شاهدًا على الحادثة، فقد وصل الزائر الإيراني إلى مستشفى العزيزية مصابًا بنزيف داخلي حاد. رغم خطورة حالته، ظل ينتظر نصف ساعة قبل أن يُدخل غرفة العمليات، بسبب مطالبة الإدارة الطبية بوصل قبض قيمته 3000 دينار عراقي كشرط لبدء العلاج.
ووفق ما نشره علي هاشم عبر حسابه في فيسبوك، فإن المستشفى لم تقبل سوى دفع المبلغ عبر بطاقة الماستر كارد، وهو ما لم يكن متوفرًا، مما أدى إلى تأخير حاسم في إنقاذ حياة المريض. هذا الإهمال والبيروقراطية القاتلة أدت إلى وفاة الرجل، وسط حالة من الصدمة والغضب في أوساط الزائرين والأهالي.
*ردود الفعل والغضب الشعبي
مطالبات محلية انتشرت عبر مواقع التواصل الاجتماعي تطالب بفتح تحقيق عاجل لمحاسبة المقصرين في المستشفى، ووضع حد لمثل هذه التصرفات التي قد تكلف أرواحًا أخرى، خصوصًا في ظل التوافد الكبير للزائرين الذين يحتاجون إلى رعاية طبية فورية.
لا تأتي هذه الحادثة بمعزل عن واقع صحي متردٍ في محافظة واسط، التي تعاني من نقص حاد في الكوادر الطبية والمعدات الضرورية، إضافة إلى ضعف الإجراءات التنظيمية والإدارية التي تؤثر سلبًا على جودة الخدمات الصحية.
يذكر أن واسط خرجت مؤخرًا من مأساة بعد حريق هائل في هايبر ماركت الكورنيش، أودى بحياة أكثر من 60 شخصًا، كانت نتيجته إقالة مسؤولين كبار واستقالة المحافظ محمد جميل المياحي، في إشارة واضحة إلى حجم التقصير والإهمال الذي يطال مختلف القطاعات في المحافظة.
تكشف هذه الحوادث المتكررة عن تحديات كبيرة تواجه قطاع الصحة في العراق، الذي يعاني من ضعف البنية التحتية، نقص التمويل، هجرة الكوادر الطبية، وارتفاع معدلات الفساد والإهمال الإداري.
الحالة الصحية في واسط وغيرها من المحافظات العراقية تستدعي تحركًا عاجلًا على أكثر من صعيد. يجب وضع آليات واضحة تضمن سرعة التعامل مع الحالات الطارئة، وإلغاء أي إجراءات بيروقراطية تعيق تقديم العلاج، خاصة في المستشفيات الحكومية التي تمثل الملاذ الأول للمواطنين والزائرين.
كما تبرز الحاجة لتدريب وتأهيل الكوادر الطبية والإدارية، وتحسين بيئة العمل، وتأمين التمويل اللازم لتوفير الأجهزة والمستلزمات الطبية الضرورية، لضمان الوقاية من حوادث مماثلة مستقبلاً.
وفاة الزائر الإيراني في مستشفى واسط ليست مجرد حادثة فردية، بل هي تحذير صارخ من تداعيات التقصير الإداري والصحي على حياة الناس، خاصة في محافظة تستقبل أعدادًا كبيرة من الزائرين وتواجه ضغوطًا متزايدة على خدماتها.