موجة براءات تعصف في التيار الصدري والصدر يلغي "الموكب الموحد".. ماذا يحدث؟
موجة براءات تعصف في التيار الصدري والصدر يلغي "الموكب الموحد".. ماذا يحدث؟
انفوبلس/..
عصفت مؤخراً موجة من البراءات من قبل أنصار التيار الصدري من المؤسسات التابعة لمفاصل التيار وهيئاته المختلفة السياسية والاقتصادية والاجتماعية، وإعلان الانتماء لمرجعية الشهيد السيد محمد محمد صادق الصدر، ونجله السيد مقتدى الصدر "فقط"، بالمقابل هناك تحرك من الصدر نفسه باتجاه "مشابه نوعاً ما" خاصة بعد إعلانه إلغاء موكب "آل الصدر الموحد" وإعادة دمج الصدريين بعامة الجمهور الشيعي.
*براءات
ونشر مجموعة من المنتمين للتيار الصدري، براءاتهم على مواقع التواصل الاجتماعي من جميع مفاصل التيار، معلنين انتماءهم لمرجعية "الشهيد الثاني" ومقتدى الصدر.
وفي هذا الصدد، قال حيدر رمضان: "بعد انتهاء مهلة السنة التي أعطاها القائد الإصلاحي السيد مقتدى الصدر والتي جمَّد فيها التيار الصدري بسبب وجود أهل القضية والفاسدين وأهل الموبقات ولم نرَ طاعةً من قبل القاعدة الشعبية للقائد فيما يخص حربها ضد الفاسدين، وإنما كان السكوت بل والمجاملة لهم من قبل الأعم الأغلب، وهذا الأمر بدوره (أي وجود الفاسدين داخل التيار) قد تسبب في تأخر مشروع الإصلاح في العراق، وهذا ما صرَّح به السيد القائد بنفسه. ولذلك أُعلن براءتي من التيار الصدري برمته إلا من تقليدي للسيد الشهيد محمد محمد صادق الصدر أعلى الله مقامه العالي ومحبتي وطاعتي للسيد القائد مقتدى الصدر وآل الصدر، وأما ما تبقى من الأعلى إلى الأدنى فلا رأي لهم علي، فأنا الآن ابن العراق ولا أسمح لأي فرد من أفراد التيار الصدري أن يعترضني بأي قول أو فعل".
وكتب نفس المنشور، منتظر محمد الزيداوي، معلناً هو الآخر البراءة من مفاصل التيار الصدري.
من جانبها، قالت "الأستاذة زهراء"، في منشور على فيسبوك، ما نصه: "أنا الأستاذة زهراء كفرد من أفراد التيار الصدري أعلن براءتي من التيار الصدري كقاعدة مع بقائي على تقليدي للسيد الشهيد وطاعتي ومحبتي للسيد القائد ما حييت؛ والسبب لأن هذه القاعدة ومنذ سنة أطاعت أمر القائد في محاربة أصحاب القضية ولم تكمل مسيرها لتنفيذ أمر القائد في محاربة بعض الفاسدين وأهل الموبقات في التيار الصدري، علما أن القائد جمّد التيار واعتزل بسبب هذه الفئات، واكتملت المدة ولم تحرك القاعدة ساكناً مع الأسف، وهذا وإن دل فإنه يدل على أنها تنفذ أوامر القائد بما يناسبها والأسهل عليها، وتتخاذل أو تترك ما يصعب عليها من أوامر.. والله على ما أقول من الشاهدين".
وأعلن كذلك، ميثم الموالي "براءتي من التيار الصدري برمته إلا من تقليدي للسيد الشهيد ومحبتي وطاعتي للسيد القائد وآل الصدر وأما ما تبقى من الأعلى إلى الأدنى لا يمثلوني ولا رأي لهم علي".
*هجمة
قوبل هؤلاء المتبرئين من مفاصل التيار، بهجمة من قبل المنتمين للتيار الصدري، فقد كتب المدون أنيس الدفاعي منشوراً على فيس بوك، جاء في نصه: "إعلان الانسحاب بداية لشق الصفوف.. أطيعوا قائدكم بالتسليم المطلق رجاءً".
بينما كتب عصام العراقي، منشوراً جاء فيه: "اليوم الناشرين أعلن براءتي من التيار أنتم أصلا مجرد تبولات وجودكم وعدم وجودكم لا شيء مجرد فيسبوكيين".
وكتب "الشيخ أحمد الحسيناوي"، في منشور على فيسبوك أيضاً: "حبيبي.. طاعة الأدنى هي طاعة للأعلى. لا أعرف أي عقلية وأي تفكير انتاب هؤلاء المرجفين الذين يدَّعون التبرؤ من مفاصل التيار الصدري وأن طاعتهم محصورة بالسيد الشهيد الصدر وابنه البار القائد السيد مقتدى الصدر أعزه الله! لا أدري هذا التوجه من أين اقتنصوه وأي عقل أشار عليهم بهذه الفكرة الخبيثة العرجاء".
وأضاف، "أحسب أنهم أرادوا النجاة فوقعوا في المطبات ولم يدركوا أن طاعة الأدنى الذي نصبه الأعلى هي طاعة للأعلى كما أكد ذلك السيد الولي وأثبتته الأعراف العقلائية بلا شك ولا ريب.. وإن قالوا إن هذا التنصيب لا يمت إلى القائد بصلة فلا يمثله لا من قريب ولا من بعيد؟".
وتابع: "نقول لهم إنكم بهذا الإشكال تُسيئون للقائد أعزه الله، بأنه لا يدري ولا يعرف عماله والمنصبين من قبله ولا يراقب ويتابع مفاصله بكل موضوعية ورؤية ورويّة.. نرجو منهم أن يقلعوا عن هكذا أفكار وأن يؤوبوا إلى رشدهم ويتركوا أفكارا قد عفى عليها الزمن من عهد أمير المؤمنين عليه السلام عندما قال له الخوارج (يا علي إن الحكم إلا لله.. فقال لهم إنها كلمة حق يُراد بها باطل) والحمد لله أولا و آخرا".
فيما وصفهم مصلح محمد العراقي، بـ"الجهلاء".
وجاء سؤال لما يسمى بوزير القائد، ما نصه: "حجينا الغالي مصلح محمد العراقي انتشرت في الآونة الأخيرة مثل هكذا حالات وهي البراءة من التيار الصدري وفصائله إلا من تقليد السيد المرجع واتباع ولده القائد المقتدى قما هو رد وتعليق جنابكم لمثل هذه الحالات؟".
وأجاب مصلح العراقي، قائلاً: "وإذا خاطبهم الجاهلون قالوا:....".
*تحرك للصدر
في المقابل، فإن هناك تحركاً أيضاً من قبل الصدر نفسه يُعد قريباً من الفكرة، لاسيما بعدما قرر إلغاء موكب آل الصدر الموحد، ودعا لإعادة دمج الصدريين بالجمهور الشيعي.
وقال الصدر في بيان، "‘إلى أحبتي في التيار الصدري الوطني الشيعي، أرى من المصلحة إلغاء موكب عزاء آل الصدر الموحد في الزيارات دون مواكب الخدمة والاندماج مع سائر المؤمنين المعزين في وفيات الأئمة وفي كافة الشعائر الدينية من دون أي مسمى غير الإسلام والمذهب والوطن".
وأضاف، "فكونوا مع إخوتكم في كل أفراحهم وأتراحهم وأحزانهم.. فنحن لسنا منفصلين عنهم بل نحن كالجسد الواحد إلا من أفسد وظلم وهادن فنحن براء منهم إلى يوم الدين".
وأتم الصدر، بالقول: "ولكم مني فائق الشكر والاحترام والمحبة على طاعتكم وإخلاصكم والسلام على أتباع آل الصدر الكرم ورحمة الله وبركاته في عراق الصدرين بل الأئمة الأطهار والأولياء الصالحين ورحمة الله وبركاته".