موسم الزلازل يؤرق العراقيين.. تقرير شهري "مقلق" وحصيلة تثير جملة تساؤلات.. إليك التاريخ الزلزالي لبلاد الرافدين
انفوبلس/ تقارير
تكررت في الآونة الأخيرة بالعراق ظاهرة الهزات الأرضية والتي بات بعضها يشكل هاجساً مخيفاً للمواطنين خاصة وأن بعضها يتسبب في انهيار المباني القديمة وتكسر زجاج النوافذ.
وشهدت دول الجوار خاصة إيران وتركيا زلازل وهزات أرضية بشكل متواصل، كما شهدت المغرب فجر السبت الماضي زلزال مدمرا راح ضحيته أكثر من ألف شخص، ما انعكس على العراق من هزات ارتدادية خاصة في المناطق القريبة من الشريط الحدودي، فما هي أسباب تكرار هذه الظاهرة؟ وما تداعياتها؟ وهل ثمة طريقة للتنبؤ بالهزة الأرضية قبل وقوعها؟.
*الهزات الأرضية في العراق
الدكتور حسنين باسم محمد من قسم الرصد الزلزالي في الهيئة العامة العامة للأنواء الجوية والرصد الزلزالي قال، إن "هذه الهزات التي تحدث في العراق أو بصورة عامة بالصفيحة العربية هو نشاط طبيعي يحدث نتيجة تحرك الصفيحة العربية باتجاه الشمال وشمال شرق عكس عقارب الساعة، ويلاحظ بين فترة وأخرى إعادة تنشيط الفوالق المسؤولة عن حدوث هذه الهزات وهي مشخصة"، مبينا أن "الفوالق تعني الكسر الذي يحدث والذي يؤدي الى تتحرر الطاقة".
وأضاف، إن "النشاط الزلزالي مرتبط مع شيء آخر فإذا حدث زلزال في مكان ما فإن هذا النشاط سيؤدي الى تنشيط الفوالق خاصة المشتركة، فمثلا عندما حدثت هزة في جنوب غرب إيران بقوة 5.7 درجات فإن هذا النشاط أدى الى إعادة تنشيط الفوالق وهي مشتركة بين الصفيحة بين إيران والعراق تجاه الفوالق العامة، أي باتجاه شمال شرق جنوب العراق شمال وتم تسجيل 4 هزات في قضاء خانقين وعلى الحدود العراقية الإيرانية وفي قصر شيرين"، مؤكدا أن "الوضع تحت المراقبة ولكن القسم لا يستطيع أن يجزم 100 بالمئة ولكن يلاحظ أن الهزات ازدادت قوتها خلال الآونة الاخيرة".
*نسبة حدوث الهزات
وأشار محمد الى أن "هذه الهزات لا تدعو إلى القلق لأنها مجرد تحرير طاقة نتيجة تحرك الصفائح الارضية"، منوها الى أن "معظم الهزات التي تحدث يوميا ليس فقط بالعراق او بالعالم تكون غير محسوسة، تقريبا نسبة حدوث الهزات بالعالم بنسبة 80 بالمئة غير محسوسة وكلما تزيد قوة الهزة يقل العدد".
وأوضح أن "قضايا المناخ وقضايا العناصر الجوية ليس لها علاقة بالنشاط الزلزالي لأن النشاط الزلزالي يحدث تحت أعماق الأرض ومعظم الهزات التي تحدث تكون تقريبا من 5 كيلومترات فما دون وتصل الى 30 كيلومترا"، مشيرا الى أن "قسم الرصد الزلزالي لديه نشرة شهرية وسنوية ترصد التغييرات المناخية والجوية في جميع فصول السنة".
*أسباب تنامي الهزات في العراق
بدوره، أكد مدير إعلام الأنواء الجوية عامر الجابري أن "الهيئة لديها مراصد زلزالية تنتشر في جميع أنحاء العراق، ويتم الاعتماد عليها بتسجيل البيانات الزلزالية"، مشيرا الى أن "العراق يقع على الشريط الحدودي او الحزام الحدودي مع إيران ما انعكس على ازدياد الهزات الارضية خاصة في مناطق شمال شرق البلاد كديالى وكلار وخانقين فضلا عن تأثر مناطق اخرى مثل العمارة والكوت والتي تكون قريبة من الشروق الحدودي".
وتابع الجابري، أن "الهيئة ومن خلال مراسمها الزلزالية تسجل الهزات الارضية"، مؤكدا أن "مراصد الهيئة محيطة بالبلاد إضافة الى وجود مراصد زلزالية داخل اقليم كردستان والتي ترتبط فنيا بالهيئة العامة للأنواء الجوية والرصد الزلزالي".
وبين، أن "هذه الهزات الارضية لا توجد فيها تنبؤات مثل التنبؤات الجوية ولكن هناك فِرقا تخرج في السنة مرتين الى الاماكن التي تكثر بها الهزات فضلاً عن وجود الفريق الفني الذي يحاول متابعة قشرة الارض مثل ما حدث قبل سنة او سنتين من خلال قيام الفِرق الفنية بزيارة الصحراء في النجف الاشرف كإجراءات احترازية ولكن كتنبؤ لا تستطيع الهيئة ذلك".
*296 هزة خلال عام 2021 فقط
وذكر الجابري أن "المراصد الزلزالية في الهيئة العامة للأنواء الجوية والرصد الزلزالي سجلت ومنذ بداية شهر كانون الثاني وحتى شهر أيلول من عام 2021 (269) هزة أرضية وبواقع (120) هزة داخل الحدود العراقية و(129) هزة في المناطق القريبة من الحدود العراقية الايرانية، فضلًا عن تسجيل (12) هزة عند الحدود القريبة من سوريا وهزة واحدة قرب الحدود العراقية التركية، إضافة الى هزة واحدة بالقرب من الحدود الكويتية"، مبينا أن "هذه الهزات تراوحت قوتها من (3 الى 5) درجات ويُعد قضاء كلار من محافظة السليمانية من أكثر المناطق التي تأثرت بالهزات الأرضية خاصة الهزة المسجلة ليوم 12/2/ 2021 والتي بلغت قوتها (5) درجة والتي تم الشعور بها من قبل المواطنين في شمال شرق قضاء كلار".
*أقوى 5 هزات أرضية تعرض لها العراق تاريخياً
وفي حديث سابق لها، كشفت مدير قسم الرصد الزلزالي في هيئة الأنواء الجوية، سميرة رضا خلف، عن أقوى 5 هزات تعرض لها العراق خلال الحقبة الزمنية الماضية وكالآتي:
في 18/12/1980 تعرضت أربيل إلى هزة أرضية بقوة 5,4 درجة وتأتي الهزة الثانية في 17/2/1992 في مدينتي الموصل_ شرقاط، في حين كانت الهزة الثالثة بمحافظة كركوك بتاريخ 15/1/1999 وبقوة 5 درجات.
وأضافت: "الهزة الرابعة كانت في محافظة كركوك أيضا بتاريخ 18/9/2007 بدرجة 5,2، لتكون الهزة الخامسة بقوة 5,2 في 23/3/2001 بمنطقة علي الغربي التابعة لمحافظة ميسان جنوب العراق".
ولابد من الإشارة أيضا إلى الزلزال الذي ضرب محافظة السليمانية عام 2019 بقوة 5.3 وعلى عمق 10 كيلومترات والذي وصلت ارتداداته إلى أربيل وخانقين وحتى إقليم كرمنشاه الواقع غرب إيران.
وأشارت خلف إلى أن "بداية الرصد الزلزالي الإحصائي في العراق كان بالعام 1979 وأكثر المحافظات تعرضا للهزات الارضية هي محافظة كركوك".
*آخر إحصائية للهزات الأرضية.. 19 هزة في الشهر الماضي فقط
واليوم الأحد، أصدر قسم الرصد الزلزالي في الهيئة العامة للأنواء الجوية والرصد الزلزالي التقرير الشهري الخاص بالنشرة الزلزالية وخارطة النشاط الزلزالي في العراق والمناطق المجاورة لشهر آب /۲۰۲۳.
وستنشر لكم انفوبلس نص التقرير الشهري الخاص بالزلزال في العراق وكالآتي:
بلغ العدد الكلي للهزات الأرضية المسجلة في شبكة الرصد الزلزالي العراقية لهذا الشهر (۱۹) هزة أرضية منها (۱۲) هزة أرضية داخل العراق و (٤) هزات أرضية داخل إيران و (۱) هزة أرضية على الحدود العراقية - الإيرانية و (١) هزة أرضية في تركيا و (۱) هزة أرضية في سوريا. تراوحت قوى الأحداث الزلزالية بين (٢١-٣.٤) درجة. في حين تراوحت أعماقها البؤرية بين (۷-۱۹) كم.
تركزَ النشاط في هذا الشهر بشكل واضح داخل العراق في محافظة ديالى (قضائي خانقين وبلدروز) ومحافظة البصرة (هور الحويزة) ومحافظة السليمانية (قضاء جمجمال) و(در بندخان و میسان بقضاء علي الغربي).
في حين تم تسجيل أربع هزات داخل إيران في محافظات كرمنشاه وإيلام وغيرها وهزة أرضية واحدة على الحدود العراقية - الإيرانية. بينما تم تسجيل هزة أرضية واحدة داخل تركيا وأخرى في سوريا بالقرب من الحدود مع العراق.
كما تمت ملاحظة المناطق الغربية والغربية الجنوبية من العراق أنها تخلو من أي نشاط زلزالي وهذا ما يوضح طبيعة حركة الصفيحة العربية وموقع العراق منها في الجزء الشمالي الشرقي وازدياد النشاط الزلزالي باتجاه مناطق التصادم القاري وتحديدا باتجاه الشمال والشمال الشرقي للعراق. هذا ويذكر أن مجموع التقارير الصادرة بالهزات الآنية بلغت تقريرا واحدا في هذا الشهر، ولم يتم تسجيل أية خسائر بشرية ولا مادية في المنطقة جراء حدوث النشاط الزلزالي لهذا الشهر.