نزاع حاد في ميسان ينتهي بمقتل الشيخ عبد السادة الماجدي.. "السواعد" يستعدون لمحاولات "أخذ الثأر" وانفوبلس تكشف التفاصيل كاملة
انفوبلس/ تقارير
لم تشفع زيارة رئيس الوزراء محمد شياع السوداني الأسبوع الماضي إلى محافظة ميسان، باستقرار المحافظة وكبح جماح الخارجين عن القانون، حيث توالت عقبها الأحداث والنزاعات العشائرية الدامية حتى أُعلن اليوم عن مقتل شيخ عشيرة المواجد في المحافظة عبد السادة الماجدي إثر نزاع عشائري بين عشيرته وعشيرة السواعد على إثر مقتل امرأة قبل أيام، ما فجر أزمة بين العشيرتين وتوترا للأحداث في المحافظة تخللتها مطالبات بالتهدئة ودعوات للدولة وأجهزتها الأمنية للتدخل وإخماد نار الفتنة قبل أن تتسع لتحرق المزيد من الأرواح.
*مقتل الشيخ الماجدي
وكان ظُهر اليوم الثلاثاء، أفاد مصدر أمني، بمقتل شيخ عشيرة نتيجة نزاع عشائري في وسط مدينة العمارة، مركز محافظة ميسان.
وقال المصدر، إن "نزاعا عشائريا اندلع، اليوم، في منطقة الماجدية، وسط مدينة العمارة، ما أدى الى مقتل شيخ عشيرة المواجد عبد السادة الماجدي وهو أيضا يعمل مشرفا تربوياً"، مبينا أن "الوضع قد يتفاقم للأسوأ خصوصاً بعد مقتل الشيخ".
*تفاصيل الحادثة وأسبابها
تنشر شبكة انفوبلس، تفاصيل اغتيال الشيخ الماجدي على إثر مقتل امرأة قبل أيام.
وتؤكد منصات محلية في ميسان، أن المحافظة شهدت قبل أيام قتل امرأة من عشيرة السواعد وكان القاتل من عشيرة المواجد، ما دفع العشيرة الأولى اليوم إلى مهاجمة منزل الشيخ عبد السادة الماجدي وقتله ثأراً للمرأة المقتولة.
وتضيف، "الآن ميسان ولاسيما منطقة الماجدية، مشتعلة بالنار بسبب قتل الشيخ الماجدي الذي كان إنسانا خيّرا وصاحب أصول ولا يملك أي أذى على أحد ودائما ما كان يحل النزاعات العشائرية والمشاكل بطريقة سلمية".
*توتر حاد بين العشيرتين
وعقب حادثة اغتيال الشيخ الماجدي، تفجرت الأزمة مجددا بين عشيرتي "المواجد والسواعد" وخيّم التوتر على أجواء المحافظة، وسط تهديدات من الطرفين بالمهاجمة، فالعشيرة الأولى ترغب بأخذ ثأر زعيمها والثانية تستعد للدفاع عن نفسها بمختلف أنواع الأسلحة، وهذا ما استدعى وجهاء المحافظة إلى توجيه مطالبات فورية للدولة والسلطات الأمنية بالتدخل وفرض الأمن وحتى حظر التجوال.
*خلفية النزاعات العشائرية
تُعتبر النزاعات العشائرية في مناطق جنوب العراق ووسطه، إحدى أبرز المشاكل الأمنية التي تعاني منها تلك المناطق، إذ تحصل من وقت لآخر مواجهات مسلحة تُوقِع قتلى وجرحى بين عشائر مختلفة، يُستخدم فيها أحياناً سلاح متوسط وقذائف هاون، والقذائف الصاروخية المحمولة على الكتف.
وعادة ما تكون هذه النزاعات بسبب خلافات اجتماعية واقتصادية أو جرائم جنائية وحوادث عرضية، سرعان ما تتحول إلى مواجهات بين عشيرتي الطرفين، ويفاقم ذلك انتشار السلاح، وعدم قبول أحد الطرفين بالاحتكام للقانون.
وتتصدر محافظة ذي قار والبصرة وميسان وواسط ثم بغداد، المحافظات الأكثر تسجيلاً للنزاعات العشائرية التي يذهب ضحيتها مواطنون، وتسبب في كثير من الأحيان فرض حظر تجول وإغلاق للطرق والمناطق من قبل قوات الأمن، فضلاً عن خسائر مادية بالممتلكات العامة والخاصة، إثر الاشتباكات التي تستخدم فيها أسلحة متوسطة وخفيفة وقنابل، وصولاً إلى عبوات ناسفة محلية الصنع، كما حصل في محافظة ذي قار قبل أيام.
كما أن النزاعات العشائرية فتحت الباب لرواج سوق الأسلحة في المناطق الجنوبية، حيث تضاعفت أسعار الأسلحة المتوسطة والخفيفة، وظهر تجّار سلاح يتنافسون على البيع في تلك المناطق.