نسبة إنجازه بلغت 95 بالمئة.. العتبات المقدسة تعلن قرب افتتاح أكبر مركز لمرضى التوحد في العراق والمنطقة
انفوبلس/..
في سياق الحديث عن أمراض التوحّد الذي شاع وانتشر في الآونة الأخيرة بين الأطفال في جميع محافظات العراق، ومعاناة العراقيين من قلّة العلاجات وشحّة المراكز التخصصية التي تُعنى بأمراض التوحد، فضلاً عن عدم توفر البيئة المناسبة لمراعاة المصابين وتقديم الرعاية المناسبة لهم، يقترب العراق من افتتاح أكبر مركز لمعالجة أمراض التوحد في مدينة كربلاء المقدسة.
حيث أعلنت إدارة العتبة الحسينية المقدسة عن وضع خطة لافتتاح مشاريع ريادية الأولى من نوعها على مستوى العراق والمنطقة مطلع عام 2024.
وقالت الأمانة العامة للعتبة الحسينية المقدسة في بيان، إن "ممثل المرجعية الدينية العليا الشيخ عبد المهدي الكربلائي والأمين العام للعتبة الحسينية المقدسة يستعدان لإزاحة الستار عن مشاريع ستكون الأولى من نوعها على مستوى العراق والمنطقة".
وأشار البيان إلى، أن " العتبة الحسينية تعتزم مطلع عام 2024 افتتاح المشروع الأول من نوعه في العراق والفريد على مستوى المنطقة، متمثلاً بمستشفى وارث لعلاج الأورام السرطانية في محافظة البصرة بعد أن تجاوزت نسبة إنجازه (95%)". لافتا الى أن "المستشفى تم تجهيزه بأحدث الأجهزة الطبية والمنظومات المتطورة على مستوى العالم".
وأكد البيان، أن "مطلع عام 2024 سيشهد كذلك افتتاح مشروع أكاديمية نور السبطين للتوحد واضطرابات النمو في محافظة البصرة التي تم تنفيذها وفقاً للمواصفات العالمية".
ولفت البيان إلى، أن "مشروع أكاديمية نور السبطين للتوحد واضطرابات النمو الذي شُيِّد على أرض تبلغ مساحتها (1500م2) تجاوزت نسبة إنجازه (95%)، وأنه بواقع (6) طوابق يضم (24) صفا فرديا، و(30) صفا جماعيا، الى جانب قاعات استشارية، وأخرى مخصصة للألعاب والعلاج الحسي، والوظيفي، وقاعات خاصة للتأهيل والعلاج بالرسم، فضلاً عن وجود مدينة افتراضية، ومسرح، وحضانة، وخدمات منوعة أخرى، ووسائل تعليمية من مناشئ عالمية رصينة".
تفاصيل المشروع
ويُعد مشروع أكاديمية السبطين (ع) للتوحد واضطرابات النمو، الأول من نوعه في العراق الذي افتتحته العتبة الحسينية، أكبر مشروع على مستوى العراق لعلاج الأطفال المصابين بالتوحد، والرابع على مستوى الشرق الأوسط.
وتم تنفيذ المشروع من قبل قسم المشاريع الاستراتيجية التابع للعتبة، ويُدار من قبل هيئة الصحة والتعليم الطبي فيها.
تُقدر مساحة المشروع بـ(9000) متر مربع، أما مساحة البناء الفعلية فتُقدر بـ(7862) متر مربع، ويتكون المبنى من (3) أجزاء تتمثل في البناية الرئيسية، والبناية العلاجية، والإدارية، والتي تحتوي على غرف مخصصة للأطباء والمشرفين ومتابعي رعاية أطفال التوحد، إضافة إلى بناية أخرى بواقع (3) طوابق متجزئة، منها الطابق الأول لاستقبال أولياء الأمور، والثانية خُصصت للمطعم، والثالثة لعرض مواهب الأطفال.
وضمت الأكاديمية قاعات تخصصية للعلاج الحسي، والوظيفي، والبدني، كما أن الأرضيات والجدران نُفذت بطريقة جمالية وملائمة لمرضى التوحد، كما يضم المشروع المدينة التعليمية ذات البيئة المتعددة الحواس، إضافة الى الألعاب الفريدة الأخرى.
يحتوي على العديد من المنظومات المتطورة كالإنترنت والتبريد والكشف المبكر عن الحرائق، ولدى الإكاديمية لجان وكوادر متخصصة تتضمن أطباء استشاريين في اختصاصات الطب المتنوعة للأطفال، وبالخصوص في الجانب النفسي والأعصاب والعام، مع وجود أعضاء متخصصين في العلاج الوظيفي (الانشغالي) وعلاج النطق من داخل البلاد وخارجها.
وبحسب القائمين على أكاديمية السبطين (عليهما السلام) فإن الأكاديمية عملت على التوأمة مع مراكز أجنبية في أستراليا وإيران، وأنها معتمدة في الدراسات التخصصية الدقيقة الخاصة بالتوحد للأطباء الاختصاص، إضافة الى أنها مركز أكاديمي للتخصصات الطبية لكليات المجموعة الطبية لجامعة السبطين (عليهما السلام).
اضطراب طيف التوحد
ويعتبر مرض التوحد، اضطرابا عصبيا نمائيا مهما تظهر أعراضه في مرحلة الطفولة المبكرة، في حين أن الأعراض المتعلقة بالتوحّد تبدأ في المراحل المبكرة من مراحل النمو لدى بعض الأطفال.
مجموعتان رئيسيتان من أعراض اضطراب طيف التوحد، الأولى هي ضعف في التفاعل الاجتماعي ومهارات الاتصال، وعدم الاهتمام بالأشخاص أو أقرانهم أو إظهار قلة الاهتمام، ويكون المريض بالتوحد في عالمه الخاص دائما، لا ينظر إليك عندما تناديه، المشي على أصابع قدميه.
المجموعة الثاني من الأعراض هي التأخير في بداية الحديث أو التوقف عن الحديث، التراجع في الكلام، عدم استخدام الكلام في التفاعل الاجتماعي، تكرار ما يُقال، استخدام الضمائر بشكل معكوس.
ولم يُعرف سبب التوحد بعد بشكل كامل، ويعتقد أن نوع من الجينات هي المسؤولة عن المرض، ويتم حاليا في مختبرات عديدة حول العالم تطوير الأدوية التي تؤثر على اضطراب الجينات في علاج المرض.
ومن المتوقع أن يحقق بعض الأطفال المصابين بالتوحد نتائج إيجابية في السنوات القادمة، فالعتبة الحسينية منذ سنوات تعمل من أجل افتتاح مراكز عديدة لمعالجة أمراض التوحد في عدة محافظات عراقية، وآخرها الإعلان عن قرب افتتاح أكبر مستشفى لمعالجة أمراض التوحد، في كربلاء المقدسة.