هجوم شرس وتصيّد بالماء العكر.. بين "التطبيل" وأداء الواجب الوظيفي.. كلمة رئيس ديوان الوقف الشيعي تقسم الرأي العام
انفوبلس..
خلال مراسم "تبديل الرايات" في صحن الإمام الحسين عليه السلام، ألقى رئيس ديوان الوقف الشيعي حيدر الشمري كلمة مطوّلة، قدّم في ختامها شكره للحكومة ومجلس النواب والحكومات المحلية، فقوبل بهتافات "هيهات منا الذلة وكلا كلا للفساد" ليتوقف لبرهة ويعود ويكمل كلمته.
الحدث الذي لم يستغرق سوى ثوانٍ معدودة، تلقفته وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي وأصبح رائجاً بشكل كبير وانقسم حوله الرأي العام بين رافض لما قاله الشمري واعتباره "تمجيداً" للحكومة والبرلمان، وبين من رأى أن الرجل كان يقوم بواجبه البروتوكولي بوصفه موظفاً في الدولة.
وحيدر الشمري هو شخصية سياسية تابعة لتحالف النصر بقيادة رئيس الوزراء الأسبق حيدر العبادي.
وهاجم الخطيب الحسيني الشهير السيد محمد الصافي موقف رئيس ديوان الوقف الشيعي على شكره للحكومة والبرلمان، وعبّر عن استهجانه لفعل الشمري خصوصاً أن المناسبة كانت لرفع راية الحسين عليه السلام وليس محفلا سياسيا.
المحلل السياسي عباس العرداوي، كتب منشورا على صفحته في "فيسبوك"، قال فيه "في إحدى المناسبات تقدم الدكتور حيدر الشمري رئيس ديوان الوقف الشيعي ليتسلم درع هدية باسم المرجعية الدينية وبالتحديد مكتب السيد المرجع أطال الله عمره الشريف، حينها تفاجأت عن هذه الجرأة، واليوم تُستثمر أعظم مناسبة وأقدس بقعة لتمرير مصالحك الشخصية ولكي يرضى عليك السادة النواب فلا يستجيبوا والحكومة فلا تدقق ملفاتك، اعلم يا دكتور قد وقعت كتاب عزلك بهذا التصرف".
أما الإعلامي ريناس علي فقال في منشور له على منصة "أكس" إن "رئيس الوقف الشيعي تخيل نفسه مرتقياً منصةَ مؤتمر رسمي يُقدم كليشةَ شُكرٍ فيها من التملق الوظيفي أُتخمت آذاننا بسماعها بمناسبةٍ أو دونها، ونسي أنه في حضرةٍ يكون فيها ملوك الأرض لترابه خُدّاماً".
وأضاف، إن "حضرة سيدي ومولاي أبي عبد الله الحسين هو المكان الوحيد الذي يشعر فيه الناس أنهم متساوون ولا فرق بينهم وبين رئيس ووزير وشيخ وأمير وقويٍّ وضعيف، فلا تسلبوهم لحظة الشعور بالعدالة والمساواة، ولا تستفزوهم بمديح خدامهم المقصرين".
وتابع: "الناس ذابحهه الحر وغلاء الأسعار ومحدودية العمل وجاية تشكي همومها وتخفف حمولها، تجون تسووها مهرجان مديح لأن فلان وفّر وفلان ساهم وناسين أن هاي واجباتهم وما متفضلين بيها لا على الحسين ولا على الناس".
كما كتبت مقدمة البرامج منى سامي، على صفحتها في موقع "أكس": "إن كنت تريد شكر الحكومة او مجلس النواب فاشكرهم من موقعك (أنت)، أما الحضرة والمنبر الحسيني فهو تقديس وتشريف لا تستحقه هذه الحكومة ولا هذا البرلمان".
وأضافت: "للآن هذه الحكومة لم تحل أزمة الكهرباء، ولم تحسن الواقع الصحي ولم تطوّر الواقع التعليمي ولم تُغلق ملفات الظلم الواقع على أفراد وتجمعات بشرية في شتى مناطق العراق"، مؤكدة أن "نقد الحكومة مهم لإصلاحها أما التطبيل الدائم فأصبح مثيراً للاشمئزاز".
وعلق أحد الناشطين على الحادثة، وكتب في صفحته: "رئيس ديوان الوقف الشيعي حيدر الشمري استغل التجمع البشري الكبير بمناسبة دينية خاصة من أجل إرسال فروض الطاعة والولاء للحكومة والنواب والمستشارين من أجل البقاء في منصبة خصوصاً إذا علمنا أن تحالف النصر هو من رشحه لمنصب رئيس الديوان"، وتساءل "ما مناسبة شكر الحكومة والمستشارين والنواب وعلى ماذا الشكر في مناسبة تبديل راية الامام الحسين ع؟".
وأضاف، إن "الجمهور الحسيني عندما سمع بمدح الفاسدين في مرقد إمام المصلحين ضجوا بالهتاف ضد الفساد فما كان من المطبل للفساد إلى أن قاطعهم بالهتاف للحسين كما قاطع يزيد إمامنا السجاد برفع الآذان".
وأكد، إن "المرجعية الدينية العليا سبق وأن أغلقت أبوابها بوجه السياسيين ووصفتهم في مواطن كثيرة بالطغمة الفاسدة فمن أنت لتخالف ذوق المرجعية وتستغل وجود وكيل المرجعية لترسل رسائل للجمهور أن المرجعية راضية عن الحكومة والمستشارين والنواب؟".
وقال ناشط آخر: إن "ديوان الوقف الشيعي مؤسسة تُشرف على دور العبادة الشيعية والحسينيات والمزارات الشيعية في عموم العراق ويتم تعيين رئيسها من قبل رئيس الوزراء، وهو بمنصب وزير وأول من ترأسه كان السيد حسين بركة الشامي (2003-2005) ومن ثم السيد صالح الحيدري (2005-2015) ومن ثم السيد علاء الموسوي (2015-2020) ومن ثم حيدر الشمري من 2020 لغاية الآن، والخلاصة إن حيدر الشمري هو موظف حكومي (بمنصب وزير) يتقاضى من الحكومة راتبه ويأتمر بأمر مباشر من قبل رئيس الوزراء، ولا يحق لأمناء العتبات والمزارات والحسينيات منعه من إلقاء كلمة داخل محفل من محافلها".
وأضاف: "جابهه المعزون بمصاب عاشوراء بالرفض بعدما حدث داخل العتبة، وإنه لشيء مفرح أن نصل لهذه الدرجة من الوعي السياسي وليس للمرجعية او لأمناء العتبات دور من قريب ولا من بعيد بما فعله أو ما قاله، ولكن القضية تحولت الى تشهير وتسقيط وهجوم شرس على من تعرفون".
وبيّن، إن "رئيس ديوان الوقف الشيعي موظف حكومي يقوم بواجبه، ومن يعيب عليه ذلك فعلى كل موظف يتقاضى راتب من الحكومة أن يترك الوظيفة وأن لا يعين الظالم كما يدعي.. أو يحاول إيصال حزبه إلى قبه البرلمان أو مجالس المحافظات".
في المقابل، كتب أحد الناشطين على مواقع التواصل الاجتماعي تعليقاً على ما حدث، وقال: "رئيس ديوان الوقف الشيعي حيدر الشمري شكر رئيس الوزراء والحكومة بما تحمل من مؤسسات على الدعم للشعائر الحسينية أثناء تبديل الراية فانبرت الأصوات المعارضة للحكومة بين صفوف الزوار بالصراخ والعويل بحجة مدح الحكومة الفاسدة وما شاكل وهم بيهم موظفون فاسدون ومرتشون جاي يزورون فيما رد عليهم وكيل المرجعية الدينية العليا السيد أحمد الصافي في كلمة له أثناء مراسم تبديل الراية بنظام صدام وقال: النظام السابق استحوذ على مقدرات البلد والإمكانات الهائلة الاقتصادية والمالية لكن كان شغله الشاغل هو محاربة الإمام الحسين (ع) كبقية طواغيت النظام السابق حارب الشعائر الدينية ومنها ركضة طويريج بس شسوي سيدنا هؤلاء ما يفيد وياهم إلا دفن بالشفلات وأحواض التيزاب والمثرامات ودكاك بالسجون يلا يفتهمون شنو معنى الحرية والديمقراطية اللي جاي يهتفون بها، والله العظيم تقف حائرا فيما تشاهد من تسطيح العقول وقلة الوعي، ترا ما جاي أدافع عن الحكومة وما شاكل لأنه حكومة تجي وتروح وبرلمان يجي ويروح وتتبدل بس مالت تسقط بالنظام والدولة والحكومة اللي انت انتخبتها هاي واكفة ولو هم اللي هتفوا معروفين لكن لتوضيح ما حصل".
وكتب ناشط آخر تعليقاَ على الصورة التي انتشرت لإحدى الشخصيات قرب المنصة أثناء كلمة الشمري وهو يشير بالسكوت لأحد الجالسين وتم تداولها على أنها إشارة منه للزوار الذين هتفوا أثناء كلمة رئيس الديوان، وقال الناشط في منشوره: "انتشرت صورة هذا الشخص وهو الأستاذ الجليل حسن العبايچي الأمين العام للعتبة الحسينية على أنه يُسكت الناس أثناء مدح الطبقة السياسية من قبل حيدر الشمري رئيس ديوان الوقف الشيعي، ولكن الحقيقة كان الأمين العام يشير لأحد الاشخاص عندما ارتفع صوته أثناء حديث لأهل البيت (عليهم السلام)، ويجب التأكد قبل أن تكون أداةً لدى المتربصين بالوطن والدين والمذهب".
وقال ناشط آخر، إن "التركيز على كلمة رئيس ديوان الوقف الشيعي وشكره لمؤسسات الحكومة (بالرغم من علم الجميع بأن رأيه لا يمثل رأي المرجعية أو العتبة) هو لإبعاد الأنظار عن كلمة السيد الصافي عن دور البعث في محاربة الشعائر الحسينية وبالخصوص ركضة طويريج.. قد أفزعت عشَّ الدبابير من الرفاق وأبناء الرفاق وذيول الرفاق وأعلام البعث".