هل سيوفر الاتحاد "الأوكسجين"؟ دعوة لجلسة نقاشية تقابلها دعوات حادة لانتخابات مبكرة ونقد لطريقة إدارة اتحاد الأدباء
انفوبلس..
في محاولة لاحتواء الأزمة، دعا اتحاد الأدباء إلى عقد جلسة مفتوحة لمناقشة أبرز القضايا العالقة، لكن يبدو أنه تأخر كثيراً حيث جوبهت تلك الدعوة بنقد وتهكم ورفض حضور من أدباء كتبوا كثيراً في الأيام الماضية عن خروقات الاتحاد وتحدثوا عن سياسيات قمعية في إدارته، مطالبين بانتخابات مبكرة وحلول جذرية لملفات متفاقمة منذ أعوام.
منع الأوكسجين
وبمنشور حمل الكثير من التهكم، كتب الشاعر حسين القاصد رداً على دعوة الاتحاد، وتساءل: "هل نضمن توفر الأوكسجين في القاعة؟" وذلك رداً على تعليق كتبته عضو المكتب التنفيذي في الاتحاد راوية الشاعر، وحظي بإعجاب رئيس الاتحاد عمر السراي، طالبت فيه بـ"منع الأوكسجين" عن منتقدي الاتحاد ووصفتهم بالـ"فقاعات".
تقرير سابق لـ"انفوبلس" حول أزمة اتحاد الأدباء يمكنك الاطلاع عليه بالضغط هــنــا
رفض الدعوة
القاصد أعلن في منشور آخر على صفحته في فيسبوك عدم حضور الجلسة التي دعا لها الاتحاد، وقال: "دعا الشاعر عبد الزهرة زكي للحوار والمكاشفة بين الأدباء وإدارة الاتحاد، معبرا عن أسفه لما آلت إليه الأمور، ولم يفُته أن ينصح بتقبل النقد الذي يوجه للإدارة".
وأضاف: "قد رحبنا جميعا بهذه الدعوة وأنا شخصيا شاركت المنشور وشكرت الأستاذ عبد الزهرة زكي على حرصه ومحبته. ثم بعد يومين جرى اتصال بيني وبين الصديق الشاعر الدكتور عارف الساعدي وأشدنا معاً بمبادرة الأستاذ عبد الزهرة، فجدد (أبو الطيب) الدعوة لكن بصفته الشخصية، وقال هل أكلم إدارة الاتحاد لتفعيل مبادرة الحوار وتلتقون في مبنى الاتحاد العام، فقلت له: لن نحضر هناك، فاقترح الساعدي أن يستضيفنا لنتحاور مع إدارة الاتحاد في دار الشؤون الثقافية العامة، فشكرته وقلت له سندرس هذا الأمر لأن القرار ليس لي وحدي، وقبل أن أخبر أبا الطيب بقرار الأدباء المنتقدين للسلوك الإداري، فوجئنا بهذه الدعوة التي غُلفت بأنها مبادرة (القلب المفتوح) وأن إدارة الاتحاد هي المبادرة".
وتابع: "لذلك نسجل ملاحظاتنا الآتية:
1. دعوة الجلسة المفتوحة لم تُشِر لمبادرة الأستاذ عبد الزهرة زكي وهذا يعني أن الإدارة هي التي بادرت، ونحن لا نستلم دعوة ممن لم يعودوا ممثلين لنا.
2. لم تتكئ الدعوة على جهود عارف الساعدي التقريبية، وهذا مرفوض جدا.
3. نتحاور على ماذا؟ هل فصلتم عضوَي المجلس المركزي، ذاك الذي وصف ثلثي الشعب العراقي بالذيول، أو تلك التي هددت بقطع الأوكسجين في تهديد يحمل صيغة إرهابية في خطاب يفترض أن يكون ثقافيا؟
4. هل أحلتم السيد الأمين العام للتحقيق بسبب إعجابه بالتهديد الأوكسجيني ومباركته لكاتبته.
5. هل صدر منكم بيان فيه توضيح لما ذكره الشاعر حميد قاسم من أملاك وما إلى ذلك؟
6. هل كففتم عن توظيف أدباء (البناية) أقصد بناية الاتحاد، لخدمة السيد الأمين العام نشرا وتعليقا بأسلوب الفزعة؟ وهو الأمر الذي يلغي دور الناطق الإعلامي لاتحاد الأدباء.
7. هل قمتم بإلغاء عضوية الأدباء (الدمج) الذين قُبلوا من دون منجز ومن دون المرور بلجنة قبول الأعضاء؟
8. هل قمتم بحل اللجنة البوليسية التي تراقب منشورات الأدباء وانتقاداتهم للسلوك الإداري الفيسبوكي؟
9. حين تنفذون كل ما ورد في أعلاه، ستنتفي الحاجة للحضور، لكن لن نقف عند هذا الحد فلدينا ما لدينا من خطوات ثقافية تسهم في توفير مناخ أدبي صالح للتنفس!
10. الاتصالات الجانبية والتودد لبعض المنتقدين دون غيرهم، كي يحضروا وتحقق جلستكم بعض غاياتها الإعلامية لن تجدي نفعا، واذا ضعف موقف أديب أو أديبين فهذا لا يعني تمثيلنا في الجلسة".
إلى ذلك، علق الكاتب شوقي كريم حسن على دعوة الاتحاد لعقد الجلسة النقاشية وقال: "هذه الجلسة لاتتفق والقانون لانها ستحرم الاتحادات من الحضور والقانون يقول ان على المجلس المركزي عقد جلسة سنوية للهيأة العامة وهذا مالم يحصل لافي هذه الدورة ولا التي سبقتها ويجب ان تكون الدعوة باسم المجلس المركزي ولا احد سواه".
ملفات هامة
وضمن السياق، نشر الكاتب حسين رشيد منشوراً على صفحته تعليقاً على دعوة الاتحاد، وقال: "بمناسبة الجلسة المفتوحة هذه بعض الملاحظات التي يمكن مناقشتها:
1. نشر التقرير المالي منذ عام 2016 حتى يومنا هذا.
2. الإعلان عن عدد الادباء المقبولين منذ عام 2016.
3. الإعلان عن تكاليف مهرجانات المربد وتامرا وابي تمام الاخيرة.
4. الإعلان عن ملف طباعة الكتب.
5. الإعلان عن أملاك الاتحاد والمردودات المالية.
6. الإعلان عن تفاصيل الدمبلة منذ الافتتاح وتوقيع العقد وحتى الغلق وإنهاء العقد.
7. الإعلان عن تكاليف بناء وترميم الاتحاد.
8. الإعلان عن عدد العاملين في الاتحاد والمرتبات الشهرية.
9. الاعلان عن ملف جامعة اليرموك.
10. تكاليف زيارة الادباء في المناسبات".
وأضاف في منشور آخر، إن "عضو المجلس المركزي لاتحاد الادباء والكتاب العراقيين علي شبيب ورد كتب تعليقاً على منشور الجلسة المفتوحة ادناه: "حبيبي الغالي.. أنت مفصول من الاتحاد وما تقوله لا يعني شيئا".
وتابع رشيد إن "هذا القول اذا كان في حالة ثمالة فلا حرج عليه، وان كان ما قاله وهو في كامل قواه العقلية عليه نشر قرار الفصل، خلال 24 ساعة وغير ذلك فهو ادعاء يحاسب عليه القانون".
تكميم أفواه
الشاعر الدكتور حسن عبد راضي، كتب على صفحته منشوراً تناول حادثة و محادثة جرت بينه وبين إدارة الاتحاد، جاء فيه: "في مناسبات عدة تحدثنا بودّ بالغ إلى الزملاء في إدارة الاتحاد عن ضرورة مراجعة أدائهم وسلوكهم النقابي، وعن الملاحظات الكثيرة التي ترد عليهم، ومنها تلك التي عايشناها طوال عقدين من الزمن، كانوا فيهما يتبوأون مقاعدهم من المكتب التنفيذي، لكن كان الرد دائماً يأتي ليكرس مقولة واحدة تبدو كأنها "محفوظة مدرسية" وهي أن الاتحاد مبرأ من كل العيوب، وأن كل ما يقال في الفضاء العام بنحو مباشر أو غير مباشر إنما هو من "كيد الكائدين".
وأضاف: "لا تبدو فكرة الاختلاف واردة في أذهان الزملاء، لأنهم تعاملوا مع كل مختلف معهم بروح إقصائية، وهذا أمر تكرر كثيراً، مع أعضاء في الاتحاد، وحتى مع صحفيين كتبوا منتقدين ظاهرة هنا أو قضية هناك، كما حصل مع زميلين جرى التنكيل بهما فورا وإخراجهما من "ملة الصحافة" بدل مناقشة رأييهما المنشورين بأسمائهما الصريحة وعلى وفق قواعد المهنة الصحفية التي تتيح لهما حرية التعبير عن أية قضية يريان فيها نقصاً أو انحرافا عن مألوف حالِها، وتمنع عنهما النيل من المؤسسات من دون وجه حق".
وتابع: "لقد جمعتني جلسة قبل أسابيع مع الشعراء عماد جبار وعارف الساعدي والناقد سعد التميمي وهاني نديم ومحمد البريكي وعمر السراي؛ ولم يدر في خلدي أن نناقش أيا من ملاحظاتنا على أداء الاتحاد في حضور صديقينا العربيين: لكن العزيز عمر تحدث عن أحد الإخوة الذي يواظبون على انتقاد الاتحاد، وأن إدارة الاتحاد قد قدمت شكوى ضده. وأن الزميل المعني سيتعرض إلى مشكلات قانونية لها أول وليس لها آخر كما ذكر أن ذلك "المنتقد" أرسل من يتوسط له لديهم لفض النزاع، ولكنهم مصرون على التنكيل به، وهنا قلت له: (لماذا تتصورون أن إدارة الاتحاد معصومة عن الخطأ: وأن كل من ينتقدها متآمر؟ هل تريدون تكميم أفواه الناس؟ إنكم تعتمدون نهجا إقصائيا واضحا وقد سبق لي أن تكلمت مع رئيس الاتحاد ومعك عن أسباب تغييب أسماء مهمة ممن كان لهم الفضل في استعادة الاتحاد من يد الحرب والخراب والضياع بعد 2003 أولئك الذين أداروا الاتحاد في أخطر مرحلة من عمر العراق السياسي والثقافي، وأكثرها حراجة وقلة موارد؟ ويومها سألتكم: لماذا شطبتم على مرحلة الهيئة التحضيرية لاتحاد الأدباء التي أدارت الاتحاد بين نيسان 2003 وتموز 2004 يوم لم يكن أحد يجرؤ على أن يتأخر خارج منزله حتى الرابعة عصرا؟ إنكم تغتالون "معارضيكم" بأكثر من طريقة وأسلوب، بالتغييب عن المهرجانات التي تذهب إليها في الغالب وجوه بعينها مع تغييرات بسيطة هنا وهناك؛ أو بأسلوب آخر يبدو كمفارقة شديدة اللؤم، حينما ترسلون الدعوات للشعراء ليكونوا جمهوراً في نشاطاتكم التي يرتقي فيها منصة الاتحاد غث الشعراء وسمينهم؟ وختمت بالقول: إنكم لن تستطيعوا أن تمحوا أسماءنا ولو جهدتم)".
و تعليقاً على منشور راضي، كتب حسين رشيد منشوراً آخر خاطب فيه رئيس الوزراء ورئيس مجلس النواب ومجلس القضاء الاعلى ووزير الثقافة، وقال إن "الزميل الشاعر حسن عبد راضي نشر عبر صفحته في الفيسبوك المنشور أعلاه، وفيه تأكيد من الأمين العام لاتحاد الأدباء حول ما سأتعرض له من مشاكل وقضايا قانونية لها اول وليس لها اخر حسب وصفه، وسبب تلك القضايا القانونية مطالبتي:
1. بعدم السماح لأدباء البعث ومداحي الطاغية بتسلم مناصب نقابية.
2. مطالبتي بنشر التقرير المالي والكف عن هدر الاموال والفساد الاداري.
3. دعوة الزملاء في ادارة الاتحاد الى العمل بشفافية وفق البرنامج الحكومي".
وأضاف: "لذا ادعو هيئة النزاهة الاتحادية وديوان الرقابة المالية الاتحادي الى مراجعة وتدقيق ملفات اتحاد الادباء منذ العام 2016 الى يومنا هذا".
حالات متداولة
الأديب والناقد كريم شغيدل، كتب في تعليق له على أحد المنشورات المتحدث عن "أنصاف الأدباء" الموجودين في الاتحاد، وقال: "إحداهن طلبت مني بكل صلافة أن اكتب لها كتابا نقديا لأنها اصبحت عضوا في الاتحاد بصفة ناقدة وهي واحدة وقس على هذا".
و تعليقاً على ما ذكره شغيدل، كتب حسين رشيد: "اعرف احداهن، تم كتابة مجموعة قصصية لها ونالت العضوية بكل رحابة صدر، وأخرى تم ادخال مجموعتها الشعرية ورشة سمكرة وصبغ ونالت العضوية، وثالثة شاعرة قدمت طلب لنيل العضوية لكنه تأخر، وتماطل، حتى ساومها احدهم فبصقت بوجهه ونعلت العضوية وهجرت الشعر".
خلط أوراق
وعن محاولات خلط الأوراق وتبويب انتقادات الأدباء لإدارة اتحادهم إنها جاءت بسبب ما ذكره الأمين العام للاتحاد عمر السراي بحق الشاعر عبد الرزاق عبد الواحد، كتب الشاعر حميد قاسم منشوراً على صفحته في فيسبوك، قال فيه: "شخصيا كتبت منذ سنوات عن احوال الاتحاد العام للأدباء والكتاب وكتب كذلك زملاء آخرون، ولم يخطر في بالي مصادرة حق حرية التعبير من عمر أو زيد أو سواهما فهذا حق مقدس للجميع وأدافع عنه منذ بداياتي المبكرة وحتى النهاية، عليه فان اي محاولة للإساءة لي ولمن ينشدون الإصلاح وينتقدون النهج التسلطي القمعي لقيادة الاتحاد سأرد عليها بقوة ووفق القانون والدستور، وأعدها سلوكا صبيانيا غبيا لخلط الأوراق واتهامنا بالدفاع عن قضية ليست قضيتنا. كل ما نشرناه كان عن ما يحدث في الاتحاد ولم نكتب حرفا عن الضجة المفتعلة لتحويل الأنظار عن المأزق الحقيقي".
وأضاف قاسم: "لذا فان كل محاولة للربط بين ما قاله الشاعر عمر السراي في الشاعر الراحل عبدالرزاق عبدالواحد وبين الآراء التي تطالب بإصلاح أحوال الاتحاد والشفافية في عمل المكتب التنفيذي تفاهة باطلة، وكل من يشيع ان هناك حملة تستهدف السراي بسبب ما قاله عن عبد الواحد فهو منحط ورخيص يخلط الأوراق ويسفّه الآراء المعارضة لنهج قيادة الاتحاد التعسفي، موهما الآخرين اننا انما ندافع عن شاعر مدح طاغية ضد شاعر قال رأيه فيه، وهذه محاولة مضحكة حقا".