هل قافلة الصدر لغزة "استثنائية" كما يدَّعي أتباعه؟.. جهد مبارك ومبادرة جيدة لكن لا داعي للمزايدات.. تعرف على الحقيقة بالأرقام
انفوبلس..
بدأت يوم أمس السبت دخول شاحنات قافلة حملة فاطمة الزهراء "عليها السلام" إلى الأردن، وهي قافلة مساعدات التيار الصدري لشعب غزة المحاصر، وبدأت معها حملة معتادة من المزايدات والتضخيم دائماً ما يمارسها أبناء الخط الصدري لتعظيم ما يقوم به والتقليل من شأن ما يقوم به الآخرون.
وفي صباح أمس، انطلقت قافلة حملة فاطمة الزهراء "عليها السلام"، والتي أطلقها زعيم التيار الصدري السيد مقتدى الصدر لإغاثة أهالي غزة.
وأظهرت مشاهد مصورة من الجو عشرات الشاحنات المحملة بأطنان المواد الغذائية والإغاثية لأهالي غزة، وذلك بعد 13 يوما فقط من إعلان زعيم التيار الصدري السيد مقتدى الصدر عن حملة الإغاثة والتبرع.
وفي 10 آذار أطلق السيد الصدر حملة التبرع، قبل أن يعلن بعد 4 أيام فقط، أي في 14 آذار إتمام جمع التبرعات، مطالباً الأردن بتسهيل وصول قافلات الإغاثة الى أهالي غزة.
ومن غير المعلوم كم يبلغ عدد الشاحنات أو كمية المساعدات التي تحملها، حيث لم تعلن المؤسسات الصدرية المعنية عن أي أرقام بهذا الخصوص، إلا أن من خلال الفيديو المصور من الجو، تم رصد نحو 40 شاحنة على الأقل.
لكن لجمهور التيار الصدري على مواقع التواصل الاجتماعي رأي آخر، حيث يدَّعون أن عدد شاحنات الحملة يبلغ 840 شاحنة، وهو رقم لا يثبته أي تصريح أو تصوير، وكذلك بعيد كل البُعد عن المنطق، ويمكن عمل معادلة حسابية بسيطة لمعرفة كم التهويل بهذا الادعاء، حيث يبلغ طول شاحنة النقل الواحدة نحو 14 متراً، وعند ضرب هذا الرقم بعدد الشاحنات التي يتم الادعاء بأنها تمثل حجم القافلة، فإن الناتج يكون "11.760" متراً، وهذا يعني أن طول القافلة أكثر من 11 كيلومتراً وهو رقم غير منطقي إطلاقا ولم تظهره المقاطع المصورة.
كذلك رافق هذا الادعاء، حملة من المزايدات طالت أبناء الشعب العراقي وحكومته مدعومة بتصريحات لإعلاميين مأجورين كـ"ستيفن نبيل" وأمثاله، تهدف بشكل مباشر إلى التقليل من شأن جميع المبادرات العراقية لدعم غزة لتعظيم الدعم الصدري للقطاع المحاصر.
يذكر أن الحكومة العراقية كانت قد أرسلت ومن خلال الهلال الأحمر العراقي 36 شاحنة الى غزة محملة بـ500 طن من المواد الغذائية، في الثاني عشر من آذار الجاري فقط، وذلك ضمن حملة مساعدات مستمرة بدأت بإرسال مساعدات على الطائرات لمطار العريش بمصر ومنه إلى غزة عند فتح معبر رفح لدخول المساعدات، واستمرت بشكل دوري وممنهج عبر عدة قنوات آخرها عبر الطريق البري الذي يمر بالأردن.
وفي مطلع آذار الجاري، قرر العراق، دعم وكالة غوث اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا" بمبلغ 25 مليون دولار، بالتزامن مع المشاركة في اجتماع الجمعية العامة للأمم المتحدة، المكرَّسة لمناقشة الأوضاع الإنسانية في الأراضي الفلسطينية المحتلة ودور الوكالة.
وقال وزير الخارجية فؤاد حسين في تصريح على هامش اجتماع الدورة الـ 161 لمجلس وزراء الخارجية العرب، المنعقد بمقر الجامعة العربية في القاهرة؛ إنّ "العراق قرر دعم الأونروا بـ 25 مليون دولار، لكي تستطيع مواصلة عملها في ظل الهجمة التي تتعرض لها".
يشار إلى أن زعيم التيار الصدري كان قد أعلن في 15 آذار الجاري، انتهاء حملة "فاطمة الزهراء عليها السلام" للتبرعات من أجل دعم سكان غزة في وجه "الإرهاب الصهيوني" اعتبارا من الجمعة، فيما دعا العاهل الأردني للتكفل بإيصالها إلى القطاع.
وفي تدوينة نشرها على حسابه، أعرب الصدر عن شكره لأتباع تياره على إسهامهم في دعم الحملة التي أطلقها قبل أيام، آملا في إيصال تلك المعونات عبر الأردن.
وقال في المنشور: "أقف إجلالا وافتخارا لما سطرتموه في مساندتكم لإخوتكم في غزة الصمود، ومن خلال الجود بالموجود في حملة (فاطمة الزهراء) لدعم أهلنا في غزة الجهاد. فشكرا لكم أحبتي على هذا التكافل الإنساني والديني والعقائدي والاجتماعي، المستوحى من رسول الله صلى الله عليه وآله، ومن أهل بيته الطيبين الطاهرين، وكتاب الله العظيم".
وتابع: "كل ما نقوم به يتصاغر أمام عظمة جهاد أهلنا في غزة وصبرهم أمام الإرهاب الصهيوني وحرب الإبادة الصهيوأمريكية وأذنابها. وهنا، أحب أن أبلغكم اعتزازي بكم أيها الكرماء، وأعلن انتهاء حملة التبرعات الـ (كبيرة) حتى ظهر (الجمعة)، آملاً أن يوفقنا الله وإياكم إلى إيصال هذه الحملة إلى الأراضي الأردنية الشقيقة، لتتكفل هي، وكما عهدناها، بإيصالها إلى غزة الصمود".
وأشار إلى أن عملية الإيصال ستتم "برعاية مباركة من أخينا وابن عمنا (ملك الأردن)، الذي لا أشك بعشقه للقضية الفلسطينية وبمحبته للشعب العراقي. فشكرا له مقدما".
جاء ذلك في وقت دعا وزير العمل والشؤون الاجتماعية، أحمد الأسدي، إلى الوقف الفوري والمستدام لـ "العدوان الصهيوني" على الأراضي الفلسطينية، ومنع الإبادة الجماعية وفتح الممرات الإنسانية لتسهيل وصول الإمدادات والخدمات لجميع الفلسطينيين، وذلك في بيان العراق، نيابة عن مجموعة الدول العربية بشأن تقرير منظمة "العمل الدولية"، المتعلق بالأزمة في الأراضي الفلسطينية المحتلة.