وسط تزايد الاحتقان الجماهيري.. لغز أزمة الكهرباء المُحير يثير الكثير من التساؤلات
انفوبلس/..
يتصاعد الاحتقان الجماهيري في وسط وجنوب العراق، بفعل تراجع تزويد المواطنين بالطاقة الكهربائية، في الوقت الذي ترتفع فيه حرارة الصيف اللاهب، وهو ما دفع العديد منهم للخروج بتظاهرات احتجاجية، مهّدت لها حكومة تصريف الأعمال لإشعال الشارع بفوضى عارمة، حسبما يرى مراقبون.
وقبل أيام تعرّضت منظومة الكهرباء في البصرة، إلى إطفاء تام ما أدى إلى انقطاع التيار الكهربائي عن عموم المحافظة، وهكذا الحال في محافظات أخرى مثل ذي قار، التي أعيدت إلى “العصور المظلمة” بفعل فشل الحكومة في توفير الكهرباء، وتزويد المواطنين بالطاقة.
وعلى الرغم من كونها أزمة متجددة، إلا أن الصيف الحالي شهد تطورًا غير مسبوق، تمثّل بالانقطاع التام للتيار الكهربائي عن محافظات بأكملها، في مسعى يراد منه على ما يبدو، دفع الجماهير للنزول إلى الشوارع، سعيًا وراء رئيس حكومة “متشبّث بالسلطة”، كما يصفه مدونون على مواقع التواصل الاجتماعي.
وعن ذلك، يقول المحلل السياسي وائل الركابي، إن أزمة الكهرباء التي تتجدد كل عام باتت لا تطاق، في ظل ارتفاع درجات الحرارة بشكل غير مسبوق، مشيرًا إلى أنه كان الأجدر بحكومة تصريف الأعمال الالتزام بواجباتها، والعمل على توفير الطاقة الكهربائية، بدلًا من الانشغال بالأزمة السياسية ومحاولة تعميق الشرخ بين مكونات البيت الأكبر.
ويضيف الركابي، أن لغز الكهرباء المُحير يجعل المواطن في حيرة من أمره، فهل يعقل أن بلدًا مثل العراق بكل ما يمتلكه من موارد، لا يستطيع توفير الطاقة لمواطنيه.
ويردف قائلًا: إذا استمر الحال هكذا فإننا سنكون أمام غليان شعبي، لن تكون حكومة تصريف الأعمال ورئيسها بمنأى عنه، على اعتبار أن الكاظمي يعد المسؤول التنفيذي الأول. ويرى الركابي، أن الأجدر بالقوى السياسية، أن تجلس إلى طاولة حوار بأسرع وقت ممكن، للتفاهم حول تشكيل حكومة خدمية تسعى إلى تلبية متطلبات الشارع.
وبينما يغلي الشارع العراقي على صفيح ساخن، بررت وزارة الكهرباء في بيان رسمي، سبب الانطفاء التام للمنظومة الكهربائية في الجنوب، بانفصال خط أمين/ واسط للضغط الفائق 400kv بسبب الاحمال الزائدة وارتفاع درجات الحرارة غير المسبوقة. وجرت المباشرة بإعادة الخطوط والوحدات التوليدية التي انفصلت، وفقا للبيان.
وشهد العراق يوم السبت الماضي، إطفاءً عامًا في منظومة شبكة الكهرباء الوطنية في محافظات الجنوب للمرة الثانية على التوالي خلال 24 ساعة، بالتزامن مع الارتفاع الشديد بدرجات الحرارة في مناطق ومدن البلاد كافة. والمحافظات التي انفصلت عنها شبكة الكهرباء الوطنية هي: البصرة، وذي قار، وميسان، وواسط، وبابل. وكان فرع توزيع كهرباء ذي قار قد أفاد، بانقطاع تام للطاقة الكهربائية في محافظات ذي قار وميسان والبصرة جنوبي العراق.
ويعاني العراق من أزمة نقص كهرباء مزمنة منذ عقود، جراء الحصار والحروب المتتالية. ويحتج السكان منذ سنوات طوال على الانقطاع المتكرر للكهرباء وخاصة في فصل الصيف، إذ تصل درجات الحرارة أحيانًا إلى 50 درجة مئوية.