يتيح الدخول لـ 31 دولة فقط والأسوأ عربياً بعد السوري.. انفوبلس تتقصى عن قوة جواز السفر العراقي خلال 2024
انفوبلس/ تقرير
في كل عام تتغير قوة جوازات السفر العالمية، لهذا يتساءل العديد من الناس من بينهم حاملو جواز السفر العراقي، عن الدول المسموح بدخولها دون الحاجة إلى استخراج فيزا مسبقة، والذهاب إلى القنصليات والسفارات للحصول عليها، لهذا يسلط تقرير شبكة "انفوبلس" الضوء على كل ما تريد معرفته عن جواز السفر العراقي خلال 2024.
*تصنيف جواز السفر العراقي
"جواز السفر العراقي" هو هوية رسمية تصدرها الحكومة العراقية للمواطنين العراقيين مطلوبة أثناء السفر عبر الحدود الدولية. كما يتضمن معلومات حول حامل جواز السفر، بما في ذلك الاسم والمكان وتاريخ الميلاد والصورة والتوقيع وغيرها من معلومات التعريف ذات الصلة.
يحتل جواز السفر العراقي 2024 المركز 103 عالمياً ضمن تصنيف "Henley Passport Index"، الذي يقيس مدى حرية التنقل العالمية لحاملي الجوازات. تُمنح القدرة على السفر بدون تأشيرة مسبقة لحاملي جواز السفر العراقي إلى 31 دولة فقط، ما يشير إلى قيود ملموسة تفرضها 156 دولة تتطلب تأشيرة مسبقة للدخول.
التقييم العالمي لجوازات السفر يعتمد بشكل أساسي على عدد الوجهات التي يمكن لحامل الجواز زيارتها دون الحاجة إلى تأشيرة. الدول التي يمكن للعراقيين دخولها تشمل تلك التي تسمح بالدخول بدون تأشيرة، بالإضافة إلى الدول التي توفر تأشيرات عند الوصول أو الدول التي تقبل الحصول على تصاريح سفر إلكترونية.
هذه الإمكانيات المحدودة تعكس الواقع الجيوسياسي والأمني الذي يعيشه العراق، والذي يؤثر بدوره على تصنيف جواز السفر العراقي في الساحة العالمية.
ما هو مؤشر هينلي لقياس جوازات السفر؟
مؤشر هينلي لجوازات السفر، يُعد منصة بارزة تبرز في تقييم القوة العالمية لجوازات السفر، ويستند في تحليلاته إلى بيانات مستفيضة من الاتحاد الدولي للنقل الجوي (IATA). يغطي هذا المؤشر 199 جواز سفر و227 وجهة حول العالم، ويقدم لمحة شاملة عن الحرية التي يتمتع بها حاملو هذه الجوازات من حيث الدخول بدون تأشيرات مسبقة.
يتم تحديث المؤشر بانتظام على مدار السنة، ما يضمن تزويد الأفراد والمؤسسات بأحدث المعلومات حول قيود السفر العالمية وتغيراتها. هذه البيانات الدقيقة والمحدثة تمكّن المؤشر من تقديم تصنيف موثوق يعكس الواقع الجيوسياسي والتحديات الراهنة التي تواجه حرية التنقل العالمية.
*دول بدون تأشيرة لحاملي جواز السفر العراقي
يعتبر جواز السفر العراقي ثاني أسوأ جواز سفر عربي بعد الجواز السوري خلال سنة 2024، إذ يتيح الدخول إلى 8 وجهات في العالم دون تأشيرة أو إذن بالدخول وتشمل الدول التالية:
*دول بتأشيرة عند الوصول لحاملي الجواز العراقي
يتيح جواز السفر العراقي 2024 لحامليه إمكانية الدخول إلى 21 وجهة سفر دون الحاجة إلى استخراج فيزا مسبقة لكن يتطلب الحصول على تأشيرة عند الدخول، وهي عبارة عن إجراءات عادية يكون الهدف منها معرفة المدة التي يريد الشخص قضاءها في البلد والهدف من الزيارة ومكان الإقامة.
تشمل اللائحة الدول التالية:
2
*وجهات تحتاج إلى تصريح سفر أو فيزا إلكترونية للعراقيين
يتيح جواز السفر العراقي الدخول إلى وجهتين في العالم وذلك عبر استخراج تصريح بالسفر بالإضافة إلى 42 وجهة تتطلب من صاحبها استخراج فيزا إلكترونية مسبقة، وهو إجراء سهل لا يتطلب الذهاب إلى القنصلية، إذ يمكن الحصول عليه من خلال ملء بعض الاستمارات عبر الإنترنت.
تشمل القائمة الدول التالية:
يمكن للعراقيين السفر إلى سريلانكا وكينيا وذلك باستخراج تصريح للسفر، فيما يتعين الحصول على تأشيرة إلكترونية لكل من:
إثيوبيا وأرمينيا وأستراليا وألبانيا وأنتيغوا وبربودا وأوزبكستان وأوغندا والأردن والإكوادور والإمارات العربية المتحدة والبحرين والغابون والكاميرون، بالإضافة إلى باكستان وبنين وبوتان وبوتسوانا وبوركينا فاسو وتنزانيا وجزر البهاما.
كما تشمل القائمة أيضاً الدول التالية: جزيرة نورفولك وجمهورية الكونغو الديمقراطية وجنوب السودان وزيمبابوي وساحل العاج (كوت ديفوار) وسانت كيتس ونيفيس وسانت هيلينا وساو تومي وبرينسيب وسلطنة عمان بالإضافة إلى سنغافورة وسيراليون وطاجيكستان وغينيا وغينيا الاستوائية وفيتنام.
كما يتيح جواز السفر العراقي 2024 الدخول إلى قيرغيزستان وكولومبيا وليسوتو ومالاوي ومولدوفا ومونتسرات ونيجيريا.
فيما يتعين على حاملي هذا الجواز استخراج فيزا مسبقة للتمكن من الدخول إلى 156 دولة حول العالم.
*مراجعة شاملة لأداء الجواز العراقي خلال الـ18 عامًا الأخيرة
لم يغادر جواز السفر العراقي المستويات المتدنية التي يسجلها منذ 2006 وحتى الان، وبينما يتفاعل العراقيون مع مرتبة الجواز العراقي عالميًا بشكل مجرد فقط، إلا أن المرتبة قد لا تعطي تصورًا أفضل عن أداء الجواز، لأن المرتبة تتأثر بمراتب البلدان الأخرى، لكن ما يعكس التصور الحقيقي لقيمة جواز السفر العراقي، هو أداءه بشكل منفرد.
وعلى سبيل المثال، ارتفعت مرتبة العراق في مؤشر جواز السفر لعام 2024 إلى المرتبة 107 بعد ان كان في عام 2023 بالمرتبة 108، وكذلك كان في 2022 في المرتبة 110 وفي عام 2021 كان في المرتبة 115.
ورغم من ارتفاع مرتبة العراق في عام 2024 مرتبة واحدة مقارنة بـ 2023، لكن هذا الارتفاع ليس بسبب تطور جواز السفر العراقي، بل بسبب تراجع في قيمة جواز السفر السوري، كما ان العراق رغم تقدمه مرتبة واحدة، الا ان عدد الدول التي كان لا يدخلها بتأشيرة مسبقة او بدون تأشير في عام 2023 أكثر من عام 2024.
ومنذ عام 2006 وحتى الآن، يظهر أن أفضل مرتبة لجواز السفر العراقي كان في عام 2006 حيث جاء في المرتبة 81، فيما اسوء مرتبة تم تسجيلها في 2021 وبلغت 115.
وفيما يخص أداء الجواز او عدد الدول التي يستطيع دخولها بدون تأشيرة مسبقة، ومنذ عام 2015 وحتى الآن، كانت أفضل سنة للجواز العراقي هو عام 2023 وبلغ عدد البلدان 43 دولة، أما أسوأ سنة فكانت عام 2017 وبلغت 27 دولة فقط.
*ما سبل النهوض بالجواز العراقي؟
يقول الأكاديمي والخبير في العلاقات الدولية سعدون الساعدي إن "قضية تراجع تصنيف الجواز العراقي عالميا هي قضية موروثة منذ فترة الحصار الاقتصادي في تسعينيات القرن الماضي، الذي تسبب بعزلة العراق عن المجتمع الدولي، كما أن البلدان تبحث عن المواطن الذي يملك قوة اقتصادية كبيرة، مثل مواطني دول الخليج الذين يذهبون للسياحة".
ويضيف الساعدي، أن "المواطن العراقي عندما يسافر يبحث عن المناطق الرخيصة ولا يستطيع البقاء في أماكن فاخرة، ولا يبحث عن عقود الاستثمار، لذا لا يمنح سمة دخول من قبل أغلب البلدان"، لافتا إلى أن "العراق ما يزال بحاجة للمقومات الثلاث لتقوية الجواز، وهي القوة الدولية التي تعتمد بدورها على قوة اقتصادية، بالإضافة الى قوة عسكرية رادعة، وأن فقدان هذه العوامل أثرت سلبا على الجواز العراقي".
ويوضح أن "الحكومات العراقية يجب أن تبذل جهدا لإخراج العراق من هذا التصنيف عبر تطوير اقتصادها وتجهيز قوة عسكرية تدافع عن الوطن وتقوي البنى التحتية للعراق، ويتمكن المواطن من السفر بهدف السياحة والاصطياف والدراسة، وليس فقط لطلب الإعانات واللجوء"، مضيفا أنه "وبحسب القانون الدولي لا يوجد تنظيم أممي يفرض على دول العالم منح سمات الدخول، فهذا الأمر ترك لكل دولة، وبناء على العلاقات الثنائية، حيث لا يوجد قانون دولي يحددها".
يذكر أنه قبل عام 1991 كان جواز السفر العراقي يسمح لحامله بدخول أكثر من 100 دولة من دون تأشيرة دخول، بينها دول أوروبية، لكن منذ غزو النظام البائد للكويت ولغاية الآن، تراجعت قيمة الجواز العراقي كثيرا، حتى بات يقبع في مرتبة متأخرة جدًا، وتسبقه دول تعاني من مشاكل اقتصادية ونزاعات أهلية.