مع ارتقاء الحجيج صعيد عرفة.. تعرف على الاختلافات الفقهية في أداء مناسك الحج بين مدرسة آل البيت "ع" وبقية المذاهب الإسلامية
جزئيات خلافية في الركن الخامس
انفوبلس/..
وقف أكثر من مليوني حاج، اليوم السبت، على صعيد عرفات، في ذروة مناسك الحج، وتوجه المصلون الذين أتوا من مختلف أنحاء العالم إلى هذه التلة الواقعة على بعد حوالي 20 كيلومتراً من مكة المكرمة، لقضاء النهار في الصلاة والدعاء تحت الخيام، ثم المبيت في مزدلفة ورمي جمرة العقبة في منى، وطواف الإفاضة في المسجد الحرام، قبل العودة إلى منى مجدداً للإقامة فيها أيام التشريق، لرمي بقية الجمرات، لينهوا بعد ذلك آخر أيام الحج بطواف الوداع حول الكعبة.
وتوافد ملايين الحجاج، صباح أمس الجمعة، إلى مخيماتهم في مشعر منى لقضاء أول أيام الحج فيها الذي يعرف بـ"يوم التروية"، وهي أولى محطات مناسك الحج قبل صعودهم إلى صعيد عرفات في ما يسمى "الوقفة الكبرى"، ثم يعودون إليها بعد "النفرة" من عرفة والمبيت بمزدلفة.
وتقع منى في وادٍ تحيط به الجبال الصخرية على بعد نحو سبعة كيلومترات من المسجد الحرام وتتحول كل عام إلى مخيم واسع للحجاج، ويقضون فيها أكثر أيام الحج، “التروية والعيد وأيام التشريق الثلاثة”. وتُعرف منى بأنها أكبر مدينة خيام في العالم.
اختلافات فقهية
الحج، باعتباره الركن الخامس من أركان الإسلام، هو كغيره من العبادات،وقعت به اختلافات فقهية جزئية بين المسلمين الذين يتبعون مدرسة أهل البيت وبقية المذاهب الإسلامية، نظرا لاختلاف مصادر الحديث وآليات تصحيح الأحاديث والتعديل والآليات الأصولية بين الفريقين.
وهذه الاختلافات ليست منحصرة بين الفريقين بل قد نجد داخل المدرسة الواحدة او المذهب الواحد اختلافات فقهية، لكن هنا سنركز على طرح الفروق بين الفريقين للآراء المشهورة بعيدا عن التفاصيل الدقيقة، لتعرف على أهم الجزئيات الخلافية بين الشيعة والسنة في الحج.
أسباب تحديد الجزئيات الخلافية
وبالرغم من أن مواضع الاتفاق والمشتركات في الحج بين (الشيعة) اتباع مدرسة أهل البيت، و(السنة) بين بقية المذاهب الإسلامية، أكثر بكثير من الجزئيات الخلافية، إلا انه هنالك أسباب تدعو لطرح الجزئيات الخلافية بين الفريقين.
واهم هذه الأسباب هو لتفادي الأخطاء، والسبب الآخر هو عدم معرفة بعض الحجاج المسلمون القادمون من بلاد نائية بعض أحكام الحج، فيضطرون للسؤال وكثيرا ما يقع المسؤول في حرج ولا يجيب السائل لعدم إلمامه بالخلافيات بين المذهبين.
وبذلك لابد من معرفة الحاج بالجزئيات الخلافية البسيطة تتيح له فرصة مساعدة إخوانه المسلمين الذين لا يعرفون الأحكام، وهذا ما يعزز روح التلاحم ويقوي أواصر الترابط بين أطياف الأمة الإسلامية في موسم الحج، الذي هو من أثمن الفرص لتوحيد الأمة بعد ما ابتليت بالتفرق والتشتت.
حج المكي وغير المكي
في حج الضرورة لدى الشيعة، أي حجة الإسلام الأولى، يتعين على من كان يبعد عن مكة 48 ميلا أن يحج حج التمتع، مع اختلاف بسيط في عدد الأميال، أما من كان لا يبعد عنها ذلك البعد أو كان من أهل مكة فهو يتخير بين حج الإفراد وحج القران ولا يجوز له أن يحج حج التمتع
اما لدى السنة، فيتخير الحاج بين الأنواع الثلاثة للحج، حج الإفراد، والتمتع، والقران، سواء كان من أهل مكة أو من خارجها والفرق بين أهل مكة وغيرها أن أهل مكة ليس عليهم هدي حتى وإن حجو حج التمتع.
التلبية
تعد التلبية عند الشيعة من واجبات الإحرام ولا ينعقد الإحرام إلا بالتلبية، وتنقسم إلى واجبة ومستحبة والواجب منها على المشهور (لبيك اللهم لبيك، لبيك لا شريك لك لبيك) اما المذاهب الأخرى فالتلبية عندهم مستحبة وليست واجبة، وينعقد الإحرام من دون تلبية.
صلاة ركعتي الإحرام
وتُستحب صلاة ركعتي الإحرام عند اتباع مدرسة أهل البيت (عليهم السلام)،أما المذاهب الاخرى فهناك خلاف، حيث أن مجموعة تقول باستحبابها ومجموعة تقول بعدم استحبابها.
طواف النساء
من الواجبات في الحج لدى اتباع مدرسة أهل البيت، طواف النساء، ولا يتحلل الحاج من محظورات النساء إلا بهذا الطواف، أما السنة فطواف النساء ليس مشروعا عندهم أساسا، ولكن عندهم طواف الإفاضة وهو ركن من أركان الحج وليس مجرد واجب.
ركعتا الطواف
شيعة أهل البيت تجب عندهم صلاة ركعتي الطواف بعد كل طواف واجب، ويجب أن تكون بعد الطواف مباشرة، وخلف مقام إبراهيم الأقرب فالأقرب
اما بقية المذاهب فتستحب عندهم صلاة ركعتي الطواف بعد الطواف الواجب، والأفضل أن تكون خلف مقام إبراهيم، ولكن تجوز في أي مكان داخل المسجد الحرام.
التجمير
وقت الرمي عند اتباع اهل البيت، عندهم من شروق الشمس إلى غروبها، يوم العيد وأيام التشريق، ولا يجوز الرمي ليلا، ماعدا تقديم رمي ليلة العيد لذوي الأعذار، وقد جوز البعض الرمي ليلا مطلقا لخصوص النساء والضعفاء.
اما المذاهب الأخرى، فوقت الرمي يوم العيد من شروق الشمس إلى غروبها، وأيام التشريق، من زوال الشمس (صلاة الظهر) إلى غروبه، ويجوز الرمي ليلا، وهناك قول ضعيف عندهم بجواز الرمي صباحا.
الوقوف بعرفة (ليلا) والتطيب
عند الشيعة هذا الوقت (الليل) وهي ليلة العيد مختصة بالمضطر، أما عند السنة فهو وقت اختياري ليس مختصا بالمضطر.
اما التطيب، فعند الشيعة اتباع مدرسة أهل البيت، لا يجوز للمحرم استعمال الطيب في حال إحرامه ولا قبل إحرامه، فعليه إزالة الطيب قبل الإحرام، ولا يجوز له استعمال الصابون المطيب.
وبالمقابل، فأنه لدى بقية المذاهب، لا يجوز للمحرم استعمال الطيب حال احرامه، ولكن يستحب التطيب قبل الإحرام مع اختلاف عندهم في موضع استعماله، هل هو كل البدن أم اللحية أم الإحرام، وكذلك يجوز للمحرم استعمال الصابون المطيب
التظليل وبعض المحظورات
يجوز التظليل عند السنة للنساء والرجال، ولا يجوز عند الشيعة للرجال في النهار واختلفوا في جواز التضليل للرجال في الليل.
ومن الأمور المحظورة على المحرم عند الشيعة وليست محظورة عند السنة هي، لبس الخفين للرجال، لبس الخاتم للتزين، الإكتحال، الإدهان، الجدال، الطواف والسعي.
ويجوز الطواف والسعي عند السنة في جميع الطوابق، أم الشيعة فلا يجوز الطواف فيما هو أعلى من الكعبة، ولا يجوز السعي في الطوابق التي ليست بين الجبلين على المشهور.
الاضطباع
هو طريقة للبس الإحرام (الرداء) فيتم وضعه فوق الكتف الأيسر وتحت الكتفالأيمن، أي أن يغطي الكتف الأيسر ويكشف الكتف الأيمن، وهو مستحب عند السنة في خصوص طواف القدوم.
ومن الأخطاء الشائعة لدى الحجاج السنة الاضطباع كامل أيام الحج، وهو خلاف السنة عندهم، لأن السنة هي تغطية الكتفين ماعدا في طواف القدوم فقط السنة الاضطباع، أما لدى مدرسة اهل البيت فلم يرد ذلك.
بكارة الحصى
المشهور عند الشيعة، أنه لا يجوز الرمي بحصى قد رُمي به من قبل وتسمى حصيات أبكار وقد احتاط فيه بعض الفقهاء، اما المذاهب الاخرى فالمشهور جواز الرمي بالحصى الذي رمي به، ما عدا المالكية والحنابلة فقد اشترطوا البكارة.
شراكة الهدي
لا يجوز الاشتراك في الهدي لدى الشيعة اختيارا سواء كان الهدي شاة أم بقرا أم بدنا، اما السنة فيجوز إشراك سبعة في الهدي إذا كان بقرة أو بدنة.