تهافتت عليه المصالح التجارية ليكون وجها إعلاميا.. تعرف على قصة الطفل يزن "فاذر"
انفوبلس/..
بضحكة عفوية، وشارب مستعار وترديد كلمة (فاذر/Father) خلف المعلمة، جعلت من الطفل يزن صاحب الـ 6 سنوات وصورته وتعابيره، ترند في مواقع السوشيال ميديا خلال ساعات قليلة، حيث حقق مقطع الفيديو الذي ظهر فيه بصحبة 3 أطفال آخرين أكثر من 700 مليون مشاهدة عبر تطبيقات التواصل الاجتماعي المختلفة.
وفي أول تعليق للطفل يزن صاحب فيديو "فاذر" من داخل روضته بمنطقة حي الداخلية، بالعاصمة بغداد، قال خلال لقاء تليفزيوني عراقي: "عمري 6 أعوام، ورأيت نفسي في مقاطع الفيديو، وأنا في الأول الابتدائي".
ولم يكن في حسبان المعلمتين صبا ودرر أن يشغل تصوير تلاميذهم ومنهم يزن، مواقع التواصل الاجتماعي لدرجة الشهرة، الذي أدى دور "الأب" في المشهد التعليمي بشارب يحمل ملامح لطيفة.
وفي التعليق على انتشار مقطع الفيديو الذي تصدر الترند، قالت صبا الدليمي، مديرة الروضة: "هذا كان مشهد تمثيلي، نصنعه في تعليم الأطفال منذ إنشاء الروضة عام 2013م، من أجل أن يستوعب الأطفال كونهم لا يزالون صغارا يستوعبون الدروس بالكتابة من خلال التمثيل".
وتابعت مديرة روضة الطفل يزن: "الفكرة أخذت انتشارا ومشاهدات كبيرة لأن الشخصية الذي قام بها يزن ودور الأب كانت ملائمة وحلوة وشكلها لطيف".
فكرة الفيديو تعليمية
معلمة يزن، درر الربيعي، ذكرت أنها لم تتوقع أن الفيديو الذي صورته كفكرة لفهم الدرس وعرضه على مديرة المدرسة، سيصل إلى الشهرة بهذا الحجم والانتشار، وقد فرحنا بهذا الانتشار للمشهد.
من جانبها، أضافت معلمة الطفل يزن صاحب الشارب المستعار: "نقوم سنوياً بهذه الفكرة للوصول للأطفال حتى تترسخ المعلومات في أذهانهم، نزولا لمستوى فهم الطفل، وكان الشارب من نصيب يزن واخترناه بسبب شكل وجهه وملامحه".
ولفتت وسائل إعلام إلى أن العديد من الإعلاميين العراقيين قاموا بإجراء مقابلات مع الطفل يزن، وزيارة الروضة والتعرف إليها.
وكان الفنان المصري الكوميدي، محمد هشام، "شيكو"، قام بمقارنة صورة شخصيته الشهيرة النقيب تيسير فهمي، بصورة الطفل يزن بالشارب، معلقاً عليها بالقول: "النقيب تيسير فهمي بقى قدوة لكل الأجيال" مما لاقى صدى واسعا وانتشارا لصورة الطفل أيضاً.
أساتذة وزملاء الطفل يزن، احتفلوا معه في صباح الأربعاء الماضي، بعد انتشار الفيديو الذي جعل الطفل مشهورا في الأوساط الإعلامية ومواقع التواصل الاجتماعي، كما قام ذويه بإنشاء صفحة باسمه عبر مواقع التواصل الاجتماعي تتضمن صور للطفل منذ طفولته وصورة مرسومة له من إلهام الترند.
يزن ليس يتيماً
ونشرت صفحات عراقية، نفياً لما أُشيع حول كون الطفل يزن يتيماً، مؤكدين أن الخبر المتداول مزيّف، حيث ظهر الطفل في لقاءات تلفزيونية ولم تتم الإشارة خلالها إلى أن الطفل يتيم كما تم الادعاء، وما حدث هو تصريح أدلّت به مديرة الروضة مبينة أنها تقوم باستقبال الأطفال الأيتام بشكل مجاني داخل الروضة ولم تُشِر إلى أن أطفال الروضة جميعهم أيتام.
كما نفت إدارة الروضة الخبر المتداول عبر منشور على صفحتها على الفيسبوك بتأريخ 20 حزيران 2023، معلّقةً على الخبر، أن "الطفل يزن علي ليس يتيماً".
استغلال لـ مصالح تجارية
وتهافتت فضائيات عراقية محلية، لإجراء المقابلات والحوارات المتلفزة مع الطفل يزن، بعد أن أصبح وجهاً مشهوراً في مواقع التواصل الاجتماعي، لاستغلال شهرته في الانتشار والترويج، إضافة إلى تسابق شركات أغذية ومطاعم ومحال أنشطة تجارية لتصوير يزن مع منتجاتهم، بالإضافة إلى شركات النقل والتوصيل والمطابخ، من أجل الترويج التجاري والانتشار.
وأكد مراقبون متخصصون في مجال الدعاية والنشر، أنه "لا يحق لأي مُنتج تجاري استخدام صورة أي شخص دون موافقة شخصية منه، ويحق لذوي العلاقة رفع دعوى قضائية ضد المُعلِن"، وهذا ما يحدث حاليا مع صورة الطفل يزن (فاذر) الذي يتعرض لأبشع حملة استغلال في الترويج للمنتجات التجارية والصفحات التي لها علاقة بالتسويق لصالح أنشطة تجارية معينة.
ونوه مغردون على أن "الطفل يزن يتلقى الهدايا والعزائم بشكل مستمر من شخصيات عديدة، من أجل التقاط الصور والترويج، بالوقت الذي يوجد في نفس الروضة عشرات الأطفال بحاجة إلى الحُب والرعاية والاهتمام الذي ناله يزن بدوافع التصوير والترويج في مواقع التواصل الاجتماعي".