سرّ مطالبات المشاهير بتعطيل الذكاء الاصطناعي مؤقتا.. ماسك ينضم مؤخرا و"جي بي تي 4" أبرز الأسباب!
انفوبلس/ تقارير
مع تسابق الشركات التكنولوجية على تطوير أجهزة الذكاء الاصطناعي، بدأ كبار روّاد الأعمال في هذا المجال بالمطالبة بوقف التطوير المتسارع لهذه الصناعة التي تكسب مساحة متزايدة في المجتمعات يوماً بعد يوم، حتى انضم لهم أخيرا مالك شركة "تسلا" للسيارات وشركة تويتر أيلون ماسك، والذي أعلنتها على العلن بأن الذكاء الاصطناعي "يقلقه ويوتره"، فما هي هذه الأسباب؟، وما علاقة تطبيق GPT-4؟.
*أسباب المطالبة بالتعطيل المؤقت
يرى مؤيدو تعليق النشاط التكنولوجي أن هذه الخطوة، ولو تم اعتمادها لمدة 6 أشهر أو أكثر، من شأنها وضع معايير سلامة لأنشطة الذكاء الاصطناعي وتجنّب أضراره المحتملة.
ونشر معهد "مستقبل الحياة" (future of life) الأمريكي، والذي يعمل فيه رجل الأعمال الرئيس التنفيذي لشركة تسلا إيلون ماسك كمستشار خارجي، رسالة بعنوان "علّقوا نشاط الذكاء الاصطناعي"، دعا فيه الشركات إلى التوقف مؤقتًا عن تطوير أنظمة الجيل الرابع من "شات جي بي تي".
ووقّع على الرسالة إضافة إلى ماسك، المؤسّس المشارك لشركة أبل ستيف وزنياك، وبعض مديري شركات الذكاء الاصطناعي.
*سلامة التطوير
في المقابل، يؤكد المقيمون على مشروع "شات جي بي تي"، والتابع لشركة OPEN AI، أنهم أعطوا منذ بداية عملهم الأولوية للسلامة في التطوير، مشيرين إلى أنهم قضَوا أكثر من 6 أشهر في إجراء اختبارات السلامة للجيل الرابع.
*انفجار سوق الذكاء الاصطناعي
وانفجر سوق الذكاء الاصطناعي التوليدي في الخريف الماضي، بعد أن كشفت شركة OpenAI النقاب عن روبوت المحادثة "شات جي بي تي"، والذي يتمتع بقدرة عالية على أداء وظائف مثل تقديم إجابات مطوّلة وإنتاج كود حاسوبي يشبه الأداء البشري.
وأمام هذه التطور، عملت شركات أخرى مثل غوغل وأدوبي وغيرها، على تقديم نماذج مماثلة لتطبيع المحادثة الصادر عن OPEN AI، والذي تبنّته شركة مايكروسوفت.
*أضرار جانبية
وقد أثار هذا الصراع مخاوف من أن التطبيق قد يكون له أضرار جانبية توازياً مع الفوائد الحقيقية.
وقال ماكس تيجمارك، أحد مُعدِّي الرسالة ورئيس معهد "مستقبل الحياة" وأستاذ الفيزياء في معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا: إن التطورات في الذكاء الاصطناعي تجاوزت ما اعتقد العديد من الخبراء أنه غير ممكن قبل بضع سنوات فقط.
من جهته، أعرب إيلون ماسك عن مخاوفه من تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي، وغرّد قائلًا: "إن مطوّري هذه البرامج لن يلتفتوا إلى الرسالة، لكن على الأقل لقد بلّغت هذه المخاوف".
*حملة أيلون ماسك وانضمامه للمطالبين بالتعطيل
نشر مالك منصة تويتر إيلون ماسك ومجموعة من رواد الذكاء الاصطناعي، أمس الأربعاء، رسالة مفتوحة، حثّوا فيها المختبرات كافة على "الوقف المؤقت" لعمليات تطوير أنظمة الذكاء الاصطناعي الجديدة ذات القوة، وذلك بسبب "الأخطار المحتملة على المجتمع".
*توقف لمدة 6 أشهر
وطلبت الرسالة التي صدرت عن معهد فيوتشر أوف لايف Future of Life، ووقّع عليها أكثر من ألف شخص من بينهم ماسك، أن يتوقف مطورو الذكاء الاصطناعي عن أي عملية تدريب لأنظمة الذكاء الاصطناعي الأقوى من برنامج الدردشة جي بي تي-4 GPT-4 لمدة ستة أشهر على الأقل.
ورأى الموقِّعون أنّ بروتوكولات السلامة تحتاج إلى تطوير من قبل مُشرفين مستقلّين، لتوجيه مستقبل الذكاء الاصطناعي.
يُعد GPT-4 أحدث تطبيقات الذكاء الاصطناعي، إذ ينتهج أداءً على مستوى الإنسان في مختلف المجالات المهنية والأكاديمية، وفقاً للمعهد.
*تفاصيل رسالة ماسك
وأكدت الرسالة على وجوب تطوير الذكاء الاصطناعي "إذا ما كنا واثقين من أنّ آثار هذا التطوير ستكون إيجابية، وأنها ستكون خاضعة للسيطرة والتحكم في أخطارها". وهو ما رأى المعهد أنه غير متوفر في الوقت الراهن، "فلا أحد يستطيع التنبؤ أو التحكم بشكل موثوق به في هذا الذكاء الاصطناعي".
واستشهد خبراء التكنولوجيا الموقِّعون على الرسالة بالمقالات المليئة بالأكاذيب والدعاية، التي أُنشِئت بواسطة الذكاء الاصطناعي.
وجاء في الرسالة، أنّ "مختبرات الذكاء الاصطناعي والخبراء المستقلين يجب أن يستغلّوا هذا التوقف المؤقت لتطوير وتنفيذ مجموعة من بروتوكولات السلامة المشتركة، لتصميم وتطوير ذكاء اصطناعي متقدِّم يُشرف عليه خبراء مستقلون".
وأضاف الموقّعون على الرسالة: "بالتوازي مع ذلك، يجب على مطوّري الذكاء الاصطناعي العمل مع صانعي السياسات، لتسريع تطوير أنظمة حوكمة قوية للذكاء الاصطناعي".
*ماسك: أنا قلق ومتوتر من هذا الذكاء
قبل حوالي أسبوعين من انضمامه لحملة المطالبة بإيقاف الذكاء الصناعي بشكل مؤقت، قال إيلون ماسك رئيس شركتي "تسلا" (Tesla) و"تويتر" (Twitter) إن مجال الذكاء الاصطناعي يوتره وأن على الحكومة أن تنظّمه وتضبطه".
وأضاف ماسك، وهو مُحاط بـ16 مديرا تنفيذيا في تسلا بما في ذلك رئيس الطيار الآلي، "أنا قلق قليلا بشأن الذكاء الاصطناعي، نحن بحاجة إلى شيء ما، مثل سلطة تنظيمية أو جهة تُشرف على تطويره لنتأكد من أنه يعمل من أجل المصلحة العامة".
*تقنية خطيرة
ورأى ماسك أن تقنية الذكاء الاصطناعي "خطيرة للغاية". وأردف، "أخشى أن أكون قد فعلتُ بعض الأشياء لتسريعها".
وقدّم المسؤولون التنفيذيون في هذا الاجتماع عروضا تفصيلية حول كيفية استخدام "تسلا" لتقنية الذكاء الاصطناعي لتدريب المركبات على قيادة نفسها، وهو جهد يخضع للتدقيق من قبل السلطات الفدرالية وسلطات الولاية.
*ماسك يسخر!
وعندما سأل أحد المحللين ماسك عمّا إذا كان بإمكان الذكاء الاصطناعي أن يساعد تسلا في بناء السيارات، قال ماسك "لا أرى أن الذكاء الاصطناعي سيساعدنا في صنع السيارات في وقت قريب". وأضاف، "في تلك المرحلة.. لن تكون هناك فائدة من عملي أو عملك أنت".
لكنه استدرك قائلا، إن جهود تسلا لتمكين سياراتها من قيادة نفسها بأمان هي "مفيدة بشكل واضح" في مجال الذكاء الاصطناعي. وتابع "لا أعلم.. تسلا تقوم بأشياء جيدة في مجال الذكاء الاصطناعي". وتوقف ثم تنهّد قائلا، "هذا يوترني. لا أعرف ماذا أقول عن ذلك".
*سبب المخاوف
وتأتي هذه المخاوف من الذكاء الصناعي، في وقت جذب فيه روبوت الدردشة (شات جي.بي.تي) انتباه المشرّعين الأميركيين الذين تساءلوا عن تأثيره على الأمن القومي والتعليم.
وحذرت وكالة الشرطة الأوروبية (يوروبول) يوم الاثنين الماضي من خطر استخدام التطبيق في محاولات الخداع الإلكترونية ونشر المعلومات المضلّلة والجرائم الإلكترونية.
وكشفت الحكومة البريطانية النقاب عن مقترحات لوضع إطار تنظيمي "قابل للتكيف" حول الذكاء الاصطناعي.