كُتاب وكوادر فنية تتبرأ من أعمالها الدرامية في رمضان.. انتقادات "واسعة" لقضايا الإنتاج وخصوصاً "MBC العراق" وانفوبلس تستعرض انطباعات الأيام الأولى
انفوبلس/ تقرير
على الرغم من أن الاعمال الدرامية العراقية في شهر رمضان بدأت بأخذ المساحة الكافية في البرامج والإنتاجات التلفزيونية مؤخراً، إلا أنها تعتاد في كل عام على ترك بصمة "سيئة" متعمدة من قبل بعض القنوات وكذلك تواجه جملة من الانتقادات والمشاكل التي تثير الرأي العام ومواقع التواصل في العراق.
ويسلط تقرير شبكة "انفوبلس"، الضوء على المشاكل والانتقادات التي وُجِّهت للأعمال الدرامية العراقية خلال الأيام الأولى في شهر رمضان
*الكاتب أحمد هاتف يعلن عدم مسؤوليته عن مسلسل ناي
أعلن الكاتب أحمد هاتف عدم مسؤوليته عن مسلسل "ناي"، ويطلب من الجهة المنتجة رفع اسمه من تايتل العمل. وقال هاتف في منشور على صفحته في الفيسبوك، "أعلن عدم مسؤوليتي عن المسلسل الموسوم ناي، وأتمنى من جهة الإنتاج رفع اسمي من تايتل العمل وبوستراته الدعائية وأي وسيلة أخرى.
وأضاف الكاتب في منشوره، "لا يشرفني أن يكون اسمي مرافقاً لبعض التشويهات التي حدثت على النص من قبل فريق الإنتاج والإخراج، وبخلافه سأتخذ بحقهم كافة التدابير القانونية".
*ملف مسلسل عالم الست وهيبة 2 بيد القضاء
في خبر هزّ الوسط الفني العراقي، أعلن المخرج صباح عطوان، مخرج الجزء الأول من مسلسل "عالم الست وهيبة"، عن دخول الجزء الثاني من المسلسل خطر الإلغاء والذي يعرض الان في شهر رمضان.
ويأتي ذلك بعد اتّهام عطوان للقناة التي ستعرض المسلسل بسرقة حقوقه الفكرية، حيث قام بتحويل ملف المسلسل إلى القضاء للفصل فيه.
وفي تصريح له عبر مواقع التواصل الاجتماعي، قال عطوان: "قضية رأي عام، تم بحمد الله تسليم ملف "عالم الست وهيبة الجزء الثاني" الى القضاء للفصل فيه الشكر موصول الى وكلائي في العراق المحامي حسن خالد الشوكة المحترم والمحامي الدكتور عبدلله سعد السعيدي المحترم ونحن نثق جدا بالقضاء العادل لاسترداد حقوقنا".
ويبقى مصير المسلسل معلقاً بانتظار قرار القضاء في القضية المرفوعة من قبل عطوان.
وعطوان مؤلف عراقي. بدأ الكتابة للمسرح منذ عام 1960، صعد على خشبة المسرح المدرسي ممثلاً عام 1954 بمسرحية "معن بن زائدة" شكل جماعة المسرح الشعبي عام 1965 التي قدمت بالبصرة مسرحية "حسن أفندي". كتب للإذاعة العديد من الأعمال الدرامية، كما قدم للدراما العراقية الكثير من المسلسلات وكتب عدد من الافلام، يُعد واحداً من أهم مَن كتبَ للدراما العراقية.
ومن المعروف أن الجيل الحالي لم يشاهد الجزء الأول ولا يعرف عنه شيئاً فقد عُرِضت أول حلقة منه في عام 1997 إذ تتألق فيه الفنانة فوزية عارف وكأنها بطلة المسلسل بلا منازع بعدها توقف عرضه لأسباب غير معروفة، لكن أُعيد بث المسلسل في صيف عام 1998. وهو من بطولة كل من فوزية عارف وعبد الستار البصري ومكي عواد وغالب جواد وسمر محمد وبهجت الجبوري وأمل طه وآخرين.
ويتحدث العمل عن معاناة العراقيين جراء الحصار والحروب والوضع الاقتصادي للعائلة العراقية، وسطوة الأمن الاقتصادي على الباعة المتجولين وباعة الأطعمة المكشوفة باعتبارها مصدرا للجراثيم والمكروبات، وصراع الكسبة مع رجال وزارة التجارة الذين يفتشون الشوارع برفقة رجال الشرطة.
ويعتبر مسلسل "عالم الست وهيبة" من أشهر المسلسلات العراقية، وقد حقق الجزء الأول منه نجاحاً كبيراً عند عرضه في تسعينيات القرن الماضي.
*انتقادات مستمرة في دراما MBC
تواجه في كل عام دراما MBC العراق انتقادات لا تعد ولا تحصى لأسباب مختلفة، حيث حاولت دائماً نقل صورة سيئة عن الجنوب العراقي وكذلك بعض القيادات الأمنية التي استهدت خلال معارك النصر، وأخرها من حصل في مسلسل خان الذهب البداية.
لم تلقَ الأعمال الدرامية العراقية رواجاً وترحيباً كبيراً على مستوى المشاهدين، لا سيما أنّ العراقيين لم يروا عملاً فنياً بإنتاج محلي منذ سنوات، بعدما توقفت عجلة الإنتاج نظراً لانشغال المؤسسات الإعلامية الخاصة والحكومية بالمشكلات السياسية والأمنية، وكان آخرها احتلال تنظيم "داعش" لمناطق من البلاد.
كما قال الممثل علي عبد الحميد في منشور، "نصيحة للشاب الهاوي حتى توصل بسرعة ما عليك الا ان تتقن فن التفاهة ولا تلتزم خليك فارغ وعديم الفكر والمعرفة وراح يجيبوك وينطوك بطولة مطلقة وراح تكون نجم".
* الدراما العراقية بحاجة إلى النص الجيد
وعلى رغم قناعة كاتب السيناريو ناصر طه بأن هناك كثيراً من الأعمال الدرامية سجلت حضوراً واضحاً ونجحت في استقطاب الجمهور، إلا أنه يرى أن الفن العراقي بحاجة إلى الوقت الطويل ليتعافى، "نحن ما زلنا نحبو إذ إن الفن الدرامي في العراق تراجع كثيراً بسبب أوضاع البلاد الصعبة ونحن نتعافى رويداً رويداً ولكن الطريق طويل أمامنا".
ويوضح أن الدراما العراقية بحاجة إلى النص الجيد "لا نملك نصوصاً درامية تحتكم للمعايير العالمية فما زالت نصوصنا تستعير أساليب كتابية عفا عليها الدهر وكثير من كتابنا يستنسخون أسلوبياً الأعمال التي كانت تكتب في السبعينيات والثمانينيات، كما أننا بحاجة إلى مراجعة شاملة لفهم عملية الإنتاج الدرامي واشتراطاتها وتأمين حاجاتها الضرورية".
أما الكاتب سلام عادل، فقد قال إنه من المعيب إنفاق في حدود 25 مليار دينار من قبل الإعلام المملوك للدولة، وكذلك الإعلام الخاص، على أعمال تلفزيونية حققت نسبة ازدراء عالية في أول يوم من أيام الشهر الفضيل، مع ملاحظة الغزارة في الإنتاج، الذي لا يعطي مجالا للعثور على عمل واحد قد يكون جيداً، وهو تزاحم وتسابق في الإنتاج حال دون تحقيق الفائدة حتى في لعبة التسويق التجاري، لكون هذه الأعمال ستنتهي في عالم الأرشيف مع العرض الأول دون أن يتذكرها أحد، وهو ما حصل في المواسم الرمضانية السابقة.
وأضاف، "ومن غير المفهوم لماذا يعيد منتجو هذه الأعمال الرثَّة تكرار نفس الأخطاء، ونحن نخص بالذكر هنا أصحاب القنوات المنتجة والكتاب والمخرجين، بل وصل الحال إلى تقديم أجزاء إضافية لمسلسلات سبق وإن فشلت في جزئها الأول، وهو ما يعد مؤشرا خطيرا آخر على الانجماد وعدم القدرة على الخلق والإبداع، وإلا ما معنى أن يتم إنتاج أعمال بجزء ثان بعد أن كان جزؤه الأول غير ناجح، إلا لو كان الهدف تقديم أي شيء لسد الفراغات في ساعات البث".