"لوكوس هوب" تقترب من العراق.. ماذا تعرف عن السفينة التي تحمل مئات آلاف الكتب؟
انفوبلس/..
تستعد محافظة البصرة لإقامة أكبر معرض للكتاب العائم في العالم من خلال استضافة سفينة (Logos hope) ، والتي تعتبر من السفن الضخمة وتُقام عليها مختلف الفعاليات الثقافية، والفنية، والفكرية، والأدبية.
ووفقاً لمحافظ البصرة أسعد العيداني، فإن هذه السفينة التي تضم معرض الكتاب العائم، تصل لأول مرّة العراق، وتحتوي على مسرح يتسع لـ 350 شخصاً، وقاعة تتسع لـ 250 شخصاً، مبيناً أن "الفعاليات ستكون في كورنيش شط العرب.
وستصل سفينة (Logos hope) إلى محافظة البصرة في أواخر شهر آذار الحالي، وستتم إقامة أكبر معرض للكتاب العائم، إذ أشار العيداني، أنه تم إجراء التفاهمات مع إدارة السفينة لغرض استضافتها، وإقامة مختلف الفعاليات الثقافية والفنية والأدبية، عبر مشاركة مختلف المثقفين والشعراء والمبدعين من البصرة، وبقية المحافظات العراقية.
استعدادات البصرة
وبحث نائب محافظ البصرة، الدكتور ضرغام الأجودي، في اجتماع مع شخصيات أكاديمية وثقافية وفنية، حول برنامج الفعاليات الثقافية والعلمية المصاحبة للمعرض العائم للكتاب في السفينة العالمية (لوكوس هوب) التي ستصل إلى البصرة بعد أيام قليلة.
وأكد الأجودي خلال الاجتماع أهمية أن تكون الفعاليات بمستوى الإرث الثقافي والعمق الحضاري والتميز الإبداعي للبصرة، مشيرا إلى أن السفينة سيكون فيها أكبر معرض للكتاب العائم في العالم والتي تضم عناوين مختلفة للكتب التي يبلغ عددها (٥٠٠٠) كتاب وتحديداً الكتب الأكاديمية .
ومن المؤمّل أن تصل سفينة logos hope البصرة يوم 26 من هذا الشهر… وستبقى لغاية 10نيسان المقبل .
السفينة فيها كل وسائل الراحة وقاعات للمؤتمرات والأمسيات والندوات ومعرض بيع الكتب وصالة العرض.. وسيصاحبها معرض للزهور داخل القصور الرئاسية لمدة شهر، فضلا عن وجود ساحات للعرض ومسرح وبازار ومطاعم وغيرها، ومتحف البصرة الحضاري ومتحف الحياة الطبيعية سيكون مفتوحًا طوال فترة تواجد السفينة.
مشاركة المعرفة في "لوجوس هوب"
تهدف السفينة "لوجوس هوب" إلى مشاركة المعرفة من خلال كل ميناء تقصده، فاتحةً أبوابها لمئات، بل وآلاف الزوار كل يوم. وزار السفينة منذ انطلاقها أكثر من 49 مليون شخص من مختلف البلدان، وهذا الرقم يعادل شخصًا واحدًا من بين كل 170 شخص في العالم. يمدّ السفينة بالكتب ناشرون من دول عدة، وفي كل ميناء ترسو فيه السفينة يتم تجهيزها بعرض كتب بلغة الدولة، مما يوفر للعديد من الزوار فرصة للاختيار من بين مجموعة واسعة من المؤلفات.
بمجرد الانتهاء من التجوّل داخل معرض الكتاب، ستجد مقهى دوليًّا صغيرًا في اتجاه المَخرج، يقدّم مشروبات ووجبات خفيفة و"آيس كريم" وفِشارًا وغير ذلك، وجميعها من إنتاج المتطوعين، كما يوجد عدد من المتطوعين للحديث مع الزوار والإجابة عن أسئلتهم.
وتُدار السفينة (Logos hope) من خلال منظمة (GBA) غير الربحية، ومقرّها ألمانيا، وأنها تواصل إدارة سفينتين قبلها هما (دولوس) و(لوجوس الثانية) وقامتا بزيارة أكثر من 150 دولة ومقاطعة منذ عام 1970.
أُنشِئت هذه السفينة عام 1973، وأُطلِق عليها اسم “جوستاف”، وشُيّدت في الأصل لتكون سفينة ركاب، وكانت تعمل في شمالي المحيط الأطلسي. وفي عام 1983، سُلّمت السفينة إلى خط سيمريل (شركة شحن)، وغُيّر اسمها إلى “نورينا”، وكانت تبحر بين جزر فارو والدنمارك.
قامت سفن GBA التي تحمل شعار (كُتُب جيدة للجميع) في عام 2004 من جمع تبرعات لشراء “نورينا” بوصفها سفينة بديلة لـ”لوجوس الثانية”، وأُعيد تجديدها بالكامل لتكون “سفينة كتب”، وغُيّر اسمها إلى “لوجوس هوب”. وأوضحت المتطوعة أن “لوجوس” كلمة يونانية، ويُترجَم معناها تقليديًّا إلى مبادئ أو خطاب.
يتكون مجتمع سفينة “لوجوس هوب” من 400 متطوع يمثلون 70 جنسية متنوعة، ومن مهن وأعمار مختلفة، وأحيانًا يأتي المتطوعون مع عائلاتهم وأطفالهم الذين يكون لديهم مدرستهم الخاصة على متن السفينة.
وكل متطوع على سفينة “لوجوس هوب” له دور في الحفاظ على استمرار عمل السفينة، ولا أحد يتقاضى راتبًا، سواء كان القبطان أو المهندسين أو الأطباء أو عمال النظافة، فكل متطوع لديه ما يكفيه من المال لنفقاته الشخصية أثناء تطوعه لمدة عامين فقط، ويقولون إنهم يقدّمون هذه الخدمات مجانًا من أجل التجول حول العالم.