"مميت" وليس من السهل اكتشافه ويثير قلق العلماء.. ماذا تعرف عن فيروس أوميكرون XBB؟
انفوبلس/ تقرير
تزداد المخاوف في العالم والعراقيين من انتشار متحور جديد لفيروس كورونا وبالتحديد متغير أوميكرون (إكس بي بي XBB)، بعدما بات الأكثر انتشارا في عدة دول، بما في ذلك الولايات المتحدة وبريطانيا، وصنّفته منظمة الصحة العالمية بأنه مثير للاهتمام، فما الذي نعرفه عن هذا المتحور الجديد؟ وهل ستتمكن الأوساط الطبية من احتوائه قبل تحوله إلى وباء عالمي؟
*متغير "XBB" يثير قلق العلماء
اكتسب الكثير من سكان العالم قدراً من المناعة من فيروس كورونا المستجد، بفعل اللقاحات والإصابات السابقة، ما أتاح المجال لعودتهم إلى حياتهم الطبيعية، لكن متحورات جديدة من الفيروس تثير مخاوف العلماء، على رأسها سلالة "XBB".
ويرى خبراء أن الحماية التي وفّرتها اللقاحات قد تزول في المستقبل لسببين رئيسيين: تضاؤل المناعة وتحول الفيروس.
تحول الفيروس يعني تقنياً، تطوره لمتغيرات تلتف حول أجهزة المناعة سواء المكتسبة عن طريق الإصابة أو باللقاحات. وأبرز المتغيرات التي أضحت مقلقة للخبراء هي XBB وBQ.1.1 وبقدر أقل BA.4 وBA.5.
"متغير XBB"
قام كورنيليوس روم، عالم الأحياء في جامعة بازل في سويسرا، بتصنيف السلالات الفرعية الجديدة من أوميكرون من خلال عدد الطفرات الموجودة في مجال ربط المستقبلات، وفقا لـ "واشنطن بوست".
ويبدو أن متغير "XBB" هو الأفضل من ناحية التهرُّب من المناعة.
يذكر أن الباحثين من الصين أكدوا أن "XBB" يمكن أن يراوغ الأجسام المضادة الواقية، ما يثير القلق من أن المعززات المصممة لاستهداف متغيرات أوميكرون قد يتم التفوق عليها بسرعة. ومع ذلك، تظل اللقاحات المعززة أفضل أداة لتلافي الإصابة المؤدية للموت من كورونا.
بالخصوص، قال يون لونغ كاو، العالم في مركز الابتكار الطبي الرائد في جامعة بكين، في رسالة بالبريد الإلكتروني بعث بها للصحيفة الأميركية: "ليس لدينا خيار أفضل في المرحلة الحالية".
والجمعة، أظهرت بيانات من مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها أن المتحورَين BQ.1 و BQ.1.1، شكلا حوالي 11 في المئة من الفيروسات التي تم أخذ عينات منها في الولايات المتحدة.
وسواء كان XBB أو BQ.1.1 أو بعض المتغيرات غير المعروفة حتى الآن ناجمة عن تطور متغير أوميكرون من عدمه، يتفق معظم الخبراء على أنها ستساعد في تأجيج الوضع هذا الخريف والشتاء المقبل.
من جانبه، قال توم بيكوك، عالم الفيروسات في إمبريال كوليدج في لندن، لواشنطن بوست: "ستتمتع هذه السلالات بقدرة أكبر على إعادة إصابة الناس.. والتي من المحتمل جدا أن تقود أو تساهم في موجات العدوى خلال فصل الشتاء".
وفي حين أن لقاحات كوفيد الأصلية، التي ظهرت منذ نحو عامين، توفر بعض الحماية ضد المتحورات الأحدث، إلا أن السباق استمرَّ لإنتاج جرعات تستهدف على وجه التحديد سلالات أوميكرون الأكثر اعتدالا والأكثر عدوى.
وتلاشت "المتحورات المثيرة للقلق" السابقة مثل ألفا ودلتا، لكن أوميكرون والسلالات المتفرعة منه هيمَنت طوال عام 2022.
وحذرت وكالة الدواء الأوروبية، الشهر الماضي، من أنه في الوقت الذي انخفضت فيه معدلات الوفيات، فإن الوباء "لا يزال مستمرا"، وحضَّت الدول على إطلاق برامج تلقيح معززة قبل الشتاء، حيث يُتوقع أن ترتفع الإصابات.
وقالت خبيرة الأمراض المعدية نادية روان، في حديث لقناة “آي بي سي نيوز” الأميركية، "لقد انتشر XBB بسرعة كبيرة في سنغافورة حيث تجاوز متغير BA5، وكلاهما مصدر قلق كبير، لأنهما قابلان للانتقال بدرجة كبيرة".
وتشير المراكز الأميركية للسيطرة على الأمراض والوقاية منها “سي دي سي” إلى أن 5.7 في المئة بالفعل من الحالات المسجلة في الولايات المتحدة تعود إلى الإصابة لمتغير BQ.1 وسبعة وأربعين تسلسلًا وصولا إلى "XBB" وفقا لبيانات من منظمة بحثية دولية تتعقب هذه السلالات.
ما الذي يجعل XBB مختلفا عن السلالات الأخرى؟
قالت خبيرة الأمراض المُعدية، سيلين غوندر، عن مؤسسة Kaiser Family Foundation، لـموقع "بزنس إنسايدر"، إن XBB هو مجرد واحد من "المتغيرات الفرعية المتعددة من أوميركون، لكنه أخطر وفق المعطيات التي كشفت عنها أغلب التقارير.
تكمن خطورة XBB في مراوغته لأنظمة الدفاع التي تتولد لدى إصابة الإنسان بكورونا أو تلقيحه ضدها.
تشرح نادية روان، كبيرة الباحثين في معاهد غلادستون في حديثها مع "إن بي آر"، قائلةً إن هذا المتغير خطر لأنه يقوم بتحويل بروتين سطحه بطريقة تجعل الأجسام المضادة، التي يتم التماسها إما عن طريق العدوى السابقة أو عن طريق التطعيم، لا تعمل بشكل جيد ضده، ولهذا السبب فهو شديد القابلية للانتقال".
وتم رصد متحور "XBB" في 19 دولة حول العالم حتى الآن.
من جانبها، تعتقد اختصاصية الأمراض المعدية بجامعة كاليفورنيا-سان فرانسيسكو، مونيكا غاندي، أننا سنرى المزيد من حالات كورونا في الولايات المتحدة، بسبب هذا المتغير لكنها لا تزال متفائلة. وقالت في الصدد: "لقد رأينا ارتفاع الحالات منذ حوالي أربعة أسابيع، لكن العدد ليس كبيرا جدا فيما يخص الإصابات شديدة الخطورة، يبقى العلاج في المستشفى ثابتا وقويا".
ويثير انتشار المتحور الفرعي لفيروس كورونا "XBB" الهلع في بعض الدول، ما دفع السلطات الصحية السعودية، مثلا للتوعية بخطورته وتقديم نصائح للوقاية منه بعد رصد بعض حالات الإصابة بالمملكة.
وXBB هو متغير مؤتلف، بمعنى أنه مزيج من متغيرَين فرعيَّين BA2 لأوميركون (على وجه التحديد، BA.2.10.1 وBA.2.75).
*أعراضه
أعراض فيروس COVID-Omicron XBB الجديد هي كما يلي: 1. لا يوجد سعال. 2. لا توجد حمى. ولن يكون هناك سوى عدد محدود من هؤلاء الآخرين: 3. آلام المفاصل. 4. الصداع. 5. ألم في الرقبة. 6. آلام أعلى الظهر. 7. الالتهاب الرئوي. 8. عموما لا توجد شهية.
*مميت وليس من السهل اكتشافه
يُعد فيروس كورونا المستجد (COVID-Omicron XBB) أكثر خطورة بخمس مرات من متغير دلتا ولديه معدل وفيات أعلى منه. وتستغرق الحالة وقتًا أقل لتصل إلى حدتها القصوى، وفي بعض الأحيان لا توجد أعراض واضحة، وفق خبراء.
وهذه السلالة من الفيروس غير موجودة في منطقة البلعوم الأنفي وتؤثر بشكل مباشر على الرئتين لفترة زمنية قصيرة نسبيا. تم تصنيف العديد من المرضى الذين تم تشخيص إصابتهم بـ Covid-Omicron XBB على أنهم لا يعانون من الحمى ولا يعانون من الألم، لكن الأشعة السينية أظهرت التهابًا رئويًا خفيفًا في الصدر.
عادةً ما تكون اختبارات مسحة الأنف سلبية لفيروس Covid-Omicron XBB، وتتزايد حالات السلبيات الكاذبة في اختبارات البلعوم الأنفي. وهذا يعني أن الفيروس يمكن أن ينتشر في المجتمع ويصيب الرئتين بشكل مباشر، مما يسبب الالتهاب الرئوي الفيروسي، والذي بدوره يسبب ضائقة تنفسية حادة، بحسب الخبراء.
وهذا ما يفسر لماذا أصبح Covid-Omicron XBB معديًا للغاية وشديد الضراوة ومميتًا. الحذر، تجنب الأماكن المزدحمة، والحفاظ على مسافة 1.5 متر حتى في الأماكن المفتوحة، وارتداء قناع مزدوج الطبقة، واستخدام قناع مناسب، وغسل اليدين بشكل متكرر، حتى لو كان الجميع بدون أعراض (بدون سعال أو عطاس).
ووفقا للخبراء، تُعد هذه الموجة من Covid-Omicron XBB أكثر فتكًا من الموجة الأولى من Covid-19. لذلك على الجميع الحذر للغاية واتخاذ العديد من الاحتياطات المعززة ضد فيروس كورونا.
وفي وقت سابق، شددت وزارة الصحة العراقية، التدابير الوقائية مع تفشي المتحور الجديد لكورونا بعدد من الدول، منها ارتداء الكمامات في المناطق المزدحمة، والحفاظ على مسافة آمنة مع الآخرين.