موكب بني عامر يصل سامراء لتقديم العزاء.. تعرف على زعامات الطائفة الشيخية وتأثيرها السياسي في العراق
ساهموا في فوز كتلة العيداني
انفوبلس/..
شهدت العتبة العسكرية المقدسة في سامراء، مشاركة جموع كبيرة من موكب بني عامر القادم من محافظة البصرة، اشترك فيه الشيوخ والشباب ورجال الدين في مسيرة راجلة نحو بيت صاحب العصر والزمان (عجل الله فرجه الشريف).
وتضمن الموكب العزائي المهيب، فعاليات عديدة لتقديم التعازي والمواساة للإمامين العسكريين (عليهما السلام) بمصاب سيد الشهداء أبي عبد الله الحسين (عليه السلام).
قدّمت الجموع الغفيرة في موكب بني عامر، التعازي والمواساة للإمامين العسكريين (عليهما السلام) في مدينة سامراء المقدسة بذكرى سابع استشهاد الإمام الحسين (عليه السلام)، مرددين هتافات العزاء والنصرة لسيد الشهداء (عليه السلام) واستذكار مصيبته الرزيّة.
ويُعد موكب "بني عامر" من أكبر المواكب الحسينية حول العالم، حيث يعمل في كل زيارة أربعين الإمام الحسين (عليه السلام)، على رفع شعارات دينية أو آيات قرآنية بين ضريحي الامامين الحسين وأخيه العباس (عليهما السلام) في محافظة كربلاء المقدسة.
وأصولهم من الأحسائيين قبل أن ينتقلوا الى البصرة ويسكنوا فيها، وايضا في كربلاء تحديدا في قضاء عين التمر، وكذلك فهم موجودون بالعديد من المحافظات والبلدان العربية وغير العربية الاخرى وان ثقلهم اليوم في مدينة البصرة جنوبي العراق.
ويعتبر "موكب عزاء بني عامر" في هذه السنين ذو التفاتة تجذب أنظار الزائرين في الطريق المزدحم صوب الإمام الحسين (ع) في كربلاء المقدسة، فموكب بني عامر أحد أضخم مواكب البصرة، يتوحد بزي خاص، وعند دخولهم في الموكب بمنطقة بين الحرمين يتم تشكيل لوحات مقطعة عبر اصطفافهم بشكل متناسق لبثِّ رسائل أهمها الوحدة والتكاتف والالتفاف حول النهج الحسيني والأصيل.
فعاليات السنوات السابقة
وأحيا موكب "بني عامر" من البصرة في كربلاء المقدسة، في 5 أيلول 2023، ذكرى أربعينية الإمام الحسين عليه السلام للسنة الهجرية 1445، بأكثر من (30) ألف مُعزي وبرفع لوحات على شكل آيات قرآنية.
وقال مسؤول إعلام الموكب أحمد السعيد، إن هذه السنة ركز الموكب على إيصال رسالة والتي سوف تُبث بمدة أقل من ربع ساعة نحو العالم أجمع حول الهجمة الأخيرة التي تتعرض لها الدول الإسلامية والمتكررة لحرق والإساءة للمصحف الشريف برفع لوحات قرآنية للسير على نهج الإمام الحسين عليه السلام ورسالته التي استُشهد في سبيلها وإيصال الدين الإسلامي للعالم أجمع.
وأضاف، أن الموكب هذه السنة قام بتقليل العدد وفسح المجال وتقسيمه إلى قسمين في النجف الأشرف أكثر من 6 آلاف معزي وفي كربلاء المقدسة نحو 30 ألف معزي.
اما في العام 2022، قام موكب بني عامر عند دخوله كربلاء المقدسة في السنة الهجرية 1444، بالتأكيد على ضرورة تعزيز الوحدة بين المسلمين من خلال رفع الآية الكريمة "وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا".
التأسيس والمرجعية الدينية
ويعود الموكب الى أتباع المدرسة الشيخية، وتفيد المعلومات التاريخية بأن وجود الشيخية بالبصرة يمتد لأكثر من 200 عام، ومؤسس هذه المدرسة هو الشيخ أحمد بن زين الدين الأحسائي، المولود في الأحساء سنة ١١٦٦، وتوفي بقرب المدينة المنورة سنة ١٢٤١، ودُفن في البقيع بجوار الأئمة الأطهار (ع)
وبعد وفاة الشيخ الأحسائي، تولى زعامة الشيخية أقدم تلامذته وأبرزهم المرحوم السيد كاظم الرشتي، ثم توفي سنة ١٢٥٩ هـ ودُفن في كربلاء المقدسة، وقد دُفن في الحرم، ليتولى الزعامة بعده محمد كريم خان الكرماني.
وبعد وفاة الكرماني، تولى زعامة الشيخية ابنه الحاج محمد خان الكرماني حتى توفي في سنة ١٣٢٤ هـ في كرمان، ودُفن في كربلاء المقدسة بجوار أبيه أعلى اللّه مقامهما.
ثم تولى مرجعية الشيخية، الحاج زين العابدين خان بن الحاج محمد كريم خان، وبعده تولى المرجعية ابنه المرحوم الحاج أبو القاسم خان الإبراهيمي، ثم الحاج عبدالرضا خان الإبراهيمي الذي تصدى لزعامة الطائفة بعد والده، ثم أصبح السيد علي الموسوي البصري. ويتزعم الطائفة الشيخية في العراق اليوم، السيد عبد العال الموسوي.
ممثل الطائفة في مجلس النواب
ممثل الطائفة في البرلمان العراقي عامر الفايز، حيث ذكر في حديث صحفي، إن "الشيخية ليست أقلية إنما هي مكون يعتمد على مرجعية دينية، وجزء من الطائفة الشيعية، ولا نختلف في السلوك الخارجي مع الشيعة من حيث إقامة الطقوس والممارسات الدينية، ولا يوجد أي خلاف واضح مع أصول الدين، ولكن هناك بعض الخلافات الاجتهادية".
وبين الفايز، أن "أعداد الشيخيين كبيرة وقد تصل إلى مليون شخص في العراق، ويتوزعون في مناطق متفرقة من البلاد، أبرزها البصرة، وفي كربلاء بمنطقة عين التمر، وفي الديوانية وواسط، والقليل منهم يتواجدون في النجف".
وأضاف، أن "برنامجنا الانتخابي في الانتخابات الماضية وكذلك المقبلة، يعتمد على التمهيد للدولة المدنية، ويدعو للإصلاح، حيث نحترم الجميع، ونريد من الجميع احترام عقيدتنا، وهذا الأمر لن يتحقق إلا بوجود دولة مدنية عابرة للطائفية، ولا تمنع الوصول إلى السلطة وتمثيل المكون الشيخي المتواجد في مناطق كثيرة من البلاد".
التأثير السياسي والاقتصادي
بعد انتخابات مجالس المحافظات غير المنتظمة بإقليم عام 2023، وفي ذروة الصراع على منصب محافظ البصرة وإصرار المحافظ الحالي أسعد العيداني على البقاء بمنصبه، رفضت العديد من قوى الإطار التنسيقي بقاءه، وبدأ الحديث عن مرشح تسوية يمتلك مقبولية جيدة لدى طرفي النزاع فضلا عن دعمه من قبل جهات تمتلك ثقلاً كبيراً في عاصمة العراق الاقتصادية.
مصادر متعددة ذكرت اسم عضو مجلس محافظة البصرة عقيل إبراهيم الخالدي بوصفه المرشح الأوفر حظاً لنيل المنصب في حال قبول العيداني وقوى الإطار بالتسوية، وسبب ترشيح الخالدي هو كونه مدعوماً من قبيلة بني عامر التي تتبع المدرسة الشيخية، وصاحبة الثقل الكبير في البصرة كونه رجل أعمال بارز وأحد أبناء الطائفة نفسها، كما أنه عضو في مجلس محافظة يرأسها العيداني منذ عام 2017، وعلى الرغم من عدم ترشحه في الانتخابات الأخيرة إلا أنه أحد المقربين من تحالف تصميم التابع لأسعد العيداني بحسب العديد من المصادر البصرية.
وكشف قيادي في حزب الدعوة خلال تصريح صحفي، أن المحافظ وصاحب الكتلة الأكبر أسعد العيداني، خاض مفاوضات طويلة ولكنها "غير ناجحة" في بغداد، وهو يحاول إقناع قادة الإطار التنسيقي بالتجديد له، بينما تحدث عن رغبة بتدخل "الطائفة الشيخية" التي لديها نفوذ اقتصادي وديني كبير هناك، وهي مساهمة في كتلة "تصميم" الفائزة بنحو مؤثر.