يوري غاغارين.. رحلة محفوفة بالأسرار والغرائب إلى الفضاء.. هل انكر وجود الله عند وصوله للمدار؟
انفوبلس/ تقارير
يوري ألكسيافيتش جاجارين، هو رائد فضاء سوفيتي، يعتبر أول إنسان يتمكن من الطيران إلى الفضاء الخارجي والدوران حول الأرض في 12 أبريل 1961 على متن مركبة الفضاء السوفيتية (فوستوك1)، حيث سلّطت انفو بلس الضوء عليه في ذكرى رحلته الشهيرة، وعلى ما فعله وشاهده عند خروجه للفضاء كأول بشري يفعل ذلك وسنوجز لكم أبرز الأساطير التي نُسِجت حول شخصيته وآرائه وموته.
*عمله في برنامج الفضاء السوفيتي
في عام 1960م بدأ العاملون على برنامج الفضاء السوفيتي بعمليات بحث دقيقة للعثور على الأشخاص المناسبين من أجل تدريبهم وتجهيزهم للمهمة المرتقبة التي ستُحدِث تغييرا كبيرا على الساحة الدولية، فنجاح الاتحاد السوفيتي في برنامجهم لاستكشاف الفضاء يعني أنهم قد سبقوا الولايات المتحدة في أبحاث الفضاء خاصةً وأن تلك الفترة كانت تمثل تنافسا لامحدود بين القوتين العظمتين في ذلك الوقت في جميع المجالات والأصعدة، وقع الاختيار على عشرين شخصا من بينهم يوري وقد أُخضِع العشرون لشتّى أنواع الاختبارات الجسدية والنفسية القاسية لضمان نجاح المهمة، كان على القائمين في البرنامج السوفيتي أن يختاروا أحد الاسمين يوري جاجارين أو جيرمان تيتوف ليكون أول شخص يُرسل للفضاء ووقع الاختيار على قصير القامة يوري جاجارين لكونه الأكثر تميزاً أثناء التدريبات والاختيارات بالإضافة لتمتعه بشخصية لطيفة وبسيطة.
*يوري في الفضاء
في الثاني عشر من أبريل 1961 أصبح يوري أول رائد فضاء يرى الأرض من الفضاء الخارجي على متن فوستوك 1 وأثناء وجوده في الفضاء تمت ترقيته من مساعد أول إلى رائد.
دُهِش السوفيت من عودة يوري إلى الأرض سالماً حيث إنهم لم يتوقعوا ذلك، وأسرع نيكيتا خروتشوف إلى جعل يوري بطلاً قومياً مما زاد من شهرة يوري أكثر فأكثر، أُعجِب خروتشوف بالإنجاز غير المسبوق والنجاح الباهر لبرنامج الفضاء السوفيتي وأمر بزيادة الإنفاق لتطوير ترسانة الصواريخ السوفيتية على حساب الأسلحة التقليدية مما أثار سخط المؤسسة العسكرية وكان أحد أهم الأسباب التي أودت بخروتشوف سياسياً.
*هل كان مُلحدا؟
لقد كان غاغارين أول رجل فضاء سوفيتي إنساناً مؤمناً، حتى أنه اقترح إعادة بناء كنيسة المسيح المخلّص في موسكو والتي تم تدميرها من قبل البلاشفة بعد ثورة 1917. والأهم من ذلك، فإن غاغارين لم ينطق في يوم من الأيام العبارة التي حاولت الصحف السوفيتية التأكيد على أنه صرّح بها تعزيزاً لمفاهيم الإلحاد وهي: "لقد حلّقت إلى الفضاء ولم أرَ الله".
* غرائب من رحلة يوري غاغارين إلى الفضاء
ــ أثرت الرحلة إلى الفضاء بشكل كبير على حياة غاغارين عندما حلّ رائد الفضاء العظيم إلى الفضاء، حمل رتبة ملازم. قد يظن المرء أنه بعد الهبوط سيتم ترقيته إلى نقيب، لكن كل شيء سار بشكل أفضل فبعد ساعتين من الهبوط، أعطاه وزير الدفاع روديون مالينوفسكي رتبة رائد، متجاوزا رتبة عسكرية!.
ــ اصطحب غاغارين معه مسدسا إلى الفضاء
اصطحب يوري غاغارين، ومن بعده رواد فضاء آخرين، مسدسا. بالطبع، لم يتم تصميمه للحماية من الكائنات الفضائية، ولكن أثناء العودة إلى الأرض، أخذ بعين الاعتبار أنه من الممكن أن يهبط غاغارين في مناطق نائية مليئة بالحيوانات المفترسة. وحتى وصل الدعم له، كان عليه أن يدافع عن نفسه من الدببة والحيوانات المفترسة الأخرى.
ــ استخدام عبارة غير رسمية لحظة انطلاق الصاروخ
وفقا لمارك غلاي، بحسب اللوائح، كان على طياري الاختبار نطق الأمر "الطاقم، إقلاع"، ولكن مثل هذه الإجراءات الشكلية كانت مُملّة بالنسبة لهم، وبدلا من ذلك، قرر غاغارين القول "هيا بنا!" التي استُخدمت خلال جلسات التدريب الأولية، لتعمّ البهجة على الطاقم.
ــ تسمية جميع الأولاد حديثي الولادة باسم غاغارين
في الستينيات، ظهر اسم يوري غاغارين في كل مكان، وأصبح تقريباً رمزا للرجولة والشجاعة. وليس هناك ما يثير الدهشة في حقيقة أن معظم الأولاد حديثي الولادة تمت تسميتهم بـ"يوري".
ــ غاغارين أصبح حديث العالم بأسره
بعد رحلته، أصبح يوري غاغارين ضيف شرف في العديد من البلدان في جميع أنحاء العالم، وخلال زياراته لبريطانيا، التقى رائد الفضاء بملكة بريطانيا العظمى، وهناك شائعة مفادها أن غاغارين أكل ثمرة الليمون أثناء شرب الشاي، والذي يعتبر في إنجلترا شئ غير مستحب، لكن الملكة دعمت رائد الفضاء وفعلت الشيء نفسه.
*عودته إلى الأرض
أصبح يوري بعد عودته إلى الأرض أحد أهم المشاهير وراح يجوب العالم في حملة إعلانية للاتحاد السوفيتي، أبدى أداءً جيداً جدا بتعامله مع الشُّهرة. انتُخب نائباً في المجلس السوفيتي الأعلى إلى أن عاد مجدداً إلى ستار سيتي الروسية ليساعد في تصميم مركبة فضائية قابلة للاستعمال لأكثر من مرة، وفي عام 1967 كان هناك عندما فشلت كبسولة الفضاء سويوز وعلى متنها الرائد السوفيتي فلاديمير كوماروف من دخول الغلاف الجوي.
*أساطير يوري
يقول كلود نيكوليه، رائد فضاء في وكالة الفضاء الأوروبية: “اندهشُ حين انظر كيف كانت حياة غاغارين، كم كانت حياته صعبة. كان من عائلة متواضعة جدا، كان شابا، في السابعة والعشرين من العمر، حين قام برحلته في الثاني عشر من نيسان/ أبريل 1961.”
موريس بونيه، المدير السابق لوكالة الفضاء الأوروبية : “كانت عملية محفوفة بالمخاطر، وهذا ما كان يسعدنا آنذاك، كنّا شباباً، كنت في الرابعة والعشرين من العمر، الأمر كان يبدو لي رائعاً، وهذا ما كان الحال حقاً!”
كلود نيكوليه، رائد فضاء في وكالة الفضاء الأوروبية:“غاغارين كان من بين أكبر رواد الفضاء في محطة الفضاء الدولية، هناك صورة لغاغارين، كما لو ينظر لجميع أفراد محطة الفضاء الدولية.”
موريس بونيه :“الخطر، والنجاح، والشخصية الجيدة، غاغارين كان ودياً، كان شاباً، ابن مزارع، إذاً كان مثالياً بالنسبة لخروتشوف، كان تجسيداً جميلاً لما يمكن أن يكون رائد الفضاء السوفيتي. “
*6 أسرار حول حياته ووفاته الغامضة
1- رحلة قصيرة جداً
بحسب موقع "لايف ساينس" العلمي، لم تتجاوز رحلة يوري غاغارين 108 دقائق فقط، ودارت الرحلة مرة واحدة حول الأرض، بسرعة 17.5 ألف ميل في الساعة، على ارتفاع 203 أميال كحد أقصى.
2- لماذا نجح هو وفشل آخرون؟
وفق نفس الموقع، كل السفن السابقة كانت تفتقد السرعة الكافية للهروب من الجاذبية، ولم يكن أي صاروخ حتى ذلك الوقت قادراً على الوصول إلى سرعة 5 أميال في الثانية، حتى جاءت مهمة "فوستوك 1" التي تم منحها كل هذه القدرات اللازمة.
3 - علاقته مع الناس والسياسة
وفق قناة "روسيا اليوم"، كان يوري يكره الخوض في السياسة، وكان يلجأ إلى مهاراته الاجتماعية للإجابة عن الأسئلة المتكررة ذات الأبعاد السياسية، ويتجنّب بلطف الإجابة عن أسئلة تتعلق ببرنامج الفضاء أو السياسة السوفييتية.
وكان غاغارين يبتعد عن السياسة بالتركيز على أمثلة من حياته الشخصية، لكنه كان شيوعياً يسمح باستخدام اسمه في الدفاع عن قضايا الشيوعية، بحسب القناة.
4- وفاة غامضة جداً
في 27 مارس/ آذار، انقطع الاتصال مع طائرة يوري، قبل العثور على أجزاء من الحطام على بعد 65 كيلومتراً من المطار، ثم عُثر على جثة غاغارين في اليوم التالي. ووفق شبكة Channel NewsAsia السنغافورية، ظلت أسباب وملابسات وفاة غاغارين غامضة، رغم مرور عقود على الحادثة.
5 - شائعات وأساطير حول وفاته
وفقاً للنسخة الرسمية، فإن سبب الوفاة هو قيام طاقم الطائرة بمناورة مفاجئة بسبب "تغير في الوضع بالجو"، مما أدى إلى تحطم الطائرة، لكن تقرير اللجنة الرسمية لم يُنشر أبداً، ما غذّى الأساطير والشائعات.
وتداول السوفييت أساطير شعبية تتعلق بخطفه من قبل الكائنات الفضائية أو شربه الكحول داخل قُمرة القيادة. بينما قالت وثائق رُفعت عنها السرّيّة إن "أحد الأسباب المحتملة" للتحطم كان مناورة حادة تم إجراؤها بعدما فقد الطاقم السيطرة على الطائرة.
ويعتقد المتابعون أن سبب عدم نشر اللجنة لنتائجها هو "إخفاء العيوب في تنظيم وعمل قطاع الفضاء السوفييتي، رمز قوة الاتحاد السوفييتي".
6- الحِداد الأول من نوعه
شكلت وفاته صدمة، ولأول مرة في تاريخ الاتحاد السوفييتي تم إعلان الحداد في البلاد من أجل شخصية ليست على رأس هرم السلطة.