أفلام سينمائية ودراما بمضمون شيعي تعرضت للانتقاد ومرت على مقص الرقيب.. تعرف على أهمها

انفوبلس/.. 

تتعرض الأعمال الدرامية، التي تحمل في مضمونها صوراً عن عقائد وأفكار مذهب أهل البيت "عليهم السلام"، إلى التضييق والحجب المستمر في أغلب الدول العربية والإسلامية، ويبدأ هذا التضييق من اقتصاص مشاهد ضمنية، الى منع أعمال بالكامل ومحاربتها. 

وعلى الرغم من أن هذا الأعمال، تهدف الى تصحيح صورة الإسلام التي شوهها المتطرفون، إلا أنها تواجه بردود الفعل البربرية، من قبل مؤسسات دينية وإعلامية في مماليك ودول شوّهت صورة المسلمين في العالم ووصمتهم بالإرهاب.

محمد رسول الله

فيلم "محمد رسول الله" مثال على ذلك، مُنع من العرض في العديد من الدول العربية والإسلامية، بسبب فتاوى وتوجيهات صدرت بمنعه لذرائع شتى، وكان أهمها ما ورد على لسان مفتي السعودية عبد العزيز آل الشيخ، حول فيلم "محمد رسول الله" للمخرج الإيراني مجيد مجيدي، الذي وصف الفيلم بـ "المجوسي" واعتبره "عدواً للإسلام". 

وافتى بخصوص عرض الفيلم بأنه "لا يجوز شرعا"، مدعياً أن الفيلم يتضمن "استهزاء بالرسول وحط من قدره..."، وسبق أن أكد مخرج الفيلم أن ملامح النبي محمد لا تظهر في الفيلم، فيما يمكن "رؤية ظل جسمه".

أما جامع الأزهر، فقد فرض هو الآخر تجسيد النبي (صلى الله عليه وسلم) في الفيلم الإيراني "محمد رسول الله"، الذي أعلنت إيران عن عرضه في أحد المهرجانات بالعاصمة طهران، في حين قالت مصادر في مشيخة الأزهر بالقاهرة، إن "الأزهر تأكد له عرض الفيلم في طهران خلال مهرجان فجر السينمائي رغم تحذيراته السابقة لإيران بعدم إنتاج الفيلم"، لافتة إلى أن "الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر أفتى بأنه محرم تماما، ورغم ذلك سيتم طرح نسخة عالمية للفيلم".

وفيلم "محمد رسول الله" هو فيلم سينمائي إيراني صدر عام 2015 من إخراج المخرج الإيراني (مجيد مجيدي) يتحدث عن نبي الإسلام (محمد بن عبد الله) منذ ولادته مرورًا بطفولته، كما يتضمن مشاهد لوفاة والدة النبي بقرية الأبواء وفترة طفولته بقرية السعدية، وتنتهي أحداث الفيلم عند رحلة النبي محمد إلى الشام، والوصول إلى صومعة الراهب بحيرى الذي بشّر عم النبي أبي طالب بظهور خاتم الأنبياء.

تم تصوير بعض مشاهد الفيلم في جنوب أفريقيا وتم التصوير الكلي في مدينة قم بإيران، ولقد تم بدء التصوير عام 2008 وانتهى بعام 2014، وأكّد مخرج الفيلم أن الفيلم لم يتضمن مشاهد تظهر ملامح نبي الإسلام ولكن بعض التيارات والمؤسسات كجامع الأزهر في مصر أطلقت أحكامًا مسبقة دون مشاهدة أي جزء من الفيلم.

ويضم الفيلم الذي يعتبر إنتاجًا سينمائيًا ضخمًا في تاريخ سينما الأفلام الإسلامية، كوكبة من نجوم السينما في إيران، علي رضا شجاع نوري بدور عبد المطلب، ومهدي باكدل بدور أبو طالب، ومينا سادتي بدور آمنة بنت وهب، وسارة بيات بدور حليمة السعدية مرضعة الرسول محمد، هذا إضافة إلى مشاركة نخبة من النجوم الإيرانيين.

تم عرض فيلم محمد رسول الله في الدنمارك وتحديداً عند مدينة كوبنهاغن وتعتبر الدنمارك أول دولة أوروبية يعرض فيها الفيلم، حيث حضر المخرج بنفسه لمشاهدة الفلم، ويأتي عرض الفيلم في الدنمارك بعد أيام من عرضه في لبنان ولقي ترحيباً واسعاً، تم عرض الفيلم في البلدان المختلفة مثل روسيا ولاقى إقبالاً منقطع النظير من قِبل حشد غفير من المشاهدين ووسائل الإعلام العامة في موسكو.

وأخرج فيلم (محمد رسول الله) مجيد مجيدي الذي رُشح لجائزة أوسكار لأفضل مخرج وأنتجته السلطات الإيرانية بتكلفة 40 مليون دولار في أضخم إنتاج سينمائي إيراني حتى اليوم.

يوسف الصديق

ولم يمر مسلسل يوسف الصديق، دون أن يواجه الحملة نفسها، التي تواجهها أي دراما او أعمال فنية من إنتاج دول يغلب فيها طابع الفكر الجعفري وعقيدة آل البيت، حيث واجه المسلسل ضجة إعلامية أثارها حوله رجال دين من السعودية، وقالوا بأن تمثُّل النبي هو من المحرمات، وذهبوا إلى حد تحريم مشاهدة مسلسل يوسف الصديق، إلا أن ذلك شكل إشهارا قويا للمسلسل الذي يحظى اليوم بنسبة مشاهدة مرتفعة سُجلت لدى القنوات الشيعية التي تعرضه وغيرها. 

ويحكي المسلسل قصة نبي الله يوسف "عليه السلام"، قبل الولادة إلى لقائه مع والده النبي يعقوب "عليه السلام"، ويتكون المسلسل من 45 حلقة، ويُعد هذا المسلسل الأضخم من نوعه في الدراما التاريخية لسنة 2008، تجاوزت تكاليف إخراجه المليار تومان إيراني، يتعرض لأهم الأحداث والمواقف التاريخية التي مرَّ بها النبي يوسف "عليه السلام".

تحول المسلسل التلفزيوني يوسف الصديق إلى ظاهرة فنية لجودة الإخراج، وحسن أداء الممثلين، وشاهده مختلف الناس من مذاهب وأديان مختلفة.

وبالرغم من الفتوى المضادة والانتقادات الشديدة اللهجة التي وُجهت للقيّمين على إخراج المسلسل فإن الفضائيات الشيعية التي بدأت عرضه منذ شهر رمضان تحقق اليوم نسب مشاهدة عالية.

سيدة الجنة

منذ إعلان عرضه في دور السينما، واجه فيلم سيدة الجنة، حملة رفض ومنع من العرض في دول متعددة أهمها بريطانيا مصر والمغرب وباكستان وإيران والعراق.

وأصدر المركز السينمائي في المغرب، في حزيران 2022، بيانا أعلن فيه عدم منح الموافقة على عرض فيلم "سيدة الجنة"  (Lady of Heaven)الذي يتناول قصة حياة السيدة فاطمة الزهراء "عليه السلام"، ابنة الرسول محمد صلى الله عليه وآله وسلم، مؤكدة على منعه من العرض على المستويين التجاري والثقافي.

كما أشار المجلس العلمي الأعلى، الهيئة الدينية الرسمية المسؤولة عن إصدار الفتاوى، الى أن محتوى الفيلم "يتعارض مع ثوابت الإسلام"، وندّد المجلس في بيان له بما جاء في الفيلم، معتبرا أنه "يتضمن تزويرا لحقائق ثابتة في التاريخ الإسلامي".

وفي تصريحات لصحيفة "الغارديان" (The Guardian) البريطانية، وصف المنتج التنفيذي للفيلم مالك شليباك منع عرضه في بريطانيا وعدد من الدول الإسلامية مثل مصر والمغرب وباكستان، بأنه استسلام للضغط.

جاء المنع في المغرب بعد أيام قليلة من وقف عرض الفيلم في دور العرض السينمائية البريطانية، بعد أن أثار حالة من الجدل والغضب دفعت دور العرض لإيقافه.

دمج الماضي بالحاضر

الفيلم الذي تغير اسمه من "يوم العذاب" إلى "سيدة الجنة"، يُعدّ أول عمل فني يتناول سيرة فاطمة الزهراء ابنة الرسول عليه الصلاة والسلام، وقد اختار صناعه الدمج بين الماضي والحاضر من خلال قصة طفل عراقي يدعى "ليث"، الذي قُتلت والدته واسمها فاطمة أمامه بوحشية في بداية الفيلم، وذلك في معركة بين عناصر عصابات داعش والقوات المقاومة لهم، فيذهب إلى بيت جدته، التي تقرر بدورها أن تواسيه بأن تحكي له قصة ابنة الرسول فاطمة الزهراء (عليها السلام)، التي يعتبرها الفيلم أول ضحية للإرهاب في العالم.

ينتقل العمل إلى شبه الجزيرة العربية والفترة التاريخية التي شهدت لمّ شمل السيدة فاطمة الزهراء بوالدها النبي محمد صلى الله عليه وآله وسلم بالمدينة المنورة، وزواجها من الإمام علي بن أبي طالب عليه السلام، وإنجابها الإمام الحسن والإمام الحسين عليهما السلام، ثم يتناول الفيلم ما تعرضت له الزهراء عليها السلام من ظلم على يد الخليفة الأول والثاني.