التوجه نحو الـ "بودكاست" يمثل صورة جديدة عن علاقة المشاهد مع البرامج الحوارية.. تعرف على أبرز خمسة برامج بودكاست عراقية
انتشرت بعد انحسار المحتوى الهابط
انفوبلس/..
لاقت برامج "بودكاست" المتعددة، رواجاً وشيوعاً في منصات السوشيال ميديا في العراق، بما تقدمه من محتوى يتضمن جلسات حوار مع ضيوف، يديرها أشخاص متمكنون من التقديم، وكان انتشار هذه البرامج في الآونة الأخيرة على حساب البرامج التليفزيونية التي شهدت انحساراً في نسب المشاهدات.
هذا الاتجاه الجديد نحو برامج الـ "بودكاست" شكل صورة جديدة عن علاقة المشاهد العراقي مع البرامج الحوارية التي تُعرض عبر موقع "يوتيوب" أو مواقع التوصل الاجتماعي او القنوات الفضائية، خاصة أن برامج الـ "بودكاست" لا تخضع لنطاق القيود التي تفرضها المؤسسات التي تمول الفضائيات العامة على البرامج التلفزيونية.
وأُطلق الكثير من برامج "البودكاست" وفي مجالات متعددة، اقتصادية وثقافية واجتماعية ورياضية، إذ يميز معظم هذه البرامج أن مُعِدَّها ومقدمها هو الشخص نفسه، بعكس كثير من البرامج التلفزيونية التي يتلقى فيها المقدم الإعداد كاملاً.
ويمكن القول، إن مقدم "البودكاست" متمكن ومتقدم في ثقافته الشخصية أكثر على حساب مقدمي البرامج التلفزيونية، وهذا ما بيّنته تجارب "البودكاست" العراقية في الأشهر الماضية.
وهذا التوجه الجديد من المحتوى الإعلامي، برز بشكل أكبر مع تراجع المحتوى الهابط الذي كان يزجّ به مجاميع ممن تمكنوا من الدخول في المنصات الرقمية عبر تقديم محتوى مبتذل، ومخالف لمحددات الذوق العام، حيث اتضحت معالم البرامج الحوارية والبودكاست بشكل أكبر مع انفراج المساحة لها في المنصات التي بدأت تخلو من المحتوى عديم القيمة.
بودكاست "شي منسي"
الفنان صلاح منسي، وهو مؤلف مسرحي ومُعِد برامج تلفزيونية مختلفة، يقدم حالياً "بودكاست" "شي منسي"، يعلل إطلاقه هذه الفكرة "للتخلص من وجود فواصل مزعجة للمشاهد وللضيف والمقدم في الوقت نفسه وأيضاً لتجاوز نظام توقيتات الفضائيات، إذ ترغمك القناة التي تعمل لديها أن يكون وقتك هو ساعة تلفزيونية، بينما البودكاست محتوى يُتيح لك أن تكون حلقتك الواحدة ثلاث ساعات متواصلة وربما أكثر".
وينوه منسي، بأن "فكرة وجود البودكاست أزاحت الحوار الرسمي والمتكلف مع الضيف وجعلته يتحدث بأريحية وكأنها جلسة أصدقاء قريبين لبعضهم بعضاً، وهذا ما يجعل الحلقات تمتاز بالحميمية الواضحة مع الضيوف، وأن أهم ميزة في وجود البودكاست هو أنه محتوى مسموع، فمعظم الشباب يمارس أعماله وهم يستمعون إلى البودكاست".
ويضيف في حوار صحفي، إنه "لا يهتم إطلاقاً لما يكتبه الناس"، هكذا علق منسي على انطباعات المتابعين عما يعمل عليه حالياً، مضيفاً "هناك صفحات كثيرة نشرت عني كلاماً إيجابياً وسلبياً ولم أُعلق على الحالتين، الشعب العراقي ينتقد كل شيء وله رأي في كل شيء، لذا لا توجد معايير حقيقية للانتقاد، ولا يعنيني من يعلق سلباً أم إيجاباً، أنا منشغل بما سأقدمه في الأيام المقبلة وهذا ما يهمني حقاً".
أما إذا كان "البودكاست" في منافسة مع برامج الإعلام التقليدي، يرى صلاح منسي بأن "العراق يحتاج إلى إعلام محترم، سواء على شكل برنامج تلفزيوني أو بودكاست، إذ تجب إزاحة الابتذال الذي يستشري بكثرة في الفضائيات والسوشيال ميديا، والتخلص من المقدمين الذي يسألون عن عمليات نحت الأجساد والخيانة وهل أنت تصلي أم لا وهل تشرب الكحول أم لا".
ثائر جياد و"جيم سين"
وشهد الفضاء الإعلامي العراقي مؤخرًا، ظهور العديد من البرامج الجديدة التي تُقدم محتوى مُتنوعًا يلبّي مختلف الأذواق والاهتمامات على شكل بودكاست، كان من بينها برنامج "جيم سين" من تقديم ثائر جياد، وهو مؤلف دراما ومُعِد برامج أيضاً، أطلق أخيراً بودكاست "جيم سين"، واستضاف فيه شخصيات متباينة التوجه وفي ميادين ثقافية وسياسية وإعلامية، وتبدو دوافعه لتأسيس هذه المساحة مقاربة لدوافع صلاح منسي، يوجزها بأنه "بث شخصي من مميزاته الانعتاق من قيود القنوات الفضائية، مساحة الاختيار للضيوف واسعة، لا يوجد مقص رقيب بعد التصوير والعرض".
جياد ينظر للموضوع، بأن "البودكاست العراقي هو حديث نسبة للتجربة عالمياً"، ويتوقع "أن الأمر يشبه شكل المجتمع العراقي، تجد كل شيء من الأسوأ للأفضل"، وفيما يتعلق بمحاولته الشخصية فإنها - كما يقول - لترميم الذائقة بعدما عصفت بها "رياح الطشّة" (أي البحث المهووس عن الأضواء) وسباق الشهرة السريعة.
"قصص" علي كيتو
بودكاست "قصص" من تقديم علي كيتو، يروي هذا البودكاست قصصًا حقيقية من مختلف جوانب الحياة في العراق، من مواقف طريفة إلى تجارب مُلهمة وتحديات صعبة، يتميز "قصص" بأسلوب سلس وجذاب، يجعله مُمتعًا للاستماع لجميع الفئات العمرية.
"تجوال" إبراهيم خليل
بودكاست "تجوال" من تقديم إبراهيم خليل، يُتيح لك هذا البودكاست فرصة السفر عبر العراق دون مغادرة مكانك، يروي إبراهيم خليل قصصًا عن مُغامراته وتجاربه في مختلف المُدن العراقية، مُقدّمًا لمحة عن ثقافتها وتاريخها ومعالمها.
"رياضة عراقية"
ويقدم بودكاست "رياضة عراقية" حازم مالك، ويحتوي البودكاست أخبارًا وتحليلات حول الرياضة العراقية في مُختلف المجالات، يتميز "رياضة عراقية" بأسلوبه المُتحمّس والمُثِير، الذي يُحفزّ المُستمع على مُتابعة الأحداث الرياضية ودعم الفرق العراقية.