الساهر أدار له ظهره.. رحيل الشاعر كاظم السعدي بعد أن وضع بصمته في غناء التسعينيات
انفوبلس/..
توفي الشاعر العراقي كاظم السعدي، صباح اليوم الثلاثاء، في مدينة أربيل شمالي العراق بعد صراع طويل مع المرض، عانى فيها الإهمال من قبل الكثير من الفنانين الذين بدأوا مسيرتهم بقصائده وفي طليعتهم كاظم الساهر الذي أدار له ظهره في ذروة محنته، وقطع معه التواصل حتى توفي اليوم.
وقال الصحفي شاخوان صباح المقرّب من الراحل، إن السعدي توفي بالساعة 8:30 صباح اليوم داخل شقته في مدينة أربيل.
ونعى الكاتب والصحفي إدريس الآشوري في تغريدة على مواقع التواصل الاجتماعي "تويتر"، الشاعر الراحل.
وكاظم السعدي هو شاعر غنائي عراقي، بدأ مسيرته في سبعينيات القرن المنصرم، وكتب أغاني ذات شهرة لبعض فناني الغناء العراقي ثم العربي، عمل في مجال الشعر الغنائي والصحافة. وغادر الراحل العراق في العام 1995 إلى الإمارات، وظل هناك أكثر من 20 عاماً تعامل فيها مع فنانين عراقيين وعرب، عاد بعدئذ إلى العراق في العام 2019.
وبدأ السعدي عمله الصحفي في العراق سنة 1976 حتى سنة 1990، ترأس في تلك الفترة قسم الموسيقى والغناء في مجلة فنون، هاجر بعدئذ إلى الأردن، ثم الإمارات، التي عمل فيها لمجلة فواصل وجريدة العرب اللندنية.
حين عاد السعدي سنة 2019 إلى العراق، احتفت به جمعية الأدباء الشعبيين وقال لهم: وداعاً للغُربة، والآن استقرّ بي المطاف في بلدي العزيز الذي كتبت له وأنا في الغربة لأني لم أكن بعيداً عنه بل لازمني طوال الفترة التي عشتها بالمهجر، وجئت محمّلاً بأمنياتي وخيالاتي لأعيش ما تبقى من العمر ببلدي الكبير، عراق البطولة والأمجاد.
وفي شهر آذار سنة 2022، انتشرت صورة لكاظم السعدي وهو في دار المسنين في الكاظمية ببغداد، أثار ردود أفعال ساخطة لمثل هذا المصير.
وهاجرت أُسرة السعدي إلى أمريكا قبل دخوله دار المسنين بعشرين عاماً، ثم انقطعت السُبل بين كاظم السعدي وأهله المقيمين في أمريكا المُجنّسين بالجنسية الأمريكية، إذ يقول إنه عراقي، ولا يستطيع العراقيون دخول أمريكا بعد أن منعهم الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.
كتب السعدي لكاظم الساهر "أنا شسويت" و"ميسور الحال" وغيرها، في حين كانت أشهر أغاني حاتم العراقي كتبها السعدي وهي "أشوفك وين يا مهاجر"، كما كتب أغنية "كلنا العراق" التي غنّاها حسين الجسمي.
وفي حوار له مع مجلة الشبكة العراقيةـ، سُئل عن كونه كتب في بدايات كاظم الساهر الكثير وبلغت أعماله نحو عشرين أغنية، والآن لم يعاود التعامل معه مثل ذي قبل. فأجاب، إن المطربين كّلما كبر شأنهم يبدأون بالبحث عن الشعراء الشيوخ لأن لديهم إمكانية مادية لإنتاج أعمالهم وبالتالي يربحون إنتاج العمل كاملاً، فضلاً عن قيمة مادية كبيرة مضافة للعمل، وأما نحن، شعراء الأغنية منذ سنوات طوال، فأصبح حظنا قليلاً في الأغنية".
وعاد السعدي إلى بلده العراق عام 2019، ليستقر في أحد دور العجزة بمحافظة أربيل، بعدها أعلن عن غضبه لما وصل إليه حاله في إحدى اللقاءات التلفزيونية.