بحسب الذكاء الاصطناعي.. اعظم 10 قادة عسكريين من الناحية التكتيكية في التاريخ

انفوبلس..
من جبال الألب إلى صحارى فارس، ومن غابات فيتنام إلى خنادق قرطاج، تتجلى عبقرية القادة العسكريين عبر العصور في لحظات حاسمة غيرت مسار التاريخ. استنادًا إلى تحليل بالذكاء الاصطناعي، تستعرض شبكة "انفوبلس" أعظم عشرة قادة عسكريين من الناحية التكتيكية، ممن قلبوا موازين الحروب وتركوا بصمة أبدية في فنون القتال.
1. سوبوتاي (مغول): عبقرية المناورة.
2. نادر شاه (إيران): المدفعية المتنقلة.
3. جياب (فيتنام): حرب العصابات الشاملة.
4. خالد بن الوليد (الخلافة الراشدة): التطويق الخاطف.
5. يي سون شين (كوريا): السفن المدرعة.
6. كوتوزف (روسيا): تكتيك الدفاع النشط واستعمال الشتاء سلاحا.
7. هانيبال (قرطاج): كماشة كاناي.
8. الظاهر بيبرس (مماليك): حرب الأنفاق والإشارات.
9. بليسيدو أبريو (فلبين): الخنادق المتفجرة.
10. ناثان فوريست (الولايات المتحدة): تكتيك الفرسان الحديث.
•سوبوتاي (Subutai)
الإمبراطورية المغولية (1175–1248).
اللمعة التكتيكية:
-مبتكر حرب المناورة الشاملة، أول من استخدم الاستطلاع المنظم والتكتيكات الهجومية المتزامنة عبر مسافات هائلة. -في معركة نهر كالكا (1223)، استدرج الجيوش الروسية إلى كمين عبر تراجع وهمي، ثم حاصرها بفرسانه الخفاف.
-في حملته الأوروبية (1241)، هزم 3 جيوش أوروبية في يومين باستخدام تقسيم القوات وتدميرها تباعاً.
•نادر شاه الأفشاري
ايران (1688–1747)
هو بالفعل أحد أعظم العباقرة العسكريين في التاريخ، ويستحق مكانًا في القائمة بجدارة لـتكتيكاته الثورية وانتصاراته المذهلة، خاصةً أنه بنى إمبراطورية من الصفر.
- أسباب اعتبار نادر شاه نموذجًا للعبقرية التكتيكية
1. تحويل جيش منفلت إلى آلة حرب لا تُقهر:
-بعد سقوط الدولة الصفوية، أعاد تنظيم الجيش الفارسي من ميليشيات قبلية إلى جيش نظامي حديث، مستوحى من النموذج العثماني والأوروبي.
-أدخل المدفعية الخفيفة السريعة التي يمكن تفكيكها ونقلها على الجمال، مما سمح له بالتحرك في تضاريس وعرة.
2. تكتيكات غيرت قواعد اللعبة:
-معركة دامغان (1729): استدرج الأفغان إلى سهل مفتوح، ثم حاصرهم بفرسان خيّالة خفاف ظهروا فجأة من التلال.
-معركة كرنال (1739): هزم الجيش المغولي (300,000 جندي) بجيشٍ أصغر 5 مرات (60,000)، عبر: خدعة التمركز حول مربعات مدفعية متحركة تحمي المشاة، وهجوم جانبي سريع بفرسان التركمان لتمزيق أجنحة العدو.
-ابتكر نادر شاه نظام "القواعد العسكرية المتنقلة" على طول طرق إمداده، مما سمح له بغزو الهند في زمن قياسي (6 أشهر فقط).
- استخدم الجمال بدل الخيول لنقل المدافع في الصحاري، لتحملها الظروف القاسية.
•ڤو نغوين جياب
فيتنام(1911–2013)
يعد أحد أعظم عباقرة حرب العصابات في التاريخ، ويعتبر جياب مرشح استثنائي بسبب:
1. تكتيكات غيرت تاريخ الحرب الحديثة، منها:
-حرب العصابات الشاملة، حيث:
*طوّر نظرية "حرب الشعب الطويلة الأمد" (المراحل: الدفاع → التوازن → الهجوم).
*حوّل فلاحين غير مدربين إلى جيش يقهر قوتين عظميين (فرنسا والولايات المتحدة).
في معركة ديان بيان فو (1954)، حاصر القوات الفرنسية المحصنة في وادٍ جبلي، مستخدمًا شبكة أنفاق تحت الأرض لنقل المدافع والجنود خفيةً، اضافة إلى مدفعية خفيفة على التلال المحيطة (فاجأت الفرنسيين الذين ظنوها غير قابلة للنقل)، وفي النتيجة دمر الجيش الاستعماري الفرنسي، منهيًا 100 عام من الهيمنة في الهند الصينية.
2. الانتصار على الولايات المتحدة (1955–1975):
-ابتكر جياب "طريق هو تشي منه" تحت الأرض (شبكة إمداد بطول 1,000 كم عبر لاوس وكمبوديا).
-في هجوم تيت (1968)، شن هجمات متزامنة على 100 مدينة بجنود مختلطين بالمدنيين، محطمًا أسطورة التفوق التكنولوجي الأمريكي.
-استخدم العامل النفسي بطريقة صحيحة حيث جعل الشعب الفيتنامي يتحمل خسائر هائلة (نحو 3 مليون قتيل) دون استسلام.
3. إرثه العالمي:
-صارت تكتيكاته مرجعًا لكل حركات التحرر (من فلسطين إلى أمريكا اللاتينية).
- أثبت أن الإرادة الشعبية يمكنها هزيمة أي تفوق تقني.
•خالد بن الوليد
الخلافة الراشدة (585–642)
اللمعة التكتيكية:
-في معركة اليرموك (636)، أخفى جزءاً من جيشه خلف التلال، ثم شن هجوماً خاطفاً على الجناح البيزنطي عند هبوب العاصفة الترابية.
-يعد أول من استخدم تكتيك "جَناحي النسر" بتطويق العدو من الجانبين مع ضربات مركزية.
•يي سون شين
كوريا (1545–1598)
اللمعة التكتيكية:
-صمم السفن السلحفاة (كوبوكسون) المدرعة ذات المدافع المتعددة الاتجاهات.
-في معركة ميونغريانغ (1597)، حطم 130 سفينة يابانية بـ 13 سفينة فقط باستخدام تيارات المضيق والخدع التمويهية.
•ميخائيل كوتوزوف
الإمبراطورية الروسية (1745–1813)
اللمعة التكتيكية:
-في معركة بورودينو (1812) ضد نابليون، ضحّى بالموقع لاستنزاف الجيش الفرنسي، ثم استخدم الانسحاب الاستراتيجي لتحويل الشتاء الروسي إلى سلاح.
-يعد أول من طبَّق "الدفاع النشط" بهجمات مضادة محدودة.
•هانيبال باركا
قرطاج (247–183 ق.م)
هو بلا شك أحد أعظم العباقرة التكتيكيين في التاريخ، بل يُعتبره كثيرون أهم قائد عسكري في العصور القديم.
1. تكتيكات غيَّرت فن الحرب إلى الأبد:
-معركة كاناي (216 ق.م)، طبَّق تكتيك الكماشة المزدوج (Double Encirclement) لتطويق جيش روماني يفوق عدده 2:1، ثم حول مشاته إلى شبه منحرف متقهقر لاستدراج الرومان، ثم أغلق عليهم بفرسان النوميديين من الخلف.
والنتيجة: إبادة 70,000 جندي روماني في يومٍ واحد (أكبر هزيمة لروما في تاريخها).
- عبور جبال الألب (218 ق.م): نقل 37 فيلًا و40,000 جندي عبر ممرات جليدية وعرة (فقد 50% من قواته)، في مناورة نفسية صادمة شلت روما.
2. القتال بموارد محدودة ضد إمبراطورية عظمى، حيث حارب روما 15 عامًا في عقر دارها (إيطاليا) بجيش مرتزقة متنوع (أفارقة، إسبان، غاليون) دون دعم من قرطاج، وحقق سلسلة انتصارات متتالية (تريبيا، ترازيميني، كاناي) رغم تفوق الرومان العددي.
3. إرثه الأبدي:
-تكتيكاته تُدرَّس في الأكاديميات العسكرية حتى اليوم (مثل "كمين كاناي").
-ألهم قادة لاحقين مثل نابليون الذي قال: "هانيبال علمنا كيف نحارب".
•الظاهر بيبرس
حقبة المماليك
1. سجلٌّ حافل بانتصارات متعددة:
-بعد معركة عين جالوت، قاد غزوات ضد الصليبيين (استولى على أنطاكية 1268)، وهزم المغول مرتين أخريين (معركة الأبلستين 1277).
2. تكتيكات ثورية في حرب التحصينات:
-اخترع نظام الإشارات بالحمام الزاجل لنقل الأوامر سريعًا بين الجبهات.
-طوّر حرب الأنفاق تحت القلاع (مثل حصار قلعة الحصن).
3. تأثير دائم في العسكرية الإسلامية:
-أسس الجيش المملوكي النظامي الأول (قوات دائمة مدفوعة الأجر).
-أنشأ مدارس عسكرية لتدريب الضباط على فنون الحرب.
•بليسيدو أبريو
الفلبين (1845–1918)
اللمعة التكتيكية:
-في حرب الاستقلال ضد إسبانيا، اخترع نظام الخنادق المترابطة تحت الأرض (قبل الحرب العالمية الأولى بعقود).
-في معركة باسيج (1898)، استدرج القوات الإسبانية إلى شبكة أنفاق، ثم أغلق المخارج وفجرها.
•ناثان بيدفورد فورست
الكونفدرالية الأمريكية (1821–1877)
اللمعة التكتيكية:
-فاجأ العدو بحركة فرسانه الخاطفة ويعتبر مخترع حرب المناوبة الحديثة.
-في معركة بريس كروس رودز (1864)، حاصر جيشاً أكبر بـ 3 أضعاف باستخدام تكتيك "الالتفاف المزدوج".
سردية التاريخ وقادته
عبر التاريخ، لم تكن الجيوش العظيمة هي التي تنتصر دائمًا، بل كانت العبقرية التكتيكية تقلب الطاولة، وتمنح النصر لأقل الجيوش عدداً وعدّة. هذا ما أثبته سوبوتاي، الجنرال المغولي الذي فتح أوروبا دون أن يراها الإمبراطور جنكيز خان بعينيه. عبقريته في تنظيم الحملات المتزامنة عبر آلاف الكيلومترات، وتفوقه في الخداع الاستراتيجي، جعله يُحدث زلزالًا عسكريًا في أوروبا لم يسبق له مثيل، خصوصاً في معركة نهر كالكا التي لا تزال تُدرّس بوصفها مثالًا مدهشًا في فن الاستدراج والتطويق.
وبينما كان سوبوتاي يقاتل بالخفة والسرعة، ظهر نادر شاه في إيران كأستاذ في القوة المنضبطة والتخطيط المدفعي، حيث مزج بين براعة الحركة وفتك النار. معركتا دامغان وكرنال كشفتا عن عقلية حربية تسبق زمنها، تُفكر في خطوط الإمداد مثلما تُخطط للهجوم، وتُحرك الجمال لا الخيول لنقل المدافع في صحراء بلا رحمة.
في المقابل، خاض ڤو نغوين جياب حربًا من نوعٍ آخر، حربًا لا يخوضها جيش بل شعب. جعل من الريف الفيتنامي مختبرًا لتكتيكات لم تعهدها القوى الاستعمارية. في ديان بيان فو، لم ينتصر على الفرنسيين بالسلاح فقط، بل بالدّهاء: نقل المدافع عبر أنفاق، واستخدم التلال التي ظنّها العدو ميّتة لتتحول إلى مصدر جحيم. ثم انتقل لتحدي الولايات المتحدة، محدثًا زلزالًا في صميم القوة الغربية بهجوم تيت، حيث صارت المدن نفسها ساحات كمائن غير متوقعة.
أما خالد بن الوليد، فكان فارس الصحراء الذي هزّ عروش الإمبراطوريات في زمنٍ قياسي. كان تكتيكه الأبرز في اليرموك تجسيدًا لمفهوم "الضربة الخاطفة"، حين جعل العاصفة الترابية حليفًا، واستخدم الأرض لتطويق جيش متفوق عددًا.
في بحار الشرق الأقصى، تألق يي سون شين، الذي لم يُعرف فقط بسفن السلحفاة المدرعة، بل بتعامله الذكي مع الطبيعة: استخدم تيارات البحر لصالحه، وحطم أساطيل بأعدادٍ لا تُقارن بسفنه القليلة، ليُسجّل أحد أعظم الانتصارات البحرية في التاريخ.
وبالعودة إلى أوروبا، وقف كوتوزوف في وجه زحف نابليون، لا بالمواجهة المباشرة، بل بالشتاء الروسي. طبّق مبدأ "الدفاع النشط" وتراجع تكتيكيًا ليجعل من الجليد حليفًا قاتلًا، في واحدة من أعظم دروس فنّ الاستنزاف.
في الجنوب الأمريكي، رسم ناثان فورست قواعد جديدة للفرسان، مناورًا بخفة ونار، حيث حاصر أعداءً أضخم منه باستخدام تكتيك الالتفاف المزدوج، واضعًا بذور ما يُعرف اليوم بـ"حرب المناوبة الحديثة".
وبين خنادق الفلبين وأنفاق مصر، خطف بليسيدو أبريو والظاهر بيبرس الأضواء: الأول صنع شبكة تحت الأرض تفجرت تحت أقدام الإسبان، والثاني دمج التكنولوجيا البدائية –كالحمام الزاجل– مع تنظيم مملوكي حديدي، وأسس لمدرسة قتالية استبقت عصرها بقرون.
لكن ذروة الإبداع التكتيكي، تظل من نصيب هانيبال باركا، قائد قرطاج الذي جعل روما ترتجف. في معركة كاناي، طوّق 70 ألف جندي روماني في كماشة مميتة، وحقق أعظم إبادة في التاريخ القديم، كل ذلك بجيش مرتزقة لا يتحدث لغة واحدة، بل يتقن لغة القتال.
إن ما يجمع هؤلاء القادة هو شيء واحد: القدرة على تحويل المستحيل إلى انتصار. لم يكن تفوقهم في العتاد أو العدد، بل في الذكاء والمفاجأة، وفي قدرتهم على قراءة الأرض كما تُقرأ الكتب. عبقرية عسكرية لا تُقاس بعدد المعارك، بل بنوعيتها، وبتأثيرها الذي لا يزال يُلهم الأجيال.