تجارب سينمائية وثّقت المأساة العظيمة والموقف الخالد.. تعرف على الأعمال التي تناولت ثورة الإمام الحسين عبر الشاشة الكبيرة
واقعة الطف في السينما
انفوبلس/..
خلال الأيام الحالية، ومع بداية شهر محرم الحرام من كل عام، يُحيي المسلمون في العراق والعالم، ذكرى استشهاد الامام الحسين "عليه السلام" وأهل بيته وأصحابه الأبرار في معركة الطف في كربلاء، التي تُعد إحدى أكثر القصص الملحمية التي شهدها العالم على مرّ التاريخ وكتب عنها المؤرخون والأدباء والمنتجون وصنّاع السينما.
وباتت حادثة "كربلاء" قضية تاريخية مفصلية في تاريخ هذه الأمة، ووفق ما انتهت إليه من نتائج، وقد شكلت النسيج العربي والإسلامي على مدى أربعة عشر قرناً، والطموح في استثمارها مادة لأخطر وأهم الفنون الحضارية الإنسانية المتمثلة في الفن السينمائي، لهو طموح بالغ الإثارة.
يتحدث الباحث الإعلامي (جعفر حمزة) حول بروز قضية كربلاء في السينما، فيقول: "كانت قضية الإمام الحسين (ع) من أهم المواضيع التي تم طرحها في السينما العربية والإسلامية على أكثر من صعيد، فهناك بعض التجارب العربية المتمثلة عند بعض المخرجين المصريين، فضلاً عن استعداد للمخرج العراقي (قاسم حول) الذي لم تسعفه المادة والدعم لعمل ذلك الفيلم، حيث كان من المقرر إخراجه في العراق وخصوصاً في كربلاء.
وتناولت العديد من الأعمال السينمائية التاريخية مأساة واقعة كربلاء، والتي كان من الصعب على أي كاتب أن يُعيد بناء أحداثها كما تستحق، وسوف نسلط الضوء على أفضل الأعمال التي تناولت تلك الأحداث، ونذكر من أبرز تلك الأعمال التاريخية التي تناولت أحداث معركة عاشوراء:
يوم الواقعة
يروي "يوم الواقعة" (روز واقعه) قصة شاب مسيحي يدعى "عبد الله النصراني" يسمع أثناء مراسم زواجه من راحلة بنت زيد، نداء الإمام الحسين عليه السلام الشهير "هل من ناصر ينصرنا"، فيقرر الالتحاق بركب أبي عبد الله عليه السلام لكنه وصل متأخراً ليشاهد الرأس الشريف للإمام مرفوعاً على الرماح.
والفيلم أُنتج عام 1993 ويحمل توقيع المخرج (شهرام أسدي) وشارك في بطولته النجوم علي رضا شجاع نوري وعزت الله انتظامي وجمشيد مشايخي وجاله علو.
ويعتبر الكثيرون أن "يوم الواقعة" أفضل فيلم جسّد واقعة عاشوراء حتى يومنا هذا.
موكب الإباء
يروي فيلم (موكب الإباء) الأحداث التي جرت بعد استشهاد الحسين بن علي بن علي بن أبي طالب في واقعة كربلاء، حيث أُخذت أخته السيدة زينب وابنه الإمام زين العابدين عليهم السلام، مع النساء والأطفال من آل البيت الذين لم يُقتلوا في المعركة وسِيرَ بهم في موكب محزن إلى قصر ابن زياد في الكوفة ومنها إلى قصر يزيد في الشام في رحلة قاسية.
وفي هذا الموكب، واجهت السيدة زينب بصبرها وحكمتها الظلم، وأثبتت بصلابتها أن شهادة الحسين بن علي كانت بحق في سبيل الإصلاح في أُمّة جدّه رسول الله لتكون بحق المرأة التي حولت موكب السبي إلى موكب الإباء، وما يعرضه الفيلم هو جملة من الحقائق والوقائع المؤثرة، وقد أجازته نخبة من العلماء والمؤسسات الدينية الشيعية في أغلب الدول الإسلامية.
القربان/Hussein Who Said No
القربان أو القيامة (رستاخیز) Hussein Who Said No (الحسين الذي قال لا) فيلم إيراني ضخم يتناول قصة بكير بن الحُر الرياحي وحقبة زمنية تمتد من موت معاوية بن أبي سفيان حتى استشهاد الإمام الحسين (ع) في يوم عاشوراء، تم إنتاجه في إيران وصدر في 1 شباط 2014، الفيلم من إخراج أحمد رضا درویش.
وشارك في تمثيل أدوار الفيلم عدد من الفنانين الايرانيين والعرب أبرزهم: بوريا بور سرخ، حسين بور شيرازي، فرهاد قائميان، بابك حميديان، بهادر زماني، انوشيروان ارجمند، مهتاب كرامتي، شقايق فرهاني، ليلى بلوكات، زهرة حميدي ومن سوريا الفنانون مال سليمان وطلعت حمدي ورضوان عقيلي وفواز سرور، ومن العراق الفنان جواد الشكرجي ومن الكويت داوود حسين ومن لبنان فادي إبراهيم.
ويُعد فيلم "القربان" من أكبر الأفلام وذو ميزانية ضخمة التي تناولت واقعة عاشوراء، وسعى صناع الفيلم لأن تُظهر المؤثرات الخاصة مدى ضراوة وحدة المعركة.
كربلاء، جغرافيا لتاريخ
الفيلم الإيراني (كربلاء، جغرافيا لتاريخ) مترجم للعربية، وهو فيلم إيراني يسلط الضوء على الحركة الملحمية للإمام الحسين (ع) من البداية حتى استشهاده في يوم عاشوراء، ويتناول كيفية التعزية في ذكرى استشهاده حسب الثقافات المختلفة في العالم وخاصة في إيران.
ويروي أحداث الفيلم الممثل سيد شهاب حسيني، وقد قام الموسيقار الشهير مجيد انتظامي بتأليف موسيقاه، وقد قضى مؤلفه ومخرجه داريوش ياري خمس سنوات للبحث والتحقيق لإعداد مادة موضوعه واستغرق تصويره أربعين يوماً في إيران والعراق فيما استغرقت عملية إضافة المؤثرات البصرية الخاصة إلى الفيلم ما يقارب السنة.
السفير
وهو أول فيلم إيراني تطرق إلى وقعة عاشوراء، تم إنتاجه عام 1982 وأُنتج في 94 دقيقة، وعُرض لأول مرة في الدورة الأولى من مهرجان فجر السينمائي في نفس العام، ويُعد أول إنتاج إيراني "ضخم" في مجال الأفلام التاريخية.
ويصور الفيلم قصة (قيس بن مسهر) سفير الإمام الحسين عليه السلام، حيث يأتي بكتاب من الإمام إلى سليمان بن صرد الخزاعي، لكن في الطريق يُلقي جلاوزة ابن زياد والي الكوفة القبض عليه، لكنه يمحي كتاب الإمام، كما يحرض السجناء على القيام ضد ابن زياد، ينقل حصين بن نمير قائد جلاوزة ابن زياد قيس إلى السجن في الكوفة، وباقتراح من مستشاره يطلب ابن زياد من قيس أن يلقي خطبة في مسجد الكوفة ليكذب فيها على الناس أن الإمام الحسين ينوي مبايعة يزيد، يوافق قيس بالاقتراح، لكنه بدلا من ذبك يذم ويهجو يزيد في خطبته، وتثير الخطبة غضب ابن زياد فيلقي بقيس من أعلى قصره.
وتجب هنا الإشارة إلى دور الفنان القدير فرامز قريبيان في فيلم "السفير" في دور قيس بن مسهر، والذي جسّد بكل روعة مختلف جوانب هذه الشخصية من حيث الإقدام والشجاعة الى الإيمان الراسخ بالقضية والهدوء والسكينة والمظلومية.