في عيد الغدير.. ماذا تعرف عن العلامة الأميني وموسوعته الشهيرة "الغدير في الكتاب والسُنة والأدب"؟
انفوبلس/..
في مناسبة عيد الغدير الأغر، تسلط شبكة انفو بلس، الضوء على العلامة الشيخ عبد الحسين الأميني التبريزي النجفي، وموسوعته الشهيرة "الغدير في الكتاب والسُنة والأدب".
*مَن هو؟
الشيخ عبد الحسين الأميني التبريزي النجفي، هو عالم دين ومُؤلّف شيعي إيراني، ومن أهم تأليفاته موسوعة الغدير في الكتاب والسُنة والأدب، ويُلقّب بالعلامة الأميني، ولد في مدينة تبريز شمال غرب إيران سنة 1320 هـ، وبدأ فيها دراسته، ثم هاجر لمواصلة الدراسة الدينية إلى الحوزة العلمية في النجف الأشرف، حتى منحه كبار العلماء إجازات في الفقاهة والاجتهاد.
عُرف بالزهد وكثرة العبادة، ومن آثاره إنشاؤه مكتبة في النجف الأشرف سمّاها مكتبة أمير المؤمنين، جمع فيها ما يقرب من أربعين ألف كتاب، وجعلها مكتبة عامة.
توفي الأميني سنة 1390 هــ في طهران، ونُقِل جثمانه إلى النجف، ودُفِن في غرفة بالقرب من مكتبته التي أسَّسها.
*الغدير في الكتاب والسُنة والأدب
وهو كتاب في موضوع إثبات الإمامة والخلافة بلا فصل للإمام علي بن أبي طالب (ع) في واقعة الغدير، ألّفه الشيخ عبد الحسين الأميني، وقدّم فيه بحثاً جامعاً وكاملاً، أثبت أنّ حديث الغدير أكثر الأحاديث تواتراً واعتباراً، ولا يمكن لأحد إنكاره حيث رواه 110 من الصحابة و84 من التابعين بطرق صحيحة، وذكر سلسلة رواته من زمن النبي (ص) إلى علماء القرن الرابع عشر الهجري معتمداً على مصادر السُنة.
وفي المجلّد الثّاني حتى السّادس ذكر فيه المؤلّف الكثير من أشعار الصحابة والتابعين ومن جاء بعدهم الذين أرَّخوا لحادثة الغدير، وأورده الشعراء في قصائدهم حتى وصل إلى حد التواتر.
وأشار المؤلف فيه إلى مجموعة مباحث منها: الخلافة، والولاية، وفدك وتصرفات معاوية بن أبي سفيان وغيرها من المباحث، كما يعتبر كتاب الغدير من أهم الكتب المؤلّفة حول واقعة الغدير، ويصل حجم الكتاب إلى 11 مجلداً.
*المجلدات الـ11
يحتوي كتاب الغدير على مجموعة من المجلدات وهي عبارة عن:
-المجلد الأول
نقل المؤلّف في المجلد الأول حديث الغدير ثم ذكر الناقلين له من كبار الصحابة وتعدادهم مئة شخص، وذلك من خلال الاعتماد على مصادر أهل السُنة. ثم انتقل إلى ذكر من نقل الحديث من التابعين، وذكر آراء علماء الرجال السُنة فيهم. ثم ذكر بعد ذلك أسماء ثلاثمئة وستين (360) عالماً ممن روى هذا الحديث من القرن الثاني الهجريّ إلى القرن الرابع عشر الهجريّ. وبعد ذلك انتقل إلى ذكر من ألّف كتاباً مستقلاً في الغدير. وفي الفصل اللاحق ذكر الاحتجاجات بحديث الغدير.
كما ذكر الآيات النازلة في خصوص هذه الحادثة، ثم ذكر مسألة تبريك عمر وأبو بكر لأمير المؤمنين علي عليه السلام وكذلك سائر الصحابة، ومكانة عيد الغدير عند أهل البيت (ع)، وبعد ذلك ذكر ما قاله بعض علماء السُنّة في الغدير، وكذلك نقل سند حديث الغدير. وفي آخر هذا المجلد بيّن دلالة حديث الغدير، ورفع بعض الشبهات الواردة حول الحديث من قبل بعض علماء السُنّة.
-المجلد الثاني
المجلد الثاني جعله المؤلف لذكر الأشعار التي قيلت في الغدير. ولكن بدأ أولا ببيان مكانة الشعر في القرآن الكريم والسنة النبوية، ثم ذكر شعراء القرن الأول الهجري من أشعار أمير المؤمنين (ع)، وحسان بن ثابت، وقيس بن سعد بن عبادة، وعمرو بن العاص، ومحمد بن عبد الله الحميري مع ذكر الإسناد المتقن لهذه الأشعار تأييداً لخلافة الإمام علي (ع) للنبي محمد (ص).
ثم انتقل إلى ذكر من نظّم في الغدير من شعراء القرن الثاني الهجري مثل: الكميت الأسدي، والسيد الحميري، وعبدي الكوفي، وبعد ذلك انتقل إلى ذكر شعراء القرن الثالث الهجري مثل: أبو تمام الطائي، ودعبل الخزاعي.
-المجلد الثالث
تناول المؤلف في المجلد الثالث شعراء القرن الثالث الهجري الذين كتبوا في الغدير، ثم انتقل إلى ذكر مصنفات المستشرقين في الإسلام. ورجع إلى بعض شعراء القرن الثالث كابن الرومي وأفوه الحماني، ثم انتقل إلى البحث عن زيد الشهيد ونظرة الشيعة إليه، وأجاب على شبهات السُنة في هذا مجال، ثم انتقل إلى البحث في بعض الإشكالات التي أوردها أهل السُنة على الشيعة، فقام بنقدها، وأجاب عليها، ثم ذكر بعض فضائل أهل البيت(ع)، وبحث في مسألة تحريف القرآن والمتعة.
-المجلد الرابع
تطرق الأميني في المجلد الرابع إلى ما كُتِب عن الغدير في القرن الرابع الهجري، ثم ذكر شعراء القرن الخامس الهجري والسادس الهجري الذين أنشدوا أشعاراً في الغدير، ومنهم أبو الفتح كشاجم، والصاحب بن عباد، والشريف الرضي، والشريف المرتضى، وأبو العلاء المعري، والخطيب الخوارزمي.
-المجلد الخامس
ذكر في المجلد الخامس ما كُتِب عن الغدير في القرن السادس الهجري والسابع الهجري، وذكر مطالب أخرى هي: (حديث رد الشمس)، (صلاة الألف ركعة)، (المحدث في الإسلام)، (علم أئمة الشيعة بالغيب)، (الدفن عند المشاهد المشرّفة)، و (الزيارة).
وقد اعتمد المؤلف في الاستدلال على كل هذه المباحث على مصادر السُنة، كما أجاب على التهم التي وجهها بعض علماء السُنة إلى الشيعة.
-المجلد السادس
يحتوي هذا المجلد على ما تناوله الكتّاب عن الغدير في القرن الثامن الهجري ومن جملة من كتب: الإمام الشيباني الشافعي، وشمس الدين المالكي، وعلاء الدين الحلي. كما تناول في هذا المجلد علم عمر بن الخطاب واشتباهاته في مجال القضاء، وذلك من خلال الاعتماد على مصادر السُنة أيضا، كما ذكر نهي عمر بن الخطاب عن المتعتين (متعة الحج، ومتعة النساء)، وهو على خلاف ما كان على عهد النبي (ص) وأبو بكر.
-المجلد السابع
تناول المؤلف في هذا المجلد ما كُتِب عن الغدير في القرن التاسع الهجري، ومن ثم ناقش الفضائل المبالغ فها بحق أبي بكر بن أبي قحافة، وتطرق بالحديث عن فدك. وآخر بحث في هذا المجلد تكلم فيه عن إيمان أبي طالب فذكر الكثير من الأدلة التي تثبت ذلك منها أشعار وأقوال وأفعال أبي طالب، وكذلك أحاديث الأئمة المعصومين (ع).
-المجلد الثامن
تناول المؤلف في بداية هذا المجلد ما تبقي من البحث المتعلق بإيمان أبي طالب من خلال الإجابة على بعض الشبهات المتعلقة بإيمان أبي طالب، ومن ضمنها حديث الضحضاح. وتناول مرة أخرى الفضائل المبالغ فيها لأبي بكر بن أبي قحافة، وكذلك المبالغات الواردة في فضائل عمر بن الخطاب، ثم انتقل إلى الفضائل المبالغ فيها بحق عثمان بن عفان، وذكر عطاياه من بيت مال المسلمين، ونفيه أبا ذر الغفاري إلى الربذة.
-المجلد التاسع
تناول في هذا الفصل ما ذُكِر في فضائل عثمان وخلافه مع ابن مسعود وعمار، ونفيه وجهاء الكوفة إلى الشام، كما ذكر آراء بعض أصحاب النبي (ص) في عثمان، وكيفية مقتله.
-المجلد العاشر
ذكر في أول هذا المجلد المبالغة في فضائل الخلفاء الثلاثة ونقدها، ثم انتقل إلى ذكر ابن عمر وأعماله السيئة على نحو بيعته ليزيد بن معاوية. كما ذكر الغلو في فضائل معاوية وذكر أخطائه، والبدع التي ابتدعها في الإسلام، والجرائم التي ارتكبها بحق الإسلام والمسلمين وبالخصوص حرب صفين ضد خليفة المسلمين الإمام علي (ع)، وما جرى في مسألة التحكيم.
-المجلد الحادي عشر
حاول المؤلف في بداية هذا المجلد دراسة تعامل معاوية مع الإمام الحسن المجتبى (ع)، وصِدامه مع شيعة الإمام علي (ع)، ونكايته بحجر بن عدي وأصحابه، ثم انتقل إلى نقد الفضائل الموضوعة بحق معاوية، كما ذكر الغلو والقصص الخرافية في فضائل بعض الأشخاص. كما كتب في هذا المجلد ما كُتِب عن الغدير من القرن التاسع وحتى القرن الثاني عشر، وذكر شعراء هذه الفترة الذين نظّموا الشعر في هذه الحادثة. ولكن وفاة المؤلف حالة دون نشر هذا الأخير.
*ترجمة
تُرجِم كتاب الغدير إلى عدة لغات هي الفارسية والأوردية والإنجليزية. كما لُخِّص باللغة العربية وبلُغة الأوردية واللغة التركية الإسطنبولية.
مكانة الكتاب
يرى بعض المحققين والناقدين أن كتاب الغدير عبارة عن دائرة معارف شاملة للمسائل العلمية الإسلامية في علم التاريخ وعلم الكلام والحديث والدراية والرجال والتفسير وتاريخ نزول القرآن وتاريخ أدب الغدير فضلاً عن نقد وتصحيح الكثير من الكتب التراثية وبشكل محكم وجميل.
طُرِحت في كتاب الغدير جملة من المسائل التي يحتاجها كل متخصص بالدراسات الإسلامية، فمَن يدرس علم الدراية لابد له من الاطلاع على سلسلة الكذّابين والوضّاعين التي ذكرها الأميني في المجلد الخامس من الغدير. ومن يريد الاطلاع على المِلَل والنِّحَل، فلابد أن يطالع المجلد الثالث من الغدير، ومن يريد الاطلاع على مباني المذهب الشيعي فمراجعة المجلد الأول والثاني والسابع تكفيه للوقوف على هذه المباني.
*وجه تسمية الكتاب
اختار المؤلف عنوان "الغدير في الكتاب والسُنة والأدب" ليقول، إن المُنْكِر لحديث الغدير والمواضيع التي ترتبط بقضيته، في الواقع هو مُنكِر القرآن والسُنة والأدب والتاريخ والمجمع العلمي للشعر العربي، لأنه قد ثبّت ما ادعاه بأدلة دامغة من هذه المصادر الثلاثة.