مرض العضال ينهي حياة الفنان عبد الستار البصري.. انفوبلس تستعرض سيرته الذاتية كاملةً وأدواره الخالدة
انفوبلس/ تقرير
أنهى مرض العضال، حياة الفنان العراقي الكبير عبد الستار البصري، في أحد مشافي العاصمة العراقية بغداد، أمس الأحد 12 مايو/ أيار 2024، عن عمر ناهز الـ 77 عاماً، تاركاً خلفه عشرات المسلسلات التلفزيونية التي حققت نجاحات كبيرة في الوطن العربي، ومجموعة كبيرة من الجوائز التي حصدها من مختلف المؤسسات داخل العراق وخارجه.
ويسلط تقرير شبكة "انفوبلس"، الضوء على سيرته الذاتية وأدواره الفنية الخالدة في ذاكرة العراقيين وجوائزه الدولية
نعت نقابة الفنانين العراقيين، الفنان عبد الستار البصري، قائلةً في بيانٍ صحفي ورد لـ"نفوبلس"، إنّ: "النقابة تنعى ببالغ الحزن والأسى الفنان الراحل، والذي وافته المنية اليوم إثر مرض عضال، سائلين المولى عز وجل أن يتغمده بواسع رحمته، وأن يلهم ذويه ومحبيه وزملاءه الصبر والسلوان، وإنا لله وإنا إليه راجعون".
كما قالت وزارة الثقافة العراقية، "التعزية والمواساة للأوساط الفنية والثقافية، لرحيل الفنان الكبير عبد الستار البصري، بعد معاناةٍ مع مرضٍ ألمَّ به، عن عمرٍ ناهز الـ77 عام، تاركاً سيرةً طويلة من العطاء والإبداع في المسرح والسينما والدراما، وعشرات الجوائز والتكريمات في مهرجانات محلية وعربية ودولية، مُعربة عن أسفها لرحيل المبدع البصري".
لقد أسهم الراحل في إثراء المشهد المسرحي والسينمائي في العراق، فهو من أبرز الممثلين الذين ذاع صيتهم في تقديم الأفلام السينمائية والمسرحيات التراجيدية من خلال الفرقة الوطنية للتمثيل، وبرحيله يخسر العراق قامة كبيرة تركت بصمةً مهمة في تأريخ الدراما والمسرح والسينما العراقية والعربية، وفقا للوزارة.
*كبار نجوم العراق في وداع عبد الستار البصري
نظّمت نقابة الفنانين العراقيين، اليوم الاثنين13 مايو/أيار 2024، تشييعاً رمزياً للفنان الراحل عبد الستار البصري انطلق من مقر النقابة في شارع الرشيد وسط بغداد، وذلك بعد أن تم تشييع جثمان الراحل أمس من منزله إلى مثواه الأخير في النجف.
وحضر التشييع الرمزي أعضاء المجلس المركزي للنقابة وأعضاء الشُعب الفنية وعدد من الفنانين العراقيين وفاءً لمسيرته، وكذلك العديد من وسائل الإعلام.، حيث وصف الحاضرون رحيل البصري بالخسارة الكبيرة للفن العراقي لما قدمه الراحل من منتج فني سيظل محفوراً في الذاكرة العراقية.
وكان آخر ظهور للراحل عبد الستار البصري في اليوم العالمي للمسرح، حيث قرأ الفنان الكبير وقتها كلمة كتبها حامل نوبل النرويجي يون فوسيه، خلال فعاليات المناسبة التي أحيتها دائرة السينما والمسرح.
يذكر أنه خلال شهر آذار/ مارس الماضي 2024، دخل الفنان عبد الستار البصري، العناية المشددة في مستشفى اليرموك بالعاصمة بغداد بعد تعرضه لجلطة دماغية. كما أن البصري كان قد تعرض إلى أكثر من جلطة قلبية في الأشهر الماضية، ثم تحسنت صحته.
من هو عبد الستار البصري؟
عبد الستار البصري، من مواليد مدينة البصرة (يوم 22 فبراير من سنة 1947) بمحلة البجاري بالعشر، وأكمل دراسته الابتدائية والمتوسطة والإعدادية فيها، حتى ترك البصرة ودراسة القانون، وتوجه إلى بغداد ودرس في كلية الفنون الجميلة جامعة بغداد عام 1967 والذي تخرج فيها بالموسم الدراسي 1971 - 1972 قسم المسرح، ليلتحق بالفرقة الوطنية للتمثيل عام 1974، وقدم العديد من الأعمال في المسرح السينما والتلفزيون العراقي.
وبدايته كانت بمصاحبة علي حسن مطر حيث شارك بمسرحية (القلب الأرعن) تأليف جان باترك وإخراج محمد وهيب، ثم مسرحية معرض الجثث لكاتبتها الأمريكية ساد اكوان وأخرجها عبد المنعم شاكر.
وعمل الراحل في التلفزيون كمذيع للنشرات الإخبارية في التلفزيون العراقي في سبعينيات القرن الماضي، ثم تحول إلى التمثيل وحقق فيه حضوراً بارزاً وحصل على العديد من الجوائز عن أعماله في المسرح والتلفزيون داخل العراق وخارجه.
ويُعد الراحل البصري واحدا من رواد الدراما العراقية وخصوصا في المسرح، حيث أجاد الأدوار التي تتحدث باللغة الفصحى، فيما تميزت أدوراه ما بين كوميديا الموقف والأعمال التراجيدية.
*أدواره الفنية الخالدة
ومن أدواره الفنية الخالدة، هي: مسلسل "عالم الست وهيبة"، حيث جسد الشخصية الكوميدية "عبود الضامن"، وكذلك الفيلم الوثائقي عن قصة حياة شاعر العرب الأكبر محمد مهدي الجواهري، الذي قام بتجسيد شخصية الجواهري.
ومن أبرز أعمال الفنان عبد الستار البصري، مسلسل "ألماس مكسور"، و"الخوات"، و"غايب في بلد العجايب"، و"العدلين"، و"يسكن قلبي"، و"حرائق الدمار"، و"بقايا حب"، و"ضياع في حفر الباطن"، و"رجال وقضية" وغيرها.
*جوائز عديدة
وحصل الفنان الراحل، على جائزة أفضل ممثل كوميدي في العراق عام 1980 من مركز العراقي للمسرح في وزارة الثقافة، وأفضل ممثل تراجيدي في العراق عام 1987، من مركز العراقي للمسرح في وزارة الثقافة.
وحصل أيضاً على جائزة أفضل ممثل في يوم المسرح العالمي عام 2008 من دائرة السينما والمسرح، إضافة إلى جائزة أفضل ممثل عام 2009 من مؤسسة الرؤية للثقافة والفنون، وأفضل شخصية فنية عام 2010.
علاوة على 3 جوائز دولية، وهو أول ممثل عراقي يحصل على 3 جوائز دولية في 3 أعوام متتالية، وهي لقب أفضل ممثل من مهرجان القاهرة الدولي عام 2008، ولقب أفضل ممثل في مهرجان قرطاج الدولي عام 2009، ولقب أفضل ممثل مهرجان أرفود الدولي الثالث في المغرب عام 2010.
لكن في فترة التسعينيات خلال حكم النظام البائد، اضطر الفنان الراحل النزول إلى الشارع بسبب الظروف المعيشية الصعبة، والعمل بچنبر متواضع في منطقة البياع ببغداد لمصارعة الحياة من أجل عيش الكريم كما موضح بالصورة أدناه.
*37 فناناً عراقياً غيبهم الموت في 2023 و2024
رحل عن عالمنا خلال العام الماضي 2023 الكثير من الأسماء الفنية البارزة التي تركت بصماتها في مجال العمل السينمائي والتلفزيوني والمسرحي، وفيما يأتي أبرز الفنانين الذين غيبهم الموت:
الفنان العراقي علي داخل والمعروف بشخصية "عذيّب" في مسلسل بيت الطين، والفنان رضا طارش، والفنان فلاح إبراهيم، وكذلك الفنانة ميلاد سري، والفنان محمود حسين "أبو تحسين" والفنان والمخرج والباحث المسرحي محسن العزاوي، الفنانة العراقية المقيمة في الكويت أمل عباس.
بالإضافة الى المطرب العراقي ياس خضر "صوت الأرض"، والشاعر العراقي البارز كريم العراقي، والفنان صبحي الخزعلي، والشاعر الشعبي جليل صبيح، والفنان أحمد السلمان، والفنان والمخرج فائق الحكيم، والفنان البصري رعد الغريب، والفنان غازي الكناني، والفنان السينارست ثامر مهدي، فضلا عن الفنان حازم جياد، والفنان والتدريسي في كلية الفنون الجميلة نزار جواد الزبيدي، والشاعر العراقي كاظم السعدي.
وكذلك المخرج السينمائي والكارتوني ثامر الزيدي، والفنان الكبير الموسيقي أكرم حبيب، والفنان عبد اللطيف هاشم الكعبي، والفنان التشكيلي العراقي عاصم فرمان، ورائد المسرح العراقي مهدي سميسم، والفنان العراقي علي جودة، المخرج والكاتب والممثل العراقي فالح حسن العبد الله، والفنان التشكيلي مجيد الساعدي.
أما خلال العام الحالي 2024، فقد غيب الموت العديد من الفنانين، وهم الفنان العراقي الكبير "علي المطوع" والذي اشتهر بدور "سعيّد" في مسلسل بيت الطين الشهير، والفنان عامر جهاد، والفنان التشكيلي غسان ال سعيد، والملحن العراقي كوكب حمزة، والفنان المصور ستار راشد، والفنان الموسيقي ماجد حسين، والفنان مكي عواد، بالإضافة الى الكاتب والفنان حامد ال خاطر، والفنان محمد فوزي السوداني، والفنان التشكيلي محمد حياوي.