أبرزهم الربيعي والمياحي.. شخصيات حوزوية مقربة من المرجعية تدعو للمشاركة في الانتخابات المحلية
انفوبلس/ تقرير
مع بدء العد التنازلي لإجراء انتخابات مجالس المحافظات في العراق في 18 ديسمبر/ كانون الأول الجاري، ظهرت شخصيات حوزوية "مرموقة" ومقربة من المرجعية الدينية العليا في النجف الأشرف، تدعو للمشاركة في الانتخابات المحلية، ناصحين بانتخاب الأصلح، فما الغاية من هذه الدعوات؟
المرجعية الدينية العليا في النجف الأشرف أصدرت عدة بيانات سابقة تؤكد على أهمية الانتخابات
*دعوات دينية للمشاركة في الانتخابات
الأستاذ في الحوزة العلمية الشيخ جميل الربيعي، يؤكد أن المرجعية الدينية أصدرت عدة بيانات سابقة تؤكد على أهمية الانتخابات. وقال الربيعي في لقاء متلفز تابعته "انفوبلس"، إنه "لا يمكن تحقيق الأمن والاستقرار من دون الانتخابات".
ويبين، إن "المشاركة في الانتخابات مسؤولية شرعية لكل إنسان عاقل ورشيد". معتبراً، إن "مَن يدعو لعدم المشاركة في الانتخابات إما جاهل أو لا يريد مصلحة العراق أو رجل فاشل". مشيرا الى أن ادعاء المقاطعين بأن الجميع فاسدين "ظلم".
ويكشف الشيخ جميل الربيعي، إن "المرجع الديني الأعلى في النجف الاشرف السيد علي السيستاني يؤكد على ضرورة المشاركة في الانتخابات"، لافتا الى أن "المشاركة في الانتخابات قد تكون عملية إصلاحية".
ويتابع، إن "الانتخابات وسيلة سليمة لمعالجة الأخطار التي يمكن أن تداهم الشعب العراقي والمرجعية الدينية تؤكد دائما على أهمية الانتخابات ودورها في مستقبل البلاد"، مشددا بالقول، "على المنتخبين البحث عن الشخصية الأفضل التي تخدم الأمة".
وسبق أن تعهدت الحكومة ورئيسها محمد شياع السوداني بوضع الخطط الكفيلة بإجراء انتخابات نزيهة، مؤكداً أن التعامل مع جميع القوى المشاركة سيكون مهنياً.
كما يؤكد الشيخ عزيز المياحي معتمد المرجعية الدينية العليا، أن المشاركة في الانتخابات واجب وطني ومسؤولية شرعية كبيرة كما تقول المرجعية في كل مرة. ويقول المياحي في مقطع فيديوي حصلت عليه "انفوبلس"، "عليكم انتخاب الأصلح الذي قدم الشهداء في ساحات القتال ودافع عن الأرض والعرض".
ويضيف المياحي مخاطباً الناخبين، "لا تستهِن بنفسك وصوتك في هذه الانتخابات ولا تضيعون الفرصة للمشاركة في هذه الانتخابات خصوصاً من النساء، كما عليكم تجاهل الإعلام المغرض الذي يحارب الحشد الشعبي"، مستذكراً بطولات الحشد في السنوات السابقة.
بينما يدعو ممثل المرجعية العليا في الكاظمية الشيخ حسين آل ياسين للمشاركة في الانتخابات، بالقول، "تمسكوا بصناديق الانتخابات بأسنانكم وأظافركم".
وفي الانتخابات البرلمانية السابقة 2021، حثَّ المرجع الديني الأعلى السيد علي السيستاني العراقيين على المشاركة الواسعة في الانتخابات التي حصلت في العاشر من أكتوبر من تلك السنة. وأكد، وفق بيان أصدره مكتبه، عدم مساندته "أي مرشح أو قائمة انتخابية على الإطلاق".
وجاء في البيان حينها، أن "المرجعية الدينية العليا تشجّع الجميع على المشاركة الواعية والمسؤولة في الانتخابات القادمة"، فهي "الطريق الأسلم" لتفادي "خطر الوقوع في مهاوي الفوضى والانسداد السياسي".
وبحسب مراقبين تحدثوا لـ"انفوبلس"، فإن دعوات المقرّبين من المرجعية الدينية للمشاركة في الانتخابات، "وضعت الشعب العراقي أمام مسؤوليته الشرعية والتاريخية والأخلاقية، لأن الاختيار الواعي يشكل فرصة للأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، بل هي السبيل الوحيد لتحقيق التغيير والإصلاح المنشود".
*انتخابات مجالس المحافظات
وبحسب مفوضية الانتخابات، فإن التصويت في الانتخابات سيبدأ فعلياً في 16 ديسمبر/ كانون الأول الحالي، لكنه سيقتصر على القوات المسلحة والأجهزة الأمنية والنازحين، في حين سيكون إجراء التصويت العام للمواطنين يوم 18 من الشهر نفسه، إذ يحق لنحو 16 مليون ناخب التصويت.
وأُلغيت مجالس المحافظات عام 2020، حين صوَّت البرلمان العراقي على إنهاء عملها استجابةً لمطالب الحراك الاحتجاجي الذي انطلق في أكتوبر (تشرين الأول) 2019، قبل أن تقر الكتل السياسية إعادتها عبر انتخابات محلية، وفقاً للاتفاق السياسي الذي شكل حكومة محمد شياع السوداني، عام 2022.
وستكون هذه أول انتخابات محلية تُجرى في العراق منذ إبريل/ نيسان 2013، وتتولى مجالس المحافظات المُنتخبة مهمة اختيار المحافظ ومسؤولي المحافظة التنفيذيين، ولهم صلاحيات الإقالة والتعيين، وإقرار خطة المشاريع بحسب الموازنة المالية المخصصة للمحافظة من الحكومة المركزية في بغداد، وفقاً للدستور العراقي.
وستُجرى انتخابات مجالس المحافظات العراقية، وفقاً لطريقة "سانت ليغو" التي تعتمد على تقسيم أصوات التحالفات على القاسم الانتخابي 1.7، ما يجعل حظوظ الكيانات السياسية الكبيرة تتصاعد على حساب المرشحين المستقلين والمدنيين، وكذلك الكيانات الناشئة والصغيرة.
وكانت المفوضية العليا المستقلة للانتخابات في العراق أكدت أن قرابة 70 حزباً وتحالفاً سياسياً، وأكثر من 6 آلاف مرشح يتنافسون على مقاعد مجالس المحافظات في الانتخابات المحلية، المقرر إجراؤها في 18 ديسمبر/ كانون الأول الجاري.
*القوى المتنافسة
ومن أبرز القوى السياسية المتنافسة في الانتخابات تحالف "نبني" الذي يضم القوى الشيعية بعد انسحاب تيار مقتدى الصدر من الانتخابات، وتحالف "نحن أمة"، وهو إحدى أهم القوى السنية التي يتزعمها رئيس مجلس النواب المبعد محمد الحلبوسي، وائتلاف "دولة القانون" الذي يتزعمه رئيس الوزراء الأسبق نوري المالكي، وتحالف "الأنبار الموحد" بزعامة رئيس حزب الحل جمال الكربولي الذي يضم عددا من القوى والشخصيات السياسية السنية التي تمثل محافظة الأنبار غربي العراق.
كذلك يشارك تحالف "الحسم" الذي يتزعمه وزير الدفاع الحالي ثابت العباسي الذي يضم 9 أحزاب، فضلا عن القوى الكردية التي تضم الحزبين الرئيسين، الديمقراطي الكردستاني والاتحاد الديمقراطي وبعض القوى المتنافسة في محافظات إقليم كردستان وكركوك ونينوى وبغداد وبعض المناطق المحيطة بالإقليم.
كما تتنافس في هذه الانتخابات بعض القوى المدنية أبرزها تحالف "قيم المدني" الذي يضم 10 أحزاب، وتحالف "القوى المدنية" وتحالف "تركمان العراق"، فضلا عن القوى السياسية الناشئة التي تمثل قوى المستقلين، بالإضافة إلى الأقليات التي تمثل المسيحيين والإيزيديين والصابئة.
وفي منتصف نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي، دعا زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر، أتباعه إلى مقاطعة انتخابات مجالس المحافظات، مشيرا إلى أن المقاطعة تقلل من شرعيتها دوليا وداخليا، وتقلص فرص من وصفهم بالفاسدين والتبعيين، في الهيمنة على العراق.
*أرقام
وتؤكد المتحدثة باسم مفوضية الانتخابات جمانة الغلاي، أن 16 مليون ناخب يحق لهم التصويت في الانتخابات، من خلال 7766 مركز اقتراع وبواقع 38 ألف محطة موزعة في عموم البلاد، مبينة أن المفوضية أكملت استعداداتها لعملية الاقتراع من العد والفرز والإرسال.
وتوضح الغلاي، أن عدد المرشحين الكلي للانتخابات هو 6022 موزَّعين على 38 تحالفا، فيما يبلغ عدد التحالفات والأحزاب والأفراد 163، إذ بلغ عدد المرشحين للتحالفات 4223 وعدد المرشحين للأحزاب 1729 وللأفراد 70 فردا، مشيرة إلى أن عدد المرشحين من المكون المسيحي 16 مرشحا وللصابئة 10 مرشحين، وللكرد الفيليين 13 مرشحا، ولمكون الشبك 5 مرشحين وللإيزيديين 4 مرشحين.
وبخصوص المراقبين الدوليين والمحليين أوضحت الغلاي، أن 87 مراقبا دوليا سيعملون على مراقبة الانتخابات، وأكثر من 33 ألف مراقب محلي، وأكثر من 5 آلاف من وكلاء الأحزاب، كما ستشارك 95 مؤسسة تمثل الإعلام العربي والدولي.