إعلاميون ومدونون وسياسيون يشنون حملة تسقيط ضد استضافة رئيس القضاء الإيراني لكنهم وقعوا في فضيحة كبرى
اعتذروا بعدما كذبوا..
إعلاميون ومدونون وسياسيون يشنون حملة تسقيط ضد استضافة رئيس القضاء الإيراني لكنهم وقعوا في فضيحة كبرى
انفوبلس/..
خطأ فادح وربما يكون مقصوداً من قبل سياسيين وإعلاميين ومدونين وفنانين ومحامين ونشطاء، رافق زيارة رئيس السلطة القضائية الإيراني، غلام حسين ايجئي، إلى بغداد، بل وتحديداً مجلس النواب العراقي ولقاءه رئيس المجلس بالنيابة محسن المندلاوي في القاعة الدستورية داخل البرلمان، وتحريف الواقعة بشكل جذري وبث اتهامات وإساءات للمندلاوي، بل والعراق.
*تفاصيل ما جرى
في 14 شباط الجاري، استقبل محسن المندلاوي، رئيس مجلس النواب بالنيابة، رئيس السلطة القضائية الإيراني، غلام حسين ايجئي، والوفد المرافق له، بحضور عدد من النواب، والسفير الإيراني لدى العراق محمد ال صادق.
وأكد المندلاوي، أن الاعتداءات الأمريكية المتكررة على المواقع والشخصيات العراقية مخالفة للقانون الدولي، ومن شأنها تعكير العلاقات بين البلدين، مبدياً حرص مجلس النواب على تنفيذ قراره السابق بإخراج القوات الأجنبية من البلاد، فيما بين أن الفترة المقبلة ستشهد تشريع قانون لإنهاء تواجدها بالكامل، وأن العراق بلد قوي لا يحتاج إلى قوات أجنبية لحمايته، داعياً في الوقت ذاته البرلمانات العربية والإسلامية إلى سنّ قوانين لمحاسبة الكيان الصهيوني والدول الداعمة له وتجريم العلاقات معها.
وقال رئيس المجلس: إن السلطة التشريعية حريصة على تعزيز العلاقات مع كل دول المنطقة والجوار، وإنها تؤمن بالتعاون والتكامل مع السلطات التنفيذية والقضائية العراقية، وتدعم الاتفاقيات والمعاهدات الثنائية في مجال التعاون القضائي والقانوني بين السلطتين القضائيتين في البلدين، مشدداً على أن دور العراق ثابت من فلسطين، وأن النظام الدولي ودول المنطقة بالخصوص مسؤولون عن إيقاف العدوان الصهيوني الوحشي في غزة.
من جانبه، أشاد غلام، بدور مجلس النواب العراقي، واصفاً إياه بالاستثنائي، فقد كان أول برلمان يسنُّ قانوناً لتجريم التطبيع مع الكيان الصهيوني، وهذا موقف مشرّف ويُحسب له، مؤكداً أن الشعب العراقي يستطيع أن يُدير بلده بالشكل الذي يراه مناسباً، فيما دعا إلى مزيد من التعاون بين برلمانيّي البلدين في القضايا الإقليمية، خصوصا أن موقف العراق مؤثر وفاعل.
*اللغط المقصود
ما أثار اللغط "المقصود" في هذا اللقاء من قبل بعض المدونين والسياسيين المعروفين بعدائهم للعراق، هو أن اللقاء جرى في القاعة الدستورية، إذ كان الضيف غلام حسين ايجئي جالساً إلى جانب مضيّفه المندلاوي على طاولة الاجتماع، وهي طاولة مستديرة، كما أن ذلك معمول به وفق البروتوكولات العالمية.
لكن ما حدث هو نشر ما خالف الحقيقة، والادعاء بأن غلام حسين ايجئي كان جالساً على كرسي رئاسة مجلس النواب العراقي، الأمر الذي روّج له الكثيرون بشكل مباشر ومقصود من البعض وغير مقصود من البعض الآخر.
*نواب تفاعلوا بطريقة سيئة
ملا عبود الكرخي، هي صفحة على تويتر معروفة بتبعيتها إلى النائب السابق فائق الشيخ علي، نشر صورة المندلاوي وضيفه الإيراني معلقاً بالقول: "هاي الصورة تخليك لا إرادياً تگول ألف رحمة ونور على روحك الطاهرة صدام حسين أشهد ما بالله أنت.... (مرفوقة بكلمات خادشة للحياء)".
من جهته، كتب أيضاً مثال الآلوسي، وهو أيضاً نائب سابق، ما نصه: "صورة وقحة مقززة لحقيقة انعدام القيم والأعراف بل وانعدام الأخلاق والسيادة".
قبل أن يعود ويعتذر بمنشور آخر، قائلاً: "بغض النظر عن موقفي المعروف من أتباع النظام الايراني في العراق، فإن الأمانة تقتضي مني تصحيح الانطباع فالصورة المنشورة هي ليست في القاعة الرئيسية للمجلس بل في القاعة الدستورية وتقبلوا الاحترام".
البرلماني السابق، عمر عبد الستار محمود، كتب: "شلون وقاحة من برلمان المندلاوي الى الكونجرس غلام حسين محسن ايجئي الحرسي الثوري الايراني مسؤول القضاء الإيراني يقول بالقانون ستخرجون ردوها إن استطعتم".
الغريب في ما صدر عن هؤلاء النواب السابقين هو أنهم كانواً أعضاء في البرلمان ويعرفون جزئياته وأماكنه، الأمر الذي دفع للتساؤل حول الغاية من نشرهم هكذا منشورات رغم معرفتهم بأن هذه هي القاعة الدستورية!
*سياسيون
فيما علق السياسي غيث التميمي، بالقول: "المشهد الأكثر واقعية في عراق الإطار وحلفائه". ثم عاد وكتب على صور أخرى "البرلمان العراقي ينشر صور تؤكد انتهاك البروتوكول في مرات عديدة سابقة".
السياسي المعروف إبراهيم الصميدعي، كتب هو الآخر: "تقدر تخلي الضيف على راسك من حقك لكن لن يجلس مكان رب البيت".
وأضاف: "ولذلك قال المصطفى: "لا يُؤَمُّ الرجلُ الرجلَ في بيته في الصلاة. واتفق جمهور الفقهاء على وإن كان أعلم وأتقى".
فيما كتب السياسي قصي محبوبة: "أتحدى أي مسؤول عراقي أن يذهب إلى طهران ويُسمح له بالجلوس على منصة الرئاسة لبرلمان الشعب الإيراني. أتحدى أي مسؤول شيعي عراقي من أكبرهم إلى أصغرهم من دون أي استثناء".
وتابع: "وإذا قبل أحدهم التحدي وحدث هذا فآني سأقدم اعتذاري له ولـ80 مليون إيراني".
ليرد عليه النائب مصطفى سند، قائلا: "دكتور هذه القاعة الدستورية وليست منصة الرئاسة. وتوجد صور للمندلاوي في برلمان طهران في المنصة الرئيسية".
وكتب رئيس حركة وعي، صلاح العرباوي، "هذا مكان عمل وليس مكان استقبال هذا بيت الشعب وليس قاعة حزبية. متى تحترمون الدولة". ليتعرض لحملة سخرية من قبل مئات المعلقين لجهله المطبق ببروتكولات الضيافة الرسمية.
الباحث في شؤون إيران والخليج، سالم الدليمي، كتب: "الإيرانيون في العراق.. رئيس جهاز القضاء الإيراني وهو من الحرس الثوري يجلس على منصة رئيس مجلس النواب العراقي برفقة رئيس المجلس بالنيابة محسن المندلاوي".
وكتب السياسي أحمد الزيادي، "المندلاوي رجل أعمال لا يصلح للسياسة هذه واضحة لدي منذ أول موقف تعرض له المندلاوي وشاهدت كيف تعامل معه. لكن ليس هنالك مراسيم يحددون أين يجلس الضيوف المندلاوي انت الان رئيس سلطة تشريعية يجب أن لا يجلس بجانبك الا من يقابلك في المنصب اما اذا كنت تعتلي كرسي المنصة فلا يجلس بجنبك أحد".
الباحث السياسي مجاهد الطائي، كتب هو الآخر: "المندلاوي خلال استقباله رئيس السلطة القضائية الإيرانية: الأسابيع المقبلة ستشهد تشريع قانون إنهاء التواجد الأمريكي. ماذا عن التواجد والهيمنة الإيرانية؟ ربما يريد المندلاوي البقاء كرئيس لمجلس النواب".
وكتب هيثم السبتي، باحث سياسي، "المندلاوي انت الان ممثل العراق ولا يحق لك ولا لغيرك أن يهين هذا المكان الأجدر بك أن تحترم الشعب وتكون رجل دولة وليس رجل تابع مع الاسف غررنا بك".
وكتب أيضاً الباحث السياسي رعد هاشم: "رسالة إيرانية بليغة. من المندلاوي من شدة انجذابه وتأثره وحبه لإيران وصل به الحال إلى ان يجلس على منصة رئاسة البرلمان العراقي المعمم وهو رئيس جهاز القضاء الايراني غلام حسين محسني احد عناصر الحرس الثوري الايراني ومقرب من خامنئي. وكان له دور كبير في تعذيب وقتل الجنود العراقيين الاسرى في حرب الثماني سنوات بين العراق وايران".
*الديمقراطي الكردستاني
عضو الحزب الديمقراطي الكردستاني، عماد باجلان، كتب: "الصورة تفضح الغلمان. حتى وان جلست على كرسي الرئاسة ستبقى غلاما وعبداً لغلام.عود لا تنسى ترفع عليا دعوى قضائية بتهمة اهانة مجلس النواب. هل توجد اهانة اكثر من ما انت فيه يا مهان".
رئيس موقع بغداد بوست، سفيان السامرائي كتب: "عزيزي العربي أينما كنت اقدم لك نموذج من السيادة العراقية المطلقة. هذه منصة البرلمان العراقي يجلس عليها كل من "محسن علي أكبر نامدار نظر المندلاوي علي اليمين والده ايراني ورئيس مجلس القضاء الاعلى في ايران التأسلم والإرهاب علام حسين محسني. بلدنا تم احتلاله رسمياً".
وكتب حساب راضي العرضحالجي (يدّعي أنه كاتب وصحافي)، ما نصه: "رئيس البرلمان الحقيقي ونائبه المندلاوي حين تكون الصورة حقيقية وبدون فلاتر لا يا هتلية".
أحد أتباع التيار الصدري، ويدعى مصطفى المهندس، كتب: "ماكو شي بس رئيس السلطة القضائية الإيرانية كاعد على أحد مقاعد رئاسة البرلمان بصف المندلاوي".
قبل أن يكتب مجدداً منشوراً يعتذر فيه، قائلاً: "نحن أتباع الشهيد الولي تعلمنا لا نستخدم الكذب في إثبات الحق، والصدق منهجنا حتى مع أعدائنا لذا أعتذر عن المنشور كنت أظن أنها في موقع رئاسة البرلمان واتضح فيما بعد انها قاعة المؤتمرات بعد أن أوضح لي الإخوة ذلك. لن نكون إطاريين بلا أخلاق رغم ذلك هذا لا ينفي أنهم ذيول عملاء".
وكتبت الحقوقية إيناس: "عندما رأيت الإيراني المجوسي يجلس على منصة برلمان الشعب العراقي تيقنت بأن حكومة المليشيات اوشكت على نهايتها وستكون كلمة الفصل للشعب العراقي".