اتفاقيات ومباحثات يتصدرها الأمن والاقتصاد.. لندن ترحب بالسوداني: الطقس بارد لكن الترحيب حار
(40) فعالية في ثلاثة أيام
اتفاقيات ومباحثات يتصدرها الأمن والاقتصاد.. لندن ترحب بالسوداني: الطقس بارد لكن الترحيب حار
انفوبلس/..
مع لحظة انطلاق طائرة رئيس الوزراء العراقي والوفد المرافق له من بغداد،استهلّ سفير بريطانيا لدى العراق ستيفن هيتشن مراسيم الاستقبال بتعليقلافت قال فيه "الطقس بارد في لندن ولكن الترحيب حار بالسوداني"، وهو مايتضح من جدول أعمال الزيارة، الذي يتكون من فعاليات متعددة الاتجاهاتتصدّرتها الشؤون الاقتصادية، ومن بعد السياسية والإعلامية والثقافية.
وفي اللحظة التي وصلت فيها الطائرة الرئاسية العراقية إلى مطار ستانستد،أعلنت الخارجية البريطانية تغيير موقع العراق على لائحة السفر، (ترفلادفايز)، التي كانت على الدرجة الحمراء سابقاً، لتتحول الى البرتقاليوالأصفر، مما يتيح تسهيل سفر العراقي ورفع مستوى الثقة بجواز السفر.
*البداية من لقاء تشارلز
التقى رئيس الوزراء العراقي صباح الثلاثاء بالملك تشارلز الثالث، وهو ما يُعداستثناءً بروتوكولياً لقصر باكنغهام، حيث من المعتاد أن يتم فيه استقبال الملوكورؤساء الدول، وليس رؤساء الحكومات، مما يعطي إشارة لحجم الاهتمامالبريطاني بالسوداني، الذي يعتبر أول رئيس وزراء عراقي يتم استقباله فيهذا القصر.
وقال مكتب السوداني في بيان، إنه "التقى رئيس مجلس الوزراء محمد شياعالسوداني، اليوم الثلاثاء، ملك المملكة المتحدة، تشارلز الثالث في قصرباكنغهام بالعاصمة البريطانية لندن".
وجرى، خلال اللقاء، استعراض التعاون الثنائي بين العراق والمملكة المتحدة،وسبل إقامة شراكة منتجة في مختلف المجالات الاقتصادية والتنموية، كماجرى التطرق إلى التعاون في مجال مواجهة تحديات التغيرات المناخية، وفرصتعزيز التعاون الثقافي.
وعبّر السوداني عن تقديره للدعوة الرسمية التي تلقاها لزيارة بريطانيا، مؤكداًعزم العراق على توطيد العلاقات الثنائية البناءة في مختلف المجالات، وبمايعزز المصالح المتبادلة والمستدامة للشعبين العراقي والبريطاني.
من جانبه، رحب الملك تشارلز الثالث بالسوداني، مشيراً إلى عمق العلاقةالتاريخية بين العراق وبريطانيا، والأهمية البارزة التي توليها حكومتا البلدينبهدف تطوير المصالح المشتركة، والتفاهمات على مختلف الصعد.
*مباحثات مع وفد شركة ستيلر إينرجي
بعد ذلك، التقى رئيس مجلس الوزراء محمد شياع السوداني، اليوم الثلاثاء،وفد شركة ستيلر إينرجي للطاقة، برئاسة المدير التنفيذي للشركة بيتر جيبسون،وذلك على هامش زيارته الرسمية للعاصمة البريطانية لندن.
وجرى، خلال اللقاء، استعراض سير تنفيذ المشاريع التي تضطلع بها الشركةبالعراق، وعملها مع وزارة الكهرباء في إطار المحطّات المركبة لتوليد الطاقةالكهربائية، وآليات تزويدها بالغاز للتشغيل، فضلاً عن استعراض الاتفاقيةالمزمع إبرامها بين وزارة الكهرباء وشركة ستيلر إينرجي، في ما يتعلق بالإنتاجوالتوزيع.
وأشار رئيس مجلس الوزراء إلى مضي العراق بخططه في مجال توسعة قطاعالطاقة، واستثمار الغاز المصاحب لإنتاج النفط الخام في تغذية محطّات إنتاجالطاقة، وصولاً إلى الاكتفاء التام والاستفادة من كل الغاز المنتج وإيقاف حرقهتماماً.
من جانبه، أكد جيبسون، عمل الشركة في المشاريع الحالية على وفق التوقيتاتالزمنية لها، مبينً استعداد الشركة للتعاون مع العراق ضمن تخصصاتهاالبارزة في مجال تبريد المحطّات التوربينية، وباقي المشاريع المتعلقة بإنتاجالطاقة الكهربائية.
*لقاء مع رئيس الوزراء
ثم التقى السوداني برئيس وزراء بريطانيا كير ستارمر في المقر التاريخيّللحكومة في لندن الواقع في 10 داوننغ ستريت وفق المراسيم المعتادة لكبارالضيوف.
وذكر بيان لمكتبه، أن "رئيس مجلس الوزراء محمد شياع السوداني التقى رئيسالوزراء البريطاني كير ستارمر في مقر الحكومة البريطانية بلندن".
*ماذا أثمر عن اللقاء؟
أثمر عن هذا اللقاء توقيع عدد من الاتفاقيات، إذ وقع رئيس الوزراء محمد شياعالسوداني، مع رئيس وزراء المملكة المتحدة كير ستارمر، اليوم الثلاثاء، 13 اتفاقية استثمارية في لندن.
وذكر بيان لمكتب السوداني، أنه "استضاف رئيس وزراء المملكة المتحدة، السيركير ستارمر، رئيس مجلس وزراء جمهورية العراق، محمد شياع السوداني،وذلك ضمن الزيارة الرسمية التي يقوم بها رئيس مجلس الوزراء العراقي إلىالمملكة المتحدة للمدة من 14 إلى 16 كانون الثاني/ يناير 2025".
وهنّأ رئيس الوزراء ستارمر، رئيس مجلس الوزراء السوداني على الاستقراروالنمو اللذين يتمتع بهما العراق تحت قيادته.
وأكد رئيسا الوزراء على التزامهما بدعم رؤية عراق مزدهر وذي سيادة من خلالشراكة جديدة تركز على التجارة والاستثمار، وتعميق الروابط التعليميةوالثقافية، فضلاً عن معالجة تحديات الأمن والهجرة والتغير المناخي.
وتؤكد هذه الزيارة، من جديد، التزام العراق والمملكة المتحدة بالعمل معاً علىتحقيق المصالح الإقليمية والعالمية المشتركة، وتؤكد الالتزام المتبادل بازدهارالعلاقة الاستراتيجية الثنائية، وفق البيان.
ووقّع رئيسا الوزراء اتفاقية شراكة وتعاون تاريخية، وهي اتفاقية واسعة النطاقبشأن التجارة والتعاون الاقتصادي والاستراتيجي، كما تم الاتفاق على حزمةتجارية بقيمة (12.3) مليار جنيه إسترليني، مدعومة بسلسلة من اتفاقياتضمان الصادرات، لتعزيز العلاقة التجارية المتنامية بين البلدين، كما اتفقا علىتطوير وتعزيز التعاون بين المملكة المتحدة والعراق في مجموعة واسعة منالقطاعات، بما في ذلك:
*التجارة والاقتصاد والاستثمار
ناقش رئيسا الوزراء السوداني وستارمر، هدفاً مشتركاً يتمثل في زيادةالازدهار والتزامهما بتوسيع التجارة والاستثمار بين العراق والمملكة المتحدة،واتفقا على الاستفادة من خبرة القطاع الخاص في المملكة المتحدة في البنيةالتحتية الحيوية للمياه والطاقة والاتصالات والدفاع، وتأمين مشاريع استثماريةمستقبلية في قطاعات الطاقة النظيفة والأدوية والخدمات اللوجستية والخدماتالمالية، سيتم دعم ذلك من خلال مذكرة تعاون لتمويل الصادرات البريطانية(UKEF) من أجل تعزيز استثمارات القطاع الخاص وتمويله في العراق،ورحّب رئيسا الوزراء بالاتفاق الذي تم الإعلان عنه مؤخراً بين الحكومة العراقيةوشركة بريتيش بتروليوم للاستثمار طويل الأمد في العراق.
وأعلن رئيسا الوزراء حزمة التجارة والتصدير بقيمة (12.3) مليار جنيهإسترليني، التي تعادل أكثر من 10 أضعاف إجمالي التجارة الثنائية بينالمملكة المتحدة والعراق في العام الماضي، وتتضمن المشاريع التالية التيتقودها المملكة المتحدة في العراق:
● إزالة الألغام: تم تعيين شركات بريطانية لإزالة حقول الألغام القديمة فيجميع أنحاء العراق، بعقد قيمته 330 مليون جنيه استرليني.
● إعادة تأهيل قاعدة القيارة الجوية العراقية: سيقوم خبراء من القطاع الخاصالبريطاني بإعادة تأهيل قاعدة القيارة الجوية العراقية بقيمة 500 مليون جنيهاسترليني، بما يوفر للعراق تغطية دفاعية جوية.
● مشروع المياه الشامل: سيقود تحالف شركات بريطانية مشروعاً كبيراً للبنيةالتحتية للمياه بقيمة تصل إلى (5.3) مليار جنيه استرليني من صادرات المملكةالمتحدة، وسيؤدي ذلك إلى تحسين جودة المياه وريّ الأراضي الزراعية وتوفيرالمياه النظيفة في جنوب وغرب العراق، مما يحسن ظروف العيش لملايينالعراقيين.
● مشروع مياه البصرة: تم تعيين شركة بريطانية لإنشاء البُنية التحتية واسعةالنطاق لمحطّات تحلية ومعالجة المياه، بما يوفر المياه النظيفة لثلاثة ملايينعراقي في محافظة البصرة، وتبلغ قيمة هذا المشروع ما يصل إلى (3.3) مليارجنيه إسترليني من الصادرات البريطانية.
● الربط البيني لشبكة الكهرباء بين العراق والسعودية: ستربط أنظمة نقلالطاقة البريطانية الصنع بين الشبكتين العراقية والسعودية، وهو مشـروع تبـلغقيمـته (1.2) مليار جنيه إسترليني على الأقل.
● تعزيز الشبكة الوطنية العراقية للكهرباء: ستقوم جنرال إلكتريك فيرنوفابتوريد وتركيب محطات فرعية للطاقة بقيمة (82) مليون جنيه إسترليني لتحسينشبكة الكهرباء في العراق.
● شبكة 5G: تم تعيين شركة فودافون لتصميم شبكة 5G الجديدة التي خططتلها الحكومة في مشروع من المقرر أن تبلغ قيمته (410) مليون جنيه إسترلينيعلى مدى عشرين عاماً.
● مشروع السكة الحديد العراقية: ستقوم شركة بريطانية بالمباشرة بمشروع مدسكة حديد جديدة في العراق بقيمة (82) مليون جنيه إسترليني.
● المرحلة 2 من مشروع مياه الحلة: تم التعاقد مع شركة بريطانية لتقديم حلولمعالجة مياه الصرف الصحي والمياه التي تخدم ثلاثة ملايين عراقي بقيمة(260) مليون جنيه إسترليني من الصادرات.
● مشروع بغداد للصرف الصحي: تم التعاقد مع شركة بريطانية لتوفير حلولإدارة المياه ومعالجة مياه الصرف الصحي لأمانة بغداد بقيمة (655) مليونجنيه إسترليني.
● توفير مركبات مكافحة الحرائق البريطانية: سيتم تصدير 62 مركبة إطفاءبريطانية الصنع إلى العراق، بتسهيل من UKEF بقيمة (27.5) مليون جنيهإسترليني.
● توفير معدات الاتصالات اللاسلكية: ستقوم الشركات البريطانية بتصديرتكنولوجيا اتصالات بقيمة (98) مليون جنيه إسترليني، لتزويد خدمات الطوارئالعراقية بالمعدات اللازمة لمعالجة حالات الطوارئ والحوادث بشكل أكثر كفاءةفي جميع أنحاء العراق.
● تكنولوجيا الحدود: ستوفر الشركات البريطانية معدات لضمان أمن الحدودبقيمة (66.5) مليون جنيه إسترليني لوزارة الداخلية العراقية، لجعل المعابرونقاط التفتيش والمطارات العراقية أكثر أماناً.
وأشار البيان، إلى أنه "تقدم المملكة المتحدة الدعم لجمهورية العراق للقيامبالإصلاحات طويلة الأمد، اللازمة لتنمية اقتصاده، وستسخّر المملكة المتحدةخبراتها المالية العالمية الرائدة لدعم صندوق العراق للتنمية، أول صندوقاستثمار استراتيجي في العراق، الذي أسسه رئيس الوزراء السيد السوداني،ويتمتع الصندوق بالقدرة على دعم مشاريع تطوير البنية التحتية الاجتماعيةوالاقتصادية في العراق وتوفير بوابة للعالم لجذب الاستثمار الخاص".
*الدفاع والأمن
أكد رئيسا الوزراء السوداني وستارمر على العلاقة الأمنية التاريخية القوية بينالبلدين، وأشار رئيسا الوزراء إلى أن عام 2025 يمثل مرور أكثر من عقد منالزمن على بدء المهمة العسكرية للتحالف الدولي في العراق، وتناولا كذلكالنجاحات التاريخية التي حققتها قوات الأمن العراقية والتحالف في تحقيقالهزيمة الميدانية لداعش في العراق، وكرّما التضحيات التي قدمتها القواتالعراقية والبريطانية وغيرها من القوات في تحقيق هذا الهدف.
وبهذا المجال، وقّع رئيسا الوزراء على البيان المشترك حول العلاقات الدفاعيةوالأمنية الاستراتيجية الثنائية، الذي يضع الأساس لحقبة جديدة في التعاونالأمني ويمهد الطريق لاتفاق جديد يعكس طموح البلدين، بما يعمّق التعاونالأمني المستقبلي، وذلك من خلال توفير تبادل التعليم العسكري بين المملكةالمتحدة والعراق، والدعم الاستشاري البريطاني في مجال تعزيز القدراتوالإصلاح المؤسسي، وتطوير الشراكات الصناعية الدفاعية، ويشدد البيانالمشترك على الأهداف المشتركة، بما في ذلك مكافحة الإرهاب وتعزيز الأمنوالاستقرار الإقليميين وعراق قوي ومزدهر، وأعرب رئيسا الوزراء السيدالسوداني والسيد ستارمر، بصورة مشتركة، عن أهمية السلامة والمعاييرالأمنية للطيران.
*الهجرة وجرائم الهجرة المنظمة
يلتزم رئيسا الوزراء، السوداني، وستارمر، وفق البيان، بشأن تعزيز التعاونالحيوي في مجال الهجرة بين العراق والمملكة المتحدة، نظرا لأهمية هذهالشراكة الثنائية الاستراتيجية في مكافحة الهجرة غير النظامية من خلالمعالجات جذرية، والعمل الكبير الذي تقوده الحكومة العراقية لتوفير دعم إعادةالإدماج للعائدين.
واتفق رئيسا الوزراء على مبادئ اتفاقية العودة عبر التزام مشترك بضمانإمكانية إعادة أولئك الذين ليس لديهم الحق في التواجد في المملكة المتحدةبالسرعة الممكنة، وناقشا الخطوات العملية القادمة حول كيفية القيام بذلك، بناءعلى زيارة وزيرة الداخلية البريطانية الأخيرة، التي وضعت الاتفاقات الرئيسةحول سبل تعزيز البلدين لأمن الحدود والتعاون في إنفاذ القانون للتصديلعصابات الجريمة المنظمة لتهريب البشر.
كما اتفقا على أن الطبيعة العالمية المتزايدة لجرائم الهجرة المنظمة تؤكد الحاجةلمنع عصابات تهريب البشر من تعريض الكثير من الأرواح للخطر، وأن تعزيزأمن الحدود لدولنا هو جزء أساسي من هذا الجهد، وتلعب خبرة القطاعالخاص في المملكة المتحدة دوراً مهماً في هذا المسعى، معلنة عن توفير معداتاتصالات الشرطة، تكنولوجيا الحدود وبرامج التدريب الشاملة لوزارة الداخليةالعراقية، ما يضمن امتلاك العراق لأحدث التقنيات والقدرة على الاستجابةللطوارئ لدعم هدفنا المشترك المتمثل بتعزيز أمن الحدود، مع المساهمة أيضافي نمو المملكة المتحدة.
*الثقافة والتعليم
أشار رئيسا الوزراء، السوداني وستارمر، إلى أهمية التبادل التعليمي والثقافيفي بناء الفرص المشتركة والثقة والتفاهم المتبادلين، وأقرّا بالعلاقات القوية بينشعبي البلدين، وناقش الجانبان تاريخ الإنجازات العلمية للعراق، ورحب رئيسالوزراء ستارمر بشدة باستثمار العراق في المنح الدراسية الدولية، حيث أعلنرئيس مجلس الوزراء السوداني عن برنامج كبير للمنح الدراسية يُمكّن أكثر من2000 طالب عراقي من الدراسة في المملكة المتحدة، وأشارا كذلك إلى إمكانيةالتعاون في مجال التدريس والتعليم والبحث عالي الجودة بين الجامعاتوالأكاديميين في المملكة المتحدة والعراق، من خلال توقيع عدد من الاتفاقياترفيعة المستوى مع جامعات المملكة المتحدة، وناقشا أهمية تعلم اللغة الإنجليزيةومؤهلات المدارس الدولية في المملكة المتحدة، والتي تفتح فرصاً لمزيد منالتبادل التعليمي والثقافي، واعترفا بعمل المؤسسات البريطانية والعراقية التيتعمل على توسيع نطاق الوصول.
*المرأة والسلام والأمن
وتابع البيان، أنه "التزم رئيسا الوزراء العراقي والبريطاني بتعميق التعاونبشأن أجندة المرأة والسلام والأمن، حيث رحب رئيس الوزراء ستارمر بخططالعراق لإطلاق خطة العمل الوطنية الثالثة وشبكة من بناة السلام العراقيات فيآذار 2025، واتفق رئيسا الوزراء على أهمية دعم المنظمات التي تقودها النساءومنظمات حقوق المرأة، وأقرّا الحاجة إلى الدعم المستمر وضمان العدالةوالمساءلة لجميع الناجين من العنف الجنسي الذي ارتكبه كيان داعشالارهابي، بما في ذلك الأمهات وأطفالهن المولودون من العنف الجنسي المرتبطبالنزاع، ومواصلة الجهود لإنهاء العنف ضد النساء والفتيات، واتفقا على أهميةإتمام الفتيات تعليماً جيداً وتمكين المرأة اقتصادياً، بما يعود بالنفع علىالمجتمع بأسره".
*المناخ والبيئة
وأكد رئيسا الوزراء السوداني وستارمر على أهمية العمل معاً لمعالجة قضاياالمناخ والبيئة، والترحيب بالتزام الحكومة العراقية بإنهاء حرق الغاز المصاحببحلول عام 2028، كجزء من انتقالها نحو نظام طاقة أنظف، وتنفيس الغازالجاف، الذي له عواقب بيئية واقتصادية سلبية، والتزام المملكة المتحدة بالتحولإلى الطاقة النظيفة بحلول عام 2030، ووقع الجانبان مذكرة تعاون بشأن تغيرالمناخ والبيئة والتحول في الطاقة واقتصاد الكربون، وسيؤدي ذلك إلى تعميقالتعاون بشأن مجموعة واسعة من قضايا المناخ والبيئة، وعلى وجه الخصوص،اتفقا على تعزيز الشراكة لتعزيز التعاون للوفاء بالتزام العراق بإنهاء حرقالغاز.
*التعاون الرياضي
أكد رئيسا الوزراء أهمية تطوير التبادل الرياضي بما يعود بالفائدة المتبادلةعلى البلدين، وشجعا على المزيد من التواصل وتطوير التعاون في الشؤونالرياضية، وشجعا كذلك اتحاداتهما الرياضية على تنسيق أنشطتها وتعزيزالتبادل والتعاون، بما في ذلك العلوم الرياضية والطب الرياضي، وأعرب رئيساالوزراء عن اهتمامهما القوي بتبادل الزيارات بين الفرق الرياضية في البلدين.
*لقاء وفد شركة تيكنب إينرجي
لم يكتف السوداني بهذه اللقاءات، إذ استقبل بعد ذلك وفد شركة تيكنب إينرجيللطاقة، برئاسة نائب المدير التنفيذي للشركة فخري ضيدان، وذلك على هامشزيارته الرسمية للعاصمة البريطانية لندن.
وشهد اللقاء استعراض تنفيذ أعمال الشركة في العراق، في مجال تقديمالخدمات الاستشارية ضمن مصافي كربلاء والبصرة، والوحدات التي عملتعلى تطويرها وتوسعتها في مجال تكرير وتصفية النفط الخام.
وأشار السوداني، خلال اللقاء، إلى عزم الحكومة استكمال خطتها في تطويرالقطاع النفطي، ورفع قيمة الإنتاج عبر توسعة قدرات التصفية والتكرير وإنتاجالمشتقات النفطية، إذ إنها عملت على إضافة خطوط إنتاجية جديدة، تميزتبتوظيف أفضل التقنيات والفرص التكنولوجية المتاحة، والاستفادة من خبراتالشركات الرصينة في هذا المجال.
من جانبه، قدم ضيدان عرضاً عن عمل الشركة في المشاريع الحالية بالعراق،وإمكاناتها الاستشارية التكنولوجية، وقدراتها في مجال المشاريع النفطية،مؤكداً الحرص على توسعة التعاون المستقبلي في القطاع النفطي.
*مذكرة الضمانات
وجرت، كذلك، في العاصمة البريطانية لندن، مراسيم توقيع مذكرة تفاهم بينلجنة مبادرة الضمانات السيادية، ومؤسسة ضمان الصادرات البريطانية، وذلكعلى هامش الزيارة الرسمية لرئيس مجلس الوزراء إلى المملكة المتحدة.
وجرت المراسيم برعاية نائب رئيس مجلس الوزراء، وزير التخطيط محمد تميم،حيث وقع عن الجانب العراقي رئيس لجنة المبادرة، مستشار رئيس مجلسالوزراء محمد صاحب الدراجي، فيما وقعها مدير مجموعة الأعمال عن المؤسسةالبريطانية آدم هارس.
وتتضمن بنود المذكرة دعم استيرادات الخطوط الإنتاجية والتكنولوجيا الصناعيةوالزراعية للقطاع الخاص العراقي، من المملكة المتحدة.
وتُعد هذه المذكرة سارية لمدة خمس سنوات، وتأتي في إطار الاتفاقاتومذكرات التفاهم التي وقعتها الحكومة العراقية مع عدد من الدول الأوروبية،وتهدف إلى رفع كفاءة القطاع الخاص العراقي، وتحقيق التكامل مع المجتمعالدولي.
وفي سياق آخر، اتفق الجانبان على أن تقوم مؤسسة ضمان الصادراتالبريطانية بتمويل عدد من المشاريع الحيوية للحكومة العراقية، والتهيئة لزيادةسقف التمويل للمشاريع الحكومية المنتجة.
وسبق توقيع مذكرة التفاهم عقد اجتماع مشترك للوفد العراقي مع المؤسسةالبريطانية، جرت خلاله مناقشة آليات التعاون المشترك بين الجانبين، وبما يعززالعلاقات الثنائية بين البلدين.
*لقاء مع كبار الوزراء
وسيستقبل السوداني كبار وزراء الحكومة البريطانية في مقر إقامته، من بينهموزراء الخارجية والدفاع والداخلية، وكذلك مستشار الأمن القومي جونثن باول،وهو شخصية سياسية مؤثرة في الحياة البريطانية، على خلفية قيامة بلعبالدور الرئيسي في إدارة مفاوضات السلام مع أيرلندا الشمالية.
ومن الملاحظ أن السوداني يتخذ من قضايا الاقتصاد والتنمية والتبادلالتجاري والاستثمار قاعدة لبناء العلاقات الخارجية، وهو ما يظهر في جدولأعمال الزيارة، حيث تصدرت الفعاليات الاقتصادية بنحو (13) فعالية، ومنبعدها (8) فعاليات سياسية، وكذلك (5) فعاليات إعلامية، إلى جانب (5) فعاليات ثقافية.
ومن المتوقع عودة شركة B.P البريطانية المتخصصة بالنفط للعمل في العراقمجدداً، بعد أن كانت قد غادرت قبل سنة، وفي الكواليس حديث عن عقود جديدةتتجاوز صفقة شركة توتال الفرنسية، التي عقدتها بغداد سابقاً بسقوف تصلإلى 23 مليار دولار.
ويشارك مع الوفد الرسمي العراقي قرابة (70) رجل أعمال عراقي، سيبحثونمع (24) شركة بريطانية قضايا الشراكة والاستثمار في القطاع الخاص، وسطندوات وملتقيات متعددة
ويتوجه العراق نحو العالم بسياسة تقوم على مبدأين (العراق أولا + الشراكةالمتبادلة)، وذلك بعد أن غادر مرحلة (العراق مسرحاً لتصفية الحسابات)، إلىمرحلة (نقطة الجذب)، ولهذا تجد بغداد نفسها قادرة على الانفتاح وحلالمشاكل البينية، في ظل الثقة والمصداقية، التي تُبديها العواصم للسوداني فيهذه المرحلة.