احتلال قضاء ربيعة من قبل قوات منصور بارزاني مستمر منذ 7 سنوات.. عمليات خطف وتهجير وتحويل القرى إلى خزانات للنفط المهرَّب
انفوبلس/..
رغم تأكيد مسؤولين في أربيل، موافقتهم على إعادة السكان النازحين من القرى العربية إلى منازلهم التي تسيطر عليها وحدات تابعة لمسرور بارزاني "التايبت" منذ 7 سنوات، لم تظهر على الأرض حتى الآن أي نتائج فعلية للوعود التي أُطلقت.
وتمنع قوات "التايبت" عودة سكان 6 قرى عربية تابعة لناحيتَي ربيعة وزمار، شمال غربي محافظة نينوى، علماً أنهم نزحوا من مناطقهم بسبب معارك اندلعت عندما قامت قوات كردية بمواجهة قوات الجيش العراقي، خلال عملية فرض القانون في تشرين الأول 2017.
وتقسّم القرى العربية في نينوى التي تخضع لسيطرة البيشمركة حالياً إلى قسمين، يشمل الأول مناطق غربي نهر دجلة ضمن ناحيتي ربيعة وزمار، والثاني مناطق في قريتي الخازر وحسن شام التابعتين لقضاء الحمدانية.
وكانت ناحية ربيعة التابعة إدارياَ لقضاء تلعفر قد سقطت مع مناطق أخرى في نينوى في يد تنظيم "داعش" في حزيران 2014، ثم سيطرت عليها قوات البيشمركة في أيلول من العام ذاته، وفرضت سيطرتها على ناحية زمار ومناطق أخرى تتبع لمحافظة نينوى.
وبقيت القوات الكردية في هذه المناطق حتى أطلقت بغداد عملية "فرض القانون" عام 2017، حينها تراجعت قوات البيشمركة إلى الأطراف الشمالية الشرقية لناحية ربيعة حيث توجد 5 قرى عربية، هي السعودية وجدرية وصفية والمحمودية والقاهرة، كما سيطرت البيشمركة على قرية الشيخان بناحية زمار. ولا تزال تفرض سيطرتها على هذه المناطق حتى اليوم.
دعوات للحكومة المركزية بالتدخل
وتظاهر مئات من أبناء ناحية ربيعة في آب الماضي، للمطالبة بإعادة سكان القرى العربية، وغالبيتهم من قبيلة شمر، ووجهوا إلى الحكومة المركزية نداءً للتدخل العاجل لاستعادة القرى وإنهاء معاناة النازحين.
يقول الحاج أنور المحمود، وهو أحد وجهاء ناحية ربيعة، "نزح سكان قريتي وقرى مجاورة بسبب المعارك، ثم حاولوا العودة بعد انتهائها، لكن القوات الكردية منعتهم. التقى ممثلون لسكان القرى المهجرة الذين يناهز عددهم 6 آلاف العديد من المسؤولين في بغداد وأربيل طوال السنوات الست الماضية، لكن السلطات في بغداد لم تقدم شيئاً لهم لأنها ليست صاحبة القرار، فيما وعدهم مسؤولون أكراد بالسماح بعودتهم، لكنهم لم يتخذوا إجراءات تنفيذية".
ويصف النائب عن نينوى عبد الرحيم الشمري سيطرة القوات الكردية على مناطق عربية في ناحية ربيعة بأنها "احتلال"، ويؤكد، أن القرى التي تفرض قوات البيشمركة السيطرة عليها لا تندرج ضمن مصطلح المناطق المتنازع عليها بين حكومتي بغداد وأربيل.
ويقول الشمري: "يستهدف الحزب الديمقراطي الكردستاني بشكل سلبي أهالي نينوى العرب بدليل تنصُّله من وعود أطلقها بالانسحاب من القرى العربية وإعادة النازحين إليها. ويبدو واضحاً أن الغاية من إبعاد السكان العرب هو تغيير ديموغرافية المنطقة بقوة السلاح".
ويشدد الشمري على ضرورة تدخل الحكومة العراقية لإنهاء مشكلة القرى العربية المهجرة، وإعادة قوات البيشمركة إلى مناطق إقليم كردستان، ويدعو بعثة الأمم المتحدة في العراق إلى التحرك، ويشير إلى أنه "في حال لم تنسحب القوات الكردية من ناحية ربيعة ستتخذ العشائر العربية الإجراءات القانونية لإعادة مناطقهم المسلوبة".
قوات "التايبت" تبطش بالقرى
ويؤكد أحد السكان المحليين، أن "هناك قوه تسمى "التايبت" وهم يمارسون الخطف والتغييب والترهيب، قاموا بخطف أحمد فليح جابر، من ناحية ربيعة وتحديدا من قرية السعودية، ولا يزال مُغيَّب ما يقارب خمسة أعوام، بتهمة دعم ومساندة القوات الأمنية العراقية".
وأضاف، "ليست هنالك أي مراعات، لأي جانب من مبادئ حقوق الإنسان، التي يدّعي مسؤولي الإقليم تبنيها في إدارتهم، حيث لا يزال أحمد فليح مغيب في سجون غير معروفة، في الوقت الذي يُمنح الدواعش داخل السجون حق الزيارة من قبل ذويهم".
وكان مصدر مطلع في حزب الاتحاد الوطني الكردستاني، قد أفاد في 2017، بأن القوات التي تقاتل شمال ناحيتي زمار وربيعة هي قوات يقودها منصور بارزاني بن رئيس إقليم كردستان آنذاك".
المصادر كشفت، أن "فصائل البيشمركة المعروفة بقوات "التايبت" التابعة لنجلي مسعود برزاني، تقاتل بشراسة لتبقى مسيطرة على منطقة حقول ارميلان وحقول كراتشوك السورية، وقرية المحمودية التي يتم عبرها تهريب النفط، بالاتفاق مع حزب العمال الكردستاني، وقوات البيجاك التابعة لحزب الحرية الكردستاني الإيراني".