الانتخابات المحلية وفرص الإجراء.. الإطار متمسك بالموعد المحدد وهؤلاء يسعون للتأجيل.. أين يقف التيار الصدري ؟
انفوبلس/ تقارير
"ستُسلَّم الراية البيضاء للسيد مقتدى الصدر وتُلغى الانتخابات المحلية".. بهذه الكلمات وأخرى أعقل بقليل، ضجّت مواقع التواصل بمنشورات تتحدث عن إمكانية تأجيل انتخابات مجالس المحافظات وإجراء انتخابات مبكرة العام المقبل، في خطوة وُصِفت بالتمهيد لعودة التيار الصدري إلى العملية السياسية، فهل سيحل البرلمان نفسه ويقدم على هذه الخطوة؟ ومَن يقف وراء محاولات تأجيل الاستحقاق المحلي؟ إليك أبرز المؤيدين والمعارضين بهذا الشأن وأسباب المطالبات بالإلغاء.
*ترجيحات بتأجيل الانتخابات المحلية
وبهذا الصدد، رجح برلمانيون ومراقبون للشأن السياسي أن يُصار إلى تأجيل موعد انتخابات مجالس المحافظات المقرّرة في 18 كانون الأول المقبل، في مساعٍ من أجل إشراك التيار الصدري وكذلك لأسباب فنية تتعلق بموعد انتهاء ولاية أعضاء مجلس المفوضين في المفوضية العليا المستقلة للانتخابات.
وبهذا الشأن، قال عضو لجنة الأقاليم والمحافظات غير المنتظمة بإقليم في مجلس النواب، جواد اليساري للصحيفة الرسمية: "نتوقع تأجيل انتخابات مجالس المحافظات عن موعدها المحدد في كانون الأول المقبل"، مبيناً أنَّ "السبب الرئيسي للتأجيل- إنْ حصل- يعود إلى انتهاء مدة ولاية أعضاء المفوضية العليا المستقلة للانتخابات مطلع العام المقبل 2024".
وبخصوص الأنباء التي تحدثت عن قرب تغيير عدد من المحافظين، بيّن بأنه "كانت هناك رغبة بذلك قبل أشهر، ووردت إلى اللجنة بعض الشكاوى من نواب تلك المحافظات"، مستدركاً أنه "يسود الهدوء والتريث لهذه الأفكار في الوقت الحالي، وانشغلت الكتل بترتيب أوضاعها الانتخابية وخارطة ائتلافاتها".
*التيار صدري.. سبب مباشر للتأجيل
من جانبه، رجّح الخبير الانتخابي وليد الزيدي أنَّ الخلافات السياسية هي التي ستكون سبباً رئيسياً لتأجيل الانتخابات.
وقال الزيدي للصحيفة الرسمية: إنَّ "هناك محاولات لإشراك التيار الصدري في الانتخابات، كما أنَّ تأجيلها سيوفر الوقت للقوى السياسية لتغيير قانون الانتخابات".
وقرَّر مجلس الوزراء في وقت سابق، تحديد يوم 18 كانون الأول المقبل موعداً لإجراء انتخابات مجالس المحافظات، وذلك بعد أكثر من 10 سنوات على إجرائها، ويرتقب أن يتنافس في الانتخابات المقبلة أكثر من 270 حزباً تتوزع بين 15 محافظة من ضمنها بغداد عدا إقليم كردستان.
*دولة القانون: أمران قد يؤجلان الانتخابات المحلية
بدوره، كشف عضو ائتلاف دولة القانون علاء حدادي، عن أمرين، قال إنهما "قد يؤديان إلى تأجيل انتخابات مجالس المحافظات".
وقال الحدادي، إنه "وفق المعطيات وحالة الإصرار لدى الكتل السياسية واستعداداتها لخوض الانتخابات وما تقدمت به من مؤشرات تؤكد حرصها على عدم تأجيل الانتخابات خصوصاً فيما يتعلق بدولة القانون وحتى العصائب".
وأضاف، "لكن هناك متغيرات قد تطرأ وهي واردة في حال اشتراك التيار الصدري ممكن أن يلوّح التيار بطلب أو رأي بتأجيل الانتخابات لاستكمال استعداداه، والقضية الثانية هي رئيس الوزراء".
وتابع، إن "رئيس الوزراء محمد شياع السوداني ليس بطراً أعلن عدم خوضه في الانتخابات ولكن عملية استعداده لإدارة الحكومة لم تجعله يستعد بشكل مناسب كي يخوض الانتخابات؛ لذلك قد تكون الرغبة الصدرية وطموح السوداني عوامل مؤثرة لتأجيل الانتخابات لكن الواقع الآن خصوصاً دولة القانون لا تحبّذ فكرة تأجيل الانتخابات وتعتقد أن إقامتها ضرورية لتصحيح المسارات في عموم المحافظات".
*الإطار التنسيقي: سنمضي بالانتخابات بموعدها المحدد
إلى ذلك، أكدت النائب عن الإطار التنسيقي انتصار الموسوي، أن انتخابات مجالس المحافظات قائمة في موعدها في الثامن عشر من كانون الأول المقبل.
وقالت الموسوي، إن "المفوضية ماضية بالاستعداد لإجراء الانتخابات بموعدها وقامت بتسجيل مرشحي الكتل".
وأضافت، إن "اجتماعاتنا ككتل سياسية أيضا لم يجرِ الحديث فيها عن موعد جديد للانتخابات لذلك سنمضي بالموعد المحدد"، مبينة أن "جميع الاستعدادات قائمة على كل المستويات لإنجاح هذه الانتخابات بموعدها".
*مستشار السوداني: الانتخابات قد تؤجَّل بنسبة 50%
من جهته، يرى محمد صاحب الدراجي المستشار الفني لرئيس مجلس الوزراء، أن حل مجالس المحافظات كان قراراً جريئا وعودتها سترجع المحافظات سنوات الى الوراء.
وقال الدراجي في تصريح متلفز، إنه من المحتمل عدم إجراء الانتخابات المحلية في موعدها بنسبة 50%".
*ما قصة راية الصدر البيضاء؟
وفي خضم الحديث عن الانتخابات وتأرجحها بين التأجيل والمضي بها بموعدها المحدد، برزت على مواقع التواصل الاجتماعي أصوات تدعو لتسليم "الراية البيضاء" لزعيم التيار الصدري مقتدى الصدر، "جازمين" بأن هنالك أمرا سيصدر بإلغاء الانتخابات المحلية ودمجها مع الانتخابات البرلمانية.
*السعيدي: تأجيل الانتخابات دعاية هدفها التأثير على الشارع
من جانبه، أكد عميد كلية العلوم السياسية في جامعة النهرين أسامة السعيدي، أن إجراء انتخابات مجالس المحافظات تعضيد للاستقرار السياسي وتأجيلها يؤشر خللاً.
وقال السعيدي، إن تأجيل الانتخابات دعاية هدفها التأثير على الشارع العراقي والقوى السياسية فضلا عن المرشحين، مطالبا القوى السياسية بإنجاح المسار الانتخابي وإفشال المخططات الاميركية .
*هل يحل البرلمان نفسه ويجري انتخابات مبكرة؟
يقول قانونيون، إن المادة الثانية والحادية عشرة من المحور التشريعي/ ثانيا من قانون الانتخابات، يسمحان بتعديل قانون الانتخابات النيابية خلال ثلاثة أشهر وإجراء انتخابات مبكرة خلال عام، وهذا ما يتيح للبرلمان إمكانية إلغاء انتخابات مجالس المحافظات الحالية وحل نفسه ومن ثم إجراء انتخابات مبكرة في العام المقبل.