الرئيس الامريكي يُقدّم "طبق التطبيع" للعراق على طاولة سعودية
أنفوبلس/..
بين أروقة السياسة العراقية، ثمّة استعدادات برلمانية قد تضع نهاية “مدوّية” لمستقبل مصطفى الكاظمي، الذي تولى رئاسة الوزراء عام 2019، في “صدفة غير مسبوقة”، حسبما يرى مراقبون للشأن السياسي.
وقالت مصادر سياسية، بأن مشاركة الكاظمي في القمّة السعودية التي هيأها الرئيس الأمريكي جو بايدن، “قد تعرضه للمحاسبة وفقًا للقوانين النافذة”.
ويعود ذلك إلى حراك التطبيع مع العدو الصهيوني، الذي تسعى دول إقليمية لجر العراق نحو هذه “الهاوية”، بالتنسيق مع الإدارة الأمريكية.
ومن المقرر أن يتوجه الرئيس الأمريكي جو بايدن، برحلة مباشرة من “إسرائيل” إلى السعودية، منتصف الشهر المقبل، لعقد قمّة في المملكة بحضور الكاظمي ممثلًا عن العراق.
وأعلن البيت الأبيض أن بايدن سيسافر الشهر المقبل لحضور قمة إقليمية في جدة، وسيلتقي القادة السعوديين – الذين توعد عندما كان مرشحاً بأن يعاملهم على أنهم “منبوذون” – ومن بينهم وليّ العهد محمد بن سلمان، الذي قالت الاستخبارات الأمريكية أنه أمرَ بقتل الصحافي الذي كان يقيم في الولايات المتحدة جمال خاشقجي في 2018.
وقالت المتحدثة باسم البيت الأبيض، كارين جان بيير، إن “هذه الرحلة إلى إسرائيل والسعودية عندما يحين وقتها سوف تكون في سياق أهداف مهمة للشعب الأمريكي في منطقة الشرق الأوسط”.
من جانبه، أعلن الديوان الملكي السعودي، أن بايدن سيقوم بزيارة رسمية إلى المملكة يومي 15 و16 تموز المقبل، بدعوة من الملك سلمان بن عبد العزيز.
ويتضمن جدول الزيارة في يومها الثاني حضور الرئيس الأمريكي قمة مشتركة دعا إليها سلمان، قادة دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية، وملك الأردن والرئيس المصري، ورئيس الحكومة العراقية مصطفى الكاظمي.
وعن ذلك يقول المحلل السياسي صباح العكيلي إن “ما يسمى بالقمة السعودية التي يعتزم الرئيس الأمريكي جو بايدن المشاركة فيها، بحضور رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي، تحوم حولها الشكوك فيما يتعلّق بملف التطبيع مع الكيان الصهيوني”.
ويُرجِعُ العكيلي ذلك إلى “قدوم بايدن مباشرة من إسرائيل نحو السعودية، في خضم الحراك القوي الذي يجري داخل المنطقة، لجر العراق نحو هاوية التطبيع مع كيان العدو”.
وأثارت تصريحات بايدن ونفيه أنه ذاهب إلى السعودية للقاء محمد بن سلمان، ضجة بين نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي، الذين اتهموه بالتراجع عن تصريحاته الانتخابية التي وعد فيها بعزل ابن سلمان وجعل السعودية منبوذة جراء جرائِمِها وانتهاكاتها الممنهجة لحقوق الإنسان.
وفي وقت سابق حذر النائب عن ائتلاف دولة القانون محمد الشمري، من حضور الكاظمي الى مؤتمر الرياض التطبيعي كونه سيتعرض للمساءلة داخل قبة البرلمان بتهمة “الخيانة”
وقال الشمري إن “رئيس حكومة تصريف الأعمال لا يمتلك أي صلاحية في الوقت الحاضر بعقد الاتفاقيات مع الدول بحسب الدستور كونَ حكومة التصريف لها صلاحيات تمشية الأمور الإدارية فقط لحين استبدالها بحكومة شرعية ومنتخبة من قبل ممثلي الشعب داخل البرلمان”.
وأضاف أن “مؤتمر الرياض المزمع عقده في السعودية والمتعلق بمناقشة التطبيع مع الكيان الصهيوني ودعوة رئيس حكومة تصريف الأعمال لحضوره مخالف للقانون”.
من جانبه طالب عضو المكتب السياسي في حركة عصائب أهل الحق سعد السعدي، الكاظمي، بإعلان موقفه الرسمي إزاء مشاركته في مؤتمر السعودية التطبيعي لكون مشاركته ستضعه تحت طائلة قانون تجريم التطبيع مع الكيان الصهيوني.
وصوت مجلس النواب العراقي في السادس والعشرين من أيار الماضي، على قانون تجريم التطبيع مع الكيان الصهيوني وسط أجواء احتفالية، في وقت شككت أطراف سياسية عدّة بأن يكون القانون الجديد بوابة لجرِّ العراق نحو التطبيع بسبب بعض فقراته.