السفيرة الألمانية تتحدث عن ابتزاز لشركات بلادها.. وتعصب عينَيها عن تاريخ المواقف الأمريكية بعرقلة عمل الشركات الألمانية في العراق
ترامب ألغى عقود سيمنز لصالح GE
انفوبلس/..
في حوار متلفز عبر إحدى الفضائيات العراقية، ظهرت السفيرة الألمانية كريستيانا هومان، مدَّعيةً تعرض شركات ألمانية للابتزاز في العراق، فيما فتحت الحكومة العراقية تحقيقاً في مضمون التصريحات، مستغربة عدم قيام السفيرة بتبليغ الجانب العراقي عبر القنوات الدبلوماسية المتبادلة بين الطرفين.
وقال مستشار سياسي، إن "حكومة رئيس الوزراء محمد شياع السوداني، ستبدأ بالتحقيق في تعرض شركات ألمانية للابتزاز في العراق، وذلك بعد تصريح للسفيرة الألمانية كريستيانا هومان، عن جهات عراقية طلبوا رشاوى من شركات ألمانية تعمل في العراق، لكن الشركات رفضت لأنها ستحاسب من قبل الحكومة الألمانية".
وأكد المصدر، إن "الخارجية العراقية، طالبت السفيرة بالتواصل عبر القنوات الرسمية، قبل التوجه إلى وسائل الإعلام والحديث عن مثل هذه القضايا".
وقال مستشار السوداني سبهان ملا جياد، إن "السفيرة أخطأت بإعلان معلومات أو شكوى في الإعلام، قبل أن تبلّغ العراق عبر القنوات الدبلوماسية المتبادلة بين الطرفين"، مبيناً أن "من حق السفيرة الظهور في الإعلام والتحدث، لو كانت قد أبلغت الحكومة بشكواها ولم تجد إجابة".
وأوضح جياد، إن" الحكومة ستحقق بالمعلومات وستشكل لجاناً خاصة لمحاسبة المسؤولين".
ادعاء بفرض أتاوات على المستثمرين
وادعت السفيرة الألمانية في بغداد، كريستيانا هومان، أن "جهات تفرض الأتاوات على المستثمرين في العراق، مما يُشكل تهديداً خطيراً على بيئة الاستثمار في البلاد، ويُفضي إلى انسحاب الشركات العاملة في مختلف القطاعات".
وأكدت السفيرة هومان، أن "الأتاوات تُفرض على المستثمرين من قبل جهات لم تُفصح عنها، مبيّنةً أن هذه الممارسات تُعيق سير العمل وتُؤثّر سلباً على جدوى الاستثمار في العراق".
ورفضت السفيرة الكشف عن هوية الجهات المُطالبة بالأتاوات، مُبررةً ذلك بضرورة احترام مسار التحقيقات الجارية.
السوداني يوجّه بالتحقيق
ووجه رئيس مجلس الوزراء، محمد شياع السوداني، بأجراء تحقيق بشأن تعرض شركات ألمانية للابتزاز في العراق، وذلك بعد تصريحات السفيرة الالمانية لدى بغداد كريستيانا هومان في حوار متلفز.
ووجه السوداني بمتابعة ما ورد من تصريحات، على لسان سفيرة المانيا في بغداد كريستيانا هومان، حول تعرض شركات ومستثمرين المان في العراق الى مضايقات من اجل الحصول على " أتاوات".
وبحسب مصدر حكومي مسؤول، فقد طلبت وزارة الخارجية العراقية، من السفيرة الألمانية في بغداد، التواصل والإبلاغ عن أي مساومات او مضايقات للمستثمرين والشركات العاملة في العراق.
وكانت السفيرة الالمانية لدى بغداد، كريستيانا هومان كشفت عن تعرض شركاتٍ ومستثمرين المان في العراق، الى مضايقاتٍ من بينها دفعُ أتاوات لجهات معينة وهذا احدُ الاسباب لانسحابِ بعض الشركات.
ورفضت السفيرة هومان خلال حديثها، الإفصاحَ عن هوية تلك الجهات لكنها اكتفت بالقول إن المطالباتِ بدفع أتاواتٍ لا تزال مستمرة ً وتتعلق بعقود قديمة وجديدة.
أمريكا تعارض الشركات الالمانية
وفي الوقت الذي ذكرت فيه السفيرة الالمانية كريستيانا هومان، أن الأتاوات تشمل عقوداً مختلفة، قديمة وجديدة، في قطاعات متعددة، تساءل مراقبون عن عدم ذكر المستشارة لقيام الجانب الأمريكي بعرقلة العقود الألمانية في العراق.
وكانت ألمانيا، قد اتهمت في وقت سابق، الولايات المتحدة الأميركية، بعرقلة عمل شركة "سيمنز" الساعية الى إبرام عقود من شأنها إنهاء أزمة الكهرباء في العراق.
واتهم السفير الألماني في بغداد اوله دييل، بشكل ضمني، الولايات المتحدة بعرقلة عمل شركة "سيمنز" لأنهاء ازمة الطاقة الكهربائية في العراق، مؤكدة أن "الحكومة الأميركية لم تكن سعيدة بالمشاريع الضخمة التي ابرمتها الشركة بالعراق في زمن عادل عبد المهدي".
وقال السفير الألماني، في حوار متلفز، في تموز 2020، إن "شركة سيمنز الألمانية وقعت مع حكومة عبد المهدي السابقة، خارطة طريق ومذكرة تفاهم لمشاريع ضخمة في العراق"، مبينا أن "تلك المشاريع تتضمن بناء محطات طاقة ضخمة والاستفادة من الغاز المصاحب الذي كان يحرق، فضلا عن بناء نظام طاقة كامل"، مؤكدا على "قدرة شركة سيمنز على انهاء أزمة الكهرباء في العراق".
وبشأن عرقلة أميركا لعمل شركة "سيمنز" عبر شركة "جنرال الكتريك"، أكد السفير الألماني أن "الحكومة الأميركية لم تكن سعيدة بحصول شركة سيمنز على هذه المشاريع الضخمة في العراق".
ترامب عرقل اتفاق "سيمنس"
وفي مقابلة متلفزة، أجرتها معه فضائية ألمانية، قال الرئيس التنفيذي لشركة سيمنس جو كيزر، إن "الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب لعب دوراً في محاولة عرقلة اتفاق الشركة الألمانية مع الحكومة العراقية، والدفع في اتجاه منح الصفقة بالكامل لشركة جنرال إلكتريك الأمريكية".
قال الرئيس التنفيذي لشركة سيمنس، جو كيزر، إن "الرئيس الأمريكي دونالد ترامب مارس ضغوطاً كبيرة على العراقيين لمنح شركة جنرال إلكتريك الأمريكية صفقة تطوير قطاع الكهرباء في العراق".
وأضاف كيزر خلال المقابلة أنه "من الواضح أن هناك قوى غير عادية تدخلت في الصفقة"، وتابع قائلاً إن "شركة سيمنس تتمتع بقوة هائلة في الولايات المتحدة حيث تقوم بتوظيف 60.000 شخص وتخلق 150.000 وظيفة أخرى بشكل غير مباشر، لذا فنحن نعد أيضاً شركة أمريكية، وأعتقد أننا نستحق الاحترام والمساواة في مجال العمل".
ووقع الاتفاقية عن الجانب العراقي وزير الكهرباء قاسم محمد الفهداوي ورئيس مجلس إدارة شركة سيمنس جو كيزر، والذي غرد بعدها قائلاً:"هذه خطوة فارقة على طريق "العراق الجديد"، حيث قمنا بتوقيع اتفاقية تفاهم مع الحكومة العراقية لاستكشاف كيفية تنفيذ خارطة الطريق. الأمر يتعلق بتوصيل الكهرباء إلى كل منزل وتوفير الوظائف، والرعاية الصحية وتطوير المهارات وأكثر من ذلك. إن التزامنا تجاه الشعب العراقي لم يفتر".
وكانت وزارة الكهرباء العراقية قد أعلنت في وقت سابق عن إبرام اتفاقيتين بشكل منفصل مع شركتي سيمنس الألمانية وجنرال الكتريك الأمريكية لتطوير قطاع الطاقة الكهربائية في البلاد.
وتهدف الاتفاقية إلى حل أزمة الكهرباء في العراق من خلال عقود واتفاقات سيتم بلورتها لاحقاً بهدف إعادة تأهيل وحدات توليدية وتحويل عدد آخر إلى دورات مركبة فضلاً عن تجهيز محطات توليدية جديدة لإنتاج الطاقة الكهربائية ومحطات أخرى تحويلية مختلفة السعات في مواقع منتخبة الى جانب تحسين شبكات نقل الطاقة وتوزيعها.