العراقيون يترقبون نهاية لحكومة "الفيسبوك" والإطار يدق مسمارا حادا بـ "نعش الانسداد"
انفوبلس/..
بعد مضي أكثر من نصف عام على إجراء الانتخابات البرلمانية المبكرة وعقب مخاض عسير اكتنف مباحثات تشكيل الحكومة التي أعقبت الإعلان عن نتائج الاقتراع، استطاع الإطار التنسيقي أن يكسر الجمود وحالة الانسداد التي أغرقت العملية السياسية طوال هذه المدة وذلك بعد الاتفاق على ترشيح القيادي في الإطار “محمد شياع السوداني” لمنصب رئاسة الوزراء، تزامن ذلك مع مؤشرات إيجابية على حل وشيك يلوح في الأفق لحسم منصب رئاسة الجمهورية.
هذا الترشيح، بدوره أعطى دفعة قوية صوب الشروع بتشكيل الحكومة كونه يمهد للمراحل المقبلة المتعلقة بتسمية الوزارات كي تأخذ الحكومة الجديدة على عاتقها معالجة الأزمات التي تسببت بها حكومة مصطفى الكاظمي ولتصحيح المسار داخل الدولة العراقية، سيما بعد أن شهدت البلاد حالة من “التشظي” تسببت بها الحكومة الحالية التي أطلق عليها العراقيون طوال توليها زمام السلطة بـ “حكومة الفيسبوك”.
وفي بيان رسمي، أعلن الإطار التنسيقي، أمس الاثنين اختيار “محمد شياع السوداني” مرشحاً لمنصب رئاسة الوزراء بأجواء إيجابية اتفق قادة الإطار وبالإجماع على ترشيحه لرئاسة الوزراء، حسب البيان.
نواب عن الإطار، ثمنوا هذه الخطوة معتبرين أنها أشبه بالمسمار الذي سيدق نعش الانسداد السياسي الذي طال أمده.
ويترتب على الحكومة الجديدة التي سيشكلها السوداني العمل على ملفات عدة في مقدمتها السيادة وإخراج القوات الأمريكية وكذلك التركية من الأراضي العراقية، خصوصا بعد سلسلة الجرائم التي ارتكبتها على الأراضي العراقية، والتي كان آخرها قصف المدينة السياحية في محافظة دهوك والتي راح ضحيتها عشرات الشهداء والجرحى من المواطنين المدنيين.
كما يعول مراقبون للمشهد السياسي على الحكومة التي يجب أن تحمل البشرى الى الشعب العراقي بالخلاص من الأزمات التي أنتجتها حكومة مصطفى الكاظمي والتي أثقلت كاهل المواطنين خصوصا قرار رفع سعر الدولار.
وبالتزامن مع خطوة ترشيح السوداني لرئاسة الوزراء تكشف مصادر داخل البيت الكردي عن انفراجة قريبة لملف رئيس الجمهورية، مشيرة الى أن هناك توافقا كرديا وشيكا بين الحزبين للخروج بمرشح توافق واحد للمنصب.
والى ذلك أعلن تحالف عزم برئاسة مثنى السامرائي، دعمه وتأييده لترشيح محمد شياع السوداني لمنصب رئيس الوزراء في الحكومة الجديدة وعدّه “الخيار الأمثل، واصفا إياه بالشخصية المتزنة والوطنية والنزيهة وأنها الخيار الأمثـل لـهـذه المرحلـة الصعبـة والحساسـة من تأريخ الوطن”.
من جهته، أكد عضو الإطار التنسيقي عارف الحمامي، أن “ترشيح محمد شياع السوداني لمنصب رئاسة الوزراء من قبل الإطار التنسيقي هو انفراجة حقيقية ونهائية للانسداد السياسي”.
وقال الحمامي، في تصريح صحفي، ”بعد حسم ملف رئيس الوزراء، أن الإطار سيكون له دور إيجابي وكبير لخلق حالة من التقارب بين الكتلتين الكرديتين، وذلك بهدف الخروج من أزمة رئيس الجمهورية من خلال تدعيم وجهات النظر بين الطرفين”.
وأضاف، أن “الإطار التنسيقي سيكون عاملا داعما ومساندا لبرنامج حكومة السوداني، بشرط أن يتضمن البرنامج بنودا أساسية ومهمة أبرزها السيادة وإنهاء التواجد الأمريكي والتركي وتقديم الخدمات للمواطنين، إضافة الى الوقوف بوجه كل المحاولات الرامية الى المساس بالحشد الشعبي ومحاولة إضعافه وباقي التشكيلات الأمنية فضلا عن إعادة النظر بجملة من القرارات الاقتصادية التي اتخذتها الحكومة المنتهية ولايتها”.