العراق يرشح "جواد الهنداوي" لمنصب المدير العام لمنظمة اليونسكو.. تعرف على أهمية الترشيح وصفات المرشح
انفوبلس/ تقرير
رشّح العراق مؤخراً، السفير السابق الدكتور جواد الهنداوي لمنصب المدير العام للمنظمة الدولية للتربية والثقافة والعلوم (اليونيسكو)، الأمر الذي يدل على ثقة العراق بمكانته وعلاقاته وبنظامه الديمقراطي، حيث بدأت مُبكراً منافسة الدول المهتمة بسباق الفوز بالمنصب.
السوداني يرشح العراق لنيل منصب مدير عام منظمة اليونسكو في الأمم المتحدة
وفي تشرين الثاني/ نوفمبر عام 2022، وجّه رئيس مجلس الوزراء محمد شياع السوداني، بترشيح العراق لهذا المنصب، كي يظهر إرادة العراق وثقته وتصميمه وحقه في الفوز لإرثه الحضاري ودوره في إثراء البشرية بالعلوم والمعارف والثقافة. كما قام مؤخراً بترشيح السفير السابق الدكتور جواد الهنداوي لهذا المنصب.
ووفقا للهنداوي، فإن "قيام العراق بالترشح لهذا الموقع هو بحد ذاته إجراء إيجابي ويدل على ثقة العراق بمكانته وعلاقاته وبنظامه الديمقراطي، كما أراد السوداني بأنّ يكون العراق أول المرشحين، كي يظهر إرادة العراق وثقته وتصميمه وحقه في الفوز، لإرثه الحضاري ودوره في إثراء البشرية بالعلوم والمعارف والثقافة.
وقد أطلقت نخبة من مثقفي وأكاديميي العراق حملة لدعم بلدهم للوصول إلى هذا المركز، وأصدرت بيانا في هذا الصدد جاء فيه: "نبارك قرار رئيس الوزراء محمد شياع السوداني بترشيح العراق لنيل منصب مدير عام منظمة اليونسكو في الأمم المتحدة، والذي يأتي من حيث الاهمية الاممية في الموقع الثاني بعد منصب الأمين العام للأمم المتحدة، ونعتبره قراراً دالاً على ثقة العراق بمكانته الدولية وحُسن علاقاته الدولية، وإشارة لنهضة العراق، وتبياناً بتاريخ العراق الحضاري".
وأضاف البيان، "نشيد بترشيح الدكتور جواد الهنداوي لهذا المنصب، باعتباره شخصيّة وطنية واكاديمية دولية معروفة، وسفيراً سابقاً للعراق في عدة دول ومنظمات ومحافل دولية، شخصيّة قادرة على التنافس مع مرشحي الدول الأخرى وقادرة على الفوز، شريطة الدعم الحكومي والوطني لترشيحه، وسنتبنى حملة وطنية تحت عنوان (عراق الحضارة واليونسكو)".
وتابع، "لذا نهيب برئيس الوزراء ووزير الخارجية ووزير التربية ووزير الثقافة، الإسراع بتكثيف الجهود والمساعي رسمياً وإعلامياً من أجل دعم عراق الحضارة، عراق بوابة عشتار للتلاقي مع بوابة اليونسكو".
*المقومات التي يمتلكها العراق كدولة للترشيح والفوز
للعراق علاقات عربية وإقليمية ودولية مميزة، ويكاد يكون من الدول القلائل التي تحظى بهذه المكانة والاستحقاق من الدعم ورد الجميل. الأشقاء الأردن ولبنان وسوريا لا يمكن أن يتأخروا عن دعم العراق، لمواقفه ودعمه لهم. جمهورية مصر العربية، هي أيضاً لا يمكن أن تنسى موقف العراق حين سحب مرشحه لليونسكو، الدكتور صالح الحسناوي عام ٢٠١٧، ولصالح مصر، والتي لم تفُز في الانتخابات، كذلك الحال لدولة فلسطين الشقيقة والجزائر والمغرب وتونس. فيما للعراق علاقات مميزة مع فرنسا، اقتصادياً، لاسيما في مجال الطاقة ومشاريع النقل، وكذلك علاقات سياسية ودبلوماسية متطورة، وفرنسا هي دولة المقر لليونسكو، وصوتها يحدد تصويت باقي الدول الأوروبية.
تعرّضت متاحف ومآذن ومراقد وجامعات ومدارس العراق الى السرقة والتخريب بسبب الاحتلال وبسبب عصابات داعش الارهابية، وحارب العراق الإرهاب نيابة عن العالم، وقدّم التضحيات بالأرواح وبالثروات، جاء الآن دور دول العالم ودور المنظمات الدولية لتعويض العراق والاعتراف باستحقاقاته في مناصب أممية وإقليمية، حُرِمَ منها لعقود طويلة.
حصول العراق على كرسي اليونسكو سيعود بنفع كبير على العراق وعلى المنطقة
كما تدرك دول العالم مساهمات بلاد الرافدين، بلاد ما بين النهرين، بلاد مهد الحضارات في رفد البشرية بأصول العلوم والمعارف والفلسفة والكتابة والزراعة. سيجول في خواطر ممثلي المجلس التنفيذي للمنظمة اسم العراق وتاريخ العراق، وقصص ألف ليلة وليلة، وملحمة كلكامش، وأور وبابل العراق وسوف لن يتردّدوا في دعم حق العراق للحصول على كرسي اليونسكو.
فيما تربط العراق ومنظمة اليونسكو علاقة تعاون ومشاريع مشتركة في مجال التربية والتأهيل وإصلاح ما تضرر من متاحف وكنائس وجوامع تأريخية وأثرية خاصة في مدينة الموصل وحصول العراق على كرسي اليونسكو سيعود بنفع كبير على العراق وعلى المنطقة، التي عانت وتضرّرت جراء الحروب والإرهاب.
وصفات المرشح فإنه يجب أن يكون مؤهلا لغوياً (اللغة الفرنسية والمطلوبة) وأكاديمياً (شهادات عليا من الجامعات الفرنسية في اختصاص القانون وفي اختصاص علوم التربية والتعليم وفي الإدارة)، وله خبرة أكاديمية طويلة في التدريس والبحث و الإشراف على البحوث في الجامعات الفرنسية، وكذلك خبرة خمس عشرة سنة سفيراً ومفوضاً فوق العادة لبلده في دول و منظمات ومحافل دولية، ومؤلفاً وكاتباً في الفكر والسياسة والدبلوماسية والقانون والدستور، معروفا في أوساط النخب العربية والفرنسية.
*تعرف على آلية انتخاب مدير اليونسكو
تعتمد منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة (يونسكو) آلية خاصة لانتخاب مديريها العامين تتميز بالتدرج وبطول نسبي في الإجراءات، حيث يمكن أن تصل الجولات الانتخابية إلى خمس، وفي حال تعذر الحسم خلال هذه الجولات يتم اللجوء إلى نظام القرعة لاختيار المدير الجديد.
يتم اختيار المرشح الفائز لإدارة اليونسكو على مرحلتين، يحصل في الأولى على موافقة المجلس التنفيذي لليونسكو، ثم يحصل في الثانية على موافقة المؤتمر العام للمنظمة.
يبدأ المسار الانتخابي بتقديم المرشحين ملفاتهم وسيرهم الذاتية إلى الإدارة المعنية في المنظمة، ثم يقوم المجلس التنفيذي لليونسكو بإجراء "المقابلات الشخصية" للمرشحين لمنصب المدير العام للمنظمة التي تتخذ من باريس مقرا لها، كما يُستَمع أيضا لعروض حول خططهم ومقترحاتهم وأفكارهم.
ويتم التصويت على المرشحين في جولة أولى من ممثلي 58 دولة بطريقة سرّية، وفي حال لم يحصل مرشح على الأغلبية المطلوبة (50% +1) تُجرى جولة ثانية، ثم ثالثة، ثم رابعة ليحصل المرشح على الأغلبية المطلوبة (30 صوتا).
وبعد الجولة الرابعة يتم الإعلان عن المرشحين الحاصلين على أكبر نسبة من الأصوات للمرور إلى الجولة الخامسة التي يفوز فيها المرشح الحاصل على أكبر نسبة من الأصوات بغض النظر عن عددها، وإن تعادلا ولم يحصل أي منهما على نسبة تفوق الآخر يتم اللجوء إلى نظام القرعة لترجيح كفة أحدهما وحسم السباق بينهما بشكل نهائي.
وبعد تحديد الفائز في الجولات الانتخابية المتتالية وحصوله على الأغلبية المطلوبة، يُعرض على الجمعية العامة (195 دولة) التي تجتمع في وقت لاحق لاعتماده بشكل نهائي، حيث لا يصبح مديرا عاما بشكل رسمي إلا بعد موافقتها.
وتبلغ مدة الولاية الرسمية للمنصب أربع سنوات، يجوز بعدها الترشح لولاية ثانية أخيرة.
وتستعرض "انفوبلس" الشخصيات التي حظيت بمنصب المدير العام لليونسكو، ودولهم، منذ تأسيسها وحتى الوقت الحاضر، لمعرفة المشترك بين مؤهلات وتجارب الذين فازوا في المنصب:
*جوليان هكسلي، من المملكة المتحدة، من عام ١٩٤٦-١٩٤٨، وكان كاتباً وفيلسوفا، وكان مختصاً في علم الحيوان، وكان ناشطاً في إنشاء المنظمات غير الحكومية.
*خايمي توريس بوديت، من المكسيك، من عام ١٩٤٨-١٩٥٢، وكان أستاذاً في الأدب الفرنسي، وكان دبلوماسياً لبلده في بلدان أوروبية.
*جون وتيلور، شغل المنصب لعام واحد، حتى عام ١٩٥٣، وكان أستاذاً في الفلسفة في أبرز الجامعات الأمريكية والأوروبية.
*لوثر إيفانز، من ١٩٥٣-١٩٥٨، من أمريكا، وكان مختصاً في السياسة والعلاقات الدولية.
*فيتوريو فيرونوزي، من ١٩٥٨-١٩٦١، من ايطاليا ومختص في القانون، وله دور كبير في مناهضة الفاشيّة.
*رينه ماهيو، من ١٩٦١-١٩٧٥، من فرنسا، أستاذ في الفلسفة ثم ملحق ثقافي لبلده في لندن.
*أحمد مختار أمبو، من ١٩٧٥-١٩٨٤ من السنغال، تخرج من الجامعات الفرنسية، وعمل أستاذاً في التاريخ والجغرافية وتبوأ مناصب علمية عديدة قبل اختياره لمنصب المدير العام لليونسكو.
*فردريكو مايور، من ١٩٨٤- ١٩٩٩، من إسبانيا، دكتوراه في الصيدلة، عمل مساعداً لوكيل وزارة التربية والتعليم وتولى مناصب أخرى.
*كوشيروا ماتسورا ،١٩٩٩-٢٠٠٩، من اليابان، حاصل على الدكتوراه في الحقوق، عمل سفيراً لبلاده في فرنسا.
*أيرينا بوكوفا من عام ٢٠٠٩-٢٠١٦، من بلغاريا، اختصاص علاقات دولية من جامعة موسكو، عضوة برلمان ثم سفيرة لبلادها في فرنسا والمغرب.
*اودري اوزلاي من ٢٠١٧-٢٠٢٥، فرنسا، خريجة المدرسة الوطنية للإدارة، حاصلة على دبلوم معهد باريس للعلوم السياسية، وتولت مناصب عديدة منها مستشارة للرئيس الفرنسي اولاند، ومن ثم وزيرة للثقافة.
وفازت فرنسا بهذا المنصب بعد منافسة مع المرشح القطري، الدكتور حمد الكواري.
تكرار تناوب الدول الأوروبية، وخاصة فرنسا على رئاسة المنظمة، ما يدل على تأثير الصوت الأوروبي، وخاصة صوت فرنسا، بلد المقر العام للمنظمة، بحسب مختصين.
يشار إلى أن العراق تقدّمَ بمرشحه الدكتور صالح الحسناوي في الدورة السابقة عام ٢٠١٧، وقرّر سحب الترشيح قبيل بدء التصويت لصالح مرشح جمهورية مصر العربية، وكانت حينها السفيرة مشيرة خطاب.
كما لم يفُز العرب رغم ترشح قطر ومصر لأكثر من مرّة، حيث رشحت مصر سابقاً الدكتور فاروق حسني، ومن ثم، الدكتورة السفيرة مشيرة خطاب، وتقدمت قطر بمرشحها الدكتور حمد الكواري السفير والوزير السابق ومستشار الأمير للثقافة.
وبحسب مختصين فإنه من حق العراق والذي سحبَ مرشحه لصالح أشقائه العرب مطالبة أشقائه الآن بدعم مرشحه.